المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هيَّ الأهداف التي يسعى من أجلها السحرة والمشعوذون ؟؟؟


أبو البراء
09-09-2004, 07:16 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

قامت الدكتورة " سامية الساعاتي " بعمل مسح ميداني واستقراء حي واقعي لمعرفة الأهداف التي من أجلها يقوم السحرة والمشعوذون بهذه المهنة ، فكانت نتيجة ذلك الاستقراء وأهم الأهداف الرئيسة تدور حول الأمور التالية :

أ - السعي وراء المال : وذلك بإيهام الناس بأن لديهم قوى غير منظورة لحل مشكلاتهم ، مما يحقق لهم دخلا وفيرا من المال والهدايا 0

ب - السعي وراء المكانة : حيث أن بعض الناس يخشون من تلك الفئة ويقدرونها ليس بدافع الحب والاحترام وإنما هو دفع لشرهم ، معتقدين أنهم يملكون تسخير القوى الغيبية لإلحاق الضرر بمن يشاءون 0

ج - توريث مهنة السحر : حيث يحرص أغلب الآباء المشتغلين بهذه الأمور توريثها لأبنائهم ، لما تدره عليهم من أرباح في أغلب الأحيان ) ( السحر والمجتمع – بتصرف ) 0

يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – عن أسباب وأهداف المشتغلين بالسحر وكثرة انتشارهم : ( لا شك أن خفة الديانة ، وضعف الخوف من الله تعالى ، سبب قوي لتعاطي المحرمات ، فالساحر قد يعلم حكم السحر ، وحد الساحر ، ولكن لضعف إيمانه بالله تعالى وبالدار الآخرة ، وخوفه من العذاب قويت نفسه الأمارة بالسوء ودفعته إلى تعاطي ما لا يحل له من عمل السحر ونحوه ، وهذا السبب غالباً هو الذي يدفع صاحبه إلى اقتراف الذنوب ، وارتكاب الخطايا ، فلو أن هؤلاء السحرة والعصاة والمبتدعة كانوا على يقين وإيمان كامل بعاقبة تلك الذنوب في الآخرة ، وسوء مغبتها لما أقدموا عليها ؛ وأيضاً فإن هناك دوافع قوية تزجهم في هوة المعاصي ( فمنها ) تسلط الشياطين عليهم ، فهم لما أخلوا بالطاعة واستهانوا بأمر الله تعالى ونهيه ، واقترفوا مقدمات الذنوب ، قوي سلطان الشيطان على أحدهم ، فقويت وساوسه ، وألقى في القلوب محبة الشر وفعله ، وزين لهم سوء أعمالهم ، وصدهم عن السبيل السوي ، كما قال تعالى : ( إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ) ( سورة محمد – الآية 25 ) ( ومنها ) تعظيم الشهوات البهيمية ، والميل إلى تناولها ، فإن الله تعالى جعل ما على الأرض زينة لها ، ولكن أخبر بأنه يفتن به بعض خلقه ، كما قال تعالى : ( إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ( سورة التغابن – الآية 15 ) فالإنسان الذي يطيع شهواته وطباعه وما تتمناه نفسه من اللذة والسرور ، غير مفكر في عاقبة الأمور ، لا شك أنه يقع في الذنوب ، ويرتكب الجرائم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " ( صحيح الجامع 3147 ) فالغالب أن الشهوات التي تنخدع بها النفوس الضعيفة ، هي من أسباب دخول النار ، فإن الكثير من العصاة علموا أن الإيمان القوي الكامل يمنعهم من كسب المال كما يريدون ، ومن إعطاء نفوسهم شهواتها في البطون والفروج ، فلا جرم يبتعدون عن العمل بالشريعة ، وتنهل نفوسهم من المحرمات ، وتشرب الخمور ، وفعل الفواحش من الزنا ، واللواط ، والنظر إلى العورات واكتساب المال من وجوه محرمة ، أو مشتبهة ، ونحو ذلك ، فالسحرة من أهل الشهوات الذين أكبوا على الدنيا وعظموا شأنها ، وكان من جملة ما دعتهم نفوسهم إليه تعاطي السحر وعمله ( ومنها ) أن الساحر يحب الظهور والبروز بين الناس ، والشهرة عند العامة ، بأنه يعلم الغيب ، ويطّلع على ما لا يطّلع عليه غيره، وبذلك ينتشر له سمعة بين الخاص والعام ، ويكثر ذكره في المجالس ، ويكون بينهم محل احترام وتوقير ، وذلك عن جهل بحكمه ، وعاقبة أمره ، فهو يتطلع إلى رفع نفسه ، وتصديره في المجالس ، والقيام له ، وتقديمه على غيره ، لأنه عندهم بمنزلة الولي الذي حباه الله بالكرامات ، وخوارق العادات ، وذلك جهل كبير 0 ( ومن الأسباب ) التي تدفع الكثير من هؤلاء إلى تعاطي السحر السعي وراء الدنيا الدنية ، وجمع المال من حل وحرمة ، وذلك لأنها الغالب على الجهلة أن يتوافدوا إلى من أظهر هذا العمل ، ويقدموا إليه شكاياتهم ، ويطلبوا منه النظر في أمورهم ، فكل من أحس منهم بألم أو خيل إليه أنه ممسوس ، بادر هو أو أهله إلى ذلك المشعوذ والكاهن ، وبذل له ما طلبه من المال فيكتسح أموال هؤلاء الجهلة ، ولا يبالي بجمع ما تحصل عليه ، ولا يتذكر أن ذلك سحت وحرام ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مهر البغي حرام ، وحلوان الكاهن حرام" ( صحيح الجامع 7640 ) أي ما يبذل له من المال ليخبرهم ببعض ما سألوه من العلوم الغيبية 0 ( ومن أشهر الأسباب ) التي تدفع السحرة إلى عمل السحر وتعلمه ادعاؤهم أنه علم يستفاد منه ولا يجوز إضاعته ، فهم يتوارثونه ، ويتلقاه صغيرهم عمن قبله ، ويعلمه الوالد لولده ، والشيخ منهم لتلاميذه ، ويحبذهم على تعلمه حتى لا ينقطع بينهم ، ولا شك أن ذلك تدخل في علم الغيب ، وقد أخبر الله تعالى أنه قد تفرد بعلم الغيب كما قال تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ ) ( الأنعام – الآية 59 ) وقال تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ) ( سورة النمل – الآية 65 ) وقد أخبر الله تعالى أن الشياطين تنزل عليهم بقوله : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ) ( سورة الشعراء – الآية 221 ، 223 ) أي تلقي إليهم الشياطين ما تسترقه من الملائكة من الحوادث ، وأكثرهم كاذبون ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0

يقول الدكتور عبدالسلام السكري المدرس بكلية الشريعة والقانون بدمنهور تحت عنوان " أسباب إقدام الإنسان على هذا التحول الخطير – يعني اللجوء إلى السحر – ما نصه :
( 1- شراهة النفس وتشوفها إلى حب المال 0
2- تشوفها إلى الوصول إلى قمة السر الخفي 0
3- اليأس المطلق نتيجة صدمات في الأغلب تكون صدمات عاطفية 0
4- حب السيطرة والجاه والسلطان ) ( السحر بين الحقيقة والوهم في التصور الإسلامي – ص 20 ) 0

ومن هنا يُرى بأن الغاية والهدف الأساسي من السحر هو غايات مادية ومعنوية بحتة يسعى من خلالها الإنسان إلى الإضرار بأخية المسلم ، ومن هنا جاءت العقوبة قوية رادعة لمن يطرق أبواب تلك الفئة الضالة المضلة 0

هذا ما تيسر لي في الإجابة على السؤال ، فما أصبت فمن الله سبحانه وتعالى وحده ، وما أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله بريئان ، أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم ومحبكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

مجاهد علي
09-11-2007, 08:40 PM
بارك الله فيك اخي ابو البراء وجزاك الله خير والمزيد من مشاركاتك الطيبه ,,
تحياتي ,,
اخوك مجاهد ,,