المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصدي الجبان!!


أم القاسم
01-09-2006, 10:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه القصة القصيرة كتبتها منذ أكثرمن سنة

مصيدة الجبان

حينما كنت جالسة متلهفة ..أريد معرفة المزيد عن الدعوة وأنا متشوقة.. فلقد فرضها علينا الرحمن ... ما أجملها فريضة نبتغى بها الجنان... وإذا بتصفحى بين كتاب وكتاب بصوت خافت ينادينى يامن تبحثى عن الأمان! ...حاولت ألا أسمعه ولكنه كرر النداء فاجبته

من أنت إنس أم جان؟!

وماشأنك أن تعرفى...؟....فسأقوم بطرح اقتراح ولكى الرغبة إن شئتى نفذتى وإن شئتى امتنعتى ...اتفقتى معى أختى؟

اتفقت فهذا أمر يسير طالما كنت مخيرة ولست بمسيرة ولكن لكِ أن تتذكرنى بقولى ..سأعرفك ! يا من قلت لى اختى! وما أنا باخت لك ولكن لاعليك فاطرح على اقتراحك؟!

رأيت فيكى الخلق والايمان وجمال وهبهه لك الرحمن فما لك تقصرين مع من وعدك بالجنان!!

أقصّر؟ ...ما أنا بمقصرة وأحاول أن أكون لله طائعة

نعم تقصرين فلقد وهبك لباقة باللسان وجمع بين العلم والايمان نفتقده فى هذا الزمان

حمدا لله فأنا أحمده واشكره ...ومهما حمدته لا أحصى نعمه... ماذا تقترح ؟ فماذا أنا بفاعلة الآن؟

ما أنا إلا ناصح بالعمل الصالح فما رأيك بدعوة فلان للرحمن؟!

دعوة؟! اتقصد دعوة لله؟ ما أجمله عمل صالح فرض على كل انسان تلقى العلم وذاق حلاوة الايمان ...ولكنى ادعو فلانة وفلانة وفلانة واحتسبهم فى الميزان؟

جزاكى الله عنهم ولكن ألم تجدى فلان يحتاج للمساعدة وانتى عنه مبتعدة؟

ما مبتعدة ولكن رحم الله كل انسان عرف قدر نفسه وأنا اعرف قدرى الآن.. فما لى بالمجازفة وأنا غير مؤهلة؟

رباه؟ فابلغى ولو آية قد تكون سبب فى هداية.. وكيف غير مؤهلة فانتى بالإيمان والعقل محصنة؟!

حسنا ..حسنا سأدعوه لأكون من الفائزين إن أذن لى الرحمن!

جزيت خيرا واآن قد دعوتيه ...ألم تجديه غير مكترس بما قلتيه؟

وآسفاه لقد ذكّرته بالله ..ولست عليه بمسيطرة والله... فإن هداه ما إلا على الله..

لا.. العيب منك والخطأ صادر عنك ...فلقد دعوتيه بغلظة فانفض عنك ...عليكى أن تكونى رقيقة ...فتكونى له أختا فى الله..فلا تنسى أنكِ تدعو لله حتى تحظى برضاه

حسنا جعلنى الله فى ميزانك فدونك خسرت سبب هداه

جزيت خيرا فأجده فى الحال لك طائع وللجنة طامع ..جعلك الله فى هدايته سبب.. فلا تبتعدى عنه حتى لا يعود وينقلب!

لا والله سأكمل الطريق وأسير على خطاك ...ولكنى خائفة أن يصيبينى الهوى وأن أحيد عن الهدى

من طاعة الله تخافين؟! أم من اتباعك الصادق الأمين؟! فماذا تقولين؟ وعن ماذا تتحدثين؟ فبالجنة توعدين؟

وها أنا صرت له أختا وعلمته ما أنا تعلمته وكنت سببا فى هدايته فكفانى هذا وعلى أن اتركه

لا انتظرى واسمعى... رائع ما فعلته ولكنى أجدك مهمومة به ..أتكونى مغرمة به؟؟

رباه..نعم لقد عشقته ..وأحببت الوقت الذى يمضى معه ...وتمنيت لو أعيش طيلة عمرى بجانبه.. فماذا أقول له؟

ما هذا إلا حبا فى الله قد وهبك الوهاب إياه ..فصارحيه ..وكونى لنفسك خاطبة دون أن توضحى له

لقد صارحته وما أنا الا بضاعة مباعة.. ولمشاعرى أنسى الله ورسوله.. وهاهو مسرور ببضاعة رخيصة كانت بالأمس نفيسة ...والآن قد عاهدته على اللقاء فى أى آن... يا قائدى انصحنى! هل اطيعه الان؟!

نعم ...نعم ... ماهذا إلا وقت قصير سوف يمضى بشكل يسير !

ها أنا اضعت عفتى بعدما كنت اشتهر بالإيمان...ها أنا عابسة الوجه بعدما كنت أعرف بجمال وهبه لى الرحمن.. فماذا فعلت بى أيها الجبان؟! ...لقد اقنعتنى أن الدعوة للرحمن ما أيسرها مع فلان وماهى الا مصيدة يضيع بداخلها الإيمان ...اجبنى من انت يا من افضل منك الحيوان؟

ألم تعاهدينى على أنك ستعرفى ؟! و تذكرى أنا برىء منكِ ..لأنى وضحت لك الخيار فاختارتى ان تنفذى.. فهيا اعرفى يا من تتهمينى بالجبان وتضيفى أن من أفضل منى يكون الحيوان!

ها قد عرفت خطواتك التى زينتها لى.. وكأنى فى طريقى للجنان ولكنها حقيقةً خطوات لدار أهل العصيان...ولكنى فطنة وسألحق بركب الجنان الآن ...ما علىّ إلا توبة ابتغى بها مرضاة الرحمن...أندم بها على ما مضى .. وأعزم انى لا أنساه غدا ..غير أنى ارضيه الآن ولقد تركت فلان...فليس لك مسلكا معى فابحث عن غافل غيرى معك من الان
فلقد عرفتك أيها الشيـــــــــــــطان