المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصتي مع الوسواس القهري كاملة ,, أنقلها لكم للفائدة


ابو فاارس
22-06-2013, 09:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأحكي لكم قصتي مع الوسواس القهري الذي بدأ معي منذ تقريبا 3 سنوات وبفضل الله ورحمته تخلصت منه إلى حد كبير ولله الحمد قبل أن يتخلص هو مني !!
في البداية يجب ان تعرف ان المرض ابتلاء من الله, ويجب عليك ان تصبر وتحتسب الأجر.

أولا أنا إنسان دقيق وأحب تفاصيل الأشياء وللأسف لم أتمكن من السيطرة في قلقي ودقتي وهذا ما أصبح بالنهاية وسواساً قهرياً , وللعلم ان اغلب من يصابون بالوسواس القهري هم بالأصل من أصحاب الشخصيات الدقيقة.

قبل تقريباً ثلاث سنوات تعرضت لضغوط نفسية و مررت بفترة قلقة ومن هنا بدأ معي المرض, حيث في البداية بدأ معي الوسواس في الطهارة وبالتحديد وسواس البول, حيث انني كنت أشعر بعد ما أنتهي من قضاء الحاجة أكرمكم الله انه تخرج مني قطرة بول فكنت بالبداية أقول انه مجرد وهم ولكن مع مرور الأيام زاد لدي الشك والقلق وأصبحت أرى بالفعل قطرة بول تخرج مني بعد الخروج من دورة المياه, فزادت لدي الوسوسة وأصبحت افتش ملابسي لأتأكد من عدم خروج قطرة بول وعندما أرى انه خرج مني قطرة بول اقوم بتغيير ملابسي وأتوضأ من جديد فزادت لدي الضغوط النفسية وزاد القلق حيث انني اصبحت اتوضأ اكثر من مره كلما احسست بخروج شي وأقوم بتغيير ملابسي كثيرا لدرجة انني اتوضأ 4 او 5 مرات للصلاة الواحدة بسبب شكي او رؤيتي قطرة بول.

قلت في نفسي يجب ان اضع حد لهذه المعاناة وان اتوجة الى المستشفى لأفحص على نفسي من سلس البول واقوم بعلاجه, وبالفعل توجهت الى المستشفى وحجزت لدى أفضل دكتور لديهم مختص بالمسالك البولية وشرحت له معاناتي بالتفصيل, فقال لي سأقوم بعمل كشوفات كاملة لمسالكك البولية والمثانه لنتأكد هل الذي بك مرض عضوي أم نفسي.

فقام بعمل لي أشعة على المثانه وقام أيضا بعمل ايضاً قسطرة للبول وفحوصات كاملة, ثم بعد ان خرجت الفحوصات قال لي بالحرف الواااحد الحمد لله ليس بك أي مرض عضوي بتاتاً !!!؟؟ وان الذي بك هو مرض نفسي وسواسي فقط !!
قلت له اذن كيف تخرج مني قطرات البول هذه, قال نعم ان القلق والضغط النفسي يؤدي الى ارتخاء عضلة البول فمع زيادة القلق والضغط النفسي والتفكير ترتخي عضلة البول قليلاً فتخرج قطرة بول, وان عليك فقط ان تكف عن القلق !! وتبتعد كل البعد عن الضغوط النفسية.

خرجت من الدكتور وأنا تائه ماذا أفعل وكيف أقضي على هذا القلق والوسواس, قمت أولا بقراءة ماكان يفعله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عند قضاءه للحاجه ويجب أن تعلم ان قليل النجاسة معفو عنه .

روى النسائي من مجاهد عن الحكم بن سفيان الثقفي عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أخذ حفنة من ماء فقال بها هكذا ، نَضَحَ به فَرْجَـه .ورواه الإمام أحمد وأبو داود .
وروى الإمام أحمد من حديث عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فعلمه الوضوء ، فلما فرغ من وضوئه أخذ حفنة من ماء فرش بها نحو الفرج . قال : فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرشّ بعد وضوئه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ويُستحب لمن استنجى أن ينضح على فرجه ماء ، فإذا أحس برطوبته قال هذا من ذلك الماء . اهـ .

فهذا مما يُستعان به على قطع الوسواس ، فإنك إذا توضأت ثم أخذت شيئا من الماء فرششته على ملابسك الداخلية انقطع عنك الوسواس ، لأنك إذا رأيت شيئا أو أحسست بشيء قلتَ : هذا من ذاك الماء الذي أنا رششته .

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يُشدِّد في رذاذ البول.


فمن هنا توقفت بتاتاً عن الشك أو البحث والتحقق من خروج قطرة البول, ولله الحمد انقطع لدي هذا الوساس وصرت بالفعل لا أجد قطرات بول بعد قضاء الحاجة. وللعلم الضغط على منطقة العجان بعد التبول يخرج باقي البول, منطقة العجان هي المنطقة الملساء الواقعة بين كيس الصفن والشرج, تضغط عليها بعد التبول ليخرج ما تبقى من البول كاملاً.

بعد ان شفاني الله من وسواس البول الحمد لله, انتقلت الوساوس لدي إلى ما يسمى بـ وسواس الماء وهي الوسوسة والشك في الوضوء وغسل الجنابة, وايضا وسواس الطهارة وهي الشك في خروج الغازات, وايضا وسواس النية.

كنت أتوضأ وأعيد الوضوء مرات عديدة لشكي بعدم مثلاً الإستنشاق في بداية الوضوء او عدم مسح الأذنين او او ..
أو أن اعيد الوضوء لمجرد احساس بخروج غازات اثناء الوضوء أو بعد الوضوء, وكنت ادقق جداً في وضوئي حيث كنت أتأكد من وصول الماء الى المرفق واتأكد بشدة من وصول الماء الى داخل الحاجبين والرموش وووو ...
فكنت امكث في الحمام قرابة النصف ساعه لأتمكن من انجاز وضوئي. وعند خروجي من الحمام تبدأ لدي الوساوس والشكوك بنسياني شيئاً !

أما بالنسبة لغسل الجنابة فكانت متعبة جداً بسبب الشك والوسوسه والتدقيق الشديد, فكنت امكث بالحمام قرابة الساعتين وأنا اغتسل من الجنابة, وعند خروجي من الحمام تبدأ لدي الشكوك اذا ما كنت نسيت شيء من اعضاء الجسم لم يصله ماء !!
ولكن نصيحة أحسن الظن دائماً, مهما شكيت و وسوست فأحسن الظن وقل في نفسك لا هذا مجرد وهم و وسواس وليس حقيقه.

ايضاً كنت اعاني من وسواس النية, كأن اعيد واكرر على نفسي انني الأن سوف اصلي صلاة الظهر مثلاً,
او عند الوضوء او غسل الجنابة انتظر قرابة العشر دقائق وأنا اعيد واكرر النية للوضوء او الغسل.

طبعاً كل هذه الوساوس بسبب عدم معرفتنا الكاملة بأحكام الدين.
سوف أبين لكم كل وسواس كنت اعاني منه والدليل ان وسواسي وشكي كان باطلاً!

أولاً يجب ان تعلم ان الشك بعد اداء العبادة (الوضوء الصلاة وو ..) لا يعتنى به ابدددداً , مهما بلغ بك الشك مبلغه (خصوصاً اذا كنت ممن تعاني من الوسوسه).
فمثلاً وانت تتوضأ وعند شروعك في غسل الوجه شكيت انك لم تتمضمض لا تلقي لهذا الشك بالاً, بل أكمل وضوئك فإن رجعت وتمضمضت فلن تستطيع التخلص من الوسوسه. وكذلك ينطبق هذا في الصلاة كالشك في عدد الركعات او السجدات لا تلقي لها بالاً وأكمل صلاتك. لأن هذه كله من الوسوسه.

ثانياً بالنسبة للتدقيق في وصول الماء لأعضاء الجسم سواء في الوضوء او الغسل, فأنت عندما مثلاً تغسل وجهك ثلاث مرات فإن الماء بالفعل وصل الى جميع مناطق وجهك, وكذلك في غسل الجنابة هل تعلم انه يكفي بك ان تقف تحت الدش وتقوم بتحريك جسمك وتغسل بواطن الجسم وتنتهي بذلك من غسلك بسرعة! ولا تدقق في وضوئك او غسلك ابددداً , فيجب ان تعلم كيف كان يتوضأ ويغتسل رسولنا الكريم وكيف كانت كمية الماء القليلة التي يستخدمها.

ولذا لما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله كيف الوضوء ؟ فأراه الوضوء ثلاثا ثلاثا ، ثم قال : هكذا الوضوء ، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم . رواه النسائي في الكبرى وابن ماجه وغيرهما .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع، ويتطهر بالمُدّ. متفق عليه.
والمُـدّ قدر ملء الكفين للرجل المعتدل .
وهذا يدل على الاقتصار على اليسير من الماء في الوضوء .
قال الإمام النووي : وأجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو كان على شاطئ البحر ، والأظهر أنه مكروه كراهة تنزيه ، وقال بعض أصحابنا الإسراف حرام ، والله أعلم . انتهى كلامه – رحمه الله – .

والتعدّي في الوضوء منهي عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون في آخر الزمان قوم يَعتدون في الدعاء والطهور . رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما ، وفي إسناده مقال ، وله شاهد من حديث سعد رضي الله عنه .


س/ أنا أغتسل الاغتسال المجزئ وكنت في السابق أغتسل حسب ما رود عن الرسول صلى الله عليه وسلم . لكن عندما أصبت بالوسواس القهري أصبح اغتسالي مجزئا لأنني أمكث طويلا بدورة المياه أريد أن أعرف من فضيلتكم هل يكفي فقط الوقوف تحت الدش وأحرك جسمي تحته هل هذا كاف لتعميم البدن؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجزئك في الغسل الوقوف تحت الدش كما ذكرتَ وتعميم الماء على ظاهر جسدك، ولا يشترط عند جمهور أهل العلم تدليك الجسد خلافا للمالكية،
ويدخل في ظاهر الجسد ما بين الفخذين وما تحت الذَّكَر مع إيصال الماء إلى ظاهر فتحة الشرج، وكذلك داخل الإبطين والسرة فيجب غسل هذا كله.
كما يجب إيصال الماء إلى داخل الأذن من غير صب الماء داخلها، لما قد يترتب على ذلك من ضرر.
وننصحك بالاقتصار على صفة غسل رسول الله عليه وسلم
مع الإعراض عن الوساوس لأن الاسترسال فيها سبب لرسوخها، ومن تلك الوساوس المكث طويلا في الحمام فجاهد نفسك للتخلص من مثل ذلك.
والله أعلم.


ثالثاً وسواس النية, بصراحه هو وسواس غريب ومضحك في نفس الوقت!
فكيف بي أن اوسوس بنيتي لأداء الصلاة مثلاً وانا اصلاً توضأت وذهبت بالفعل للمسجد !
فهل الذي يذهب للمسجد ليلعب أم ليصلي ؟!

يجب ان تعلم ان كلللل شي تهم لفعله فإنك بالفعل قد نويته.
مثلاً ذهبت للحمام تريد الوضوء للصلاة, فأنت بالفعل نويت ان تتوضأ. فلا يجب عليك ان تنتظر حتى تقوم بتحضير النية!!
فالنية ملازمة للفعل.

بعد معرفتي لكل هذه الأحكام خف لدي الوسواس القهري بشكل ملحوظ ولكنه كان مازال باقي ؟!
يزيد ويخف بعض الأحيان ..

للعلم فإن هناك هرمون يفرز بالدماغ اسمه السيروتونين (Serotonin): يسمى في بعض الاحيان هرمون السعادة فهو يُعدِّل المزاج ويمنع الاكتئاب والوسواس القهري ويعطيك احساس بالسعادة ويمكن ان يحصل عليه الجسم عن طريق التعرض لضوء الشمس او تناول الاطعمة الغنية بالكربوهيدرات او التمارين الرياضية او بالأدوية.

فقررت بعدها أن اذهب إلى عيادة البروفيسور طارق الحبيب لكي يساعدوني بعد الله في التخلص من الوسواس القهري, حجزت في البداية عند دكتور مختص بالعلاج المعرفي السلوكي للوسواس القهري, اخذت عنده تقريباً 4 جلسات, افادني ببعض الطرق لإبعاد الوسواس وعدم التفكير به, وللعلم قد قرأت مثل هذا الكلام في الانترنت والمنتديات, فقررت بعدها ان اتوقع وأحجز عند دكتور مختص بالعلاج الدوائي.

طبعاً كنت سابقا أقرأ عن الأدوية المساعدة بإذن الله للتخلص من الوسواس القهري وأخذت معلومات عنها وكنت مرتاح نفسياً لدواء اسمه فافرين , ثم دخلت عند الدكتور وشرح له عن حالتي و أبلغته انني اود استخدام دواء فافرين فما رأيك ؟ فقال نعم الفافرين من الأدورية الممتازة والفعالة بإذن الله. وشرح لي طريقة استعمالة

ولله الحمد والشكر تحسنت كثيراً بعد استخدامي للفافرين وقل الوسواس القهري لدي بفضل الله بشكل كبير جداً وتحسنت حالتي ونفسيتي وخف لدي الاكتئاب, هذا كله من فضل الله.



يجب ان تعلم ان الدواء لا ينفع إلا بإذن الله سبحانه, فعليك ان تتوكل على الله وتعلم انه هو الشافي الذي لا شفاء إلا شفاءه وتعلم ان الدواء ماهو الا مجرد سبب وأن الله هو مسبب الأسباب وعليك ان تتضرع إلى الله بالدعاء الخالص وترجوه دائماً في كل وقت وفي سجودك ان يشفيك من الوسواس, وان تدعوا الله ان يجعل في الدواء (ان كنت تريد استخدامه) نفعاً لك.

في النهاية اعتذر جداً للإطالة في الموضوع, ولكن أحببت أن اشرح ما عانيت به خلال السنوات الماضيه وكيف بفضل الله تخلصت منه بشكل كبير.

أرجوا من كل من لديه سؤال أو استفسار ان يتفضل.

وشكرا لكم.

احمد الخير
22-06-2013, 10:16 PM
الحمدلله علي سلامتك ومتعك الله بلباس الصحة والعافية
وجزاك الله الف خير