المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهل الطب يسألون حول بعض الحالات المرضية ومسائل متنوعة في الرقية الشرعية ؟؟؟


أبو البراء
07-09-2004, 08:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

# حتى يتسامى العقل إلى مصاف العظماء ، ويرتقي إلى منابر العلماء ، ويقتفي مآثر الحكماء ،
كان لزاماً عليه أن يلحق الخطى وراء الخطى ، ويتشبث بسياج التقى ، ويستمسك بالعروة الوثقى ، وأنى له ذلك إلا بطلب العلم النافع المفيد ، والإقبال عليه ، وحسن الإستماع إليه .
ولن يناله من يتعالى عن سؤاله من أرباب العلم وأهله الراسخين فيه ، أو يتحرج في طلبه من الثقات البارعين فيه .
والله تعالى من وراء القصد .
=================
# ما مر بي في السنوات الأخيرة كان يستوجب مني أن أضع في كل مكان أدلي فيه بدلوي إشارة استفهام ، وفكرة استعلام ، وخصوصاً وسط ما أشهده من ظروف وأحداث .

# وهذه قصص ومواقف أسردها لكم ، ليس بغرض التسلية وتمضية الوقت ، وإنما لإيراد العظات والعبر ، واستنباط الشواهد والدرر ، وإستقصاء الحقائق والفكر.

# بعضها أنقلها لكم من جنبات المستشفى الجامعي و بعضها الآخر وقفت على أحداثها بنفسي .

# ولي بعدها وقفات ، ومن خلالها تساؤلات ، وعلى أطلالها حسرات .

# وإنني التمس غزير علمكم ، وحسن جوابكم مدعماً بالأدلة والشواهد والنقل الصحيح الصريح من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونهج الصحابة والتابعين .
===========
*** الحالة الأولى :
)) # فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها ، كحال الكثير من الفتيات في هذا الوقت، تحب الغناء والطرب والرقص حتى الثمالة وإلى درجة الإغماء أحياناً
# بعد زواج أخيها .... مرضت مرضاً غريباً ، أعراضه كالتالي بدأت متدرجة :
تسمم في الدم ، تكسر في الصفائح الدموية ، نزيف حاد ، تقيؤ الدم
# انتهى بها الحال إلى فشل كلوي كامل ، وبدأ شعرها يتساقط بكثرة إلى درجة الصلع تقريباً ، وأصبح جسمها الممتليء هزيلاً صغيراً كالطفلة ، وزنها نقص بشكل غير طبيعي ، بشرتها أخذت تميل للإسمرار
# تحدثت مع أهلها بضرورة الرقية وأهميتها وخصوصاً أن انتكاسة البنت كانت بعد مناسبة مع الإستمرار على العلاج الطبي جنباً إلى جنب
#عندما ألمحتُ للبنت نفسها بفائدة الرقية أخذت تبكي بطريقة غريبة ، والله الذي لا إله إلا هو أنها أخذت تبكي بصوت يختلف عن صوتها الحقيقي ولاأدري هل هذا المرض أثر على صوتها و قدرتها على البكاء ، أم أنه أمر آخر علمه عند ربي
# علمت فيما بعد أن أباها أحضر لها راقياً في المستشفى ، ولأنها لم تتأثر من أول جلسة فقد نسي أهلها الأمر .
# حالتها إلى الآن غير مستقرة ، والله المستعان ))
=================
*** الحالة الثانية :
(( # فتاة في السادسة والعشرين من عمرها ، على علم ودين ، والداها منفصلان
# أصابها فجأة خلل في وظائف الكلى ، مكثت على جلسات الغسيل شهوراً عديدة
# ظهرت عليها أعراض غريبة ، ذهب بها أهلها إلى أحد المعالجين بالرقية ، فصُرعت ونطق عليها المس وقال : أنه دخل بها بسبب خوفها وهي طفلة .
# مما يدل أن أمر الإصابة بالمس لم يتضح إلا بعد ظهور أعراض الفشل الكلوي ( يعني بعد أكثر من 15 سنة )
# نصحهم الشيخ المعالج بالتوقف عن أخذ العلاج الطبي والإكتفاء بالرقية ، فزادت حالتها سوءاً أكثر إلى أن أصابها تعطل كلي لوظائف الكلى .
# انتهى بها المطاف للسفر إلى الخارج لزراعة كلى جديدة
# بعد عودتها ، مازالت تعاني ، و هي الآن تحت الملاحظة ريثما يتم التأكد من أن الجسم تقبل الكلية المزروعة بشكل نهائي ))
===================
*** الحالة الثالثة :
((# طفل صغير عمره 3سنوات كان ممتلئاً وبصحة جيدة ، تقول والدته : أنها كانت تطعمه ، وبمجرد دخول إحدى قريباتها عليها ، تقيأ هذا الصغير الأكل دفعة واحدة ، وأصابته سخونة ، مغص ، وإسهال ....
# عند إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة كانت النتيجة وجود أجسام طفيلية ظهرت في تحليل البراز – أكرمكم الله –
# وتغير حال هذا الطفل فقد أصبح هزيلاً ضعيفاً ، وكلما أكل أو شرب عاوده المغص مرة أخرى))
=================
*** الحالة الرابعة :
(( # في قريتها الصغيرة ، أرادت هذه المرأة أن تفعل خيراً بإماطة الأذى عن الطريق ، فقامت بإزالة الحشائش والشجيرات المزروعة التي تؤذي المارة في طريقهم ، وقامت بمجهود جبار ومبارك إلى أن انتهت .
# أخبرت جارتها ، بأنها نظفت الطريق من كل هذه الحشائش وإذا بها تسقط فجأة في نفس المكان .
# زارت المستشفى ، وثبت في الأشعة وجود تمزق في أربطة القدم ، وأصبحت هذه المرأة تسقط دائماً على قدمها .
# الذي يثير الدهشة هو أن هذا التمزق يظهر أحياناً في هذه الأشعة ، ويختفي في أحيان أخرى ))
=================
*** الحالة الخامسة :
(( # معلمة ، تركت زميلاتها من المدرسات في وقت فراغها ، وذهبت إلى جانب الغرفة بجوارهن لتؤدي صلاة الضحى .
# بدأت الصلاة ، أمام زميلاتها فتهامسن : انظروا إلى فلانة تصلي ونحن جميعاً لاهيات ساهيات لانفعل مثلها .
# تقول هذه المعلمة: ( وأنا ساجدة ، أحسست بضربة قوية في رأسي ، تحاملت على نفسي ، واستأذنت راجعة لبيتي ، أشتكي من صداع فظيع )
# وكلما طلب منها زوجها شيئاً وتنهض لإحضاره ، تسقط على الأرض فجأة فاقدة وعيها تماماً .
# كرهت الصلاة والقرآن والذكر ، أصبحت تتضايق من زوجها وأولادها .
# كانت تختم القرآن أكثر من مرة في الشهر ، ولكنها أصبحت لاتستطيع قراءته ولا تصلي إلا المفروضة إكراهاً .
# مضى رمضان كاملاً ولم تقرأ من القرآن إلا جزئين ، ولم تصلي التراويح ولم تقم الليل طوال رمضان من شدة التعب.
# الفحوصات الطبية أثبتت وجود دلائل مرض يرتبط بتوازن الجسم والأذن الداخلية .
# إحدى زميلاتها اعترفت لها أنهن كن يتحدثن عن مدى تدينها و التزامها .
# وبعد اتفاقهن على الوضوء لهذه المعلمة المصابة ، شُفيت تماماً وكأن شيئاً لم يكن .
# و زادت نسبة تحسنها أكثر بعد انتقالها من تلك المدرسة ))
================
*** الحالة السادسة :
(( # طفلة في الحادية عشرة من عمرها ، فائقة الجمال ، ولها شعر طويل ناعم ، ذكية وممتازة ، كان ينتابها صداع دائم ، فيتجاهل أهلها الأمر ، وإذا أصابتها سخونة مع هذا الصداع ذهبت للمركز الصحي ويُصرف لها بعض المسكنات .
# كانت كثيرة النوم ، وكثيرة التقيؤ ، ومع مرور الوقت اصفر وجهها وهزل جسمها .
# فقدت وعيها يوماً ، وبعد الذهاب للمستشفى ظهر في الأشعة المقطعية للرأس وجود ورم حميد في المخ .
# أُجريت لها عملية الإستئصال ، ولكن الورم عاود الظهور مرة أخرى أقل من ذي قبل .
# مديرة مدرستها جمعت لها الوضوء من كل معلماتها وزميلاتها فتحسن حالها مع الإغتسال ومع الرقية الشرعية ، ومازالت تخضع للعلاج في المستشفى ))
================
*** الحالة السابعة :
(( # فتاة في الثانية عشرة من العمر ، ظهرت عليها بوادر البلوغ فزادتها جمالاً ، وأصبحت أكثر أنوثة مقارنة ً بزميلاتها.
#وفجأة في تلك السنة بالتحديد أصابها مرض مفاجيء ، وبعد التحاليل ظهر وجود خلل بهرمونات النمو لدى تلك الفتاة .
# مرت عشر سنوات منذ معرفتي لتلك الفتاة ، وهذه الفتاة بنفس ملامحها وهيئتها وجسمها الهزيل لم تتغير ولم تتبدل وهي الآن في الثانية والعشرين من عمرها .
# تشوه جمالها عن ذي قبل ، وانطمست معالم أنوثتها ، قضاء وقدراً من الله تعالى .
# مازالت إلى الآن تحت العلاج ))
================
هذه الحالات ليست إلا أمثلة مختصرة عن الكثير الكثير من الحالات وأنواع الإبتلاءات التي يتعرض لها البشر في هذه الدنيا ، ومن يتجول في أروقة المستشفيات وبين العيادات يرى العجب العجاب .
وكم مرت أيام وليالي تألمت فيها وعانيت ، وعندما كنت أذهب للمستشفى الجامعي ، أرى أنني في نعمة كبيرة عظيمة لا أؤدي شكرها مهما فعلت ،
. وليس من شاهد كمن سمع

===============
وكما أنني مررت بمواقف كثيرة مع الرقاة ، واستفدت من التجارب ، ورأيت الشواهد ، فإنني في نفس الوقت رأيت أكثر وأكثر من أهل طب جالينوس ، فالتقصير والخلل موجود حقيقة في الكثير من المستشفيات التي لايهمها في كثير من الأحيان إلا النواحي الإقتصادية والربح المادي على حساب أمن وسلامة المرضى وعلى حساب توفير العلاج المناسب لهم .
ولا أتحدث من فراغ والله يشهد ، وكلما زرت المستشفى يوماً تتأكد لي حقيقة هذا التقصير.
وهذا التقصير منبعه أولاً وأخيراً من ضعف الوازع الديني عند الكثير من الأطباء وهيئة التدريس بكليات الطب إلا من رحم ربي .
ومقامكم أرفع قدراً من أن أسرد لكم أمثلة على سوء الحال في الكثير من مستشفياتنا العربية بشكل عام

=============
وكم أتمنى أن يرد عليّ أحدكم بالإيجاب ، إذا ماسألت سؤالاً :
هل حدث لأحدكم أن زار طبيباً يوماً لأي سبب مرضي ، فقال له هذا الطبيب سبعاً : ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) ؟؟؟؟
فلربما كانت دعوته هذه أنفع من دوائه الحسي وآكد في حصول الشفاء!!!!!

# فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من عاد مريضاً لم يحضر أجله ، فقال عنده سبع مرات : اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض ) رواه أبو داوود والترمذي ، وقال :حديث حسن ، وقال الحاكم :حديث صحيح على شرط البخاري .
=============
نعود للحالات التي عرضناها وأطرح هذه التساؤلات وكم أتمنى أن أجد إجابة شافية مع الدليل الصحيح الصريح أو إيراد بعض الروابط النافعة أو ذكر بعض الفوائد :

س1 : كثرة التردد على الأفراح والمناسبات المشتملة على المنكرات الدينية والمراقص وأماكن الفجور ، هل هذه الأمور تزيد قابلية الإنسان للتعرض للإصابة بالأمراض الروحية ؟؟؟ وهل الأمراض الروحية موجودة عند الكفار ؟؟؟

س2: وبالمقابل ، لماذا أصبحت الأمراض الروحية تصيب الأئمة وطلبة العلم أكثر من غيرهم (كما أخبرني بذلك أحد الرقاة ) ؟؟؟ وماهي حقيقة الوسوسة التي تصيب المصلين في بيوت الله ؟؟؟ وهل يمكن التغلب عليها ؟؟؟

س3: هل يمكن أن تظهر الإصابة بالأمراض الروحية كما رأينا ، على شكل عطل في وظائف الكلى ، أو تسمم في الدم ، أو تغير في البشرة ، أو ظهور حصوات في الكلى أو المرارة أو أورام سرطانية تظهر وتختفي وربما تعود بعد استئصالها ؟؟؟

س4: هل يمكن للأرواح الخبيثة السكون في جسد الإنسي لسنوات عديدة من دون أي دلائل على وجوده ، كما هو الحال مع تلك الفتاة التي مكث في جسدها أكثر من 15 سنة ؟ أم أن الجهل من المجتمع المحيط والإهمال جعلهم لايدركون ذلك ؟؟؟؟؟

س5 : هل يمكن أن تظهر العين ، أو السحر المأكول والمشروب على شكل طفيليات بالمعدة والأمعاء ؟؟؟

س6 : هل للأمراض الروحية علاقة بقصور النمو وتوقفه بالنسبة لصغار السن من الأطفال والمراهقين ؟؟؟ وهل لها علاقة بالخلل في إفراز الهرمونات أوالخلل في الخلايا المستقبلة لها ؟؟؟؟؟

س7: هل يمكن للأرواح الخبيثة أن تلعب دوراً في التحكم بالجينات – بمشيئة الله طبعاً- وتسبب أمراضاً وراثية ؟؟ وهل الجن ينتقلون بالوراثة أو بمعنى أصح ، هل هناك احتمالية أكبر لأن يتعرض الأبناء لإصابة بمرض روحي نتيجة لإصابة الوالدين أو أحدهما سلفاً ؟؟ أم أن هذه أمور طبية ونفسية بحتة ؟؟؟؟

س8 : هل الأمراض الروحية والنفسية تؤثر سلباً على جهاز المناعة ، فيصاب الإنسان بالأمراض تبعاً لذلك ؟؟

س9: هل هناك أمور شرعية مترتبة على من يتعرضون لإعتداءات جنسية بسبب الأرواح الخبيثة من ناحية الطهارة ؟؟

س10 : هل مرت على أحد الرقاة منكم حالة تتأثر بالرقية على شكل عطاس شديد أو خروج بعض الدم المتجلط نسبياً من الأنف ؟؟؟

س11: الإحساس بالنبض في منطقة الصدغين بالرأس أو منطقة الجيوب الأنفية بالرأس عند الضغط عليهما ، هل هذا النبض مؤشر على وجود العارض أو تأثره بالرقية ، أم أن هذا النبض علامة فقط لجريان الدم في العروق – على حد علمي- ؟؟؟

س12: بعض الرقاة ينصحون بقراءة الرقية والنفث في محلول الجلوكوز الذي يُحقن للمريض في المستشفى ، فما قولكم ؟؟ وهل هناك حالات تجاوبت مع هذه الطريقة ؟؟

س13: هل يمكن أن تصيب العين الشخص في أكثر من مكان وأكثر من زمان ، أم أن ما يحدث للمرء بعد إصابته الأولى هي مجرد انتكاسات ؟؟؟

س14: هل هناك حقيقة ما يسمى بالمس الكلي والمس الجزئي والخارجي والداخلي ، وما الفرق بين هذه الأنواع ؟


س15: هل الرقية والعلاج القرآني علم يُكتسب ، أم أنه كرامة من الله يهبها الله لمن يشاء من عباده – كما يظن الكثير من العامة ؟؟


س16: هل يجوز للمعالج أن يطلب من المصاب بمرض عضوي بسبب الأمراض الخبيثة أن يتوقف عن علاج المستشفيات ويكتفي بالرقية ؟؟؟

=====================
أعتذر على الإطالة ، وشكر الله لكم



أختكم / الزاوية القائمة

أبو البراء
07-09-2004, 09:04 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص ما ذكر من قبلكم أختي المكرمة ( الزاوية القائمة ) ، فقد علمت أنكِ طبيبة ، ولكني لم أعهدك أديبة ، فأسأل الله أن يزيدك من فضله ، وأن يمن عليكم بنعمائه ، ويبسط عليكم من عفوه ورضوانه ، وأن يرزقكم إخلاصاً في قولكم وعملكم إنه سميع عليم وبالإجابة قدير 0

ثم أقف وقفات مع ما خطته يداكِ من قصص معبرة ، ومواقف فيها موعظة ، إلا أني أتدارك الأمر من أساسه ، كي أكون على الطريق الصحيح ، فلا يجنح القلم بي أو يستكين ، فعلم الرقى وما به من دروب ، يحتاج للتأني في الحكم قبل الشروع ، والصبر على أشواك الطريق قبل البلوغ ، فأضع بين يدي كافة أعضاء المنتدى ما يطيب به القول ، ويُبقي صاحبه في مأمن من الضياع والزلل ، وبعد عن التخريف والهرطقة والبدع ، فأقول :

أولاً : إن كنت أعقب على تلك القصص ، وأدلو بدلوي القاصر في التشخيص والوصف ، فما ذلك إلا بسبب قلة الحيلة ، وعدم الوقوف على معطيات الحالة ، والاستزادة بما يستلزم المعالج من بيان وحاجة 0

ثانياً : كل ما أذكره فقد يصح أو يجانب الصواب ، فما أنا إلا عبد فقير ، وإلى عفو ربه طالب مستكين ، إلا ما جاء به الدليل ، وأكده قول الرسول الأمين ، فأحمد الله على الصواب والتوفيق ، واستغفره من الزلل والخطأ والتحريف 0

* الحالة الأولى : فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها ، كحال الكثير من الفتيات في هذا الوقت ، تحب الغناء والطرب والرقص حتى الثمالة وإلى درجة الإغماء أحياناً بعد زواج أخيها مرضت مرضاً غريباً ، أعراضه كالتالي بدأت متدرجة : تسمم في الدم ، تكسر في الصفائح الدموية ، نزيف حاد ، تقيؤ الدم 0 انتهى بها الحال إلى فشل كلوي كامل ، وبدأ شعرها تساقط بكثرة إلى درجة الصلع تقريباً ، وأصبح جسمها الممتليء هزيلاً صغيراً كالطفلة ، وزنها نقص بشكل غير طبيعي ، بشرتها أخذت تميل للإسمرار ، تحدثت مع أهلها بضرورة الرقية وأهميتها وخصوصاً أن انتكاسة البنت كانت بعد مناسبة مع الإستمرار على العلاج الطبي جنباً إلى جنب عندما ألمحتُ للبنت نفسها بفائدة الرقية أخذت تبكي بطريقة غريبة ، والله الذي لا إله إلا هو أنها أخذت تبكي بصوت يختلف عن صوتها الحقيقي ولاأدري هل هذا المرض أثر على صوتها و قدرتها على البكاء ، أم أنه أمر آخر علمه عند ربي علمت فيما بعد أن أباها أحضر لها راقياً في المستشفى ، ولأنها لم تتأثر من أول جلسة فقد نسي أهلها الأمر حالتها إلى الآن غير مستقرة ، والله المستعان 0

التعقيب : لا يستبعد مطلقاً بخصوص الحالة المذكورة تعرضها للإصابة بالعين ، ولا يستبعد كذلك دخول جني صارع مع تلك العين ، بمعنى أن الفتاة مقترنة بشيطان ، وقد يكون سبب ما ذهبت إليه من تشخيص لهذه الحالة أمور منها : أن الأعراض لا يمكن أن تكون طبيبة وبمثل تلك الكيفية ، وثانيها : صوت تلك الفتاة ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على صوت الحني الصارع وعلم ذلك عند الله ، ولذلك أنصح الأهل بالاستمرار برقية الفتاة جنباً إلى جنب مع المتابعة الطبية كما أشرت أختي الفاضلة 0

* الحالة الثانية : فتاة في السادسة والعشرين من عمرها ، على علم ودين ، والداها منفصلان أصابها فجأة خلل في وظائف الكلى ، مكثت على جلسات الغسيل شهوراً عديدة ظهرت عليها أعراض غريبة ، ذهب بها أهلها إلى أحد المعالجين بالرقية ، فصُرعت ونطق عليها المس وقال : أنه دخل بها بسبب خوفها وهي طفلة مما يدل أن أمر الإصابة بالمس لم يتضح إلا بعد ظهور أعراض الفشل الكلوي ( يعني بعد أكثر من 15 سنة ) ، نصحهم الشيخ المعالج بالتوقف عن أخذ العلاج الطبي والإكتفاء بالرقية ، فزادت حالتها سوءاً أكثر إلى أن أصابها تعطل كلي لوظائف الكلى انتهى بها المطاف للسفر إلى الخارج لزراعة كلى جديدة بعد عودتها ، مازالت تعاني ، و هي الآن تحت الملاحظة ريثما يتم التأكد من أن الجسم تقبل الكلية المزروعة بشكل نهائي 0

التعقيب : لا يجوز لكائن من كان أن يطلب من الحالة المرضية التي تستخدم العلاج الطبي من التوقف عن أخذ الدواء أو عدم مراجعة المصحات والمستشفيات ، بل لا يجوز للمعالج مطلقاً التدخل من قريب أو بعيد في مسائل الطب العضوي أو النفسي ، واعتقد أن الجهل المركب لهذا المعالج أدى لما أدى إليه من انتكاس في الحالة المرضية لهذه الأخت 0
المطلوب من المعالج الاهتمام فقط في الجانب الذي يختص به دون الخوض أو البحث أو التقصي في مسائل الطب ، وكون أن تلك الأخت الفاضلة تعاني من اقتران شيطاني فهذا لا يعني مطلقاً أن هذا الاقتران هو السبب الرئيسي لحصول الفشل الكلوي ، وهنا يعالج الاقتران بالرقية ، والفشل الكلوي لدى أهل الاختصاص ، فإن ثبت أن الاقتران هو سبب ذلك فلله الحمد والمنة ، وإلا فقد يجتمع مرضان على الإنسان عضوي وروحي ، والله تعالى أعلم 0 وتنصح هذه الأخت الفاضلة بالاستمرار بالرقية الشرعية ومتابعة العلاح والاستشفاء والمراقبة الطبية 0

* الحالة الثالثة : طفل صغير عمره 3سنوات كان ممتلئاً وبصحة جيدة ، تقول والدته : أنها كانت تطعمه ، وبمجرد دخول إحدى قريباتها عليها ، تقيأ هذا الصغير الأكل دفعة واحدة ، وأصابته سخونة ومغص وإسهال ، عند إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة كانت النتيجة وجود أجسام طفيلية ظهرت في تحليل البراز – أكرمكم الله - وتغير حال هذا الطفل فقد أصبح هزيلاً ضعيفاً ، وكلما أكل أو شرب عاوده المغص مرة أخرى 0

التعقيب : لا يستبعد مطلقاً إصابة هذا الطفل بالعين ، فالعين حق ، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ، وكذلك لا يمنع الأمر إصابته بطقيليات وأعراض طبية ، ومن هنا أنصح الأهل بالاستمرار بالعلاج الطبي ، وأنصحهم أخذ الأثر من هذه القريبة على الصفة التي ذكرها أهل العلم ، كالغسل أو الوضوء ونحوه ، وأن يحسنوا الظن بتلك القريبة ، فعامر بن ربيعة أصاب سهلُ بن حُنيف بالعين وهو من البدريين ( أهل بدر ) ، ويمكن كذلك الاستعانة بما ذكرته في موقعي الرئيسي ( ruqya.net ) لعلاج العين ( الأمراض الروحية ) – العين وطريقة علاجها 0

* الحالة الرابعة : في قريتها الصغيرة ، أرادت هذه المرأة أن تفعل خيراً بإماطة الأذى عن الطريق ، فقامت بإزالة الحشائش والشجيرات المزروعة التي تؤذي المارة في طريقهم ، وقامت بمجهود جبار ومبارك إلى أن انتهت ، أخبرت جارتها ، بأنها نظفت الطريق من كل هذه الحشائش وإذا بها تسقط فجأة في نفس المكان ، زارت المستشفى ، وثبت في الأشعة وجود تمزق في أربطة القدم ، وأصبحت هذه المرأة تسقط دائماً على قدمها ، الذي يثير الدهشة هو أن هذا التمزق يظهر أحياناً في هذه الأشعة ، ويختفي في أحيان أخرى 0

التعقيب : هناك احتمالان لمثل هذه الحالة ، وأستبعد الاحتمال الطبي للسبب المذكور في نهاية القصة ، أما الاحتمال الأول فهو تعرض تلك الأخت الفاضلة للإصابة بالعين من قبل جارتها ، أما الاحتمال الثاني فهو تعرضها لإيذاء الجن والشياطين لاحتمال أنها قد آذت أحد هؤلاء دون أن تدري أثناء قيامها بعملية التنظيف ، أما الاحتمال الأول فأشير على تلك الأخت الفاضلة باتباع ما ذكرته في القصة السابقة ، أما الاحتمال الثاني فأنصحها مراجعة أحد المتخصصين من أصحاب العلم الشرعي الحاذقين المتمرسين للوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله عز وجل ، والله تعالى أعلم 0

* الحالة الخامسة : معلمة ، تركت زميلاتها من المدرسات في وقت فراغها ، وذهبت إلى جانب الغرفة بجوارهن لتؤدي صلاة الضحى بدأت الصلاة ، أمام زميلاتها فتهامسن : انظروا إلى فلانة تصلي ونحن جميعاً لاهيات ساهيات لانفعل مثلها تقول هذه المعلمة وأنا ساجدة ، أحسست بضربة قوية في رأسي ، تحاملت على نفسي ، واستأذنت راجعة لبيتي ، أشتكي من صداع فظيع ، وكلما طلب منها زوجها شيئاً وتنهض لإحضاره ، تسقط على الأرض فجأة فاقدة وعيها تماماً ، كرهت الصلاة والقرآن والذكر ، أصبحت تتضايق من زوجها وأولادها ، كانت تختم القرآن أكثر من مرة في الشهر ، ولكنها أصبحت لاتستطيع قراءته ولا تصلي إلا المفروضة إكراهاً مضى رمضان كاملاً ولم تقرأ من القرآن إلا جزئين ، ولم تصلي التراويح ولم تقم الليل طوال رمضان من شدة التعب الفحوصات الطبية أثبتت وجود دلائل مرض يرتبط بتوازن الجسم والأذن الداخلية إحدى زميلاتها اعترفت لها أنهن كن يتحدثن عن مدى تدينها والتزامها وبعد اتفاقهن على الوضوء لهذه المعلمة المصابة ، شُفيت تماماً وكأن شيئاً لم يكن وزادت نسبة تحسنها أكثر بعد انتقالها من تلك المدرسة 0

التعقيب : الذي يظهر من القصة تعرض هذه الأخت الفاضلة للإصابة بداء العين من زميلاتها المدرسات ، والذي يؤكد ذلك شفاؤها بإذن الله سبحانه وتعالى بعد الوزضوء لها ، وكلي أمل أن تكون تلك القصة ومثيلاتها عبرة وعظة لكثير من الأطباء العضويينت والنفسيين الذين لا يؤمنون بتلك الأمراض ، وأن يعلموا أن الأدلة النقلية المتواترة تؤكد على ذلك ، وأن الحياة العملية وقصصها الكثيرة تؤكد مثل هذا المفهوم ، وهذا الكلام لا يمنع مطلقاً من اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ثم المصحات والمستشفيات والأطباء للعلاج والاستشفاء ، والله تعالى أعلم 0

* لحالة السادسة : طفلة في الحادية عشرة من عمرها ، فائقة الجمال ، ولها شعر طويل ناعم ، ذكية وممتازة ، كان ينتابها صداع دائم ، فيتجاهل أهلها الأمر ، وإذا أصابتها سخونة مع هذا الصداع ذهبت للمركز الصحي ويُصرف لها بعض المسكنات كانت كثيرة النوم ، وكثيرة التقيؤ ، ومع مرور الوقت اصفر وجهها وهزل جسمها فقدت وعيها يوماً ، وبعد الذهاب للمستشفى ظهر في الأشعة المقطعية للرأس وجود ورم حميد في المخ أُجريت لها عملية الإستئصال ، ولكن الورم عاود الظهور مرة أخرى أقل من ذي قبل مديرة مدرستها جمعت لها الوضوء من كل معلماتها وزميلاتها فتحسن حالها مع الإغتسال ومع الرقية الشرعية ، ومازالت تخضع للعلاج في المستشفى 0

التعقيب : صاحب النعمة محسود ، ولا يستبعد مطلقاً تعرض الطفلة للإصابة بداء العين ، حيث أنها فائقة الجمال وذات شعر طويل ، ومتميزة بالذكاء 0
وحيث أنها تعاني من سخونة وحرارة في الجسم فهذا أحد أهم اعراض العين ، ولا بد للحكم من جمع كافة ما يتعلق بالحالة المرضية للحكم على الحالة بشكل عام ، وما يؤكد رأيي هو عودة الورم مرة أخرى بعد استئصاله ، ثم التحسن الملحوظ بعد الوضوء والرقية ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً العزوف عن الطب العضوي بل نستمر باتخاذ الأسباب الشرعية والمتمثلة بالرقية ، وكذلك الأسباب الحسية والمتمثلة بمراجعة المستشفيات والمصحات 0

ثبت من حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( 000 فإن كل ذي نعمة محسود ) ( جزء من حديث – أنظر السلسلة الصحيحة 1453 ) ومن تمام حفظ تلك النعم من الله سبحانه على العبد وعدم تعرضه وإصابته بالعين والحسد هو حمده والثناء عليه ، فالحمد هو شكر الله تعالى على نعمه التي توجب زيادة النعمة لا نقصانها كما أخبر الحق جل وعلا في محكم كتبه : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ 000 ) ( سورة إبراهيم – جزء من الآية 7 ) والله تعالى أعلم 0

قال الألوسي : ( أما كيف يتقي المؤمن الحسد ويدفع شر الحاسد إذا أبان عن حسد وبقي وسعى إلى إزالة النعمة فعليه بالاستعاذة من بالله ، وأن يحاول الوقاية والدفاع عن النفس بالطرق المشروعة ، لكن لا يقابل الشر بالشر ، وليعذر صاحب النعمة حاسدها ، فكل ذي نعمة محسود 0 قال أبو تمام :
واعذر حسودك فيما خصصت به00000000000إن العلا حسن في مثلها الحسد ( روح المعاني - 3 / 284 ) 0

قال النسفي في تفسيره لسورة الفلق : ( فإن الاستعاذة من شر هذه الأشياء ، بعد الاستعاذة من شر ما خلق إشعار بأن شرّ هؤلاء أشدّ وختم بالحسد ليعلم أنه شرّها ) ( تفسير النسفي - 4 / 430 ) 0

* الحالة السابعة : فتاة في الثانية عشرة من العمر ، ظهرت عليها بوادر البلوغ فزادتها جمالاً ، وأصبحت أكثر أنوثة مقارنة ً بزميلاتها ، وفجأة في تلك السنة بالتحديد أصابها مرض مفاجيء ، وبعد التحاليل ظهر وجود خلل بهرمونات النمو لدى تلك الفتاة مرت عشر سنوات منذ معرفتي لتلك الفتاة ، وهذه الفتاة بنفس ملامحها وهيئتها وجسمها الهزيل لم تتغير ولم تتبدل وهي الآن في الثانية والعشرين من عمرها ، تشوه جمالها عن ذي قبل ، وانطمست معالم أنوثتها ، قضاء وقدراً من الله تعالى ، مازالت إلى الآن تحت العلاج 0

التعقيب : لا نشك مطلقاً أن هناك احتمال لتعرض تلك الفتاة للإصابة بداء العين ، ولكن من خلال ما ذكر لا يوجد أدلة أو قرائن فعلية تؤكد مثل هذا المفهوم ، ولذلك يحتاج الأمر لمزيد من الدراسة والبحث من قبل معالج متخصص للوقوف على أصل تلك المعاناة ، حيث لا يستبعد احتمال نعرضها لمرض عضوي أدى إلى تلك النتائج المذكورة 0
وفي حالة رقية الفتاة وظهور ما يبين إصابتها بالعين لا نستطيع الحكم بأن المرض بسبب العين لأن مثل هذا الحكم يقع ضمن نطاق الغيب ، ولذلك نستمر مع الفتاة بالرقية الشرعية ، والعلاج لدى المصحات والمستشفيات ، والله تعالى أعلم 0

أما قولك أختي الفاضلة ( الزاوية القائمة ) : وكم أتمنى أن يرد عليّ أحدكم بالإيجاب ، إذا ماسألت سؤالاً هل حدث لأحدكم أن زار طبيباً يوماً لأي سبب مرضي ، فقال له هذا الطبيب سبعاً : ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) ؟؟؟؟ فلربما كانت دعوته هذه أنفع من دوائه الحسي وآكد في حصول الشفاء ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من عاد مريضاً لم يحضر أجله ، فقال عنده سبع مرات : اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض ( رواه أبو داوود والترمذي ، وقال : حديث حسن ، وقال الحاكم : حديث صحيح على شرط البخاري ) 0

التعقيب : أحيلك إلى كتابي : ( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية ) تحت عنوان : ( كيف يمكن التوفيق ما بين الرقية الشرعية والطب العضوي والنفسي ) حيث قلت :

( حرص الطبيب المسلم على الجمع بين دراسته الأكاديمية التخصصية في مجال الطب وبين الأمور الشرعية التي تعتبر عاملا أساسيا في التوفيق والسداد لو استغلت على الوجه المطلوب ، فيبدأ الطبيب بالتسمية وذكر الله قبل معاينة المرضى ، وكذلك وضع اليد مكان الألم قبل أو بعد المعاينة ، ويقول سبعا : ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) كما ثبت من حديث عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يشفيك ، إلا عوفي ) ( صحيح الجامع 5766 ) 0
أو أن يقول ( بسم الله 000 بسم الله 000 بسم الله 000 أعيذك بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر ) ، كما ثبت من حديث عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه – فقد اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ( صححه الألباني - أنظر صحيح أبي داوود 3293 ، صحيح الترمذي 1696، صحيح ابن ماجة 2839 - الكلم الطيب 147 ) 0
وبذلك يجمع الطبيب بين الطب العضوي وبين النصوص الثابتة التي لو خرجت من قلب صادق مخلص لتعدى نفعها وفائدتها أضعافا مضاعفة لما يمتلكه الطب العضوي من مقومات ، وهذا يساهم ويساعد في العلاج الطبي لاعتماده على الله في العلاج والتشخيص ومعرفته التامة بأن تيسير الشفاء على يديه هو توفيق من الله وحده ، وبذلك يتم الجمع بين أسباب الشفاء المختلفة ، وهذا العمل يساهم بشكل فعال في نفسية المرضى وتقبلهم للطبيب والدواء ) ( الأصول الندية – ص 34 ، 36 ) 0

* أعود لموضوع الأسئلة المتنوعة وأسأل الله سبحانه وتعالى العون والسداد في إعطاء إجابات شافية وافية :

السؤال الأول : كثرة التردد على الأفراح والمناسبات المشتملة على المنكرات الدينية والمراقص وأماكن الفجور ، هل هذه الأمور تزيد قابلية الإنسان للتعرض للإصابة بالأمراض الروحية ؟؟؟ وهل الأمراض الروحية موجودة عند الكفار ؟؟؟

الجواب : مما لا شك فيه أن المعاصي من أكبر الأسباب التي تؤدي لتسلط الجن والشياطين على الإنسان ، ولذلك أفردت كتاباً خاصاً في السلسلة عن هذا الموضوع بعنوان : ( منكرات الإنسان فيما يسلط الجن والشيطان ) ، أرجو أن تعودي له أختي المكرمة كي تعلمي عظم أثر المعصية وتأثير ذلك في تسلط الجن والشياطين 0

أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فأرد على ذلك بالآتي :

أولاً : الحق الذي يراه السلف وأهل السنة والجماعة أن الأمراض الروحية لا تقتصر مطلقاً على المسلمين دون سواهم من الأمم والشعوب ، فتلك الأمراض ( الصرع ، السحر ، العين ) عامة لا تختص بمسلم أو كافر ، وعليه فإن الجن والشياطين تتسلط على الكافرين فتؤذيهم وتصرعهم ، والعين والسحر يؤثران كذلك على الكافرين ويتأذون من شرهما ، وقد اعترف بذلك عقلاء أطباء الغرب قديما وحديثا 0
وقد ظهرت بعض الكتب والأفلام الغربية التي تشرح تلك الظاهرة ، من خلال أحداث واقعية حقيقية ، كما حصل في الفيلم الغربي ( THE EXAURZEST ) ، ومعناه ( طارد الأرواح ) ، والفيلم قصة لفتاة لم تتجاوز العقد الأول من العمر ، يتلبسها شيطان متمرد فيصرعها ويتعبث بها ، وتبدأ رحلة العلاج في المستشفيات أولا ثم يستقر الأمر إلى عرض الفتاة على القساوسة الذين يقومون بدورهم بعلاج هذه الفتاة بالرقية من الإنجيل - بزعمهم – 0

وأثناء إعداد هذه الموسوعة ظهر فلم وثائقي بعنوان ( مشروع الساحرة بلير ) ( THE BLAIR WITCH PROJECT ) ، وقصة هذا الفلم لثلاثة شبان يدرسون في إحدى الجامعات الأمريكية أرادوا القيام بمشروع حول غابة في منطقة ( ميرلاند ) في الولايات المتحدة الأمريكية يقال أنها مسكونة بالأرواح الشريرة ، وكان الاعتقاد السائد أن هناك ساحرة شريرة كانت تسكن قديماً في هذه المنطقة وتدعى ( الساحرة بلير ) ، وبدأ الشباب في إعداد العدة لهذه الدراسة وسافروا إلى الغابة المذكورة ، علماً أن كافة مراحل التصوير قد صورت من قبل هؤلاء الشباب أنفسهم 0
وقبل دخول هذه التجربة قاموا بإجراء لقاءات ومقابلات مع أناس يسكنون بالقرب من هذه الغابة ، ومنهم من كان مصدق بهذه الرواية ومنهم من كان يعتبر كل ذلك من الخر افات والدجل ، وقد أجري لقاء من قبل أحد هؤلاء الشباب مع امرأة كبيرة في السن تقوم بدراسات وأبحاث حول الطاقة النووية وكان أهل هذه المدينة الصغيرة يعتقدون أنها تعاني من اضطرابات نفسية ، ومما قالته هذه المرأة : أنها ذات يوم كانت بالقرب من هذه الغابة وفجأة شعرت وكأنما أحد بجوارها فنظرت ، فإذا بها ترى امرأة طويلة القامة يغطي جسمها شعر يشبه ذلك الذي يغطي جسم الحصان ، تضع رداء على كتفيها ثم نظرت إليها ولم تكلمها فخافت وهربت من مثل هذا الموقف 0
وبعد هذه المقابلات قرر الثلاثة دخول الغابة ، فدخلوها بمعدات سفر بسيطة ، وقد حصلت لهم خلال وجودهم في الغابة أمور كثيرة وعجيبة ، منها وجود أكوام من الحجارة حول الخيمة ، ومنها أيضاً سماع أصوات غريبة في الليل كبكاء طفل ونحو ذلك ، ومنها سماع أصوات خطوات في الليل وكأنهم مراقبون من أحد ما ، وكان يحصل أحيانا في الليل هجوم على الخيمة التي كانوا يسكنونها دون رؤيتهم لأحد ما ، ومن الغرائب أنهم كانوا يسيرون جنوباً وبعد يوم وليلة من السير والسفر يجدون أنفسهم في نفس النقطة التي انطلقوا منها ، ومن المشاهدات الغريبة دخولهم إلى منطقة حيث وجدوا على كثير من الأشجار ما يدل على السحر والشعوذة ، ويستمر الحال إلى أن يفقدوا أحدهم ، وتبدأ رحلة الخوف والرعب والعذاب وهكذا الأمر إلى أن يجدوا أخيراً وفي الليل بيتاً قديماً تعلو جدرانه الطلاسم والكتابات المبهمة ، وكانوا يسمعون صوت رفيقهم يناديهم من داخل هذا المنزل ، فصعدوا إلى الطابق العلوي فسمعوا الصوت من الطابق السفلي ، فنزل أحدهم وانقطع صوته ، ومن ثم نزل الثاني فوجد الأول متسمراً عند الجدار وصاح صيحة شديدة وقعت على أثرها الكاميرا من يده وانتهى هذا الفلم الوثائقي عند هذا الحد ، علماً أنه وفي بداية الفلم ذكر أن هؤلاء الشباب خرجوا في هذا المشروع سنة 1994 م ، وفقدوا جميعاً ، وقد تم العثور على الكاميرات والأفلام سنة 1995 م ( فلم وثائقي بعنوان THE BLAIR WITCH PROJECT ) 0

وغير ذلك من الأفلام الغربية التي بحثت تلك الظاهرة بشرح وإسهاب ، وهذا الكلام لا يعني مطلقا الدعاية والترويج لمثل هذا الأمر الممقوت وهو السينما والأفلام ، وهذا مما لا يقره الشرع أساسا ، بل يعتبر من المظاهر الهدامة المنتشرة في العالم الإسلامي 0
والسحر معروف لدى الغرب ويطلقون عليه (BLACK MAGIC) أي ( السحر الأسود ) ، وكل ذلك يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الأمر قائم موجود محسوس لديهم 0

قال ابن القيم : ( فأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتدفع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها ، وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج الصرع وقال : هذا ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج ) ( الطب النبوي – ص 191 ) 0

قال الأستاذ محمد فريد وجدي في كتابه ( الإسلام في عصر العلم ) : ( روت " المجلة الروحية " عن جريدة " نيويورك ميل أند إكسبرس " : أن الأستاذين الشهيرين ريتشارد هودس وجيمس هيزلوب - اللذين درسا الاسبرتزم بواسطة مدام بيير 12 سنة - قد نشرا نتيجة أبحاثهما في كتاب جاءت فيه هذه العبارة : " إن عددا عديدا من المجانين الذين يحبسون في البيمارستانات ليسوا بمصابين بأمراض عقلية ، بل مملوكون لأرواح قد استولت عليهم واستخدمتهم ) ( الإسلام في عصر العلم – ص 365 ) 0

قال الأستاذ زهير حموي : ( ولا يخفى أن مظاهر السحر والشعوذة والتنجيم معروفة عند كل الأمم والشعوب في القديم والحديث ، مما يسوغ اعتبارها من النظائر الاجتماعية ، حيث ثبت أن كل الشعوب تعرف الحجاب والطلاسم والسحر 0
وقد ذكرت إحدى الإحصائيات أنه قد ازداد عدد الأمريكان الذي يحملون الأحجبة أو التعاويذ في جيوبهم ، وهذه الزيادة ليست مقصورة على سكان المدن أو المتعلمين ، أو رجال الأعمال ، وإنما 99 % من رواد الفضاء يفعلون ذلك 0
كما أظهر تحقيق أجرته وزارة الصناعة والبحث الفرنسية عام 1982 م بقصد تقدير مدى عقلانية المواطنين الفرنسيين أن 18 % من هؤلاء يؤمنون بالسحر 0
كما كشفت التحقيقات التي أجرتها بعض الصحف أن 60 % من الفرنسيين يقرؤون طالعهم الفلكي بانتظام 0
ويوجد في فرنسا أربعون ألف عراف وعرافة ، لكن معظم الذين يعيشون تحت هاجس السحر من النساء 0
وفي ألمانيا ذكرت إحدى الاحصائيات أن واحدا من أصل أربعة من الألمان يؤمنون بالسحر وآثاره ويوجد في ألمانيا ثمانين ألف ساحر ) ( والإنسان بين السحر والعين والجان – ص 22 ) 0

يقول صاحبا كتاب "كيفية إخراج الجان من جسم الإنسان" : ( وبرزت طائفة من المؤمنين بعالم الجن تنكر بعض آثارهم مثل صرعهم للإنس بالرغم من الأدلة التي ذكرها العلماء لإثبات ذلك 0
وهذه الطائفة يتزعمها بعض الأفاضل ممن لهم كلمة مسموعة ، وقول مطاع ، يقول قائلهم : هل العفاريت متخصصة في ركوب المسلمين وحدهم ؟!
لماذا لم يشك ألماني أو ياباني من احتلال الجن لأجسامهم ، إن سمعة الدين ساءت من شيوع هذه الأوهام بين المتدينين وحدهم 0
فلا ريب في كلام هؤلاء إن كان مذهبهم تقديم العقل على النقل إذا تعارض مع فهمهم ، إذ أنه من الثابت قطعاً أن المس الشيطاني معروف لدى العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن المسيح عليه السلام عرض عليه كما سيأتي في هذا الكتاب حالات كثيرة من المس ثم أخرج منها الشياطين ) ( كيفية إخراج الجان من جسم الإنسان – ص 5 ) 0

قلت : وكافة الروايات السابقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك حصول هذه الظاهرة وبشكل ملفت للنظر وفي ذلك دحض لكل شبهة تثار حول هذا الموضوع 0

ثانيا : عدم إيمان الغرب عموما بمثل تلك الأمراض وإيعاز كافة الأعراض غالبا - والتي تصاحب الحالة المرضية - للأمراض العضوية أو النفسية ، ولذلك تراهم يفسرون الصرع والسحر ونحوه بتفسيرات متعددة سواء المريض أو المعالج ، ويحمل الأمر تارة على أنه أمراض نفسية ، وتارة أخرى أمراض عصبية ونحو ذلك من التأويلات التفسيرات 0

ثالثا : إن تسلط الشياطين غالبا يكون للمسلم والمؤمن ، وذلك بسبب طبيعة العداوة بين الجنسين من ناحية ، ومن ناحية ثانية فإن الشيطان يترصد بالمسلم لإغوائه وإضلاله ، وأما الكافر فقد أصبح أداة طيعة بيد الشيطان يوجهها كيفما شاء ، ومن هذا المنطلق فإنه لا يستغرب أن ترى هذه الظاهرة في ازدياد واطراد في المجتمعات الإسلامية ، دون انتشارها وبشكل واسع النطاق في المجتمعات الغربية 0

رابعا : ولا بد تحت هذا العنوان من إيضاح أمر في غاية الأهمية يتعلق بولاء الكافرين بعضهم ببعض ، كما أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( 000 وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ 000 ) ( سورة الأنفال – الآية 73 ) ، ولذلك تجد الكافرين من الإنس والجن يكنون العداوة والبغضاء للمسلمين ، بل ويتلذذون في إيذائهم وتعذيبهم ، وأما بالنسبة لمسلمي الجن فإنهم غالبا لا يؤذون أحدا سواء كان مسلما أو كافرا إلا لسبب ما ، وذلك لمعرفتهم بالحقوق والواجبات الشرعية حتى في تعاملهم مع الكافرين ، وأما كافر الجن فإنه لا يخاف الله ، ولا يراعي حقا أو ذمة ، ويغتنم كافة الفرص لإيذاء المسلمين والنيل منهم 0

خامسا : وهذا الأمر له علاقة بالنقطة السابقة ، حيث أن هذا الكم الهائل من التسلط والإيذاء من قبل شياطين الجن للمسلمين ، يكون مدعاة في كثير من الأحيان إلى إيقاد نار الفتنة ، وإشعال العداوات في الأسرة الواحدة ، وبين الأرحام ، مما يتسبب في تقويض وهدم المجتمعات الإسلامية ، وهذه الغاية التي يسعى إليها الشيطان بكل ما يمتلكه من وسائل وإمكانيات متاحة ، ولن يجد أفضل من هذه الوسيلة لتحقيق أهدافه وطموحاته الخبيثة 0

سادسا : ولذلك استطاع الشيطان أن يصل للمسلمين في شتى بقاع الأرض بسبب بعدهم عن منهج الكتاب والسنة ، وكذلك تفشي المعاصي في تلك المجتمعات ، مما جعل الطريق سهلا ممهدا للوصول إلى غاياته وأهدافه وكثرة ما نشاهده من صرع وتلبس ، وكثيرا ما قرأت على بعض الحالات من المرضى ممن كانوا يعتنقون النصرانية ونحوها وقد من الله سبحانه وتعالى عليها بالإسلام ، وكان ذلك مدعاة وسببا لتسلط الشياطين عليهم لإرجافهم وإعادتهم إلى ديانتهم النصرانية ، وهذا ما يؤكد العداء السافر من قبل الشيطان وأعوانه 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين في شبهة تثار من فينة لأخرى مفادها تخصص الجن والشياطين في إيذاء المسلمين دون غيرهم ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله – : ( أما الشياطين وهم إبليس وذريته فإن إيذاءهم للمسلمين من جهة الإغواء والتشكيك والدعوة إلى المعاصي وترك الطاعات كما حكى الله عن إبليس قوله : ( لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ ) ( سورة ص – الآية 82 ، 83 ) وقال تعالى : ( 000 لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا ) ( سورة الإسراء – الآية 62 ) الآيات ، ولكن في الظاهر لا يتسلط على البدن بالضرر والأمراض وإن كان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ويوسوس في الصدور 0 فأما الجن فإن مردتهم يتسلطون على الإنس ويؤذونهم وأكثر ذلك من باب العشق والمحبة والهوى إذا لم يتحصن الإنسي ذكرا أو أنثى بالذكر والدعاء والأوراد المأثورة والله أعلم ) ( منهج الشرع في إثبات المس والصرع ) 0

قال صاحب ( حوار هادئ مع محمد الغزالي ) صفحة 123 : ( في كلام الشيخ الغزالي حول المس الشيطاني ، لم يذكر دليلا واحدا لا من الكتاب ولا من السنة ، بل ولا حتى من العقل ولا من العلم الحديث ، يبين استحالة دخول الجني في الإنسي ، كل ما ذكره الشيخ هو عدم العلم بهذا الشيء ، العقل قد لا يثبته - جدلا - ، لكن لم يوجد في دلالة العقول ولا في العلم الحديث ولا في الكتاب والسنة ما يدل على أن ذلك غير ممكن والعلماء يقولون : " عدم العلم بالشيء ليس علما بالعدم " 0
يعني ( أن ) عدم علمك بحصول شيء ليس علما منك بعدم حصوله ، قد يحصل ولا تعلم بذلك أنت ، وكثير من الأشياء قد لا يستطيع العلم إثباتها ، فهل استطاع العلم الآن أن يثبت الجن أيضا ؟ بل هل في العقول ما يمكن أن يثبت الجن ؟
كل الأدلة العقلية أو العملية التي تقال بإثبات الجن يمكن أن يرد عليها ، ولا يمكن أن ترقى إلى مستوى النصوص الشرعية القرآنية والحديثية الثابتة في إثبات الجن وفي خصائصهم وأوصافهم 0
كذلك فإن هذا الأمر وأن لم يثبته العلم الحديث كما يرى الشيخ ، أو العقل - كما يرى أيضا - هو ثابت بضرورة الواقع ، فإننا نعلم عددا من الناس تخاطبهم الجن ويخاطبونها ، ونعلم من الإنس من يتلبس بهم الجن ) 0

قال الأستاذ إبراهيم عبدالبر في إجابته على السؤال التالي : ( لماذا المسلمون هم فقط المصابون بالمس والسحر ، فلم نسمع عن أي إنسان من غير المسلمين مصاب بهذا الأمر ؟؟؟ )

( كثيراً ما يتردد هذا السؤال على ألسنة الناس ، والإجابة على هذا السؤال يتلخص فيما يلي :-
أولا : ما يدريك أيها السائل أنه ليس هناك مصابون بهذا الأمر من غير المسلمين ، فعدم سماعك ليس دليلا على ذلك 0
ثانيا : إن هناك بالفعل الكثير من غير المسلمين مصابون بهذا الأمر ، وأن هناك أكثر من كنيسة يذهب إليها هؤلاء ليطلبوا الشفاء عند القساوسة ، وإن الكنائس مليئة من هؤلاء المصابين بأذى الشياطين ، ولقد رأيت بنفسي من هؤلاء المصابين بمس من النصارى ) ( الرد المبين على بدع المعالجين وأسئلة الحائرين – ص 241 ) 0

السؤال الثاني :

الفقرة ( أ ) : لماذا أصبحت الأمراض الروحية تصيب الأئمة وطلبة العلم ، أكثر من غيرهم (كما أخبرني بذلك أحد الرقاة ) ؟؟؟

الجواب : هذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقة أختي الفاضلة ، صحيح أن بعض العلماء وطلبة العلم والدعاة يصابون بالأمراض الروحية من صرع وسحر وعين وذلك لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى ، وقد سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها - ، وقد أصاب بعض الصحابة اقتران شيطاني كما حصل مع سعدية ( أم زفر ) ، وعثمان بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين ، وكل ذلك ما كان إلا لحكمة يعلمها الله ، وهذا لا يقارن مطلقاً مع الكم الهائل من عوام الناس وأهل القبلة ممن يصابون بتلك الأمراض ، ولا يمكن المقارنة بأي حال من الأحوال ، والله تعالى أعلم 0

الفقرة ( ب ) : وماهي حقيقة الوسوسة التي تصيب المصلين في بيوت الله ؟؟؟ وهل يمكن التغلب عليها ؟؟؟

الجواب : هذا الأمر ثابت بنصوص السنة النبوية المطهرة ، لما ثبت من حديث عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق بعملك ) ( أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 46 ) – برقم ( 3548 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح ابن ماجة 2858 – وصححه البصيري في " مصباح الزجاجة " – 4 / 36 – السنن ) 0

أما طريقة علاج هذا الداء الخطير فتجدينه على الرابط التالي :

http://www.gesah.net/vb/vb/showthread.php?threadid=5928

السؤال الثالث : هل يمكن أن تظهر الإصابة بالأمراض الروحية كما رأينا ، على شكل عطل في وظائف الكلى ، أو تسمم في الدم ، أو تغير في البشرة ، أو ظهور حصوات في الكلى أو المرارة أو أورام سرطانية تظهر وتختفي وربما تعود بعد استئصالها ؟؟؟

لقد أكدت النصوص النقلية الصريحة من الكتاب والسنة المطهرة ، وعلماء الأمة على هذا المفهوم ، وسوف أبين أنواع الأمراض الروحية وأمثل لكل نوع على النحو التالي :

* الاقتران الشيطاني : هناك نوع من الاقتران يؤدي للمرض ، وهذا النوع من المس الخارجي يحدث إيذاء من قبل الأرواح الخبيثة للإنسان بطريقتين مختلفتين :

أ )- تأثير دون حصول أية أعراض مرضية : ويؤدي هذا النوع في التأثير على المريض دون ظهور أية أعراض طبية متعلقة بالمرض ، وهذه طريقة غريبة لم أقف على حقيقتها من خلال دراسة هذه الظاهرة والبحث فيها ، ويظهر هذا النوع من الإيذاء أعراضا مرضية لا يتم معاينتها من خلال الفحص الطبي أو الكشف عن أية أمراض عضوية معروفة ، وكذلك لا يتبين للمعالج من خلال معاينته للحالة ودراستها دراسة مستوفية ، وجود اقتران للأرواح الخبيثة سواء اقتران كلي أو عارض وهذا النوع مشاهد محسوس ، عاينه المتمرسون وأهل الخبرة والدراية في مجال الرقية الشرعية ، وهذا النوع يحتاج للمعالج المتمرس الحاذق الذي يستطيع أن يقف على حقيقة الأمر دون التخبط الذي يقود المرضى إلى الوسوسة والوهم 0

ب )- تأثير مع ظهور الأعراض المرضية الخاصة بالمرض : ويؤدي هذا النوع في التأثير على المريض مع ظهور الأعراض الطبية الخاصة بالمرض ، ويقسم هذا النوع إلى قسمين :

1) - التأثير على الأمراض العضوية التي يعاني منها المريض : وهذا النوع يؤثر على الحالة المرضية التي تعاني أصلا من مرض عضوي معين ، وتستفيد الأرواح الخبيثة من وجود ذلك المرض فتؤثر عليه بالزيادة مع استمرار العلة دون الاستجابة لكافة الأدوية الطبية المستخدمة في علاج ذلك المرض ، وهذا النوع تستطيع الأرواح الخبيثة من خلاله التأثير على تلك الأمراض المتنوعة نتيجة خاصية نفاذها واستقرارها في جسد الإنسان حيث أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، كما ثبت من حديث صفية - رضي الله عنها - 0

يقول الشيخ عبدالله السدحان : ( مرض عضوي يستفيد منه الشيطان في الإيذاء ، فإذا كان هذا المريض مثلا معيونا أو مسحورا أو لديه مرض باطني ، كقرحة المعدة على سبيل المثال ، فإن الشيطان بحكم موقعه داخل الجسم حيث يجري من ابن آدم مجرى الدم ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فإن الشيطان يضغط على المنطقة بالذات ويزيد من أذى المرض العضوي ) ( قواعد الرقية الشرعية – ص 52 ) 0

2) - التأثير بإيجاد أمراض عضوية متنوعة : وهذه الأمراض العضوية يكون منشؤها من الجن والشياطين دون اتضاح أسباب عضوية معينة ، نتيجة الإصابة بالصرع والسحر والعين ، وهذا الأمر قد عاينه المتمرسون ووجدوا أن لتلك الأرواح القدرة على فعل ذلك والتأثير على الشخص بأعراض مرضية متنوعة ، ولا بد تحت هذا العنوان من الإشارة إلى نقطة هامة جدا وهي أن بعض الأمراض العضوية لم يصل الطب إلى تشخيصها وتحديد أسبابها ودواعيها ، ولربما أن المريض يعاني من بعض تلك الأمراض المشار إليها آنفا ، وهذا يعني أنه ليس شرطا أساسيا أن كل حالة لم تشخص من قبل الأطباء تدخل ضمن نطاق هذا النوع من أنواع الصرع ، وبالتالي فإن الواجب يحتم على المريض الاستمرار بالعلاج لدى الأطباء والمستشفيات والمصحات وكذلك المتابعة للرقية الشرعية عند ذوي الاختصاص الحاذقين المتمرسين ليقدموا النصح والإرشاد فيما يتعلق بالأعراض الملازمة له ، وفي كلا الأمرين خير بإذن الله سبحانه وتعالى 0

وسوف أورد بعض الأدلة القرآنية والحديثية وأقوال أهل العلم تبين ذلك الأمر على حقيقته :

* الدليل من كتاب الله :

إن من تأثير الجن على أجسام الإنس ما جاء في قصة مرض – أيوب عليه السلام – قال تعالى : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ) ( سورة ص – الآية 41 ، 42 ) 0

* قال القرطبي : ( قال أبو عبيدة وغيره النصب : الشر والبلاء ، والنصب : التعب والإعياء0 وقد قيل في معنى : " أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " أي ما يلحقه من وسوسته لا غير والله أعلم 0 ذكره النحاس 0 وقيل : أن النصب ما أصابه في بدنه ، والعذاب ما أصابه في ماله ، وفيه بعد ) ( الجامع لأحكام القرآن – 15 / 207 ، 208 ) 0

* وذكر الفخر الرازي الأقوال في سبب إسناد الفعل إلى الشيطان ، فقال : ( للناس في هذا الموضع قولان :
الأول : أن الآلام والأسقام الحاصلة في جسمه - أي أيوب عليه السلام - إنما حصلت بفعل الشيطان 0
الثاني : أنها إنما حصلت بفعل الله ، والعذاب المضاف في هذه الآية إلى الشيطان هو عذاب الوسوسة وإلقاء الخواطر الفاسدة ) ( التفسير الكبير - 26 / 214 ) 0

* قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي : ( وغاية ما دل عليه القرآن : أن الله ابتلى نبيه أيوب - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - وأنه ناداه فاستجاب له وكشف عنه كل ضر ، ووهبه أهله ومثلهم معهم ، وأن أيوب نسب ذلك في سورة ( ص ) إلى الشيطان ، ويمكن أن يكون سلطه الله على جسده وماله وأهله ابتلاء ليظهر صبره الجميل ، وتكون له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة ، ويرجع له كل ما أصيب فيه والعلم عند الله تعالى ، وهذا لا ينافي أن الشيطان لا سلطان له على مثل أيوب ، لأن التسليط على الأهل والمال والجسد من جنس الأسباب التي تنشأ عنها الأعراض البشرية كالمرض ، وذلك يقع للأنبياء ، فإنهم يصيبهم المرض ، وموت الأهل وهلاك المال لأسباب متنوعة ، ولا مانع أن يكون من جملة تلك الأسباب تسليط الشيطان على ذلك للابتلاء 0 وقد أوضحنا جواز وقوع الأمراض والتأثيرات البشرية على الأنبياء في سورة طه ) ( أضواء البيان – 4 / 744 ، 745 ) 0

* قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين والذي تطمئن إليه النفس أنه لا مانع أن يكون للشيطان تأثير على جسم أيوب فيصاب بالمرض ، مع أن ذلك إنما يكون بقدر من الله لحكمة أرادها ، وأما كيفية إصابة الشيطان له بذلك ، فهذا ما لا علم لنا به ، وأمره إلى الله 0
وما أصاب أيوب عندئذ من المرض بفعل الشيطان - كما هو ظاهر القرآن - لا يتعارض مع عصمة الأنبياء ، لأن عصمة الأنبياء من الشيطان إنما تكون باستبعاد تسلطه على عقولهم وقلوبهم بشتى أنواع الوساوس والغواية ، فهذا هو ما عصم الله أنبياءه منه ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 323 ) 0

قلت : لا شك أن للشيطان تأثير على الإنسان بالوسوسة والإغواء ، وقد يتعدى ذلك التأثير إصابة البدن بالأمراض والأسقام المتنوعة ، وقد أكدت على ذلك المفهوم الأدلة النقلية الصريحة من الكتاب والسنة ، كما بين ذلك أهل العلم الأجلاء ، خاصة ما يترتب عن أفعال السحرة والمشعوذين وذلك من خلال تسليط بعض شياطين الجن على الإنس فيعبثون به أو يمرضونه وقد يصل الأمر أحيانا إلى درجة القتل ، وكما هو معلوم فإن الشيطان ينفذ إلى باطن الإنسان فيتلبسه ويصرعه ، وهذا النفاذ يعطي الشيطان القدرة والخاصية على التحكم في بعض مناطق الجسم البشري فيعطل بعضها أو يؤثر عليها بطريقة أو بأخرى ولا يكون ذلك إلا بإذن الله سبحانه وتعالى ، فتحصل الأعراض المتنوعة التي يعتقد بداية أنها أمراض عضوية ، مع أنها أصلا ناتجة عن إيذاء الجن والشياطين 0

* الدليل من السنة المطهرة :

عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطاعون وخز أعدائكم من الجن ، وهو لكم شهادة ) ( صحيح الجامع 3951 ) 0

قال المناوي : ( والوخز وهو طعن غير نافذ ، ووصف طعن الجن بأنه وخز لأنه يقع من الباطن إلى الظاهر ، فيؤثر في الباطن أولا ثم يؤثر في الظاهر وقد لا ينفذ ) ( فيض القدير – 4 / 288 ) 0

قال ابن عبدالبر : ( والعرب تزعم أن الطاعون طعن من الشيطان وتسميه أيضاً رماح الجن ولهم في ذلك أشعار ) ( التمهيد – 8 / 371 ) 0

قال حسين أفندي الجسر : ( وقد ورد النص في بعض الأحاديث الأحادية أن الطاعون من وخز الجن 0 والذي يقوله الأطباء أن مرض الطاعون من فساد الدم الناشئ من فساد الهواء 0 فنقول : إذا تحقق ما يقوله الأطباء يمكن أن يقال ، أن السبب الأصلي في الطاعون هو تسليط
الله تعالى الجن على بني آدم بإفساد هوائهم ودمهم فيتولد عن ذلك تلك الغدد الطاعونية ، فالنص الشرعي أخبر بالسبب الأصلي وكنى عنه بوخز الجن والأطباء اطلعوا على السبب الأخير فقالوا بما اطلعوا عليه ولا إشكال في ذلك ) ( الحصون المحمدية لمحافظة العقائد الإسلامية – ص 129 ) 0

قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين : ( ونحن نقر هذا الحق ؛ فإذا كان الطب يقرر أن مرض الطاعون يتسبب عن فساد الهواء الذي يؤدي إلى فساد جسم الإنسان سواء عن طريق الدم أو غيره ، وظهور الجراثيم التي تصيب الإنسان بهذا ، فلا مانع أن يكون الجن أحد العناصر الرئيسية المتسببة في ذلك ، فيكون هذا المرض وأمثاله من إيذائهم للبشر ) ( الجن في القرآن والسنة - ص 213 ) 0

* أقوال أهل العلم :

قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وهذه العلل والأسباب ليس عند الأطباء ما يدفعها ، كما ليس عندهم ما يدل عليها ، والرسل تخبر بالأمور الغائبة ، وهذه الآثار التي أدركوها من أمر الطاعون ليس معهم ما ينفي أن تكون بتوسط الأرواح ، فإن تأثير الأرواح في الطبيعة وأمراضها وهلاكها أمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وتأثيراتها وانفعال الأجسام وطبائعها 0
والله سبحانه قد يجعل لهذه الأرواح تصرفا في أجسام بني آدم عند حدوث الوباء وفساد الهواء ، كما يجعل لها تصرفا عند غلبة بعض المواد الرديئة التي تحدث للنفوس هيئة رديئة ، ولا سيما عند هيجان الدم والمرة السوداء وعند هيجان المني ، فإن الأرواح الشيطانية تتمكن من فعلها بصاحب هذه العوارض ما لا تتمكن من غيره ، ما لم يدفعها دافع قوي من هذه الأسباب : من الذكر والدعاء ، والابتهال والتضرع ، والصدقة وقراءة القرآن ، فإنه يستنزل لذلك من الأرواح الملكية ما يقهر هذه الأرواح الخبيثة ويبطل شرها ويدفع تأثيرها ) ( الطب النبوي – ص 30 ، 31 ) 0

قلت : وكما أن الأعداء من الجن والشياطين يؤثرون على الإنس بهذا المرض دون معرفة الكيفية التي يحصل بها ذلك ، فقد يتعدى تأثيرهم لأمراض مختلفة أخرى ، كما بين ابن القيم - رحمه الله - وقد يرى هذا النوع واضحا في الأمراض التي تتأتى عن طريق السحر 0 والله تعالى أعلم 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي : هل يؤدي صرع الأرواح الخبيثة لحصول الأمراض المتنوعة للإنسان ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( صرع الأرواح الخبيثة هو تلبس شياطين الجن بالمصروع من الإنس ، قال ابن القيم في زاد المعاد 4 / 67 : " وأما جهلة الأطباء فأولئك ينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به الخ 000 "
ولا شك أن صرع هذه الأرواح يؤدي إلى الأمراض المتنوعة ، فإن المصروع ينهك بدنه وتقل شهوته ويسوء تصرفه ، وقد يلازم الفراش زمنا طويلا ، وقد يبقى ذلك الملابس له حتى يعالج بقوة نفس المصروع وصدق توجهه إلى ربه والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان ، ثم لا بد في علاجه من كون الراقي أيضا صادق التوجه إلى الله تعالى مستعينا به وحده ، وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد أمثلة من علاج العلماء الربانيين لأمثال هذا الصرع ومنهم شيخ الإسلام الذي قد يكتفي بقوله : اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع ، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق المصروع ولا يحس بألم إلى آخر كلامه - رحمه الله تعالى - ) ( منهج الشرع في إثبات المس والصرع ) 0

قال الدكتور أحمد حسين علي سالم : ( فإن المس : هو ضرر غير مادي يصيب الإنسان نتيجة اهتزازات في الأعصاب عند الإنسان إثر حادث معين مثل : الخوف ، المفاجأة ، القهر ، الحزن ، الفشل ، وهكذا 000
والمس أنواع منه الهمز : وهو الطعن بلا نفاذ ، وذلك بالاشارة إلى جسم الإنسان ينتج عنه غدد مثل : السرطان والطاعون ، والنفخ : هو نفس من الشيطان ينفذ إلى الجسم ، ويدخل مسامات الجسم فينقله الدم داخل الجسم ، ويحدث عنه ضرر كثير مثل : الصرع والفالج والجلطات بجميع أنواعها – كما هي معرّفة عند الأطباء 0
وممكن أن يُحدث تعفُّن في جهاز ما في الجسم فيختل نظامه ، ويحدث عنه مثل : فقر الدم ، وفيروس الكبد ، وقرحة المعدة 00 إلى غير ذلك حسب الجهاز المصاب ) ( المرض والشفاء في القرآن الكريم – ص 366 ) 0

قال الأستاذ أبو الفداء محمد عزت محمد عارف : ( إن كثيراً من الأمراض تكون بسبب الشيطان إن لم يكن أغلبها ، لأنه هو بؤرة الشر ، وعين الفساد ، وإن الأمراض التي يسببها الشيطان منها ما هو نفسي كالصرع والحسد والسحر ، ومنها ما هو عضوي كالشلل " الفالج " والبرص والصدفية والقرحة والجنون والإيدز ، وإن كان ظاهرها بسبب جراثيم أو ميكروبات أو فيروسات إلا أنه هو الشيطان بعينه الذي ينفث تلك السموم ) ( عالج نفسك بالقرآن والدعاء – ص 21 ) 0

قلت تعقيباً على ما ذكره الأستاذ أبو الفداء : هذا الكلام لا يعني مطلقاً ترك الاستشفاء لدى المستشفيات والمصحات والأطباء بل على العكس من ذلك تماماً ، فلا بد من تكاثف الجميع لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء المرض ومن ثم دراسة الحالة دراسة موضوعية دقيقة للتوصل إلى الداء واستخدام الدواء النافع والفعال بإذن الله سبحانه وتعالى 0

قال أصحاب كتاب الطبيب المسلم وأخلاقيات المهنة : ( إن مس الشيطان للإنسان في بدنه يكون بأمراض قد تتفق أعراضها مع أمراض أخرى ، وقد تتميز فتختلف عن أعراض الأمراض الأخرى ، وبذلك إذا عولجت على أنها أمراض مؤكدة أعراضها ، فلا يستجيب ذلك المرض لأي علاج ، وأما إذا اختلفت فإنها كذلك لا يجدي معها أي علاج ) ( الطبيب المسلم وأخلاقيات المهنة – ص 215 ) 0

وغالبا ما يكون تأثير الأرواح الخبيثة في هذا النوع من أنواع الصرع بسبب الإيذاء سواء بالوقوع عليهم أو صب الماء الحار ونحوه 0
ويدعي البعض أنه بالإمكان علاج ذلك النوع من الصرع عن طريق أخذ الأثر من مكان السقوط ومسح العضو المتاذي فيبرأ المصاب بإذن الله تعالى 0

قلت : إن ثبت في تلك الكيفية شفاء بإذن الله تعالى لدى أهل العلم والدراية والخبرة الحاذقين المتمرسين من أهل الرقية - فلا بأس بفعله ، خاصة أن هناك بعض الخفايا المتعلقة بهذا العالم الغيبي وناموسه الخاص به ، وقد يرى أثر بعض الاستخدامات أو الوسائل المتبعة في علاج
الأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين والحسد دون القدرة على تفسير تلك الظواهر أو تحديد كنهها ، وتعتبر تلك الكيفية سببا حسيا مباحا للعلاج والشفاء بإذن الله تعالى ، يخلو من الكفر أو الشرك أو البدعة أو المحظور الشرعي ، مع الحرص على عدم الاعتقاد بتلك الكيفية ، واعتبار ذلك سببا حسيا مباحا للشفاء ، وكذلك الاسترشاد بآراء أهل العلم والأخذ بفتاواهم بخصوص ذلك ، بسبب دقة بعض المسائل المتعلقة بالرقية والتي قد تخفى على الكثيرين من العامة والخاصة 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن مشروعية استخدام طريقة في علاج إيذاء الجن على نحو أخذ أثر من مكان وقوع الشخص وإصابته بضرر معين ومسح العضو المتأذي ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( قد سمعت بهذا الفعل ولا أدري ما صحته فالذين يعملونه يعمدون إلى الموضع الذي سقط فيه هذا الشخص فتضرر بكسر أو صرع أو مس أو ضرر معين ، فيأخذون من تراب ذلك الموضع ويمسحون به العضو المصاب ، أو يمسحون المكان بخرقة مبلولة فيغسلونها ويصبون غسالتها على المصاب ، ولا أعرف على ذلك دليلا وهو من الأمور التي تخضع للتجربة ، لكن لا يجوز الاعتقاد أن لذلك التراب تأثير في الإصابة أو أن لغسله تأثير بطبعه في الشفاء لما في اعتقاد ذلك من التعلق بمخلوق وجعله مؤثرا بنفسه في المرض أو إزالته ، وهذا الاعتقاد ينافي كمال التوحيد أو ينقص ثوابه ، بخلاف من جربه كعلاج ودواء من الأدوية وإن لم يكن ظاهرا في التأثير ) ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) 0

يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين : ( لأن السبب إذا ثبت كونه سببا شرعا أو حسا فإنه يعتبر صحيحا 0 أما ما ليس بسبب شرعي ولا حسي فإنه لا يجوز اعتماده ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 196 ) 0

قصة واقعية : حدثني أحد الثقات أن أخا له قد أصيب في إحدى مناطق المملكة حيث وقع في مكان ما ، ولم تعد له القدرة على النطق والكلام ، يقول هذا الأخ وعند سماع والدي بهذه القصة أوعز لإخوتي إحضار أثر من موقع السقوط وقام من فوره بمسح أخي بهذا الأثر ، وفك أخي من عقال ، وعاد لحالته الطبيعية بفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه ومنه ، والله تعالى أعلم 0

السحر : من المعلوم أن الجن والشياطين يسلطون على الإنسان عن طريق السحر كما ذكر ذلك أهل العلم ، وقد يكون لذلك تأثير بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي على إحداث تلك المؤثرات الخاصة بالجسم البشري وإمراضه ، وربما يصل الأمر في بعض الأحيان إلى العجز أو القتل ، علما بأن النوع الآخر من أنواع السحر وهو ( سحر المؤثرات ) قد يؤدي لنفس الأعراض من حيث المرض والقتل ونحوه ، بطريقة لا يعلمها إلا الله ، ولكنها لا تنفذ ولا تؤثر إلا بإذنه سبحانه وتعالى ، وهذا معلوم عند المتمرسين الحاذقين ومكتوب في كتب السحر أعاذنا الله وإياكم منها ومن شرورها 0

روى أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أسماء : ( أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة 0 قالت : فخرجت ، وأنا متم – أي مقاربة للولادة - ، فأتيت المدينة ، فنزلت بقباء ، فولدته بقباء ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوضعه في حجره ، فدعا بتمرة ، فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : ثم حنكه بالتمرة ، ثم دعا له وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام – للمهاجرين بالمدينة - ، قالت : ففرحوا به فرحا شديدا ، وذلك أنهم قيل لهم :إن اليهود قد سحرتكم ، فلا يولد لكم ) ( متفق عليه ) ، وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على أن السحر قد يحدث تأثيرا لمنع الحمل بين الزوجين بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي 0

وفي الأثر الوارد عن عائشة - رضي الله عنها - شاهد قوي على ذلك ، فقد ثبت من حديث عمرة قالت : ( اشتكت عائشة فطال شكواها ، فقدم إنسان المدينة يتطبب ، فذهب بها بنو أخيها ، يسألونه عن وجعها ، فقال : والله إنكم تنعتون نعت امرأة مطبوبة 0 قال : هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها 0 قالت : نعم أردت أن تموتي فأعتق 0 قالت : وكانت مدبرة ، قالت : فبيعوها في أشد العرب ملكة – أي للأعراب الذين لا يحسنون إلى المماليك - واجعلوا ثمنها في مثله ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 6 / 40 - موطأ الإمام مالك - 2 / 422 ، وعبدالرزاق في مصنفه - 10 / 183 ) 0

قال الأستاذ زهير حموي تعقيبا على الأثر آنف الذكر : ( دل هذا الحديث على أن السيدة عائشة - رضي الله عنها - تأثرت بالسحر ، حتى أنها طال مرضها ، ولو لم يكن للسحر تأثير ، لما شعرت السيدة عائشة بالمرض ) ( الإنسان بين السحر والعين والجان – ص 118 ) 0

ورد في الموسوعة الفقهية ما نصه : ( روى شمر : قال ابن عائشة : العرب إنما سمت السحر سحرا لأنه يزيل الصحة إلى المرض ، والبغض إلى الحب ) ( الموسوعة الفقهية - 24 / 259- نقلا عن لسان العرب - 5 / 110 ) 0

قال القرطبي : ( لا ينكر أحد أن يظهر على يد الساحر خرق العادات بما ليس في مقدور البشر من : مرض ، وتفريق ، وزوال عقل ، وتعويج عضو ، إلى غير ذلك مما قام الدليل على استحالة كونه من مقدورات البشر ) ( الجامع لأحكام القرآن – 2 / 42 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي : هل يؤدي السحر للمرض والقتل ونحو ذلك من أمور أخرى ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( قال ابن قدامة – رحمه الله - : السحر عزائم ورقى يؤثر في القلوب والأبدان فمنه ما يمرض ومنه ما يقتل ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه ، ثم ذكر الأدلة على ذلك 0
ولا شك أن الواقع يشهد بأن السحرة يتمكنون من إضرار البشر بعملهم الشيطاني الواقع بإذن الله الكوني القدري ، كما قال تعالى : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 102 ) فالمشاهد أن السحر يحصل منه الموت والمرض المزمن والصرف والقتل وإتلاف الأموال ونحو ذلك ، كما هو مشهور ولكن ذلك كله واقع بقضاء الله وقدره ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0

وقد سئل فضيلة الشيخ أيضاً السؤال التالي : ( هل النسيان والصداع والدوخة والنزيف والإسقاط وغيرها لها علاقة بالعين أو الحسد أو السحر ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( هذه الأمراض معتادة وتحدث كثيراً ، ويتولى علاجها الأطباء والممرضون ، ويحصل الشفاء منها بإذن الله بواسطة العقاقير والأدوية ، فمن وقعت به هذه الأمراض فإن عليه مراجعة الأطباء والمستشفيات ، وهم يعرفون هذه الأدواء ويتولون علاجها ، ومع ذلك فيمكن أن تحدث كلها أو بعضها بسبب عين أو سحر ، بحيث أن العائن يصيب المعين ويحسده على قوة الذاكرة فيحدث معه النسيان ، ويحسده على النشاط والصحة فيحدث له الصداع والدوخة ، ويحسد المرأة على الحمل فيحدث معها الإسقاط ، وكذا قد يعمل الساحر فيسلط شيطانه على إنسان فيصاب بمثل هذه الأمراض ، أو على امرأة فيسقط حملها ، وعلاج ذلك كغيره من علاج المعين والمريض بالسحر والحسد ونحوه كما هو معلوم ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0

* تعريف سحر المرض : ويسمى ( سحر المرض ) وهو عمل وتأثير لإصابة الشخص بالآلام والأسقام ، فتراه طريح الفراش عليل البدن ، وقد تكون العلة في موضع واحد ، وقد تنتقل من موضع إلى موضع ، وكل ذلك بناء على ما يمليه ويفعله الساحر 0

يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( وأما سحر المرض فقد قيل إن أغلب الأمراض المستعصية هي بسبب الجن الذين يسخرهم الساحر فيلابسون الإنسان ، ويحدث ذلك تعطيل بعض الأعضاء عن منافعها فينهك البدن ، ويعظم الضرر ، ولا يوجد في الطب له علاج سوى الأدوية المهدية ، والأولى استعمال الرقى النافعة المؤثرة ، فلها تأثير كبير في تخفيف ذلك المرض كالسرطان والجلطة والشلل ونحوها ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0

قال الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( سحر المرض : ويكون بإعلال الجسد وسقمه ، ومن أعراضه أن يشكو المسحور من عدة آلام في آن واحد ) ( صفوة البيان في علاج السحر والحسد ومس الشيطان – ص 23 ) 0

وقال أيضاً : ( ويندرج تحته أنواع منها : المرض : ويكون بالتسليط بالألم على عضو من الأعضاء ؛ كالصداع أو نشر العظام ، ونوبات الصرع ( التشنجات العصبية ) ، وشلل عضو من الأعضاء ، وشلل كلي ، وتعطيل أحد الحواس عن وظيفته ، والخمول ، وإرسال الهواتف ، وسحر النزيف ، وسحر الوساوس ) ( إعجاز القرآن في علاج السحر والحسد ومسّ الشيطان – ص 91 ) 0

* أنواعه :

قد يأخذ " سحر الآلام والأسقام " شكلا من الأشكال التالية :

أ)- سحر التشنجات العصبية : وتنقسم إلى قسمين :

1)- التشنجات العصبية قصيرة الأمد : وفيه يتعرض المسحور لتشنجات عصبية من فترة لأخرى دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات قصيرة الأمد نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الاجتماعية للمريض ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة السحر والساحر 0

2)- التشنجات العصبية طويلة الأمد : وفيه يتعرض المسحور لتشنجات عصبية من فترة لأخرى دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات طويلة نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الخارجية للمريض ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة السحر والساحر 0

ب)- سحر الأمراض العضوية : وتنقسم إلى :

1)- سحر الأمراض العضوية بتأثير كلي : وفيه يتعرض المسحور لأمراض وآلام تصيب جميع أنحاء الجسد ، ويشعر المسحور من خلال هذا النوع بالتعب والإرهاق والخمول وعدم القدرة على القيام بأية أعمال 0

2)- سحر الأمراض العضوية بتأثير جزئي : وفيه يتعرض المسحور لمرض يتركز في جهة محددة من الجسم ، وله أعراض معينة ، وعند قيام المريض بالفحص الطبي يتبين سلامة كافة الفحوصات الطبية ، وسلامة الجسم من أية أمراض عضوية 0

3)- سحر الأمراض العضوية المتنقلة : وفيه يتعرض المسحور لأمراض وآلام متنقلة في جميع أنحاء الجسم ، فتارة يشعر بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المفاصل وهكذا ، وكل ذلك يحصل دون تحديد أية أمراض عضوية محددة 0

ج)- سحر تعطل الحواس : وينقسم إلى قسمين :

1)- سحر تعطل حواس دائم : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لتعطل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطلا دائما ، فلا تعود تلك الحواس للمسحور إلا بعد إبطال السحر وشفاء المريض بإذن الله تعالى 0

2)- سحر تعطل حواس مؤقت : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لتعطل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطلا مؤقتا ، ويتقلب الحال من وقت إلى وقت ومن زمن إلى زمن 0

د)- سحر الشلل : وينقسم إلى :

1)- سحر شلل كلي : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لشلل كلي في جميع أنحاء الجسم ، فلا يستطيع الحراك مطلقا ، ولا تعود له عافيته إلا بعد إبطال السحر بإذن الله تعالى 0

2)- سحر شلل جزئي : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لشلل جزئي يختص بمنطقة معينة كاليد أو القدم أو الرأس ونحوه ، ويبقى العضو معطلا فترة من الزمن ثم يعود إلى سابق عهده ، وتنتهي المعاناة بإذن الله تعالى عند انتهاء وإبطال السحر 0

3)- سحر شلل متنقل : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لشلل جزئي متنقل ، فتارة يصيب الشلل منطقة اليد ، وتارة أخرى منطقة القدم وهكذا ، وكل ذلك دون تحديد أسباب طبية معينة ، ولا ينقطع هذا الأمر إلا بعد إبطال السحر بإذن الله تعالى 0

يقول الشيخ عبدالله السدحان : ( مرض الشلل ، فالجن يمسك الأعضاء المصابة بالشلل عند بعض المرضى فيوقف حركتها ويصاحب ذلك أعراض منها : اكتئاب نفسي مع ضيق وصداع مستمر ، فإذا قرأ عليه شعر بتنمل في الجزء المصاب بالشلل ، وإذا لم يشعر بتنمل فيعود إلى مغادرة الجن هذا الجسم بعد أن أتلف الأعصاب وبنى الجسم على ذلك فنشأ بعد فترة طويلة على هذه الحالة ) ( كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية – ص 31 ) 0

قلت قلت تعقيباً على كلام الشيخ السدحان : وهذا الكلام لا يعني مطلقا أن كافة مرضى الشلل يعانون من هذا النوع الذي أشار إليه الشيخ – حفظه الله - ، فكثير منهم قد تكون الأسباب الداعية لذلك أسباب عضوية بحتة وهذا الأمر يستلزم من المريض اتخاذ الأسباب الشرعية والحسية للاستشفاء من هذا المرض من خلال الرقية الشرعية ومراجعة الأطباء والمستشفيات والمصحات والله تعالى أعلم 0

هـ)- سحر الخمول : وينقسم إلى قسمين :

1)- سحر خمول دائم : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لخمول دائم ينتاب جميع أنحاء الجسم ، فيشعر المريض دائما بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر 0

2)- سحر خمول مؤقت : يتعرض المسحور من خلال هذا النوع لخمول مؤقت ينتابه بعض الفترات ويتراوح ذلك بحسب قوة السحر وتأثيره ، فيشعر المريض أحيانا بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر ، وتارة أخرى يكون نشيطا قويا يعيش كأي إنسان طبيعي آخر 0

يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( وأما سحر الخمول فالمراد به أن السحرة يعملون للإنسان عملاً يضعف بنيته ، ويوهن جسمه ، ويحس بالكسل والعجز والصدود عن حرفته وعن ماله وأهله ، ويخلد إلى الأرض ويستريح بالنوم والقعود ، ولو ضاع ماله أو فاتت عليه حاجته ، وربما تسلط على أمواله فبذر وبدد ، وأسرف وتصرف فيها بالفساد ولا يحس بآثار هذا الإفساد ، وكثيراً ما يحدث أن الرجل يتزوج امرأة جديدة ، فتعمل له عملاً يصرفه عن أهله وأولاده ويمكنها من كل شيء ، ويصد عن أهله وعياله ويقبل على هذه الجديدة بكليته ، ويلبي طلباتها حتى تسلبه جميع ما يملك ، ولا يخضع لرقية ، ولا يعترف بالخلل في نفسه ، فالواجب حينئذ الأخذ على يده والسعي في علاجه ولو بالقوة ، وإبعاد تلك المرأة أو الخادمة أو العامل المتهم بذلك ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0

قلت : لا نريد أن يُفهم من كلام فضيلة الشيخ عبدالله بأن هذا الكلام مطلق ، والذي يعنيه الشيخ في هذا العرض حالة حصلت بذاتها ، وحيث أن أي امرأة تزوج زوجها بثانية أو ثالثة وحصل عرض من أعراض السحر ، لا يعني أن يتهم في ذلك الزوجة الأولى أو غيرها ، والواجب أن لا يتكلم الإنسان في ذلك إلا بوجود قرينة إثبات تؤكد أن فلان أو فلانة هي فعلاً من قام بعمل هذا السحر ، وإلا فإن مثل هذا التصرف واتهام الغير دون توفر طرق الإثبات الشرعية يؤدي غالباً إلى تفتيت أواصر المحبة والتراحم والتآلف بين الأسر في المجتمعات الإسلامية ، والله تعالى أعلم ) 0

و)- سحر الاستحاضة ( سحر النزيف ) : وعادة ما يصيب هذا النوع النساء 0

قال ابن الأثير : ( الاستحاضة : أن يستمر بالمرأة خروج الدم بعد أيام حيضتها المعتادة ) ( النهاية في غريب الحديث – 1 / 469 ) 0

- وقد يستأنس من السنة المطهرة بحديث عن حمنة بنت جحش – رضي الله عنها - فيما يتعلق بهذا النوع من أنواع السحر على النحو التالي :

عن حمنة بنت جحش -رضي الله عنها- : قالت : ( كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم استفتيته فقلت : يا رسول الله إني أستحيض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها قد منعتني الصلاة والصيام ؟ فقال : أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم 0 قالت : هو أكثر من ذلك 0 قال : فاتخذي ثوبا 0 قالت : هو أكثر من ذلك 0
قال : فتلجمي 0 قالت : إنما أثج ثجا 0 فقال لها : سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم 0 فقال لها : إنما هذه ركضة من ركضات الشياطين فتحيضين ستة أيام أو سبعة في علم الله الحديث بطوله ) ( قال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح أبي داوود 267 ، صحيح الترمذي 110 ، صحيح ابن ماجة 510 ) 0

قال ابن القيم : ( والسحر الذي يؤثر مرضا وثقلا وعقدا وحبا وبغضا ونزيفا وغير ذلك من الآثار - موجود ، تعرفه عامة الناس 0 وكثير منهم قد علمه ذوقا بما أصيب به منه ) ( بدائع التفسير - 5 / 411 / 412 ) 0

قال الشبلي : ( وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم فإذا ركض ذلك العرق وهو جار سال منه الدم وللشيطان في هذا العرق الخاص تصرف وله به اختصاص زائد على عروق البدن جميعها ولهذا تتصرف السحرة فيه باستنجاد الشيطان في نزيف المرأة وسيلان الدم من فرجها حتى يكاد يهلكها ويسمون ذلك بالنزيف وإنما يستعينون فيه بركض الشيطان هنالك وإسالة الدم ) ( آكام المرجان في أحكام الجان – ص 45 ، 46 ) 0

وينقسم هذا النوع إلى قسمين :

1)- سحر استحاضة دائم : تتعرض المرأة من خلال هذا النوع لنزيف دائم لا يكاد ينقطع إلا نادرا ، وتشعر المرأة عادة بالضعف وعدم القدرة على ممارسة أعمال المنزل والأعمال الأخرى 0

2)- سحر استحاضة مؤقت : تتعرض المرأة من خلال هذا النوع لنزيف متقطع يعاودها من فترة لأخرى ، وتشعر أثناء فترة النزيف بنفس الأعراض الخاصة بالاستحاضة الدائمة كالضعف وعدم القدرة على ممارسة أعمال المنزل والأعمال الأخرى 0

يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( وأما سحر النزيف وهو ما يحدث في بعض النساء من جريان الدم الكثير ، كدم حيض في غير وقته ، فقـد ورد في الحديث أنه ركضة شيطان ، كما رواه الإمام أحمد عن حمنة بيت جحش بلفظ : " إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان " وكذا رواه أبو داوود والترمذي ، وروى مالك عن ابن عمر نحوه من قوله ، والمراد أن الشيطان هو الذي يفجر هذا الدم حتى يسيل في غير وقته ، وقد يكون بتسليط من السحرة ونحوه ، وقد أفتاها ابن عمر بأن تطوف ولا تلتفت إليه ، وعلاجه بالرقية والأدوية النافعة ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) 0

قال الدكتور عمر الأشقر : ( فإذا عرفت ما يستطيعه الشيطان وما لا يستطيعه تبين لك الحق في هذه المسألة ، فالشيطان إما بنفسه أو بما لديه من علوم قد يسلط على بعض الناس بالأمراض والأسقام وإزالة العقل وتعويج العضو ) ( عالم السحر والشعوذة - 158 ) 0

قال الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر : ( سحر النزيف : هو أن ينزل على المرأة دم في غير أيام الحيض ؛ بتأثير فعل الخادم الجني ، إذ يأمره الساحر ويكلف بالدخول في جسد المرأة ، ويجري في عروقها ، ومعه يجري دمها ومن الثابت أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فيصل الجني بتسليط الساحر إلى عروق رحم المرأة ؛ فيركضه ركضة فيسيل دمها ، ويختلف في كيفيته ومقداره فقد يكون غزيرا أو قطرات ، بحسب التسليط المطلوب ) ( إعجاز القرآن في علاج السحر والحسد ومسّ الشيطان – باختصار - ص 94 ) 0

* وبالعموم فأعراض سحر المرض بشكل عام :

1)- المعاناة من التعب والمرض 0
2)- الشرود الذهني ، واعتزال الآخرين ، والانطواء الكامل والكراهية لكل من حوله 0
3)- الصداع بشقية الدائم أو المؤقت ، فتارة يستمر الصداع مع المريض لأيام بل قد يتعدى ذلك لأسابيع ، وتارة أخرى يستمر لساعات فقط 0
4)- الهدوء والسكون والخمول 0
5)- تعطل بعض أعضاء الجسم عن العمل ، أو الشلل أو فقدان بعض الحواس لوظائفها الطبيعية 0
6)- الضعف العام وعدم القدرة على القيام بالأعمال الدورية 0

العين والحسد : وقد تؤدي للإصابة بالأمراض المتنوعة ، وقد تظهر بعض أعراض تلك العين على المريض ، فقد ثبت من حديث جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – قال : ( رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس : ( مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ) قالت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ، قال : ( ارقيهم ) قالت : فعرضت عليه فقال : ( ارقيهم ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام – برقم 2198 ) 0

وقد ثبت من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة رأى بوجهها سفعة : ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) ( متفق عليه ) 0

وهذا يؤكد أن آثار العين قد تظهر على المعين وتسبب له الأمراض والأسقام 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي : ( هل النسيان والصداع والدوخة والنزيف والإسقاط وغيرها لها علاقة بالعين أو الحسد أو السحر ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( هذه الأمراض معتادة وتحدث كثيراً ، ويتولى علاجها الأطباء والممرضون ، ويحصل الشفاء منها بإذن الله بواسطة العقاقير والأدوية ، فمن وقعت به هذه الأمراض فإن عليه مراجعة الأطباء والمستشفيات ، وهم يعرفون هذه الأدواء ويتولون علاجها ، ومع ذلك فيمكن أن تحدث كلها أو بعضها بسبب عين أو سحر ، بحيث أن العائن يصيب المعين ويحسده على قوة الذاكرة فيحدث معه النسيان ، ويحسده على النشاط والصحة فيحدث له الصداع والدوخة ، ويحسد المرأة على الحمل فيحدث معها الإسقاط ، وكذا قد يعمل الساحر فيسلط شيطانه على إنسان فيصاب بمثل هذه الأمراض ، أو على امرأة فيسقط حملها ، وعلاج ذلك كغيره من علاج المعين والمريض بالسحر والحسد ونحوه كما هو معلوم ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) 0

يقول الشيخ عطية محمد سالم –رحمه الله- : ( ولما كانت الإصابة بالعين من أخطر الأمراض كما قيل ، إنها تورد البعير القدر ، وتدخل الرجل القبر ، وتشترك إصابات " العين " مع الأمراض التي تصيب الإنسان على اختلاف أنواعها وتفاوت آثارها 0 وقد وجدت النصوص في الوقاية منها عند التخوف من وقوعها ، والعلاج من إصابتها بعد وقوعها ) ( العين والرقية والاستشفاء بالقرآن والسنة – ص 5 ) 0

ومما لا شك فيه أن بعض الأمراض المعروفة اليوم قد يكون سببها الإصابة بالعين والحسد ، ويستغرب الكثيرون من تلك الحقيقة ، بل قد يقدح بعض الأطباء المتخصصين في ذلك ، وقد يصل الأمر بهم درجة القذف والتهجم واعتبار ذلك الكلام من الهرطقات والخزعبلات ، وادعاء أن العلم يقف ضد ذلك بل ويحاربه ، معتمدين بذلك على الدراسة النظرية والعملية وكافة الأساليب والوسائل التقنية الحديثة التي توصل إليها الطب الحديث وأهله ، ومع كل ذلك فلا بد من الإقرار والإذعان لهذه الحقيقة الهامة ، وقد قررت النصوص الحديثية ذلك قبل ألف وأربعمائة سنة حيث ثبت من حديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ) ( السلسلة الصحيحة 747 ) 0

يقول الشيخ عبدالله السدحان : ( العين هي السبب الغالب لكثير من أمراض الناس وغيرها استثناء : ودليلنا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين "0 رواه البخاري ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " العين تدخل الرجل القبر ، وتدخل الجمل القدر " ( السلسلة الصحيحة 1249 ) 0 ونحن نجد الناس يموتون بأمراض وعلل متنوعة كالأمراض المعدية والسرطانات والحوادث وغيرها ، فكثير من هذه الأمراض والعلل سببها العين بعد قضاء الله وقدره ) ( كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية - ص 40 ، 41 ) 0

إن انتشار الأمراض المتنوعة والخطيرة وموت الكثيرين من الناس نتيجة لذلك لا يعني مطلقا أن كافة هذه الأمراض أمراض عضوية بحتة ، فقد تكون بعض تلك الأمراض نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ولم يقرر الطب التخصصي بكافة فروعه وأقسامه في يوم من الأيام أن فلانا قد مات نتيجة للإصابة بداء العين والحسد ، وهذا الكلام لا يعني مطلقا أن كافة الأمراض الموجودة على الساحة اليوم تعزى نتيجتها للإصابة بهاذين الداءين العظيمين ، فلا إفراط ولا تفريط ، بل إن الواجب الشرعي يحتم اتخاذ كافة الأسباب الشرعية والحسية المباحة للاستشفاء من كافة الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها ، ومن ثم فلا بد من الاعتراف بهذه الحقيقة الهامة التي سوف توفر الفرصة المواتية لعلاج كافة الأمراض سواء كانت عضوية أو روحية عن طريق مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين ، وكذلك اللجوء للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، والتيقن بأن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده 0

ويقسم هذا النوع من أنواع العين إلى قسمين :

أ - العين المؤثرة بالأمراض العضوية المعروفة :

وهذا النوع من أنواع العين يؤدي إلى أمراض عضوية تحدد وتشخص من قبل الأطباء والمتخصصين وتكون معروفة لديهم كمرض السرطان والسل ونحو ذلك من أمراض متنوعة أخرى ، ويكون الأصل في هذه الأمراض نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ويقسم هذا النوع إلى الأنواع التالية :

1)- العين المؤثرة بالآلام والأسقام :

أ- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثير كلي : وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام تصيب جميع أنحاء الجسد ، ويشعر من خلال ذلك بالتعب والإرهاق والخمول وعدم القدرة على القيام بالأعمال الدورية المعتادة 0

ب- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثيرجزئي : وفيه يتعرض المعين لمرض يتركز في جهة محددة من الجسد ، وله أعراض معينة ، وعند قيام المريض بالفحص الطبي يتبين وجود أسباب طبية نتيجة لتلك المعاناة 0

ج- العين المؤثرة بألم عضوي متنقل : وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام متنقلة في جميع أنحاء الجسد ، فتارة يشعر بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المفاصل وهكذا 0

2)- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية : وتنقسم إلى قسمين :

أ- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية قصيرة الأمد : وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات قصيرة الأمد نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الاجتماعية للمريض كالغضب والفرح ونحوه ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد 0

ب- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية طويلة الأمد : وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات طويلة نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الخارجية للمريض كما أشرت في الفقرة السابقة ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد 0

3)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية : وتنقسم إلى قسمين :

أ )- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية الدائم : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا دائما ، فلا تعود تلك الحواس للمعين إلا بعد انتهاء العين وشفاء المريض بإذن الله تعالى 0

ب)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية المؤقت : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا مؤقتا ، ويتقلب الحال من وقت إلى وقت ومن زمن إلى زمن 0

4)- العين المؤثرة بالشلل العضوي : وتنقسم إلى :

أ)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الكلي : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي كلي في جميع أنحاء الجسد ، فلا يستطيع المريض الحراك مطلقا ، ولا تعود له عافيته إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى 0

ب)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الجزئي : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي يختص بمنطقة معينة كاليد أو القدم أو الرأس ونحوه ، ويبقى العضو معطلا فترة من الزمن ثم يعود إلى سابق عهده ، وتنتهي المعاناة بإذن الله تعالى عند انتهاء العين 0

ج)- العين المؤثرة بالشلل العضوي المتنقل : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي متنقل ، فتارة يصيب الشلل منطقة اليد ، وتارة أخرى منطقة القدم وهكذا ، ولا ينقطع هذا الأمر إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى 0

5)- العين المؤثرة بالخمول : وتنقسم إلى قسمين :

أ)- العين المؤثرة بالخمول الدائم : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول دائم ينتاب جميع أنحاء الجسم ، فيشعر المريض دائما بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر 0

ب)- العين المؤثرة بالخمول المؤقت : يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول مؤقت ينتابه بعض الفترات وتتراوح نسبة ذلك الخمول بحسب قوة العين وتأثيرها ، فيشعر المريض أحيانا بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر ، وتارة أخرى يكون نشيطا قويا يعيش كأي إنسان طبيعي آخر 0

6)- العين المؤثرة في حصول الاستحاضة : وعادة ما يصيب هذا النوع النساء 0

ب - العين المؤثرة بالأمراض العضوية غير المعروفة : وطبيعة هذه الأمراض أنها لا تشخص من قبل الأطباء ولا يقفوا على الأسباب الحقيقية ورائها ، وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن بعض الأمراض لم يقف الطب على حقيقتها ومعرفة أسبابها لعدم توفر الإمكانات الطبية أو العلمية المتاحة لاكتشافها والوقوف على حقيقتها ، والمقصود من الكلام السابق أن كل مرض لم يقف الطب على حقيقته لا يعني مطلقا أنه تأتى بسبب الإصابة بالعين والحسد ، ومن هنا كان الواجب يحتم الدراسة العلمية الموضوعية المستفيضة للحالة للوقوف على الأسباب الرئيسة للمعاناة والألم والاهتمام بالجانب الديني والمتمثل في الرقية الشرعية ، وكذلك التركيز على الجوانب الطبية الأخرى في الاستشفاء والعلاج ، ومن هنا يكتمل البحث والدراسة في الأسباب الشرعية والحسية التي تسعى بمجملها لتقديم جل ما تستطيع لخدمة الإسلام والمسلمين وتحقيق المصلحة الشرعية من وراء ذلك 0 وتقسم تلك الأمراض إلى قسمين :

1)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الكلي الدائم : ويؤدي هذا النوع من أنواع العين للآلام والأوجاع المستمرة والعامة في جميع أنحاء الجسد ، وقد تتنقل تلك الآلام من عضو لآخر دون تحديد وتشخيص أعراضها من الناحية الطبية 0

2)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الجزئي الدائم : وتؤدي للآلام والأوجاع المستمرة ولكنها تختص بعضو من أعضاء الجسم البشري ، وكذلك لا يتم تشخيص تلك الأعراض من الناحية الطبية 0

واعتقد بعد هذا العرض بأدلته المختلفة أن الأمراض تؤدي بلا شك إلى إحداث أمراض عضوية ، بكيفية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، والله تعالى أعلم 0

يتبع 000

أبو البراء
07-09-2004, 09:06 PM
تابع / 000

السؤال الرابع : هل يمكن للأرواح الخبيثة السكون في جسد الإنسي لسنوات عديدة من دون أي دلائل على وجوده ، كما هو الحال مع تلك الفتاة التي مكث في جسدها أكثر من 15 سنة ؟ أم أن الجهل من المجتمع المحيط والإهمال جعلهم لايدركون ذلك ؟؟؟

الجواب : كون أننا قد بينا بالأدلة النقلية الصريحة الصحيحة أن الجني يدخل إلى بدن الإنسان فيسكن فيه ، فلا ضابط لمسألة الوقت ، وأكثر ما يشاهد هذا في السحر ، وقد تواتر ذلك بين ثقات المعالجين ، والله تعالى أعلم 0
أما بخصوص المجتمع فقد لا يلام في كثير من الأحوال الأهل ، لأن وجود الجني في بدن الإنسي يفسر في حالات كثير على أنه مرض قد أصاب ذلك الشخص ، وبالتالي يسعى الأهل لاتخاذ الأسباب الحسية من خلال مراجعة المستشفيات والمصحات ، ومما لا شك فيه أن توفر الوعي المطلوب والخاص بتلك الأمراض بين الناس لجُمع في ذلك بين الأسباب الشرعية والمتمثلة بالرقية الشرعية ، والأسباب الحسية والمتمثلة بالعلاج لدى الأطباء المتخصصين ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الخامس : هل يمكن أن تظهر العين ، أو السحر المأكول والمشروب على شكل طفيليات بالمعدة والأمعاء ؟؟؟

الجواب : قد يحصل ذلك ، بل قد يظهر أثر العين والسحر على شكل مرض معين كالسرطان والسل ونحوه ، إنما لا يجوز مطلقاً للمعالج وفي أي حال من الأحوال أن يعيد تلك الأمراض العضوية ويجعلها ناتجة بسبب الأمراض الروحية كالسحر والصرع والعين إلا في حالة واحدة ، وهي تلاشي المرض بعد القراءة مباشرة ، ويكون ذلك غلبة ظن ليس إلا ، ومن هنا يجعل جل تركيزه علاج المرض الروحي الذي ظهرت له أعراضه ، ويطلب من المرض متابعة العلاج الطبي لدى أهل الاختصاص ، والله تعالى أعلم 0

السؤال السادس : هل للأمراض الروحية علاقة بقصور النمو وتوقفه بالنسبة لصغار السن من الأطفال والمراهقين ؟؟؟ وهل لها علاقة بالخلل في إفراز الهرمونات أوالخلل في الخلايا المستقبلة لها ؟؟؟؟؟

الجواب : كما بينا في الإجابة على السؤال الرئيسي بأن الأمراض الروحية قد تؤدي إلى المرض ، فمما لا شك فيه بأن الإجابة على السؤال المطروح تكون بنعم ، حيث أن كافة الأعراض المشار إليها هيَّ أعراض طبية ، فلا يستبعد مطلقاً أن تؤدي الأمراض الروحية إلى مثل تلك المراض سواء أدى ذلك إلى قصور النمو أو خلل في إفراز الهرمونات أو خلل في الخلايا المستقبلة لها ، والله تعالى أعلم 0

السؤال السابع : هل يمكن للأرواح الخبيثة أن تلعب دوراً في التحكم بالجينات – بمشيئة الله طبعاً- وتسبب أمراضاً وراثية ؟؟ وهل الجن ينتقلون بالوراثة أو بمعنى أصح ، هل هناك احتمالية أكبر لأن يتعرض الأبناء لإصابة بمرض روحي نتيجة لإصابة الوالدين أو أحدهما سلفاً ؟؟ أم أن هذه أمور طبية ونفسية بحتة ؟؟؟

الجواب : نفس الإجابة المبينة سابقاً ؟، ولكن لا يكون ذلك إلا بقدر الله الكوني لا الشرعي ، ويبقى ذلك في نطاق ضيق ومحدود ، أما انتقال الجن بالوراثة فهذا ما لم نعهده ، إلا في حالات معينة وفي نطاق ضيق للغاية ، أما إصابة الوالدين أو أحدهما بمرض روحي فهذا مجانب للصواب ، حيث أن تأثير المرض الروحي يقع للشخص الذي تعرض لمثل هذا المرض ، فعلى سبيل المثال لا الحصر السحر يؤثر بالنسبة للمسحور والذي قام الساحر بفعل طلاسم وعزائم للشخص ذاته ولا يؤثر السحر على أي من أفراد الأسرة إلا في حالة أن الساحر قد عزم للعائلة بأكملها ، وهكذا العين فإنها تؤثر على الشخص المنظور وهكذا ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثامن : هل الأمراض الروحية والنفسية تؤثر سلباً على جهاز المناعة ، فيصاب الإنسان بالأمراض تبعاً لذلك ؟؟؟

الجواب : أختي الفاضلة إن كان تأثير الأمراض الروحية قد يؤدي في بعض حالاته إلى الموت ، فمن باب أولى أن يؤثر إلى ما دون ذلك ، ولا يمنع مطلقاً تعرض جهاز المناعة لأثر الأمراض الروحية ، وبالتالي يؤدي إلى ما يؤديه من أمراض متنوعة ، إنما أحب أن أبين مسألة في غاية الأهمية إلا وهيَّ أنه لا يجوز للمعالج تحت أي ظرف أن يبين للمرضى أن المرض جاء بسبب المرض الروحي ، حيث أن تلك الأمور تقع ضمن نطاق الغيب الذي لا يجوز للمعالج بأي حال من الأحوال أن يقحم نفسه به ، وعلى سبيل المثال لا الحصر قام معالج برقية شخص يعاني من ضعف المناعة فتبين له بناء على الأعراض التي ظهرت له أن الشخص مصاب بنوع من أنواع السحر ، لا يجوز عند ذلك أن يبين للمريض أو ذويه أن ضعف المناعة بسبب هذا المرض ، ومثل هذا القول قد يؤدي إلى مفاسد شرعية وطبية لا يعلم بمداها وضررها إلا الله ، إنما الحديث والإجابة على السؤال المطروح تكون بالعموم ، والله تعالى أعلم 0

السؤال التاسع : هل هناك أمور شرعية مترتبة على من يتعرضون لإعتداءات جنسية بسبب الأرواح الخبيثة من ناحية الطهارة ؟؟؟

الجواب : تعرضت لهذه المسألة في كتابي الموسوم ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) ولأهمية الموضوع فأنقل لكِ ما كتبت :

التناكح أمر واقع كما بين ذلك أهل العلم ، ولكنه يبقى ضمن نطاق ضيق ومحدود ، وهو نادر الوقوع ، ولكنه ممكن الحصول وقد يقع أحيانا ، والسؤال الذي يطرح نفسه تحت هذا
العنوان ( هل التناكح الذي يقع بين الإنس والجن يوجب الغسل ، قياسا بنكاح الإنس بعضهم لبعض ؟ ) 0

ثبت من حديث عائشة وابن عمرو – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا التقى الختانان ، فقد وجب الغسل ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الغسل ( 28 ) – برقم 291 ) 0

قال المناوي : ( " إذا التقى الختانان " أي تحاذيا لا تماسا والمراد ختان الرجل وخفاض المرأة فجمعهما بلفظ واحد تغليبا " فقد وجب الغسل " أي على الفاعل والمفعول وإن لم يحصل إنزال كما صرح في رواية فالموجب تغييب الحشفة ) ( فيض القدير - 1 / 301 ) 0

فهل الأمر يتعلق بالإنس والجن أم أن الحديث خاص بالإنس فقط ؟

ذهب بعض أهل العلم إلى أن الوطء والإيلاج يوجب الغسل :

قال الهيثمي : ( فقد قال بعض الحنابلة والحنفية : لا غسل بوطء الجني ، والحق خلافه إن تحقق الإيلاج ) ( الفتاوى الحديثية – ص 69 ) 0

وذهب البعض الآخر إلى أن الوطء والإيلاج لا يوجب الغسل إلا في حالة حصول الإنزال :

قال محمد بن مفلح : ( لو قالت امرأة : لي جني يجامعني كالرجل ، فلا غسل عليها لعدم الإيلاج والاحتلام ، ذكره أبو المعالي ، وفيه نظر ) ( المبدع شرح المقنع – ص 234 ) 0

قال زين العابدين بن نجيم : ( قال قاضيخان في فتاواه : امرأة قالت : معي جني يأتيني في النوم مرارا وأجد في نفسي ما أجد لو جامعني زوجي ، لا غسل عليها ، وقيده الكمال بما إذا لم تنزل ، أما إذا أنزلت وجب كأنه احتلام ) ( الأشباه والنظائر - ص 328 ) 0

قال مصطفى عاشور : ( قال بعض الحنفية : لا غسل 00 ذلك أن أبا المعالي بن منجي الحنبلي في كتاب " شرح الهداية " لابن الخطاب الحنبلي – ذكر في امرأة قالت : إن جنيا يأتيني كما يأتي الرجل المرأة ، فهل يجب عليها غسل ؟ قال بعض الحنفية : لا غسل عليها 0
قال أبو المعالي : لو قالت امرأة : ( جامعني جني كالرجل ) لا غسل عليها ؛ لانعدام سببه ، وهو الإيلاج والاحتلام ، فهو كالمنام بغير إنزال ) ( عالم الجن أسراره وخفاياه - ص 44 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال التالي : التناكح بين الإنس والجن أمر واقع فعلا ، ولكنه نادر الوقوع ، والسؤال هل حصول ذلك الأمر بين الجن والإنس يوجب الغسل أم لا ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله – : ( الله أقدرهم – أي الجن - على الكلام المسموع وعلى التشكل بصور ومظاهر متنوعة كما أقدرهم على الدخول في أجساد الإنس بحيث تغلب روح الجني على روح الإنسي والغالب أن الذكر منهم لا يلابس إلا الأنثى من البشر والأنثى تلابس الذكر من البشر ، ويجدون لذة وشهوة وقد ذكر التناكح بين الإنس والجن بحيث أن الجن يظهرون بصورة بشر ويكلمون الإنسي الذي يعشقونه ثم يعقدون له عقدا شرعيا على امرأة منهم ، ويدلونه على كيفية الحصول عليها بندائها أو ضرب موضع معين بيده أو بعصا ونحوها ، فتخرج له متمثلة في صورة امرأة من الإنس فيباشرها كما يباشر زوجته من البشر ، ويجد لذلك لذة محسوسة ، ويحصل منه الإنزال المعروف ، ولا أدري هل يحصل التوالد أم لا ، وهذا ما حكاه لنا من نثق به ، ولكن ذلك نادر ، وهكذا قد يخطفون الأنثى من البشر وتغيب عندهم ويفتقدها أهلها وتتزوج منهم ويباشرها كما يباشر الرجل امرأته وهكذا ، وقد حكى بعض النساء أنها تبتلى بشخص من الجن يكلمها ويخلو بها ويجامعها قهرا كزوجها ولا يراه غيرها بحيث يختفي متى كان هناك أحد من أهل البيت ، ولا شك أنه متى حصل الوطء المعروف من الرجل لامرأة من الجن أو وطئ رجل منهم المرأة من الإنس حصلت الجنابة ووجب الغسل لوجود سببين وهو الإيلاج الحقيقي والإنزال والله أعلم ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

قلت : وبعد استعراض أقوال أهل العلم بخصوص هذا الأمر الدقيق والحساس وتعلقه بمسألة فقهية هامة تهم البعض ممن تعرض لمثل ذلك الأمر ، أخلص إلى النتائج التالية :

1)- إذا كان الجني أو الجنية متشكل أو متشكلة بأشكال الإنس عند ذلك ينطبق الحكم والوصف في هذه المسألة على جماع الإنس بعضهم ببعض ، وفي هذه الحالة تحصل الجنابة لتحقق الإيلاج الحقيقي والإنزال كما أشار لذلك فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله - 0

وفي إمكانية الجماع بين الإنس والجن من خلال هذا النوع يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( هذا ممكن في الرجال والنساء ، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل الأعضاء ولا مانع يمنعـه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعاء والأوراد المأثورة ، وقد يغلب على بعض النساء ولو استعاذت منه حيث يلابسها ويخالطها ، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس بالإنزال ، وطريق التحصن من شرها التحفظ والدعاء والذكر واستعمال الأوراد المأثورة والمحافظة على الأعمال الصالحة ، والبعد عن المحرمات ، والله أعلم ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

2)- إذا كان اعتداء الجن دون التشكل ، وحصول ذلك عند نوم الإنسي سواء كان ذكرا أو أنثى ، وهذا الأمر مشاهد محسوس تواترت به الروايات ، فالقول في هذه المسألة يعتمد على عملية الإنزال ، فإن حصل إنزال سواء كان المعتدى عليه رجل أو امرأة وجب الغسل وإلا فلا ، وهذا هو ظاهر أقوال أهل العلم في هذه المسألة الفقهية والله تعالى أعلم 0

السؤال العاشر : هل مرت على أحد الرقاة منكم حالة تتأثر بالرقية على شكل عطاس شديد أو خروج بعض الدم المتجلط نسبياً من الأنف ؟؟؟

الجواب : لا زلت أتحدث عن المسألة الرئيسة في الطرح بشكل عام وهيَّ : ( هل الأمراض الروحية تؤدي إلى أمراض عضوية ) ، وقد ثبت لنا ذلك بما لا يدع مجالاً للشك ، وقد مر معيَّ مثل تلك الحالات ، ولكني أكرر القول : لا يجوز للمعالج أن يربط الرقية بالأمراض الروحية ، فيكتفي بالرقية والعلاج وإعطاء التوصيات الخاصة والمتعلقة بالرقية ؟، وما دون ذلك يُترك لأهل الاختصاص من أطباء مهرة ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الحادي عشر : الإحساس بالنبض في منطقة الصدغين بالرأس أو منطقة الجيوب الأنفية بالرأس عند الضغط عليهما ، هل هذا النبض مؤشر على وجود العارض أو تأثره بالرقية ، أم أن هذا النبض علامة فقط لجريان الدم في العروق – على حد علمي ؟؟؟

الجواب : هذه المنطقة والضغط عليها تؤثر تأثيراً قوياً وفعالاً على الجني المقترن في بدن الإنسي ، وقد ذكرت ذلك في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) ، وكما تعلمين أختي الفاضلة ( الزاوية القائمة ) فإن منهجي في تقييم الحالة المرضية بشكل عام لا يعتمد على جزئية معينة ، إنما يعتمد على الدراسة الشرعية العلمية المتأنية ودراسة كل ما يتعلق بالحالة المرضية للحكم ، وحسب علمي القاصر فليس مثل تلك النبضات هيَّ التي تحدد للمعالج إن كان المريض يعاني من اقتران شيطاني أم لا ، بخلاف الضغط على منطقة البطن والتي تظهر بوضوح تواجد الجني وحركنه من مكان إلى مكان على شكل كرة أو ما شاببه ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثاني عشر : بعض الرقاة ينصحون بقراءة الرقية والنفث في محلول الجلوكوز الذي يُحقن للمريض في المستشفى ، فما قولكم ؟؟ وهل هناك حالات تجاوبت مع هذه الطريقة ؟؟؟

الجواب : لقد ذكرت تلك الطريقة في كتابي ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) على النحو التالي :

( استخدام الجلوكوز المقروء عليه ، كمغذي للمريض ، شريطة أن يتم إعادة تعقيم له قبل إعطائه للمريض وذلك حرصا على سلامة المريض الطبية 0

يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله – فيما يتعلق بالطريقة أعلاه : ( هذا يحتاج الى مزيد نظر " ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

قلت : يلجأ بعض المعالِجين إلى استخدام هذه الطريقة في طرق علاجهم ، وهذا مما أراه يتبع الأسباب الحسية النافعة المستخدمة في العلاج والاستشفاء ، ولكن الأولى تركها خشية الاعتقاد بها من قبل العوام وغيرهم ، وتلك نظرة الشيخ الدكتور ابراهيم البريكان – حفظه الله – حيث قال " وهذا يحتاج الى مزيد نظر " خاصة أن استخدام الأمور الثابتة في الكتاب والسنة لها تأثير طيب ومحمود في رد أذى الجن والشياطين وهي متوفرة ولله الحمد والمنة ، وهذا التأثير لا يكون إلا بإذن الله سبحانه وتعالى ومن أمثلة ذلك : العسل والحبة السوداء والزيت وماء زمزم ونجوه ، وفي هذه الاستخدامات كفاية عما سواها والله تعالى أعلم 0

وأستأنس في ذكر تلك الطريقة بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – حيث يقول : ( وقد ثبت عن النبي أنه قال : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " " متفق عليه " 0 ولا ريب أن الدم يتولد من الطعام والشراب وإذا أكل أو شرب اتسعت مجاري الشياطين ، فإن مجاري الشياطين – الذي هو الدم – ضاقت ) ( مجموع الفتاوى – باختصار – 25 / 246 ) 0

قلت : وكما أن هناك علاقة مطردة ما بين الدم والطعام والشراب ، فكذلك هناك علاقة قوية ما بين استخدام الجلكوز الذي يعطى للمرضى عن طريق الأوردة لتغذية الجسم والذي بدوره يصل إلى الدم فيؤثر بإذن الله عز وجل تأثيراً فعالاً وأكيداً لمباشرته كلام الله عز وجل فتتأذى منه المردة والشياطين وقد جربت ذلك فانتفع به بعض المرضى انتفاعاً عظيماً والله تعالى أعلم 0

السؤال الثالث عشر : هل يمكن أن تصيب العين الشخص في أكثر من مكان وأكثر من زمان ، أم أن ما يحدث للمرء بعد إصابته الأولى هي مجرد انتكاسات ؟؟؟

الجواب : نعم يمكن هذا ، وهذا يتعلق بالمعين ، فيمكن أن تصاب امرأة من أخرى بعين لجمال شعرها ، وقد تصاب من نفس المرأة أو من غيرها بعين لجمالها ، وهكذا دواليك ، وقد يكون أيضاً ما ذكرتَه – حفطكِ الله – من أن الإصابة بالعين قد تؤدي إلى انتكاسات أخرى ، إنما لا يجوز تحديد ذلك من قبل المعالج ، بمعنى أن لا يتطرق إلى الأمور التي هي أقرب في تفاصيلها إلى عالم الغيب إلا بأدلة وقرائن تؤكد ما ذهب إليه ، وعلى سبيل المثال لا الحصر يبين للمريض أن فلانة هيَّ التي أصابته بالعين في الوقت الفلاني ، أو أن العين جنية ؟، أو أنها منذ خمسة سنوات تحديداً ، وهكذا ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الرابع عشر : هل هناك حقيقة ما يسمى بالمس الكلي والمس الجزئي والخارجي والداخلي ، وما الفرق بين هذه الأنواع ؟؟؟

الجواب : أحيلك على الرابط التالي ، وسوف تجدين الإجابة الوافية الكافية بإذن الله تعالى :

http://www.gesah.net/vb/vb/showthread.php?threadid=9993

السؤال الخامس عشر : هل الرقية والعلاج القرآني علم يُكتسب ، أم أنه كرامة من الله يهبها الله لمن يشاء من عباده – كما يظن الكثير من العامة ؟؟؟

الجواب : كذلك أحيلك إلى الرابط التالي للإجابة عن هذا التساؤل :

http://www.gesah.net/vb/vb/showthre...22762#post22762

السؤال السادس عشر : هل يجوز للمعالج أن يطلب من المصاب بمرض عضوي بسبب الأمراض الخبيثة أن يتوقف عن علاج المستشفيات ويكتفي بالرقية ؟؟؟

الجواب : هذا من الجهل العظيم والمركب ، فلا يجوز مطلقاً التدخل من قريب أو بعيد من قبل المعالج في مسائل الطب العضوي أو النفسي ، ويكتفي المعالج بالاهتمام بالحالة المرضية ودراستها بناء على ما يظهر له من أعراض متعلقة بالجانب الروحي ، وما دون ذلك فلا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد ، ونحن مطالبون باتخاذ الأسباب الشرعية في العلاج والاستشفاء وذلك يمون عن طريق الرقية الشرعية واستخدام كل ما هو ثابت في الكتاب والسنة ، كما أننا مطالبون باستخدام الأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء وذلك يكون عن طريق المصحات والمستشفيات ومراجعة الأطباء من أهل الاختصاص 0

هذا ما تيسر لي أختي الفاضلة ( الزاوية القائمة ) ، فما أصبت فمن الله سبحانه وتعالى وحده ، وما أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله بريئان ، أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأرجو منكِ ومن كافة أعضاء المنتدى في المرات القادمة أن يحددوا لكل مداخلة سؤال معيناً ، لتعم الفائدة من ناحية ، أما من الناحية الثانية فقد أثقلتِ عليَّ الأمانة أختي الفاضلة ( الزاوية القائئمة ) ولم أذق طعم النوم إلا قليلاً ليلة البارحة 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أسامي عابرة
23-10-2010, 11:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم جميعاً ..أحسنتم أحسن الله إليكم

موضوع قيم ومهم ..

نفع الله بعلمكم ونفعكم وزادكم من فضله وعلمه وكرمه

في رعاية الله وحفظه

عمرابوجربوع
30-11-2010, 04:50 AM
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ابو البراء على هذه الاجابه الكافيه الشافيه
واسأل الله العظيم أن يجعلها في موازين حسناتكم كما اشكر الاخت (الزاويه القائمه)
على طرح هذه التساؤلات التي قد تكون سببا كبيرا في نفع المسلمين وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال