RachidYamouni
31-05-2013, 02:42 PM
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨
✨✨✨
✨✨
✨
حديثُ البِطاقَةِ
( إنّ الله سَيخَلِّصُ رجلاً من أُمَّتي على رؤوس الخلائق يومَ القيامة ،
فيَنْشُرُ عليه تِسعةً وتسعينَ سِجِلًّا ،
كلُّ سِجِلٍّ مِثلُ مدِّ البصرِ، ثم يقولُ :
أتُنكِرُ من هذا شيئًا ؟
أظَلَمَكَ كَتَبَتي الحافظونَ ؟
يقولُ : لا يا ربِّ !
فيقولُ : أفَلَكَ عُذرٌ ؟
فيقولُ : لا يا ربِّ !
فيقولُ : بلى ، إنَّ لكَ عندنا حسنةًَ ،
وإنِّه لا ظلمَ عليكَ اليومَ .
فتَخْرُجُ بِطاقةٌ فيها :
(( أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه ))،
فيقولُ : احضُرْ وزنَكَ ،
فيقولُ : يا ربِّ !
ما هذهِ البِطاقةُ معَ هذه السِّجِلَّاتِ ؟
فقال : إنّّك لا تُظلَمُ .
قال : فتوضعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ ،
والبطاقةُ في كِفَّةٍ ،
فطاشَتِ السِّجِلَّاتُ وثَقُلتِ البِطاقةُ ،
فلا يَثْقُلُ معَ اسمِ اللهِ شيءٌ ) .
_ أخرجه الترمذي وغيره وحسنه
انظر سلسلة الأحاديث الصّحيحة للعلاّمة
محمّد ناصر الدّين الألباني رحمه الله
( م 1 ق 1 ص 261 رقم 135 )
_ الشرح :
قوله : ( إن الله سيخلص ) بتشديد اللام أي يُميز ويَختار ( رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة )
وفي رواية ابن ماجه : يُصاح برجلٍ من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق
( فينشُر ) بضم الشين المعجمة أي فيَفْتَح
( تسعة وتسعين سجلا )
بكسرتين فتشديد أي كتاباً كبيراً
( كل سجل مثل مد البصر )
أي كل كتاب منها طوله وعرضه مقدار ما يمتد إليه بصر الإنسان
( ثم يقول ) أي الله سبحانه وتعالى
( أتنكر من هذا ) أي المكتوب
( أظلمك كتبتي ) بفتحات جمع كاتب والمراد الكرام الكاتبون
( الحافظون ) أي لأعمال بني آدم
( فيقول أفلك عذر ) أي فيما فعلتَه من كونِه سَهواً أو خطأً أو جَهلاً ونحو ذلك
( فيقول بلى )
أي لك عندنا ما يقوم مَقام عُذْرِك
( إن لك عندنا حسنة )
أي واحدة عظيمة مقبولة .
وفي رواية ابن ماجه : ثم يقول :
ألك عن ذلك حسنة
فَيَهابُ الرّجلُ فيقول لا .
فيقول بلى إن لك عندنا حسنات
( فيُخرجُ ) بصيغة المجهول المذكر ،
وفي رواية ابن ماجه فتَخرُج له
( بطاقة ) قال في النهاية :
البطاقة رُقعةٌ صَغيرةٌ يثبت فيها مقدار ما تجعل فيه إن كان عينا فوزنه أو عدده ،
وإن كان متاعا فثمنه ،
قيل : سُميت بذلك لأنها تشد بطاقة من الثوب فتكون الباء حينئذ زائدة وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر .
وقال في القاموس : البطاقة ككتابة الرقعة الصغيرة المنوطة بالثوب التي فيها رقم ثمنه سُميت لأنها تشد بطاقة من هدب الثوب
( فيها ) أي مكتوب في البطاقة
( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )
قال القاري : يحتمل أن الكلمة هي
أول ما نطق بها .
ويحتمل أن تكون غير تلك المرة مما وقعت مقبولة عند الحضرة وهو الأظهر في مادة الخصوص من عموم الأمة
( احضر وزنك ) أي الوزْن الذي لك
أو وَزْن عملَك ،
أو وقتَ وزنِك
أو آلةَ وزنِك ،
وهو الميزان ليظهر لك انتفاء الظلم وظهور العدل وتحقق الفضل
( فيقول يا رب ما هذه البطاقة )
أي الواحدة
( مع هذه السجلات )
أي الكثيرة
وما قَدْرُها بِجَنْبِها ومُقابَلَتِها
( فقال فإنك لا تظلم )
أي لا يقع عليك الظلم لكن لا بد من اعتبار الوزن كي يظهر أن لا ظلم عليك
فاحضر الوزن .
قيل وجه مُطابَقة هذا جواباً لقوله ما هذه البطاقة ؟
أن اسم الإشارة للتحقير كأنه أنكر أن يكون مع هذه البطاقة المُحَقّرَة مُوازنَة
لتلك السجلات ،
فرد بقوله إنك لا تُظلم بِحَقيرَة ،
أي لا تَحْقِر هذه فإنها
عَظيمةٌ عندَه سُبحانَه
إذ لا يثقل مع اسم الله شيء ولو ثقل عليه شيء لظلمت
( قال فتوضع السجلات في كفة ) بكسر فتشديد أي فَرْدَةً من زوجي الميزان ،
ففي القاموس الكفة بالكسر من الميزان معروف ويفتح
( والبطاقة ) أي وتوضع
( في كفة ) أي في أخرى
( فطاشت السجلات ) أي خفت
( وثقلت البطاقة ) أي رجحت
والتعبير بالمضي لِتَحَقُقِ وُقوعِه
( ولا يثقل ) أي ولا يَرجَحُ ولا يَغلِب
( مع اسم الله شيء ) والمعنى لا يقاومه شيء من المعاصي بل يترجح ذكر الله تعالى
على جميع المعاصي .
فإن قيل : الأعمال أعراض لا يمكن وزنها وإنما توزن الأجسام ،
أُجِيبَ بأنه يُوزَن السجل الذي كتب فيه الأعمال ويختلف باختلاف الأحوال
أو أن الله يُجَسِم الأفعال والأقوال
فَتوزَن فتثقل الطاعات وتطيش السيئات
لثقل العبادة على النفس
وخفة المعصية عليها
ولذا ورد : حُفت الجنة بالمكاره
وحفت النار بالشهوات . اهـ
_ شرح الحديث
نقلا من تحفة الأحوذي بشرح
جامع الترمذي للمباركفوري
رحمهم الله
( 7 / 330 - 331 )
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨
✨✨✨
✨✨
✨
حديثُ البِطاقَةِ
( إنّ الله سَيخَلِّصُ رجلاً من أُمَّتي على رؤوس الخلائق يومَ القيامة ،
فيَنْشُرُ عليه تِسعةً وتسعينَ سِجِلًّا ،
كلُّ سِجِلٍّ مِثلُ مدِّ البصرِ، ثم يقولُ :
أتُنكِرُ من هذا شيئًا ؟
أظَلَمَكَ كَتَبَتي الحافظونَ ؟
يقولُ : لا يا ربِّ !
فيقولُ : أفَلَكَ عُذرٌ ؟
فيقولُ : لا يا ربِّ !
فيقولُ : بلى ، إنَّ لكَ عندنا حسنةًَ ،
وإنِّه لا ظلمَ عليكَ اليومَ .
فتَخْرُجُ بِطاقةٌ فيها :
(( أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه ))،
فيقولُ : احضُرْ وزنَكَ ،
فيقولُ : يا ربِّ !
ما هذهِ البِطاقةُ معَ هذه السِّجِلَّاتِ ؟
فقال : إنّّك لا تُظلَمُ .
قال : فتوضعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ ،
والبطاقةُ في كِفَّةٍ ،
فطاشَتِ السِّجِلَّاتُ وثَقُلتِ البِطاقةُ ،
فلا يَثْقُلُ معَ اسمِ اللهِ شيءٌ ) .
_ أخرجه الترمذي وغيره وحسنه
انظر سلسلة الأحاديث الصّحيحة للعلاّمة
محمّد ناصر الدّين الألباني رحمه الله
( م 1 ق 1 ص 261 رقم 135 )
_ الشرح :
قوله : ( إن الله سيخلص ) بتشديد اللام أي يُميز ويَختار ( رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة )
وفي رواية ابن ماجه : يُصاح برجلٍ من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق
( فينشُر ) بضم الشين المعجمة أي فيَفْتَح
( تسعة وتسعين سجلا )
بكسرتين فتشديد أي كتاباً كبيراً
( كل سجل مثل مد البصر )
أي كل كتاب منها طوله وعرضه مقدار ما يمتد إليه بصر الإنسان
( ثم يقول ) أي الله سبحانه وتعالى
( أتنكر من هذا ) أي المكتوب
( أظلمك كتبتي ) بفتحات جمع كاتب والمراد الكرام الكاتبون
( الحافظون ) أي لأعمال بني آدم
( فيقول أفلك عذر ) أي فيما فعلتَه من كونِه سَهواً أو خطأً أو جَهلاً ونحو ذلك
( فيقول بلى )
أي لك عندنا ما يقوم مَقام عُذْرِك
( إن لك عندنا حسنة )
أي واحدة عظيمة مقبولة .
وفي رواية ابن ماجه : ثم يقول :
ألك عن ذلك حسنة
فَيَهابُ الرّجلُ فيقول لا .
فيقول بلى إن لك عندنا حسنات
( فيُخرجُ ) بصيغة المجهول المذكر ،
وفي رواية ابن ماجه فتَخرُج له
( بطاقة ) قال في النهاية :
البطاقة رُقعةٌ صَغيرةٌ يثبت فيها مقدار ما تجعل فيه إن كان عينا فوزنه أو عدده ،
وإن كان متاعا فثمنه ،
قيل : سُميت بذلك لأنها تشد بطاقة من الثوب فتكون الباء حينئذ زائدة وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر .
وقال في القاموس : البطاقة ككتابة الرقعة الصغيرة المنوطة بالثوب التي فيها رقم ثمنه سُميت لأنها تشد بطاقة من هدب الثوب
( فيها ) أي مكتوب في البطاقة
( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )
قال القاري : يحتمل أن الكلمة هي
أول ما نطق بها .
ويحتمل أن تكون غير تلك المرة مما وقعت مقبولة عند الحضرة وهو الأظهر في مادة الخصوص من عموم الأمة
( احضر وزنك ) أي الوزْن الذي لك
أو وَزْن عملَك ،
أو وقتَ وزنِك
أو آلةَ وزنِك ،
وهو الميزان ليظهر لك انتفاء الظلم وظهور العدل وتحقق الفضل
( فيقول يا رب ما هذه البطاقة )
أي الواحدة
( مع هذه السجلات )
أي الكثيرة
وما قَدْرُها بِجَنْبِها ومُقابَلَتِها
( فقال فإنك لا تظلم )
أي لا يقع عليك الظلم لكن لا بد من اعتبار الوزن كي يظهر أن لا ظلم عليك
فاحضر الوزن .
قيل وجه مُطابَقة هذا جواباً لقوله ما هذه البطاقة ؟
أن اسم الإشارة للتحقير كأنه أنكر أن يكون مع هذه البطاقة المُحَقّرَة مُوازنَة
لتلك السجلات ،
فرد بقوله إنك لا تُظلم بِحَقيرَة ،
أي لا تَحْقِر هذه فإنها
عَظيمةٌ عندَه سُبحانَه
إذ لا يثقل مع اسم الله شيء ولو ثقل عليه شيء لظلمت
( قال فتوضع السجلات في كفة ) بكسر فتشديد أي فَرْدَةً من زوجي الميزان ،
ففي القاموس الكفة بالكسر من الميزان معروف ويفتح
( والبطاقة ) أي وتوضع
( في كفة ) أي في أخرى
( فطاشت السجلات ) أي خفت
( وثقلت البطاقة ) أي رجحت
والتعبير بالمضي لِتَحَقُقِ وُقوعِه
( ولا يثقل ) أي ولا يَرجَحُ ولا يَغلِب
( مع اسم الله شيء ) والمعنى لا يقاومه شيء من المعاصي بل يترجح ذكر الله تعالى
على جميع المعاصي .
فإن قيل : الأعمال أعراض لا يمكن وزنها وإنما توزن الأجسام ،
أُجِيبَ بأنه يُوزَن السجل الذي كتب فيه الأعمال ويختلف باختلاف الأحوال
أو أن الله يُجَسِم الأفعال والأقوال
فَتوزَن فتثقل الطاعات وتطيش السيئات
لثقل العبادة على النفس
وخفة المعصية عليها
ولذا ورد : حُفت الجنة بالمكاره
وحفت النار بالشهوات . اهـ
_ شرح الحديث
نقلا من تحفة الأحوذي بشرح
جامع الترمذي للمباركفوري
رحمهم الله
( 7 / 330 - 331 )