المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 20 تابع / شرح : العقيدة الواسطيّة للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله


RachidYamouni
25-05-2013, 08:18 PM
_ المتن :


وقوله : ** وهو شديد المحال **
سورة الرّعد 13

وقوله :
** ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين **
سورة آل عمران 54

وقوله : ** ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون ** سورة النّمل 50

وقوله : ** إنّهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً **
سورة الطّارق 15 - 16







_ الشرح :


قوله ( وهو ) أي : الله سبحانه

( شديد المحال ) المحل في اللغة الشدة
– أي شديد الكيد -

قال الزجاج : يقال ما حلته محالا إذ قاويته حتى يتبين أيّكما أشد .

وقال ابن الأعرابي : المِحال المكر .

فهو سبحانه شديد المكر وشديد الكيد .

والمكر من الله إيصال المكروه إلى من يستحقه من حيث لا يشعر .

وقوله : ( مكروا ) أي : الذين أحس عيسى منهم الكفر وهم كفار بني إسرائيل الذين أرادوا قتل عيسى وصلبه .

والمكر : فعل شي يراد به ضده

( ومكر الله ) أي : استدرجهم وجازاهم على مكرهم فألقى شَبَهَ عيسى على غيره ،
ورفع عيسى إليه

( والله خير الماكرين ) أي : أقواهم وأقدرهم على إيصال الضرر بمن يستحقه من حيث لا يشعر ولا يحتسب .

وقوله : ( ومكروا ) أي : الكفار الذين تحالفوا على قتل نبي الله صالح عليه السلام وأهله خِفْيَةً خوفا من أوليائه

( ومكرنا مكرا ) جازيناهم بفعلهم هذا فأهلكناهم ونجيّنا نبيّنا

( وهم لا يشعرون ) بمكرنا .

وقوله : ( إنهم ) أي كفار قريش

( يكيدون كيدا )

أي : يمكرون لإبطال ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين الحق

( وأكيد كيدا )
أي : أستدرجهم وأجازيهم على كيدهم فآخذهم على غِرَة وهم لا يشعرون .

الشاهد من الآيات : في هذه الآيات وصف الله بالمكر والكيد .

ونسبة ذلك إليه سبحانه حقيقة

على بابه فإن المكر إيصال الشئ إلى الغير بطريق خفي ،

وكذلك الكيد والمخادعة والمكر

والكيد نوعان : قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحقه ،

وحسن وهو إيصاله إلى من يستحقه
عقوبةً له .

فالأول مذموم ،

والثاني ممدوح .

والرب تعالى إنما يفعل من ذلك ما يحمد عليه عدلاً منه وحكمةً

وهو تعالى يأخذ الظالم والفاجر من حيث لا يحتسب لا كما يفعل الظلمة بعباد الله .

والله أعلم والله سبحانه لم يَصِفْ نفسَه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق .

وقد عُلِم أن المجازاة حسنة من المخلوق فكيف بالخالق سبحانه وتعالى .

تنبيه : نسبة الكيد والمكر ونحوهما إليه سبحانه من إطلاق الفعل عليه تعالى ،

والفعل أوسع من الاسم

ولهذا أَطلَق اللهُ على نفسِه أفعالا .

لم يَتَسَمَّ منها بأسماء الفاعل ،

كأراد وشاء ولم يُسَمَ بالمريد والشائي .

وكذا مكر ويمكر .

وأكيدُ كيداً ولا يقال الماكر والكائد

لأن مسمياتها تنقسم

إلى ممدوح ومذموم .










( يتبع ) ...................