المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 19 تابع / شرح : العقيدة الواسطيّة للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله


RachidYamouni
24-05-2013, 02:24 PM
_ المتن :


وقوله : ** قد سمع الله قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكىٓ إلى الله، والله يسمع تحاوركمآ إنّ الله سميع بصير **
سورة المجادلة 1

وقوله : ** لّقد سمع الله قول الّذين قالوٓا إن الله فقير ونحن أغنيآء **
سورة آل عمران 181

** أم يحسبون أنّا لا نسمع سرّهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون **
سورة الزّخرف 80

وقوله : ** إنّني معكمآ أسمع وأرىٰ **
سورة طه 46

وقوله : ** ألم يعلم بأنّ الله يرىٰ **
سورة العلق 14

** الّذي يراك حين تقوم * وتقلُّبَك في السّاجدين * إنّه هو السّميع العليم **
سورة الشعراء 218 - 220

** وقل اعملوا فسيرى اللهُ عملَكم ورسولُه والمؤمنون ** سورة التّوبة 105







_ الشرح :


( قد سمع الله قول التي )
وهي خولة بنت ثعلبة

( تجادلك ) أيها النبي أي : تُراجِعَك الكلام
في شأن ( زوجها ) وهو أوس بن الصامت ذلك حين ظاهر منها

( وتشتكي إلى الله ) معطوف على
( تجادلك )

وذلك أنه كلما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حَرُمْتِ عليه

قالت : والله ما ذكر طلاقا

ثم تقول : اشكو إلى الله فاقتي ووحدتي
وأن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلى جاعوا وجعلت
ترفع رأسها إلى السماء

وتقول : اللهم إني أشكو إليك

( والله يسمع تحاوركما )
أي : تراجعكما في الكلام

( إن الله سميع بصير ) يسمع كل الأصوات ويبصر ويرى كل المخلوقات ومن جملة ذلك ما جادَلَتْكَ به هذه المرأة .

وقوله : ( لقد سمع الله قول الذين قالوا عن الله فقير ونحن أغنياء ) هم قوم من اليهود قالوا هذه المقالة لما أنزل الله :

( من الذي يقرض الله قرضا حسنا )
الآية رقم (245) من سورة البقرة .

قالوا ذلك تمويها على ضعفائهم ، لا أنهم يعتقدون ذلك لأنهم أهل كتاب .

وإنما قالوا ذلك ليشككوا في دين الإسلام وقوله :
( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم )

ما يسرون به في أنفسهم أو ما يتحادثون به سرا في مكان خال

( ونجواهم )
أي : ما يتناجون به فيما بينهم .

والنجوى ما يتحدث به الإنسان مع رفيقه ويخفيه عن غيره .

( بلى ) نسمع ذلك ونعلم به

( ورسلنا لديهم يكتبون )
أي : الحَفَظَة عندهم يكتبون جميع ما يصدر عنهم من قول أو فعل .

وقوله : ( إنني معكما )
يقول تعالى لموسى وأخيه هارون عليهما السلام لما أرسلهما إلى فرعون

( إنني معكما ) أي : بحفظي وكَلاَءَتِي ونصري لكما

( أسمع وارى )
أي : أسمع كلامكما وكلام عدوكما ، وأرى مكانكم ومكانه وما يجرى منكما ومنه وهذا تعليل لقوله ( لا تخافا ) .

قوله : ( ألم يعلم ) أبوجهل حينما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة

( بأن الله يرى )
أي : أَمَا عَلِمَ أن الله يراه ويسمع كلامه وسيجازيه على فعله أتم الجزاء ؟

والاستفهام للتقريع والتوبيخ .

قوله : ( الذي يراك ) أي يبصرك

( حين تقوم ) للصلاة وحدك

( وتقلبك في الساجدين ) أي : ويراك إن صليت في الجماعة راكعا وساجداً وقائما

( إنّه هو السميع ) لما تقوله

( العليم ) به .

وقوله : ( وقل اعملوا ) أي : قل يا محمد
لهؤلاء المنافقين

( اعملوا ) ما شئتم واستمروا على باطلكم ولا تحسبوا أن ذلك سَيَخْفَى

( فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )

أي : ستظهر أعمالكم للناس
وتُرَى في الدُنيا

( وستردون ) بعد الموت

( إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون )

فيجازيكم على ذلك .

الشاهد من الآيات الكريمة : في هذه الآيات وصف الله سبحانه بالسمع والبصر

وأنه تعالى يسمع ويبصر حَقيقةً على ما يليق به منزه عن صفات المخلوقين ومُماثَلَتِهِم

فالآيات صريحة في إثبات السمع والبصر

حيث جاء فيها إثبات السمع لله بلفظ الماضي والمضارع واسم الفاعل

سَمِعَ و يَسْمَعُ و سَمِيعٌ .

ولا يصح في كلام العرب أن يقال لشئ هو سميع بصير

إلا وذلك الشيء يَسمَع ويُبصِر

هذا هو الأصل فلا يقال :

جَبَلٌ سميعٌ بصيرٌ

لأنه ذلك مستحيل إلا لمن يَسمع ويُبصر .




( يتبع ) ...................