المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 16 تابع / شرح : العقيدة الواسطيّة للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله


RachidYamouni
19-05-2013, 04:01 PM
_ المتن :


وقوله : ** هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم الله في ظلل مّن الغمام والملائكة وقضي الأمر ** ،
سورة البقرة 210

وقوله : ** هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربّك أو يأتي بعض آيات ربّك **
سورة الأنعام 158

** كلاّ إذا دُكَّت الأرض دكّاً دكّا وجآء ربّك والملك صفّاً صفّا **
سورة الفجر 21 - 22

** ويوم تَشَقَّقُ السّمآء بالغمام ونُزّل الملائكة تنزيلا ** سورة الفرقان 25







_ الشرح :


( هل ينظرون ) هذا تهديد للكفار التاركين للدخول في السلم أي : الإسلام
المتبعين لخطوات الشيطان .

ومعنى ( ينظرون ) ينتظرون
يقال نظرته وانتظرته بمعنى واحد .

( إلّا أن يأتيهم الله )
ذاته سبحانه لفصل القضاء بينهم يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله

( في ظلل من الغمام )
الظلل : جمع ظلة وهي ما يظلك
والغمام السحاب الرقيق الأبيض
سمي بذلك لأنه يَغُم أي يستر

( والملائكة ) أي : والملائكة
يجيئون في ظلل من الغمام

( وقضي الأمر ) أي : فرغ من الأمر
الذي هو إهلاكهم .

وقوله :
( هل ينظرون إلى أن تأتيهم الملائكة )
أي : لِقَبْضِ أرْواحِهم

( أو يأتي ربُّك ) أي : بذاته سبحانه لفصل القضاء بين العباد

( أو يأتي بعض آيات ربك )
وهو طلوع الشمس من مغربها .

وذلك أحد أشراط الساعة الكبار إذا وَقَع
أُغْلِقَ باب التوبة فلا تقبل .

وقوله : ( كلاّ ) حَرفُ رَدْعٍ وزَجْر
عما ذكر قبلها أي : ما هكذا ينبغي
أن يكون عَمَلُكم من عدم إكرام اليتيم
وعدم الحض على طعام المسكين
وأكل التراث وحب المال بكثرة شديدة

( إذا دُكّت الأرض دكّا دكّا ) أي : زُلزلَت وحُرِّكت تحريكاً بعد تحريك حتى انهدم
كل ما عليها من بناء وعاد هباء منبثا

( وجاء ربك ) بذاته سبحانه لفصل القضاء
بين عباده

( والمَلَك ) أي : جنس الملائكة

( صفّا صفّا ) منصوب على الحال
أي : مُصْطفّين صفّا بعد صف
قد أحدقوا بالجن والإنس .

كل أهل سماء يكونون صفّا واحدا محيطين بالأرض ومن فيها ،

فيكونون سبعة صفوف .

وقوله : ( ويوم تشقق السماء )
أي : يوم القيامة

( تَشقّق السماء ) أي : تنفطر وتنفرج

( بالغمام ) الذي هو ظُلَل النور العظيم
الذي يبهر الأبصار

( ونُزِّل الملائكة تنزيلا ) إلى الأرض فيُحيطون بالخلائق في مقام المحشر ، ثم يجئ الربّ لفصل القضاء بين عباده .

الشاهد من الآيات : أنها أفادت إثبات المجيء والإتيان لله يوم القيامة بذاته على ما يليق بجلاله لفصل القضاء بين عباده

ومجيئه وإتيانه سبحانه من

صفاته الفعلية

يجب إثباتهما على حقيقتهما

ولا يجوز تأويلهما بمجيء أو إتيان أمره
كما يفعله نفات الصفات ،

فيقولون : ( وجاء ربك ) أي : جاء أمره

وهذا من تحريف آيات الله .

قال الإمام ابن القيم رحمه الله : والإتيان والمجيء المضاف إليه سبحانه
نوعان :
مطلق ومقيد .

فإذا كان المراد مجيء رحمته أو عذابه
ونحو ذلك قُيِّدَ بذلك كما في الحديث

( حتى جاء الله بالرحمة والخير )
وقوله :
( ولقد جئناهم بكتاب فَصَّلْناه على علم )

النوع الثاني : الإتيان والمجيء
المطلق فهذا لا يكون إلا مجيئه سبحانه

كقوله : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام )

وقوله : ( وجاء ربك والملك صفّا صفّا ) .اهـ




( يتبع ) ...................