المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 15 تابع / شرح : العقيدة الواسطيّة للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله


RachidYamouni
18-05-2013, 02:49 PM
_ المتن :


وقوله : ** رّضي الله عنهم ورضوا عنه **
سورة المائدة 119

وقوله : ** ومن يقتل مؤمناً مّتعمداً فجزآؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه **
سورة النّسآء 93

وقوله : ** ذلك بأنّهم اتَّبعوا مآ أسخط الله وكرهوا رضوانه ** سورة محمّد 28

وقوله : ** فلمّآ ءاسفونا انتقمنا منهم **
سورة الزّخرف 55

وقوله : ** ولكن كرهَ الله انبعاثهم فثبّطهم **
سورة التّوبة 46

وقوله : ** كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ** سورة الصّفّ 3







_ الشرح :


قوله : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه)
أي : رضي عنهم بما عملوه
من الطاعات الخالصة له
ورضوا عنه بما جازاهم به من النعيم .

والرضا منه سبحانه هو أرفع درجات النعيم قال تعالى : ( ورضوان مّن الله أكبر )
الآية (72) من سورة التوبة .

ورضاهم عنه هو رضى كل منهم بمنزلته
حتى يظن أنه لم يؤت أحد خيرا مما أوتي .

وقوله ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا )
احترز بقوله : ( مؤمنا) عن قتل الكافر
وبقوله : ( متعمدا) عن قتل الخطأ .

والمتعمد هو الذي يقصد من يعلَمُه آدميا معصوما فيقتُلَه
بما يغلب على الظن موته به .

وقوله : ( فجزاؤه ) أي : عقابه في الآخرة
( جهنم ) طبقة من طبقات النار
( خالدا فيها ) أي : مُقيما في جهنم
والخلود هو المكث الطويل

( وغضب الله عليه ) مَعطوفٌ على مُقَدر دَلّ عليه السياق ، أي جعل جزاؤه جهنم
وغضب عليه
( ولعنه ) أي : طرده عن رحمته واللعن
هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله .

وقوله : ( ذلك بأنهم ) أي : ما ذكر في الآية قبلها من شدة توفّي الملائكة للكفار
من أجل أنهم ( اتبعوا ما أسخط الله)

من الانهماك في المعاصي
والشهوات المحرمة

( وكرهوا رضوانه ) أي : كرهوا ما يرضيه
من الإيمان والأعمال الصالحة .

وقوله : ( فلما آسفونا ) أي اغضبونا

( انتقمنا منهم ) أي : عاقبناهم ،
والانتقام هو اشد العقوبة .

وقوله : ( ولكن كَرِهَ اللهُ انبعاثهم )

أي : أبغض الله خروجهم معكم للغزو

( فَثَبّطَهم ) أي : حبسهم عن الخروج معك ،

وخذلهم قضاء وقدرا
وإن كان قد أمرهم بالغزو وشرعا .

واقدرهم عليه حساً لكنه لم يُعِنهم لحكمةٍ يعلمها .
وقد بينها في الآية التي بعدها في قوله :
( لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا )
الآية .

وقوله : ( كبر مقتا ) أي : عَظُمَ ذلك في المقت وهو البغض .
ومَقتا منصوب علي التمييز

( أن تقولوا مالا تفعلون ) أي : أن تَعِدُوا من أنفسكم خيرا ثم لا تفوا بما وعدتم .

وقد ورد في سبب نزولها أن ناساً من المؤمنين قبل أن يُفرَض الجهاد

يقولون : وَدِدْنا لو أن الله أخبرنا بأحب
الأعمال فنعمل به .

فأخبر الله نبيه صلي الله عليه وسلم
أن أحب الأعمال إيمان بالله لاشك فيه ،

وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان
ولم يقروّا به .

فلما نزل الجهاد كره ذلك أُناسٌ من المؤمنين وشق عليهم أمره .

فقال الله : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون
مالا تفعلون ) .

الشاهد من الآيات : أن فيها وصف الله

بالغضب
والرضا
واللعن
والانتقام
والكراهية
والأسف
والمقت

وهذه كلها من صفات الأفعال
التي يفعلها جل وعلا متى شاء
إذا شاء كيف يشاء .

وأهل السنة يُثبتون ذلك لله
كما أثبته لنفسه على ما يليق بجلاله .




( يتبع ) ...................