المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 13 تابع / شرح : العقيدة الواسطيّة للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله


RachidYamouni
06-05-2013, 07:32 AM
_ المتن :


وقوله : ** وأحسنوٓا إنّ الله يُحبّ المحسنين **
سورة البقرة 195

** وأقسطوٓا إنّ الله يحبّ المقسطين **
سورة الحجرات 9

** فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إنّ الله يحبّ المتّقين ** سورة التوبة 7

** إنّ الله يحبّ التّوّابين ويحبّ المتطهّرين **
سورة البقرة 222

وقوله : ** قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله ** سورة آل عمران 31

وقوله : ** فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه ** سورة المائدة 54

وقوله : ** إنّ الله يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنّهم بنيان مّرصوص **
سورة الصّف 4

وقوله : ** وهو الغفور الودود **
سورة البروج 14







_ الشرح :


لما ذكر الشيخ ( رحمه الله ) الآيات التي تدل على إثبات المشيئة والإرادة

ذكر الآيات التي تدل على إثبات المحبة لله سبحانه .

وفي ذلك الرّد على مَن سَوّى بين المشيئة والمحبة وقال إنهما متلازمان

فكل ما شاء الله فقد أحبه

وقد قدمنا أن في ذلك تفصيلا ،

فقد يشاء اللهُ مالا يُحبه ككُفْر الكافر وسائر المعاصي .

وقد يشاء ما يحب كالإيمان وسائر الطاعات

وقوله تعالى : ( وأحسنوا ) هذا أمر من الله تعالى بالإحسان ،

وهو الإتيان بالعمل على أحسن أحواله وأكملها

والإحسان هو أعلى مقامات الطاعة

( إن الله يحب المحسنين )
هذا تعليل للأمر بالإحسان ،

فهو أمَرَ به لأنه يُحبُه ويحب أهلَه فيكون ذلك حافزا على امتثال الأمر به .

وقوله تعالى : ( وأقسطوا )
أمر بالإقساط وهو العدل في المعاملات والأحكام مع القريب والبعيد

( إن الله يحب المقسطين )
تعليل للأمر بالإقساط فهو أمر به لأنه
( يحب المقسطين ) أي : العادلين .

ومَحبَتُهُ سبحانه لهم تَسْتَلْزِم أن يجزيهم
أحسن الجزاء

وقوله تعالى :
( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم )
أي : ما استقام لكم المشركون على العهد

فَلَمْ يَنقُضوه فاستقيموا على الوفاء لهم فلا تقاتلوهم

( إن الله يحب المتقين )
تعليل للأمر بالاستقامة على العهد ،

فهو أمر بها لأنها من أعمال المتقين الذين يحبهم الله .

وفيه إشارة إلى أن الوفاء بالعهد والاستقامة عليه من أعمال المتقين الذين يحبهم الله .

وفيه إشارة إلى أن الوفاء بالعهد والاستقامة عليه من أعمال المتقين .

والتقوى هي التّحَرُز بطاعة الله عن معصيته رَجاءَ ثوابه وخوفا من عقابه .

وقوله تعالى : ( إن الله يحبّ التّوّابين )

التوابين : جمع تواب صيغة مبالغة من التوبة

وهي لغة : الرجوع
وشرعا : الرجوع عن الذنب
هذا تفسيرها في حق العبد .

وأما في حق الله فالتواب من أسماء الله تعالى ،

قال ابن القيم : العبد تواب ، والله تواب .

فتَوبَةُ العَبدِ رُجوعُهُ إلي سَيدِه

وتوبَةُ اللهِ نوعان :

إذْنٌ وتَوفيقٌ
و
قَبولٌ واعْتِداد

( ويحبّ المتطهّرين )
المتطهرين : جمع متطهر ،
اسم فاعل من الطهارة

وهي النزاهة والنظافة عن الأقذار
حِسَِيةً كانت أو مَعْنَوِيَةً .

وفي الآية الكريمة إخبار من الله سبحانه عن مَحبَتِه لهذين الصنفين من عباده ،

التوابين والمتطهرين

وقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله )
سبب نزول هذه الآية الكريمة كما ذكره ابن كثير وغيره :

أن قَوماً زَعَموا أنهم يُحبون اللهَ فابتلاهم الله

" أي اختبرهم " بهذه الآية

فهي حاكِمٌَة على كُلّ من ادّعَى مَحبَة الله

وليس هو على الطريقة المحمدية
بأنه كاذب في دعواه .

وقوله : ( يُحْبِبْكم الله ) أي يَحصُل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه

وهو مَحَبُتُهُ إياكُم وهو أعظم من الأوّل .

وقوله تعالى : ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) هذا جواب الشرط
في قوله : ( من يرتدّ منكم عن دينه )

يقول تعالى مُخبرا عن قُدرَتِه العظيمة

أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته

أنه يَستَبْدِلُ به من هو خيرٌ منه

وهم قومٌ مُتصفون بصفات عظيمة من أعظمها أن الله يُحبُهم وهم يحبونَه

والمراد بهم أبو بكر الصديق وجَيشُه من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم الذين قاتلوا أهل الردة

ثم كل مَن جاء بَعدهُم من المقاتلين للمرتدين إلى يوم القيامة

وقوله تعالى : ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله )

إخبار منه مؤكد أنه سبحانه يحب من اتصف بهذه الصفة

( الذين يقاتلون في سبيله ) أي يجاهدون بأموالهم وأنفسهم لإعلاء كلمة الله

( صفّا ) أي : يَصُفُّون أنفُسَهم عند القتال
ولا يزولون عن أماكنهم

( كأنهم بنيان مرصوص )
قد رَصّ بعضَه ببعض
وألزق بعضَه ببعض
فليس فيه فُرجَة ولا خَلَلٌ .

وقوله : ( وهو الغفور )

أي كثير المغفرة

والغَفْرُ : الستر

فهو سبحانه يغفر لمن تاب إليه ،

أي يَستُرُ ذنوبَه ويَتَجاوزُ عن خَطاياه

( الودود ) من الودّ وهو خالِصُ الحُب

فهو سبحانه ( ودود )
بمعنى أنه يحب أهل طاعته .

وفي ذكر هذين الاسمين الكريمين مقترنين

سِرٌّ لطيفٌ ، وهو أنه يحب عبدَه بعد المغفرة

فيغفر له ويحبه بعد ذلك .

الشاهد من هذه الآيات الكريمة :
أن فيها إثبات المحبة والمودة لله سبحانه

وأنه يُحب ويَوَدُّ بعض الأشخاص
والأعمال والأخلاق

فهو يحب بعض الأشياء دون بعض

على ما تقتضيه حكمته البالغة

فهو يحب المحسنين
ويحب المقسطين
ويحب المتقين
ويحب المتبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم ويحب المجاهدين في سبيله
ويحب التوابين والمتطهرين

وفيها إثبات المحبة من الجانِبَين
جانب العبد وجانب الرب

( يحبهم ويحبونه ) ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )

ففي ذلك الرد على من نفي المحبة من الجانبين كالجهمية والمعتزلة فقالوا :

لا يُحِبُ ولا يُحَبُ وأوّلوا محبةَ العبادِ له
بمعنى محبتهم عِبادَتَه وطاعَتَه

ومَحَبتُه للعباد بمعنى إحسانه إليهم
وإثباتهم ونحو ذلك

وهذا تأويلٌ باطلٌ

لأن مودته ومحبته سبحانه وتعالى لعباده على حقيقتهما كما يليق بجلاله كسائر صفاته ،

لَيْسَتَا كمَودَة ومَحبَة المخلوق .





( يتبع ) ...................

الغردينيا
06-05-2013, 11:08 AM
بارك الله فيك أخي الفاضل وفي مواضيعك النافعة

RachidYamouni
10-05-2013, 11:35 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل وفي مواضيعك النافعة

آمين وجزاك الله خيرا وأسأله تعالى أن يرضى عنك في الدنيا والآخرة