المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 15 تابع / شرح : حديث جبريل عليه السلام للعلاّمة ابن عثيمين رحمه الله


RachidYamouni
26-04-2013, 11:16 AM
المرتبة الرابعة :

الخلق ومعناها : الإيمان بأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق كل شيء،

فنؤمن بعموم خلق الله تعالى لكل شيء

ودليل ذلك قال الله تعالى :
« تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً (1) الّذي له ملك السّمـٰوات والأرض ولم يتّخذ ولداً ولم يكن لّه شريك في الملك وخلق كلّ شيء فقدّره تقديراً (2) »
سورة الفرقان

وقال تعالى : « الله خـالق كلّ شيء وهو على كلّ شيء وكيل » سورة الزّمر 62

وقال تعالى : « بديع السّمـٰوات والأرض أنّى يكون له ولد ولم تكن لّه صـٰحبة وخلق كلّ شيء وهو بكلّ شيء عليم » سورة الأنعام 101

وقال تعالى : « إنّا كلّ شيء خلقنـٰه بقدر »
سورة القمر 49

والآيات في ذلك واضحة كثيرة : أن كل شيء مخلوق لله - عز وجل -

حتى فِعْلُ الإنسان مَخلوق للهِ تعالى
وإن كان باختيارِه وإرادته لكنه مخلوقٌ لله تعالى ،

وذلك أن فعلَ الإنسان ناشئ من أمرين هما :

1) الإرادة الجازمة .

2) والقدرة التامة.

مثال ذلك : أمامك حجر زِنَته عشرون كيلو،

فقلتُ لك : احمل هذا الحجر

فقلتَ : لا أريد حمله،

فهنا انعدمت إرادتك على حمل الحجر،

قلتُ لك ثانيةً : احمل هذا الحجر،

فقلتَ : نعم سمعاً وطاعة،

ثم أردتَ أنْ تَحْمِله فَعَجَزْتَ عن حمله،

فهذا أنت لم تحمله لعدم القدرة،

قلتُ لك ثالثة : احمل هذا الحجر

فقلتَ : سمعاً وطاعة وحملته فوق رأسك
فهنا حملته لقدرتك وإرادتك .

فأفعالنا كلها التي نفعلها ناشئة عن إرادة جازمة، وقدرة تامة،

والذي خلق هذه القدرة والإرادة هو الله عز وجل ،

فلو أن الله جعلك مشلولاً ما قدرت،

ولو صرف همتك عن الفعل ما فعلت .

ولهذا قيل لأعرابي : بم عرفت ربك ؟

قال : بنقض العزائم وصرف الهمم .

فأحياناً يكون الإنسان عنده عزيمة أكيدة على الشيء، ثم تنتقض هذه العزيمة بدون أي سبب .

وأحياناً يخرج الإنسان يريد الذهاب لأحد أصدقائه، ثم ينصرف ولا يذهب بدون أي سبب،

لكن الله عز وجل يلقي في قلبه انصراف الهمة فيرجع .

لهذا نقول : إن أفعال الإنسان مخلوقة لله، لأنها ناشئة عن إرادة جازمة وقدرة تامة،

وخالق هذه الإرادة، والقدرة هو الله
سبحانه وتعالى

rafika
26-04-2013, 12:39 PM
سبحانه العليم الخبير
شكرا لكم

RachidYamouni
04-05-2013, 11:03 PM
سبحانه العليم الخبير
شكرا لكم

جزاك الله خيرا والشكر موصولا لك