المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 3 تابع / شرح : العقيدة الواسطية للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله


RachidYamouni
14-04-2013, 06:26 AM


_ الشرح :

( أما بعد ) هذه الكلمة يؤتي بها للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر

ومعناها : مهما يكن من شيء .

ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات اقتداء بالنبي صلى لله عليه وسلم حيث كان يفعل ذلك .

( فهذا ) إشارة إلى ما تضمنته هذه الرسالة واحتوت عليه من العقائد الإيمانية التي أجملها بقوله :
( وهو الإيمان بالله ـ إلخ )

( اعتقاد ) مصدر : اعْتقَد كذا إذا اتّخذَه عقيدةً

والعقيدة هي ما يعقد عليه المرء قلبه
ـ تقول اعتقدت كذا
ـ أي عقدت عليه القلب والضمير
ـ وأصله مأخوذ من عقد الحبل إذا ربطه .

ثم اسْتُعمِل في عقيدة القلب وتصميمه
الجازم .

( الفرقة ) أي الطائفة والجماعة

( الناجية ) أي التي سلمت من الهلاك والشرور في الدنيا والآخرة وحصلت على السعادة .

وهذا الوصف مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله ) رواه البخاري ومسلم .

( المنصورة ) أي المُؤَيَدَة على مَنْ خالفها

( إلى قيام الساعة ) أي مجيء ساعة موتهم بمجيء الريح التي تقبض روح كل مؤمن فهذه هي الساعة في حق المؤمنين .

وأما الساعة التي يكون بها انتهاء الدنيا فهي لا تقوم إلا على شرار الناس لما في صحيح مسلم : ( لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله )

وروى الإمام الحاكم من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وفيه : ( ويبعث الله ريحا ريحها ريح المسك ومسها مس الحرير فلا تترك أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان ألا قبضته ثم يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة ) .

( أهل السنة ) أهل بالكسر على أنه بدل من الفرقة ويجوز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره ( هم )

والسنة : هي الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته .

وسموا أهل السنة لانتسابهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم دون غيرها من المقالات والمذاهب

بخلاف أهل البدع فإنهم يُنْسَبون إلى بدعهم وضلالاتهم كالقدرية والمرجئة وتارة ينسبون إلى إمامهم كالجهمية .

وتارة يُنسَبون إلى أفعالهم القبيحة كالرافضة والخوارج .

( والجماعة ) لغة الفِرْقة المجتمعة من الناس . والمراد بهم هنا الذين اجتمعوا على الحق الثابت بالكتاب والسنة وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان ولو كانوا قلة

ـ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : الجماعة ما وافق الحق وان كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ .

( وهو ) أي اعتقاد الفرقة الناجية

( الإيمان) معناه لغة : التصديق
ـ قال الله تعالى : ( وما أنت بمؤمن لنا ) سورة يوسف 17
أي مصدق

ـ وتعريفه شرعا : أنه قولٌ باللسان واعْتِقادٌ بالقلب وعمل بالجوارح .

وقوله : ( بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره )

هذه هي أركان الأيمان الستة التي لا يصح إيمان أحد ألا إذا آمن بها جميعا على الوجه الصحيح الذي دل عليه الكتاب والسنة

وهذه الأركان هي :

1 - الإيمان بالله : وهو الاعتقاد الجازم بأنه ربُ كل شيء ومليكه وأنه متصف بصفات الكمال منزه عن كل عيب ونقص وأنه المستحق للعبادة وحدة لا شريك له .

والقيام بذلك علما وعملا .

2 - الإيمان بالملائكة : أي التصديق بوجودهم وأنهم كما وصفهم الله في كتابه

كما في سورة الأنبياء : ( عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26** لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27** )

وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة وأوصافهم وأنهم موكلون بأعمال يؤدونها كما أمرهم الله فيجب الإيمان بذلك كله .

3 - الإيمان بالكتب : أي التصديق بالكتب التي أنزلها الله على رسله وأنها كلامه وأنها حق ونور وهدى

فيجب الإيمان بما سمّى الله منها كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن والإيمان بما لم يسم الله منها .

4 - الإيمان بالرسل : الذين أرسلهم الله إلى خلقه أي التصديق بهم جميعا

وأنهم صادقون فيما أخبروا به وأنهم بلغوا رسالات ربهم ـ لا نفرق بين أحد منهم بل نؤمن بهم جميعا من سمّى الله منهم في كتابه ومن لم يسم منهم

كما قال تعالى : في الآية (164) من سورة النساء : ( وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ ورُسُلاً لّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ )

وأفضلهم أولوا العزم وهم :

نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام

ثم بقية الرسل ثم الأنبياء

وأفضل الجميع خاتم الرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

وأصح ما قيل في الفرق بين
النبي والرسول :

أن النبي : من أوحى إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه

والرسول : من أوحى إليه بشرع
وأمر بتبليغه .

5 - الإيمان بالبعث : وهو التصديق بإخراج الموتى من قبورهم أحياء يوم القيامة لفصل القضاء بينهم

ومجازاتهم بأعمالهم على الصفة التي بينها الله في كتابه وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته .

6 - الإيمان بالقدر خيره وشره : وهو التصديق بأن الله سبحانه علم مقادير الأشياء وأزمانهم قبل وجودها

ثم كتبها في اللوح المحفوظ ثم أوجدها بقدرته ومشيئته في مواعيدها المقدرة .

فكل محدث من خير أو شر فهو صادر عن علمه وتقديره ومشيئته وإرادته

ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .


هذا شرح مجمل لأصول الإيمان وسيأتي
إن شاء الله شرحها مفصلا .





( يتبع ) ...............

RachidYamouni
29-10-2013, 04:29 AM
« شرح العقيدة الواسطية »
بشرح الشيخ العلامة :
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ..

http://t.co/5T8TIKq2nX





🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴


🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴