المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن الهم منفرج


حافظ غندور
03-04-2013, 12:33 AM
:bism:
:icon_sa1:
:azhar:

فإن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا

المتأمل في هاتين الآيتين يعي حقيقة آلاهية عظيمة وسنة من سنن الله في عباده ألا وهي أن مع العسر لابد أن ياتي اليسر
بلطف وخفاء يؤكد لنا معنى اسم الخالق اللطيف الذي يوصل عباده لأقدارهم بلطف عجيب لاتدركه العقول

قال تعالى :إن مع العسر يسرا
ولم يقل بعد العسر يسرا تأكيدًا على أن العسر لابدَّ أن يجاوره يسر , فالعسر لا يخلو من يسر يصاحبه ويلازمه ...
و كل الحادثات وان تناهت فموصول بها فرج قريـــب

( فإن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا )

ولكي نفهم هتين الآيتين لنتأمل قول ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا فهو يقول :
( لو كان العسر في حجر لتبعه اليسر حتى يدخل فيه فيخرجه ولن يغلب عسر يسرين )
فتعريف العسر في الآيتين دلالة على أنه عسر واحد بينما تنكير اليسر في الآيتين دلالة على تكراره
فكل عسر مهما بلغ من الصعوبة مابلغ فإن آخره التيسير الملازم له
وتأكيد ذلك قوله تعالى: ( سيجعل الله بعد عسر يسرا )

ففي بطن العسر إلا وهناك يسر كثير وهذا وعد الله وسنته في عباده
وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( أن الفرج مع الكرب )
وكلما اشتدت الأزمة كلما كان ذلك إيذانًأ بانقضاءها وزوالها, وأشد أوقات الليل حلكة هو ما يسبق طلوع الفجر , وما بعد الضيق إلا الفرج ...

و كما أنه لا يعرف انشراح الصدر إلا من ركبه الهم والضيق فكذلك لا يعرف الفرج إلا من ناله الكرب ,
فبضدها تتبين الأشياء,
ومهما أحلولكت دون العبد الخطوب فلا بد أن يتلو الظلام نهار يبدد عتمته

يا صاحب الهم إن الهم منفــرج ... أبشر بخير فإن الفــــارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحـــــبه ... لا تيأسن فإن الكــــــــافي الله
الله يحدث بعد العسر ميســـــرة ... لا تــجزعن فإن الصـــانع الله
إذا بليت فثق باللــه وارض به ... إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من أحـــــد ... فحسبـــــك الله في كل لـك الله

كن عن همومك معرضــا ... وكِل الأمور إلى القضـا
وابشـــــــر بخير عاجلا ... تنسى به ماقــد مضـــى
فلربَّ أمرٍ مُسخــــــــــط ... لك في عواقبــــه رضى
ولربما ضـــاق المضيق ... ولربما اتســــــع الفضـا
الله يفعل ما يشــــــــــاء ... فلا تكوننًّ معترضــــــا
الله عودك الجميـــــــــل ... فقس على ماقد مضـــى

و قال الشافعي:
وما من شدة إلا سيأتي ... من بعد شدتها رخــــاء

وقال آخر :
دع المقادير تجري في أعنتــها ... ولا تبيتن إلا خالي البــــــال
ما بين غفوة عين وانتباهتهــا ... يغير الله من حال إلى حــــال

و معرفة هذا الأمر تجعل العبد لا تستغرقه لحظات العسر بل ينتظر اليسر القريب من الله
واليسر الموعود في الآية هو نتيجة حتمية لابد منها إلا أنها نتيجة مشروطة لابد لها من مقدمات تستجلبها

الإيمان ويلازمه العمل الصالح والتقوى: قال الله تعالى: ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )

وفي المقابل قال تعالى :( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )
كما قال تعالى: (فأما من أعطى وأتّقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى)
وقال (ومن يتق اللّه يجعل له مخرجاً)
وقال (ومن يتق اللّه نجعل له من أمره يُسراً)

الصبر :فبعد تكرار حقيقة أن اليسر رديف العسر جاء الأمر بالصلاة إذ هي من اسباب استجلاب الصبر
والذي هو بدوره القنطرة التي لابد أن يعبر عليها العبد للوصول إلى اليسر
وغالبا ما يربط الله بين الصبر والصلاة كمتلازمتين
قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة )
والصبر زاد إلا وينتهي أما الصلاة فهي زاد العبد الذي لا ينقطع

الدعاء :
قال تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)
وقال ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى )
كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال : (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )

الاستغفار :
قال تعالى ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا )
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم :( من لزم الاستغفارجعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب )

التوكل على الله عز وجل وتفويض الأمر إليه :
قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه .

فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ،
ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له ،
ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن لوعده ،
فيزول همه وقلقه ، ويتبدل عسره يسرا ، وترحه فرحا، وخوفه أمنا

فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته بالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير، ودفع كل مكروه وضير

إذا ضاق بك الصـدر ... ففكر في ألم نشرح
فإن العســر مقرون ... بيسرين فلا تبــرح
إذا أعضلك الأمــــر ... ففكر في ألم نشرح


دع الايـام تـفعل ما تشــاء ... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تـجزع لـحادثة الليالي ... فـما لـحوادث الليالي بقـــاء

فاللكرب نهاية مهما طال أمره ، وأن الظلمة لتحمل في أحشائها الفجر المنتظر .

وقال تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).

الزمرد*
03-04-2013, 10:51 PM
جزاك الله خيرا اخي حافظ
شرح مفصل
ان مع العسر يسرا

أسامي عابرة
04-04-2013, 02:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم دكتور حافظ وأثابكم


قال تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة )
والصبر زاد إلا وينتهي أما الصلاة فهي زاد العبد الذي لا ينقطع



موضوع قيم ، رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة

طالب الرضا
16-05-2013, 08:03 AM
مقطع فيديو للشيخ كشك عن الهم
يا صاحب الهم كلمات من ذهب - الشيخ كشك (https://www.youtube.com/watch?v=wNmvy_7bt7c)

https://www.youtube.com/watch?v=wNmvy_7bt7c


وآخر للشيخ خالد الراشد فك الله أسره
ياصاحب الهم إن الهم منفرجٌ . خالد الراشد مؤثر لكل مهموم (https://www.youtube.com/watch?v=MIz4VDYmcJw)

https://www.youtube.com/watch?v=MIz4VDYmcJw