المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضحية معاكسة


عمر الليبي
19-07-2006, 06:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فلعل البعض حين يقرأ عنوان هذه الرسالة يقول في نفسه: انظر إلى أيّ مدى وصل الفساد وتطوّر؛ وهذا يتكلم عن أمر بات قديماً جداً.

فـ … لمن نكتب؟.. ومن الضحية؟.. وما هو السبب؟.

إننا نكتب لتلك البقية الباقية الصالحة، والجبال الراسية، والرؤوس الشامخة، من أهل الخير، الذين لم تزعزعهم الرياح الهوجاء حتى يحذروا.
ونكتب للغافل حتى ينتبه قبل وقوع المصيبة.
ونكتب للمسرف حتى يتوب وينيب إلى ربه.
ونكتب للمبحر في بحور الشهوات، وقد نأى به مركبه، وابتعد عن المرفأ الآمن، حتى يرجع.
ونكتب- أيضاً- عن هذه المعضلة والخطوة الجريئة؛ لأنها –ومع الأسف- مفتاح كل شر.
وإلا.. فهي الضحية التي سقطت جريحة، جرحها ينـزف، ودموعها تذرف، وقلبها منكسر، بسبب ما فقدته من الكرامة؛ وعلوّ الهامة؛ فتبدّل ذلك، فأصبحت ذليلةً، مطأطئة الرأس، مسوّدة الوجه؛ هل يعقل أن تكون قد سقطت من غير سبب ولا مقدمات؟!

كلا.. بل إن لسقوطها بداية، وهي (قصة معاكسة).. ربّما ابتدأت بابتسامة، أو كلمة؛ أو رقم هاتف، أو اختلاط في عمل أو دراسة، عادت من بعدها (ضحية)؛ فجنت على نفسها وعلى غيرها..
فتأمل ما يلي فإن فيه عبرة...

شريط معاكسة..
قد لا تتصور إحدى الفتيات وهي تنـزلق في مزالق المعاكسات مع الشباب العابث ما قد يصل إليه أمرها من السوء والخطر الجسيم، حيث تجد نفسها يوماً من الأيام في مأزق عظيم لا مفرّ منه ولا مناص.

ولو أنها تصوّرت ونظرت إلى هذه الخطوة الجريئة من جميع جوانبها لما أقدمت عليها؛ لأن العلاقات المحرّمة المسمّاة زوراً وبهتاناً بـ(الحبّ)؛ المصير والمآل الذي تؤول إليه معروف.

فإما فضيحة وخزي وعار يلحق بهذه الفتاة وأهلها، وقد يصل الحال إلى أن يقوم أهلها بقتلها؛ وهذا حدث وليس بدعاً من القول؛ وإما أن يصرف عنها المعاكس نظره، لأنه إذا حصل على مطلوبه فإنه ليس بحاجة إلى أن يتزوج امرأة (خائنة)، خانت أهلها وثقتهم بها.

ولو حدث وتزوجها فإنه مع ذلك لا يحس بطمأنينة معها، لأنه غالباً ما يعيش خائفاً أن تكرر ذلك الفعل مع غيره؛ كما قال القائل:

من أطلعوه على سـرّ فبـــاح به
لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا

ولكن يجب أن تعرف الفتاة المعاكسة؛ أن الأصل فيها أنها مرحلة عبور، ووسيلة لقضاء وقت الفراغ؛ فلا تطمع بأكثر من هذا!

ولو تصوّرت نفسها بغير هذه المنـزلة فهي (مخطئة)؛ وهذا قول الشباب أنفسهم الذين مرّوا بهذه التجربة.

والحقيقة أن هناك أمرا يفعله بعض الشباب المعاكس، الذين لا يرجون الله واليوم الآخر، وتغفل عنه الفتيات الساذجات؛ لأنهن لا يحطن علماً بما يراد بهن، ولا يعلمن بما وصل إليه هؤلاء الشباب من المكر والكيد والخديعة.

وهذا الأمر الخطير هو أن بعض الشباب، وأثناء مكالمة الهاتفية مع (صديقة الغفلة) يقوم بتسجيل شريط كاسيت بما يدور بينهما من الحديث الغرامي والكلام الفاحش، بل وأحيانا يكون الكلام من أشنع الكلام وأقبحه، وخالياً من الحياء والعفّة، ثم يحتفظ هذا (الوغد) بذلك الشريط معه.

فإذا فكّرت هذه الفتاة أن تُنهي علاقتها معه، وأخبرته بذلك، أظهر ذلك الشريط وهددها به!!

وهنا تنقلب حياتها رأساً على عقب، وتصطدم بجدار الحقيقة، وتصحو من سباتها العميق، ويحيط بها الخوف والحزن من كل جانب، وتعضّ أصابع الندم على قبيح فعلتها، ولكن حين لا ينفع الندم، فتعيش صراعاً مريراً، وهي لا تعرف كيف الخلاص؟.

فإذا أرادت الزواج هدّدها بالشريط: (إن تزوجْتِ أخبرْتُ زوجك بالشريط).
البقية هنا
http://www.alajami.net/book-4.html
موقع الشيخ سالم العجمى

( أم عبد الرحمن )
14-08-2006, 05:21 PM
بارك الله فيك أخونا الفاضل ( عمر الليبى ) وجزاكم الله خيرا ...
وأدعو الله بالثبات لنا ولكم ولكافة المسلمين ... وأن يحفظ بناتنا وشبابنا من الفتن والوساوس ...
ودمتم بخير ...