RachidYamouni
25-03-2013, 01:07 PM
_ هذه القصة مليئة بالعبر و فيها من الفوائد الكثيرة
____. . . ____ . . . ____ . . .
قال : فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نَبطيّ من أنباط أهل الشام ممن قَدِمَ بالطعام يَبيعُه بالمدينة يقول :
مَنْ يَدلُّ على كعب بن مالك ؟
فطفقَ النَّاسُ يُشيرون له :
حتى إذا جاءني دَفعَ إليَّ كتابا مِنْ مَلك غَسّان فإذا فيه :
أما بعدُ فإنه قد بلغني أنّ صاحبَك قد جَفاك
ولم يَجعلْك الله بدار هَوان ولا مَضْيعَة
فالْحَقْ بنا نُواسِكَ
فقلتُ لما قرأتُها :
وهذا أيضًا مِنَ البَلاء فَتيمَّمْت بها التنُّورَ فَسَجَرْتُه بها
_________. ______.
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح :
قوله : ( ولَمْ يَجْعَلك الله بِدارِ هَوان ولَا مَضْيَعَة )
أيْ حَيْثُ يَضِيع حَقّك .
وعِنْد ابن عائِذ ( فإنَّ لك مُتَحَوّلًا )
أي مَكانًا تَتَحَوّل إِلَيْهِ .
قوله : ( فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِك )
وَزادَ في رِوايَة ابن أبي شَيْبَة
( فِي أَمْوَالنَا ،
فَقُلْتُ : إنّا للهِ , قَدْ طَمِعَ فِيَّ أَهْل الْكُفْر )
قوله : ( فتيممت ) أي قَصَدْت ,
والتَّنُّور مَا يُخْبَز فِيهِ ,
وقوله فَسَجَرْته أي أوْقَدْته ,
ودَلَّ صَنِيع كَعْب هَذا على قُوَّة إيمانه ومَحَبَّته للهِ ولِرَسُولِهِ ,
وإلّا فَمَنْ صارَ في مِثْل حاله مِن الهَجْر والإعْراض
قَدْ يَضْعُف عَنْ اِحْتِمَال ذَلِكَ
وتَحْمِلهُ الرّغْبَة في الجاه والمَال على هِجْرَان مَنْ هجَرَهُ
ولَا سيَّما مع أمْنه مِن المَلِك الّذِي اِسْتَدْعَاهُ إِلَيْهِ أنّهُ لَا يُكْرِههُ على فِراق دِينه ,
لكِنْ لَما اُحْتُمِلَ عنْده أنّه لَا يَأْمَن مِن الِافْتِتَان حَسَمَ المادّة وأحْرَقَ الكِتاب
ومَنَعَ الجَوَاب ,
هذا مع كَوْنه مِن الشّعَراء الّذِينَ طُبِعَتْ نُفُوسهمْ على الرّغْبَة ,
ولَا سيّمَا بَعْد الِاسْتِدْعَاء
والحَثّ على الوُصُول إلى المَقْصُود مِن الجَاه والمال ,
ولَا سِيَّما والّذِي اِسْتَدْعَاهُ قَرِيبه ونَسِيبه ,
ومع ذلك فَغَلَبَ عَلَيْهِ دِينُه وَقَوِيَ عِنْده يَقِينه ,
وَرَجَّحَ ما هو فيه مِن النّكَد والتّعْذِيب على ما دُعِيَ إِلَيْهِ مِن الرّاحة والنّعيم ,
حُبّاً في الله ورَسوله ,
كما قال صلّى الله عليه وسلّم :
( وأنْ يَكُون اللهُ ورَسولُه أحَبّ إلَيْهِ
مِمّا سِوَاهُمَا )
وعند ابن عائِذ أنّهُ شَكا حاله إلى رَسُول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال :
ما زالَ إعْرَاضُك عَنِّي حَتّى رَغِبَ فِيَّ أَهْل الشِّرْك .
( يتبع ) ....................
____. . . ____ . . . ____ . . .
قال : فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نَبطيّ من أنباط أهل الشام ممن قَدِمَ بالطعام يَبيعُه بالمدينة يقول :
مَنْ يَدلُّ على كعب بن مالك ؟
فطفقَ النَّاسُ يُشيرون له :
حتى إذا جاءني دَفعَ إليَّ كتابا مِنْ مَلك غَسّان فإذا فيه :
أما بعدُ فإنه قد بلغني أنّ صاحبَك قد جَفاك
ولم يَجعلْك الله بدار هَوان ولا مَضْيعَة
فالْحَقْ بنا نُواسِكَ
فقلتُ لما قرأتُها :
وهذا أيضًا مِنَ البَلاء فَتيمَّمْت بها التنُّورَ فَسَجَرْتُه بها
_________. ______.
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح :
قوله : ( ولَمْ يَجْعَلك الله بِدارِ هَوان ولَا مَضْيَعَة )
أيْ حَيْثُ يَضِيع حَقّك .
وعِنْد ابن عائِذ ( فإنَّ لك مُتَحَوّلًا )
أي مَكانًا تَتَحَوّل إِلَيْهِ .
قوله : ( فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِك )
وَزادَ في رِوايَة ابن أبي شَيْبَة
( فِي أَمْوَالنَا ،
فَقُلْتُ : إنّا للهِ , قَدْ طَمِعَ فِيَّ أَهْل الْكُفْر )
قوله : ( فتيممت ) أي قَصَدْت ,
والتَّنُّور مَا يُخْبَز فِيهِ ,
وقوله فَسَجَرْته أي أوْقَدْته ,
ودَلَّ صَنِيع كَعْب هَذا على قُوَّة إيمانه ومَحَبَّته للهِ ولِرَسُولِهِ ,
وإلّا فَمَنْ صارَ في مِثْل حاله مِن الهَجْر والإعْراض
قَدْ يَضْعُف عَنْ اِحْتِمَال ذَلِكَ
وتَحْمِلهُ الرّغْبَة في الجاه والمَال على هِجْرَان مَنْ هجَرَهُ
ولَا سيَّما مع أمْنه مِن المَلِك الّذِي اِسْتَدْعَاهُ إِلَيْهِ أنّهُ لَا يُكْرِههُ على فِراق دِينه ,
لكِنْ لَما اُحْتُمِلَ عنْده أنّه لَا يَأْمَن مِن الِافْتِتَان حَسَمَ المادّة وأحْرَقَ الكِتاب
ومَنَعَ الجَوَاب ,
هذا مع كَوْنه مِن الشّعَراء الّذِينَ طُبِعَتْ نُفُوسهمْ على الرّغْبَة ,
ولَا سيّمَا بَعْد الِاسْتِدْعَاء
والحَثّ على الوُصُول إلى المَقْصُود مِن الجَاه والمال ,
ولَا سِيَّما والّذِي اِسْتَدْعَاهُ قَرِيبه ونَسِيبه ,
ومع ذلك فَغَلَبَ عَلَيْهِ دِينُه وَقَوِيَ عِنْده يَقِينه ,
وَرَجَّحَ ما هو فيه مِن النّكَد والتّعْذِيب على ما دُعِيَ إِلَيْهِ مِن الرّاحة والنّعيم ,
حُبّاً في الله ورَسوله ,
كما قال صلّى الله عليه وسلّم :
( وأنْ يَكُون اللهُ ورَسولُه أحَبّ إلَيْهِ
مِمّا سِوَاهُمَا )
وعند ابن عائِذ أنّهُ شَكا حاله إلى رَسُول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال :
ما زالَ إعْرَاضُك عَنِّي حَتّى رَغِبَ فِيَّ أَهْل الشِّرْك .
( يتبع ) ....................