المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 7 تابع / شرح : حديث أبي زرع


RachidYamouni
24-03-2013, 01:21 PM
قوله : ( قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث )

والمراد باللف الإكثار منه واستقصاؤه حتى لا يترك منه شيئا

وقال أبو عبيد : الإكثار مع التخليط ،

يقال : لف الكتيبة بالأخرى إذا خلطها في الحرب ، ومنه اللفيف من الناس ،

فأرادت أنه يخلط صنوف الطعام من نهمته وشرهه ثم لا يبقي منه شيئا .

وحكى عياض رواية من رواه " رف " بالراء بدل اللام قال : وهي بمعناها ،

وبرواية من رواه " اقتف " بالقاف قال : ومعناه التجميع ،

قال الخليل : قفاف كل شيء جماعه واستيعابه ، ومنه سميت القفة لجمعها ما وضع فيها ،

والاشتفاف في الشرب استقصاؤه مأخوذ من الشفافة بالضم والتخفيف وهي البقية تبقى في الإناء ،

فإذا شربها الذي شرب الإناء قيل : اشتفها .

وقوله " التف " أي رقد ناحية وتلفف بكسائه وحده وانقبض عن أهله إعراضا ،

فهي كئيبة حزينة لذلك ،

ولذلك قالت " ولا يولج الكف ليعلم البث "

أي لا يمد يده ليعلم ما هـي عليه من الحزن فيزيله .

ويحتمل أن تكون أرادت أنه ينام نوم العاجز الفشل الكسل ،

والمراد بالبث الحزن ويقال شدة الحزن ،

ويطلق البث أيضا على الشكوى وعلى المرض وعلى الأمر الذي لا يصبر عليه ،

فأرادت أنه لا يسأل عن الأمر الذي يقع اهتمامها به ،

فوصفته بقلة الشفقة عليها وأنه لو رآها عليلة لم يدخل يده في ثوبها ليتفقد خبرها كعادة الأجانب فضلا عن الأزواج ،

أو هو كناية عن ترك الملاعبة أو عن ترك الجماع كما سيأتي .

وقالوا : إنما شكت منه وذمته واستقصرت حظها منه ،ودل على ذلك قولها قَبْلُ

( وإذا اضطجع التف ) كأنها قالت إنه يتجنبها ولا يُدْنيها منه ولا يدخل يَدَيْه في جنبها فيلمسها

ولا يباشرها ولا يكون منه ما يكون من الرجال

فيعلم بذلك محبتها له وحزنها لقلة حظها منه ،

وقد جمعت في وصفها له بين اللؤم والبخل والهمة والمهانة وسوء العشرة مع أهله ،

فإن العرب تذم بكثرة الأكل والشرب وتتمدح بقلتهما وبكثرة الجماع لدلالتها على حصة الذكورية والفحولية .

ويحتمل أن يكون معنى قولها

( ولا يولج الكف )

كناية عن ترك تفقده أمورها وما تهتم به من مصالحها ،

وهو كقولهم : لم يدخل يده في الأمر أي لم يشتغل به ولم يتفقده ،

وهذا الذي ذكره احتمالا جزم بمعناه ابن أبي أويس فإنه قال : معناه لا ينظر في أمر أهله ولا يبالي أن يجوعوا .

وقال أحمد بن عبيد بن ناصح : معناه لا يتفقد أموري ليعلم ما أكرهه فيزيله ،

يقال : ما أدخل يده في الأمر أي لم يتفقده






( يتبع ) ....................