المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 6 تابع / شرح : حديث جبريل عليه السلام للعلاّمة ابن عثيمين رحمه الله


RachidYamouni
24-03-2013, 09:44 AM
الركن الرابع : الإيمان بالرسل

الإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الستة، والرسل ينقسمون إلى قسمين :

1) رسل من البشر .
2) ورسل من الملائكة .

قال الله تعالى : « إنه لقول رسول كريم(19) ذي قوة عند ذي العرش مكين(20) » سورة التكوير

والمراد بالرسول هنا جبريل وهو رسول ملكي،

وقال تعالى : « إنه لقول رسول كريم(40) وماهو بقول شاعر(41) » سورة الحاقة

والمراد به محمد، صلى الله عليه وسلم ، وهو رسول بشري لكن المراد بقولنا : الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، المراد بالرسل هنا البشر لأن الرسول الملكي داخل في
قولنا : ( وملائكته ) .

الرسول البشري تعريفه عند جمهور
أهل العلم:

" أنه من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه "

وأول الرسل نوح عليه الصلاة والسلام

وآخرهم محمد ، صلى الله عليه وسلم ،

لقوله تعالى : « إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده » سورة النساء 163

والدليل على أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتمهم

قوله تعالى : « مّا كان محمّد أبآ أحدٍ مّن رّجالكم ولكن رّسول الله وخاتم النّبيـّن » سورة
الأحزاب 40

فإن قلت : هل آدم رسولٌ أم لا ؟

فالجواب : أنه ليس برسول لكنه نبي، كما جاء في الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه أن النبي، صلى الله عليه وسلم سئل عن آدم : أنبي هو ؟
قال : " نعم نبي مكلم " .

ولكنه ليس برسول والدليل

قوله تعالى : « كان النّاس أمّة واحدة فبعث الله النّبيـّن مبشّرين ومنذرين » سورة البقرة 213

وقوله، صلى الله عليه وسلم ، في حديث الشفاعة :
" إن الناس يذهبون إلى نوح فيقولون : أنت أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض " .

وهذا نص صريح بأن نوحاً أول الرسل.

كيف نؤمن بالرسل ؟

الإيمان بالرسل أن نؤمن بأسماء من علمنا اسمه منهم، وأن نؤمن بكل خبر أخبروا به، وأن نؤمن بأنهم صادقون فيما قالوه من الرسالة، أما من لم نعرف اسمه منهم فنؤمن به إجمالاً، فإننا لم نعرف أسماء جميع الرسل

لقوله تعالى : « منهم مّن قصصنا عليك ومنهم مّن لّم نقصص عليك » سورة غافر 78

وأحكام الرسل السابقة من ناحية إلزامنا بها، أو لا، فالقول فيها كالقول في أحكام الكتب .

فإن قال قائل: كيف نجمع بين كون محمد، صلى الله عليه وسلم ، خاتم النبيين وبين ما صح به الحديث من نزول عيسى بن مريم في آخر الزمان ؟

فالجواب : أن عيسى ـ عليه السلام لا ينزل على أنه رسول، لأن رسالته التي بعث بها كانت سابقة قبل رسالة النبي، صلى الله عليه وسلم ،

ولأنه إذا نزل فلا يأتي بشرع من عنده، ولكنه يجدد شرع النبي، صلى الله عليه وسلم ،

وبهذا يزول الإشكال بين كون محمد، صلى الله عليه وسلم ، خاتم النبيين وبين نزول عيسى بن مريم آخر الزمان .





( يتبع ) ....................