المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 4 تابع / شرح : حديث جبريل عليه السلام للعلاّمة ابن عثيمين رحمه الله


RachidYamouni
22-03-2013, 07:00 PM
رابعاً : الإيمان بأسمائه وصفاته :

وهذا معترك الفِرَق المنتسبة للإسلام بالنسبة لإفراد الله تعالى بالأسماء والصفات، فقد انقسموا إلى فرق شتى أصولها ثلاثة :

الأول : الإيمان بالأسماء دون الصفات .
الثاني : الإيمان بالأسماء والصفات .
الثالث : الإيمان بالأسماء وبعض الصفات .

السلف الصالح الذين كانوا على ماكان عليه النبي، صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه يقرون بالأسماء والصفات اتباعاً لما جاء في كلام الله عز وجل .

قال تعالى : « ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها » سورة الأعراف 180

وهذا دليل إثبات الأسماء لله تعالى، وأما الدليل على إثبات الصفات .

فقوله تعالى : « ولله المثل الأعلى » سورة النحل 60
ومعنى : « المثل الأعلى »
أي : الوصف الأكمل، ففي الآيتين عمومان :

أحدهما : في الأسماء .

والآخر : في الصفات .

أما التفاصيل فكثيرة في القرآن والسنة .

وهناك من يثبت الأسماء دون الصفات
فيقول : إن الله سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وهذا هو المشهور في مذهب المعتزلة .

والفريق الثالث : يثبت الأسماء وبعض الصفات، فيثبت من الصفات سبعاً وينكر الباقي، والسبع هي :

1) الحياة .
2) والعلم .
3) والقدرة .
4) والسمع .
5) والبصر .
6) والإرادة .
7) الكلام .

يقولون : إن هذه الصفات دل عليها العقل فنثبتها، وما عداها فالعقل لا يدل عليها فلا نثبتها .

فيقولون : إن الموجودات دالة على إيجاد، والإيجاد يدل على القدرة، فلا يمكن إيجاد بلا قدرة وهذا دليل عقلي، ويقولون إن التخصيص يدل على إرادة أي كون هذه شمساً ، وهذا قمراً ، وهذه سماء، وهذه أرضاً كل ذلك يدل على إرادة وأن الذي خلقها أراد أن تكون على هذا الوجه، وهذا دليل عقلي أيضاً .

وإذا نظرنا في الخلق وجدناه خلقاً محكماً متقناً، والإحكام يدل على العلم، لأن الجاهل لايتقن .

فَثَبَتَتْ الآن ثلاث صفات: القدرة، والإرادة، والعلم .

ثم قالوا : إن هذه الثلاث لا تقوم إلا بحي ومن ثم ثبت أنه حي، فالحي إما أن يكون سميعاً بصيراً متكلماً، أو أعمى أصم أخرس، والصمم، والعمى، والخرس صفات نقص، والسمع، والبصر، والكلام صفات كمال، فوجب ثبوت الكمال للحي .

فهذه أدلتهم وهي أدلة عقلية، فلذلك أثبتوا هذه الصفات السبع .

فإذا قيل له : تُثْبِت لله رَحْمةً ؟
قال : لا أثبت له الرحمة، لأني أفسرها بما أعتقد وأقول : الرحمة إرادة الإحسان، أو هي الإحسان نفسه، فلا يفسرها بصفة .

ولكن نقول : هذا خطأ بل نحن نستدل بالعقل على ثبوت الرحمة بما نشاهد من آثارها، فالنعم التي لاتعد، والنقم التي تدفع عنا هي بسبب الرحمة، ودلالة هذه النعم على صفة الرحمة أقوى من دلالة التخصيص على صفة الإرادة، لأن دلالة هذه النعم على الرحمة يعرفها العامي والخاص، ومع هذا فينكر هؤلاء صفة الرحمة ويثبتون صفة الإرادة .

وبذلك تعرف أن كل من حاد عن طريق السلف فهو في تناقض مطرد، لأن الباطل لا يأتلف أبداً .

قال الله تعالى : « ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً » سورة النساء 82

وموقفنا نحن من الإيمان بأسماء الله وصفاته، أن نثبت ما أثبته الله لنفسه من الأسماء الصفات، وأن ننزه هذا الإثبات عن محظورين عظيمين وهما :

التمثيل، والتكييف، ودليل ذلك السمع والعقل .

قال تعالى : « ليس كمثله شيء » سورة الشورى 11
قال تعالى : « فلا تضربوا لله الأمثال » سورة
النحل 74
قال تعالى :« هل تعلم له سميّاً » سورة مريم65
قال تعالى : « فلا تجعلوا لله أنداداً » سورة
البقرة 22

والنصوص في هذا المعنى كثيرة .

أما العقل، فإننا نقول : لا يعقل أبداً أن يكون الخالق مماثلاً للمخلوق لما بينهما من التباين العظيم ، فالخالق موجِد، والمخلوق موجَد ، والخالق أزلي أبدي الوجود ، والمخلوق جائز الوجود قابل للفناء بل هو فان .

قال تعالى : « كل من عليها فان (26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام(27) » سورة الرحمـٰن

قال بعض السلف : إذا قرأتَ هذه الآية :

قال تعالى : « كل من عليها فان(26) » (فلا تقف عليها فَصِلْها بما بعدها) : « ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام(27) » سورة الرحمن

ليتميز الفُرْقان المبين بين الخالق والمخلوق، وليعرف كمال الله عز وجل ونقص ما سواه .

لكن لو قال لنا قائل : مما وصف الله به نفسه أن له وجهاً .

كما قال سبحانه وتعالى :« ويبقى وجه ربك »
سورة الرحمن 27

وأنا لا أعقل من الوجه إلا مثل وجه المخلوق فيلزم من إثبات الوجه لله التمثيل، لأن القرآن عربي، والوجه هو مايتعارف بين الناس وأكمل الوجوه وجوه البشر، فوجه الله كوجه الإنسان مثلاً فماذا نقول له ؟

نقول له : إن هذا الفهم فهم خاطئ، لأن الوجه مضاف إلى الله، والمضاف بحسب المضاف إليه، فوجه الله يليق بالله، ووجه الإنسان يليق بالإنسان، ونقول له أيضاً : أنت لك وجه، والأسد له وجه، والهر له وجه .

فإذا قلنا : وجه الإنسان، ووجه الأسد، ووجه الهر، فهل يلزم من ذلك التماثل ؟!

فلا أحد يقول: إن وَجْهَه يُماثل وَجْه الهر، أو الأسد أبداً .

إذاً نعرف من هذا أن الوجه بحسب ما يضاف إليه، فإثباتنا لصفات الله عز وجل لا يستلزم أبداً المماثلة بين الخالق والمخلوق بدليل السمع وبدليل العقل .

الثاني : التكييف : أي إن صفات الله عز وجل لا تُكَيف تقديراً بالجنان ولا نطقاً باللسان، ودليل ذلك سمعي وعقلي أيضاً .

_ الدليل السمعي :

قوله تعالى : « ولا يحيطون به علماً » سورة طه110
وقوله تعالى : « ولا يحيطون بشيء من علمه » سورة البقرة 255

على أحد التفسيرين

وقوله تعالى : « قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون » سورة الأعراف33

وقوله تعالى : « ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً » سورة الإسراء 36

فمن كيف صفة الله فقد قال على الله مالا يعلم.

_ أما الدليل العقلي :

لامتناع التكييف فإننا نقول :

لا يمكن لأي إنسان أن يعرف كيفية الشيء إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره، أو الخبر الصادق عنه .

مثل : لو أني شاهدت مسجلاً بعينه فإني أعرف كيفيته لأنني شاهدته بعيني أو مشاهدة نظيره مثل أن يأتيني رجل ويقول :

عندي سيارة واشتريتها موديل 88 مثلاً، وصفتها كذا، ولونها كذا، فإنه يمكنني معرفة هذه السيارة، مع أني لم أشاهدها، لأني أعرف نظيرها وأشاهده .

ومثال الخبر الصادق عندي مثل : أن يأتيني رجل ويقول : عندي بعير صفته كذا وكذا، وعليه الوسم الفلاني، فهذا عرفت كيفيته بالخبر الصادق .

إذا طبقنا هذه القاعدة العقلية على صفات الله ـ عز وجل ـ، فإنه لا يمكن أن نعرف صفات الله - عز وجل - بهذه الوسائل الثلاث، لأننا لم نشاهد ولم نشاهد نظيراً ولم نخبر عنه .

ولهذا قال بعض العلماء : إذا قال لك الجهمي: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف ينزل؟

فقل : إن الله أخبرنا أنه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل، فعلينا أن نؤمن بما بلغنا وأن نمسك عما لم يبلغنا .

ونظير ذلك قول مالك - رحمه الله - حين سأله سائل عن :

قوله تعالى : « الرّحـٰمن على العرش استوى »
سورة طه 5

كيف استوى ؟؟؟

فأطْرَق الإمام مالك برأسه تعظيماً لهذا السؤال وتحملاً وتحسباً له حتى علاه الرّحْضاء .

أي : ( العرق ) ثم رفع رأسه وقال قولته الشهيرة التي تعتبر ميزاناً لجميع الصفات قال له :

" الاستواءُ غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة " .

فكل من سأل عن كيفية صفةٍ من صفات الله قلنا له :

أنت مبتدع فوظيفتك أن تؤمن بما بَلَغَك وتَسْكُت عَمّا لَمْ يَبْلُغْك .

( يتبع ) ..............

RachidYamouni
29-10-2013, 05:04 AM
« شرح العقيدة الواسطية »
بشرح الشيخ العلامة :
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ..

http://t.co/5T8TIKq2nX





🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴


🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴

سجى الخوالدة
27-07-2014, 07:51 AM
جزاك الله خيرا