المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة الإحتفال بالمولد النبوي مرفوضة في القاموس السلفي


علي سليم
12-02-2013, 04:09 PM
الحمد لله الذي جعل ولادة سيّد ولد آدم يوم الإثنين حيث فيه تُعرض الإعمال على الله تعالى و الصّلاة و السّلام على خاتم الرّسل إذ توفّاه ملك الموت عليه السّلام يوم الاثنين...و كانت مقالتي ذه أيضا يوم الإثنين.

أمّا بعد:

كنتُ برهة من الزّمن و عشيّة تقارب عقارب السّاعة من منتصف ليل الثاني عشر من ربيع ولادة سيّد البشر كأنّي بُعثُ من مرقدٍ...

تداركتُ ما مرّ من سنين طوال أنّني أوُتيت من حيث تؤكل الكتف!!! و ركبتُ الجهل و ارتحلتُ الخطأ....

إذ تبيّن بالدليل القاطع كما يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود عند بزوغ الفجر الصادق لا الكاذب...أنّ دعاة مؤيّد الإحتفال بولادة محمّدٍ صلى الله عليه و سلم يستندون الى دليلِ لا يحتاج الى التدليل عليه...

فالى أصحاب العمائم الخضراء....و دعاة الموالد....أقتبسُ لكم جميعاً...آية...من سورة آل عمران....تعبّد الطريق للحيلولة دون الوقوع في شعب بني طالب....

آية لو علم مكانها...أصحاب العمائم الخضراء...لبلغوا مغيب الشمس حيث بلغ ذو القرنين...

و لذا أقدّم بين يدي خطبتي ذه ...دموع الأسى...و النّدم...لطالما كنتُ أُحارب كلّ من يحتفل بولادة سيّدنا صلى الله عليه و سلم و أتعقّب نواديهم...فأضع أمامهم ما كانت تضعه حمّالة الحطب (أم جميل) زوج أبي لهب...في طريق النّبي صلى الله عليه و سلّم.

و أشكر رافع السّماء أنْ هداني للحقّ و قوله قبل أن تشرق الشمس من مغربها بله قبل بلوغ الرّوح الحلقوم!!!!

كنتُ و النّاظر الي صاحبكم يظنني مِنْ أبغض النّاس للنبيّ صلى الله عليه و سلّم إذ لم يسلم من لساني و يدي فضلا عن قلبي دعاة الاحتفال بولادته صلى الله عليه و سلم.

كأنّي و إيّاهم..دار حربٍ و أخرى سلامٍ و إسلام!!! لم يهدأ سيفي...و لم ينفد رمحي...و لم تتعب ناقتي...كلّ ذا في وجه الموالد و عمّارها....

لو متُ و أدركني الموت و انا على تلك الحالة!!! بأيّ وجه طلق...و طول عنق...و عين شاخصة....يوم يُنادي سيّدنا صلى الله عليه و سلم...أمّتي...أمّتي...أصحابي أصحابي...إخواني...إخواني...فأين أنا منهم!!!

لو استقبلت من أمري ما استبدرتُ....لإحتفلتُ بولادة سيّد ولد بني آدم...حتى القي الله تعالى و هو راضٍ عنّي....

لا يضّرني شماتة السّلفية برمّتها إذ لم يُعجبهم قولي ذا...بيد يضرّني أنْ أكونَ صادّا لجمعٍ اجتمع ليُنشدَ...ليرقصَ...ليحتفلَ...بمحمّدِ صلى الله عليه و سلّم...

كأنّي أمشي على استحياء...إذ النّصارى بإجماع كنائسهم يحتفلون بسيّد المسيح و نحن بين شاة مسلوخة...و ما أكل السّبع!!!!!!!!

الا يكفينا أنْ نحذو حذو أهل الكتاب و نُقيم الموالد...و هل بعد حجّة القوم من حجّة؟؟؟؟

ما يضرّنا...و نحن أمّة الوسط...و خير الأممم....أنْ نحتفل...و نُنشد لخاتم الأنبياء و المرسلين....بيد الله منزّل الكتاب و مجري السّحاب شرع الله منهاجاً فيه مشروعية الاحتفال و إقامته....

كنتُ من معارضيّ الاحتفال و بتّ اليوم من مؤيديه...أبتغي بذلك مرضاة الله تعالى أولاً ثمّ مرضاة سيّد النّاس صلى الله عليه و سلّم....

كنتُ سلفيّاً لا أحتفل بولادة النّبي صلى الله عليه و سلّم و أصبحتُ سلفيّاً أحتفل بولادة النّبيّ صلى الله عليه و سلّم, فلا يظنّ ظانّ أنّني هجرت السّلفية و مفهومها...الى الصّوفيّة.

ما زلتُ أعتقد أنّ الله في السّماء و عليها...له يدٌ سبحانه...و ليس كمثله شيئ و هو السّميع البصير...مستوٍ على عرشه...........و ما من هنالك من عقائدٍ....بيد الذي تغيّر بصاحبكم أنّه كان يُحارب حِلق ذكر خاتم الرّسل في ولادته و بتّ اليوم أنافح عن هذا كلّه....

هل بهذا أُطرد من السّلفية و من أبوابها الثمانية!!!لو قلتم و كتبتم...علي سليم سلفيّ و صوفيّ في آنٍ....سأبقى رغم أنوف النّاس أكتعين...أحثّ أتباع محمّد صلى الله عليه و سلذم للإحتفال بولادته.

لأنّني أهتديتُ الى دليلٍ من الكتاب..الذي لا يأتيه الباطل من يديه و لا من خلفه...يؤيّد مشروعية غاية حبّ الّناس لمحمّد صلى الله عليه و سلّم و استنبطتُ من تلك الآية مشروعية الاحتفال به صلى الله عليه و سلّم.

لم يبقَ على ذهاب الدّنيا بخضرتها...الاّ كعابر سبيلٍ...أو مستظلٌ تحت شُجيرة....فحيّ على الاحتفال بولادة سيّد الأنام....

و قَبل التّنصيص على النّص و التّدليل على الدّليل...أكل مني العَجب و سألني...لماذا سلفيّة ابن تيمية...حتى سلفيّة الالبانيّ كلٌ اجتمع تحت لواءٍ (لا للإحتفال بولادة سيدّ النّاس) على طريقة أهل التّصوف!!!

و الذي نفسي بيده لو كان ابن تيمية حيّاً ما وسعه الاّ أنْ يتّبعني في دليلي ذا حول الاحتفال بولادة رسول الله صلى الله عليه و سلّم و أظنّه و الظنّ هنا بمعنى اليقين كان يعتقد ما ملتُ اليه....

لنْ أسعى بحضراتكم الاّ بين الصفا و المروة...و لنْ أفيضَ بكم الاّ من عرفات...و لنْ أبيت معكم الاّ في منى...و سأطوف و ايّاكم حول الاحتفال بولادة سيّد البشر...
قال تعالى كما في سورة آل عمران ((قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))

اتّباع محمدٍ صلى الله عليه و سلّم لهو عين الاحتفال بولادته...و هذا هو المقياس و الميزان لا غير....

يا أصحاب العمائم الخضراء و مَنْ يعوّل عليكم...أين أنتم من اتّباعه!!! رقص و طبل و هو و هو....

لا ثوبٌ قصير و لا لحية وفيرة...لا صلاة برفعٍ...و لا صوم بنيّة....لا أخالكم من أبعد النّاس أنتم عن هديه....ثمّ لم يبق من دينكم و دنياكم الاّ مولد و نشيد!!!

كنتُ أحاربكم عند حلول الظلمة و بتُّ اليوم محارباً لكم في وضح النّهار...كنت انهى عن الاحتفال بولادة النّبي صلى الله عليه و سلّم على طريقتكم و بتّ اليوم أدعو للإحتفال بولادته على طريقة اتّباعه...

كما تعلمون صادف يوم اثني عشر من ربيع ولادة سيدّ البشر يوم خميس...فأين أنتم من صيامه!!!

تدّعون محبته صلى الله عليه و سلّم فأين أنتم من متابعته!!! بقايا حلوى...اختصرتم محبّته....و الله الهادي و اليه المشتكى.



************************************************** *********



و لكن ... بهذا اللف و الدوران تثبت الإحتفال بالمولد النبوي بطريقة غير مباشرة

نحن أهل السنة نرفض كلمة الإحتفال بالمولد النبوي رفضا مطلقا ...

سواء كانت بالرقص و الطبل ... أو الأكل و الشرب ... أو غيرهما

و اتباع النبي صلى الله عليه و سلم هو أمر نحن مطالبون بتنفيذه
دون خلق علاقة بين مولده و بين اتباعه صلى الله عليه و سلم

و الله أعلم


و خير الكلام ما قل و دل

فاديا
12-02-2013, 06:45 PM
حياك الله اخونا الفاضل وشيخنا العزيز علي سليم

والحمد لله على سلامتك ووجودك هنا

مقالة جريئة وجميلة ومفهوم رائع

ما شاء الله

وبارك الله فيك

علي سليم
12-02-2013, 06:47 PM
حياك الله اخونا الفاضل وشيخنا العزيز علي سليم

والحمد لله على سلامتك ووجودك هنا

مقالة جريئة وجميلة ومفهوم رائع

ما شاء الله

وبارك الله فيك
سلمكم الله تعالى من كل مكروه و سوء...عساكم بخير اختنا فاديا..جمّلكم الله تعالى بالتقوى و العمل الصالح...

علي سليم
13-02-2013, 04:32 PM
نسال الله الثبات حتى الممات...

الزمرد*
13-02-2013, 09:01 PM
بارك الله فيكم اخي الفاضل سليم
مقال هادف وفي الصميم

علي سليم
13-02-2013, 09:54 PM
بارك الله فيكم اخي الفاضل سليم
مقال هادف وفي الصميم
و فيكم بارك الله تعالى....يرعاكم ربي

الغردينيا
14-02-2013, 05:36 AM
عَلَى رِسْلِكُمْ أَيُّهَا المحتفلونَ بِـ(المولدِ النَّبويِّ)
أخي سليم ماتقومون به من احتفال بالمولد النبوي ليس إلابدعة وكل بدعة ضلالة وكل
وكل ضلالة في النار أسأل الله لك الهــداية
إن القواعد المهمة في الإسلام أن العبادات توقيفية لا مجال للعقل فيها، وهي مبنية على الاتباع لا الابتداع، وأن الأصل فيها الحظر والمنع حتى يرد الدليل على مشروعيتها، ودليل هذه القاعدة ما روته أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » رواه مسلم.

إلا أن بعض المسلمين هداهم اللّه ابتدعوا في دين اللّه بدعا ما أنزل اللّه بها من سلطان، ومن ذلك ما يقع من بعضهم في شهر ربيع الأول من احتفال بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم، فظنوا أن هذا الاحتفال قربة وطاعة وما علموا أنه بدعة وضلالة، فالاحتفال بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر لا يجوز شرعاً وهو مردود لعدة أوجه:

أولاً: عدم وجود الدليل على مشروعيته من الكتاب أو السنة وقد قال اللّه تعالى:{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللّه** وفي الحديث: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
ثانيا: أن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة ليس فيها زيادة ولا نقصان، قال اللّه تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا**.

وقال الإمام مالك - رحمه اللّه -: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم خان الرسالة، لأن اللّه يقول {اليوم أكملت لكم دينكم** فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا).

ثالثاً: أن الصحابة رضي اللّه عنهم أتقى الناس للّه تعالى وأشدهم حرصاً على الخير، وأعظم محبة للنبي صلى اللّه عليه وسلم ممن جاء بعدهم، ومع ذلك لم يحتفلوا بمولده صلى اللّه عليه وسلم ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ونحن مأمورون بالاهتداء بهديهم والسير على طريقتهم كما في حديث العرباض بن سارية رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة «رواه أبو داود والترمذي».
رابعاً: أن الاحتفال بمولده صلى اللّه عليه وسلم أمارة على الغلو فيه، وقد قال اللّه تعالى {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم**. وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين». ومن المؤسف والمؤلم أن بعض المحتفلين بمولده صلى اللّه عليه وسلم صاروا يرددون القصائد المحرمة المشتملة على الكفر باللّه ومن ذلك ما جاء في بردة البوصيري:
يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به
سواك عند حدوث الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم

واعتقاد: أن أحداً يعلم الغيب مع اللّه كفر باللّه لقوله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا اللّه وما يشعرون أيان يبعثون**.

خامساً: أن الاحتفال بمولده صلى اللّه عليه وسلم تشبه بالنصارى الذي يحتفلون بميلاد المسيح عليه السلام وقد جاء في صحيح البخاري قوله صلى اللّه عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبداللّه».
سادساً: يعتذر بعض المحتفلين بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم بقولهم نحن نحب النبي صلى اللّه عليه وسلم ونريد الخير والثواب في ذلك.

فالجواب بأن يقال: إن حسن القصد أو إرادة الخير ليس مبرراً كافياً لصحة العمل، وإلا لو كان الأمر كذلك لصحت صلاة الظهر خمسا لمن أراد الخير في زيادة ركعة خامسة، وكذا الطواف حول البيت عشراً لمن أراد الخير في زيادة ثلاثة أشواط.

ورضي اللّه عن الصحابي الجليل عبداللّه بن مسعود عندما أنكر على جماعة ابتدعوا في الأذكار فقالوا: يا أبا عبدالرحمن واللّه ما أردنا إلا الخير فقال لهم: (وكم من مريدٍ للخير لم يصبه).

ولهذا قرر العلماء قاعدة جليلة وهي أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين اثنين عظيمين: الإخلاص للّه تعالى والمتابعة للنبي صلى اللّه عليه وسلم وهو معنى قوله تعالى: {هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً**.

قال الفضل بن عياض: (أحسنه أخلصه وأصوبه أي خالصاً للّه صواباً على سنة رسوله صلى اللّه عليه وسلم).

ومن الأمور المنكرة التي تحصل في بعض احتفالات المولد النبوي اختلاط الرجال بالنساء، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات بل قد يصل الأمر والعياذ باللّه إلى الشرك الأكبر والاستغاثة بالنبي صلى اللّه عليه وسلم أو غيره من الأولياء.

ومن الأمور المنكرة والقبيحة قيام بعضهم عند ذكر ولادته صلى اللّه عليه وسلم إكراماً له وتعظيماً لاعتقادهم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحضر المولد في مجلس احتفالهم ولهذا يقومون له محيين ومرحبين. وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ولا يتصل بأحد من الناس ولا يحضر اجتماعهم بل هو مقيم في قبره صلى اللّه عليه وسلم إلى يوم القيامة وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار كرامته، قال صلى اللّه عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من يشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع» أخرجه مسلم. وهذا دليل على أن النبي صلى اللّه عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة.

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه اللّه - (وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم) أ.ه . نسأل اللّه تعالى أن يهدي ضال المسلمين وأن يردهم إلى التوحيد والسنة رداً جميلاً.

علي سليم
14-02-2013, 06:13 AM
عَلَى رِسْلِكُمْ أَيُّهَا المحتفلونَ بِـ(المولدِ النَّبويِّ)
أخي سليم ماتقومون به من احتفال بالمولد النبوي ليس إلابدعة وكل بدعة ضلالة وكل
وكل ضلالة في النار أسأل الله لك الهــداية
إن القواعد المهمة في الإسلام أن العبادات توقيفية لا مجال للعقل فيها، وهي مبنية على الاتباع لا الابتداع، وأن الأصل فيها الحظر والمنع حتى يرد الدليل على مشروعيتها، ودليل هذه القاعدة ما روته أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » رواه مسلم
.

إلا أن بعض المسلمين هداهم اللّه ابتدعوا في دين اللّه بدعا ما أنزل اللّه بها من سلطان، ومن ذلك ما يقع من بعضهم في شهر ربيع الأول من احتفال بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم، فظنوا أن هذا الاحتفال قربة وطاعة وما علموا أنه بدعة وضلالة، فالاحتفال بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم أمر لا يجوز شرعاً وهو مردود لعدة أوجه:

أولاً: عدم وجود الدليل على مشروعيته من الكتاب أو السنة وقد قال اللّه تعالى:{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللّه** وفي الحديث: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
ثانيا: أن الشريعة الإسلامية شريعة كاملة ليس فيها زيادة ولا نقصان، قال اللّه تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا**.

وقال الإمام مالك - رحمه اللّه -: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم خان الرسالة، لأن اللّه يقول {اليوم أكملت لكم دينكم** فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا).

ثالثاً: أن الصحابة رضي اللّه عنهم أتقى الناس للّه تعالى وأشدهم حرصاً على الخير، وأعظم محبة للنبي صلى اللّه عليه وسلم ممن جاء بعدهم، ومع ذلك لم يحتفلوا بمولده صلى اللّه عليه وسلم ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ونحن مأمورون بالاهتداء بهديهم والسير على طريقتهم كما في حديث العرباض بن سارية رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة «رواه أبو داود والترمذي».
رابعاً: أن الاحتفال بمولده صلى اللّه عليه وسلم أمارة على الغلو فيه، وقد قال اللّه تعالى {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم**. وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين». ومن المؤسف والمؤلم أن بعض المحتفلين بمولده صلى اللّه عليه وسلم صاروا يرددون القصائد المحرمة المشتملة على الكفر باللّه ومن ذلك ما جاء في بردة البوصيري:

يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به

سواك عند حدوث الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم


واعتقاد: أن أحداً يعلم الغيب مع اللّه كفر باللّه لقوله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا اللّه وما يشعرون أيان يبعثون
**.

خامساً: أن الاحتفال بمولده صلى اللّه عليه وسلم تشبه بالنصارى الذي يحتفلون بميلاد المسيح عليه السلام وقد جاء في صحيح البخاري قوله صلى اللّه عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبداللّه».
سادساً: يعتذر بعض المحتفلين بمولد النبي صلى اللّه عليه وسلم بقولهم نحن نحب النبي صلى اللّه عليه وسلم ونريد الخير والثواب في ذلك.

فالجواب بأن يقال: إن حسن القصد أو إرادة الخير ليس مبرراً كافياً لصحة العمل، وإلا لو كان الأمر كذلك لصحت صلاة الظهر خمسا لمن أراد الخير في زيادة ركعة خامسة، وكذا الطواف حول البيت عشراً لمن أراد الخير في زيادة ثلاثة أشواط.

ورضي اللّه عن الصحابي الجليل عبداللّه بن مسعود عندما أنكر على جماعة ابتدعوا في الأذكار فقالوا: يا أبا عبدالرحمن واللّه ما أردنا إلا الخير فقال لهم: (وكم من مريدٍ للخير لم يصبه).

ولهذا قرر العلماء قاعدة جليلة وهي أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين اثنين عظيمين: الإخلاص للّه تعالى والمتابعة للنبي صلى اللّه عليه وسلم وهو معنى قوله تعالى: {هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً**.

قال الفضل بن عياض: (أحسنه أخلصه وأصوبه أي خالصاً للّه صواباً على سنة رسوله صلى اللّه عليه وسلم).

ومن الأمور المنكرة التي تحصل في بعض احتفالات المولد النبوي اختلاط الرجال بالنساء، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات بل قد يصل الأمر والعياذ باللّه إلى الشرك الأكبر والاستغاثة بالنبي صلى اللّه عليه وسلم أو غيره من الأولياء.

ومن الأمور المنكرة والقبيحة قيام بعضهم عند ذكر ولادته صلى اللّه عليه وسلم إكراماً له وتعظيماً لاعتقادهم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحضر المولد في مجلس احتفالهم ولهذا يقومون له محيين ومرحبين. وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ولا يتصل بأحد من الناس ولا يحضر اجتماعهم بل هو مقيم في قبره صلى اللّه عليه وسلم إلى يوم القيامة وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار كرامته، قال صلى اللّه عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من يشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع» أخرجه مسلم. وهذا دليل على أن النبي صلى اللّه عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة.

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه اللّه - (وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم) أ.ه . نسأل اللّه تعالى أن يهدي ضال المسلمين وأن يردهم إلى التوحيد والسنة رداً جميلاً.


وجه مبتسم...و هل اقول بغير هذا!!!!

المحب لأحمد
14-02-2013, 07:36 AM
اختنا الغردينيا

لافض فووووووووووك

جزاكِ الله خير الجزاء ...لم انتبه لموضوع الأخ على ولم ادقق فيه وذالك بحكم إنتسابه لهذا الصرح الشامخ
وأعتقد أن الأخت فاديا والأخت ضياء لم يدققوا بما كتب الأخ

يقول الأخ الفاضل

لأنّني أهتديتُ الى دليلٍ من الكتاب..الذي لا يأتيه الباطل من يديه و لا من خلفه...يؤيّد مشروعية غاية حبّ الّناس لمحمّد صلى الله عليه و سلّم و استنبطتُ من تلك الآية مشروعية الاحتفال به صلى الله عليه و سلّم.

و الذي نفسي بيده لو كان ابن تيمية حيّاً ما وسعه الاّ أنْ يتّبعني في دليلي ذا حول الاحتفال بولادة رسول الله صلى الله عليه و سلّم و أظنّه و الظنّ هنا بمعنى اليقين كان يعتقد ما ملتُ اليه....

اخي الفاضل علي

وين ذهبت عقول علماء الأمة منذو 1400 سنه إلا يهتدوا الى ما اهتديت اليه....وزيادة على ذالك تقسم على ابن تيميه لو كان حياً لتبعك....سبحانه الله العظيم .....لا تعليق

اخي الفاضل ...قلت في موضوعك لو استقبلت من امري

- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لشددتُ الرحال الى شامة الشّام محمد ناصر الدّين الألبانيُ و علم القصيم الفقيه ابن عثيمين و مفتي الأنام ابن باز يرحمهم الله تعالى, فهل عجزت نساؤنا أنْ يلدن أمثالهم؟؟؟؟أمّ ضاقت الأرحام بحمل الجبال؟؟؟؟

والســـــــــــؤال اخي الفاضل إلايسعك ما وسع هؤالأ العلماء الأفذاذ الذي كنت ترغب ان تشد الرحال اليهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟

- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لزهدتُ في الاشراف و االاستشراف فهما محنة لا منحة و لنبلونّكم بالشرّ و الخير فتنة...
وانا اقول لك اخي الكريم والله وبالله وتا الله لتسألن عما كتبت وسطرت....فأعد للسؤال جواب واللجواب صوابا

وفي الختام
في الحديث الصحيح : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».

ذرة هيدروجين
14-02-2013, 09:39 AM
العشرة اسطر الاخيرة هي التي توضح مضمون المقالة
كاتب المقالة ايضا من معارضي الاحتفال بالمولد النبوي بالطريقة الصوفية
ويقول ان الاحتفال ليس بالأناشيد والطبل وان كل هذه بِدع بل الاحتفال يكون باتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم .. واستدل بالاية الكريمة من سورة آل عمران للتوضح
انا ايضا استغربت في بداية قراءتي للموضوع

وهذه الجزئية مقتبسة من المقالة

....................


قال تعالى كما في سورة آل عمران ((قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))

اتّباع محمدٍ صلى الله عليه و سلّم لهو عين الاحتفال بولادته...و هذا هو المقياس و الميزان لا غير....

يا أصحاب العمائم الخضراء و مَنْ يعوّل عليكم...أين أنتم من اتّباعه!!! رقص و طبل و هو و هو....

لا ثوبٌ قصير و لا لحية وفيرة...لا صلاة برفعٍ...و لا صوم بنيّة....لا أخالكم من أبعد النّاس أنتم عن هديه....ثمّ لم يبق من دينكم و دنياكم الاّ مولد و نشيد!!!

كنتُ أحاربكم عند حلول الظلمة و بتُّ اليوم محارباً لكم في وضح النّهار...كنت انهى عن الاحتفال بولادة النّبي صلى الله عليه و سلّم على طريقتكم و بتّ اليوم أدعو للإحتفال بولادته على طريقة اتّباعه...

كما تعلمون صادف يوم اثني عشر من ربيع ولادة سيدّ البشر يوم خميس...فأين أنتم من صيامه!!!

تدّعون محبته صلى الله عليه و سلّم فأين أنتم من متابعته!!! بقايا حلوى...اختصرتم محبّته....و الله الهادي و اليه المشتكى.


........................


بارك الله فيك ونفع بك

علي سليم
14-02-2013, 12:18 PM
اختنا الغردينيا

لافض فووووووووووك

جزاكِ الله خير الجزاء ...لم انتبه لموضوع الأخ على ولم ادقق فيه وذالك بحكم إنتسابه لهذا الصرح الشامخ
وأعتقد أن الأخت فاديا والأخت ضياء لم يدققوا بما كتب الأخ

يقول الأخ الفاضل

لأنّني أهتديتُ الى دليلٍ من الكتاب..الذي لا يأتيه الباطل من يديه و لا من خلفه...يؤيّد مشروعية غاية حبّ الّناس لمحمّد صلى الله عليه و سلّم و استنبطتُ من تلك الآية مشروعية الاحتفال به صلى الله عليه و سلّم.

و الذي نفسي بيده لو كان ابن تيمية حيّاً ما وسعه الاّ أنْ يتّبعني في دليلي ذا حول الاحتفال بولادة رسول الله صلى الله عليه و سلّم و أظنّه و الظنّ هنا بمعنى اليقين كان يعتقد ما ملتُ اليه....

اخي الفاضل علي

وين ذهبت عقول علماء الأمة منذو 1400 سنه إلا يهتدوا الى ما اهتديت اليه....وزيادة على ذالك تقسم على ابن تيميه لو كان حياً لتبعك....سبحانه الله العظيم .....لا تعليق

اخي الفاضل ...قلت في موضوعك لو استقبلت من امري

- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لشددتُ الرحال الى شامة الشّام محمد ناصر الدّين الألبانيُ و علم القصيم الفقيه ابن عثيمين و مفتي الأنام ابن باز يرحمهم الله تعالى, فهل عجزت نساؤنا أنْ يلدن أمثالهم؟؟؟؟أمّ ضاقت الأرحام بحمل الجبال؟؟؟؟

والســـــــــــؤال اخي الفاضل إلايسعك ما وسع هؤالأ العلماء الأفذاذ الذي كنت ترغب ان تشد الرحال اليهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟

- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لزهدتُ في الاشراف و االاستشراف فهما محنة لا منحة و لنبلونّكم بالشرّ و الخير فتنة...
وانا اقول لك اخي الكريم والله وبالله وتا الله لتسألن عما كتبت وسطرت....فأعد للسؤال جواب واللجواب صوابا

وفي الختام
في الحديث الصحيح : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».

بداية...اشكركم جميعا...بيد من نظر بعين واحدة جانب الصواب...و هل ابن تيمية كان يقول بغير هذا!!!!
ذكرنا ابن تيمية و خصصناه بالذكر لما يحمل عليه بني جلدتنا دون غيره....
و ما جئت بتلك الكلمة الاّ من باب لفة نظر المخالف...ليقع قولي في مكانه...

و هل وجدت في قولي انه بدعا من القول!!! كلّ من سلفنا قال بهذا بداهة...و لم انصّ على انني تفردتُ بذا الاستنباط!! و أين ذكرتُ ذلك سامحكم الله تعالى.

ثمّ منْ قال اهتديتُ الى دليلٍ...يُعدّ مسبة لاهل العلم!!! أو أنهم لم يهتدوا لذلك!!! الا تحتمل ذه الكلمة أوجها!!!
منها ...كنتُ ضالا ثم اهتديتُ...اتحدث عن نفسي....
_____

ثم يأتني اللوم...عندما ندمتُ على شدّ الرحال في طلب العلم...و هل بغير شدّ الرحال كان هؤلاء...نعم بكل صراحة عجزت النساء حتى الان ان يلدن أمثال منْ ذكرت...أين الخلل في هذا...
_________
و ما معنى ايراد حديثٍ هو ديدني في محياي و مماتي...
___________

سبحان الله...حتى الادراك للأمور بات غريباً...أسال الله لي و لكم الهداية...

علي سليم
14-02-2013, 12:22 PM
العشرة اسطر الاخيرة هي التي توضح مضمون المقالة
كاتب المقالة ايضا من معارضي الاحتفال بالمولد النبوي بالطريقة الصوفية
ويقول ان الاحتفال ليس بالأناشيد والطبل وان كل هذه بِدع بل الاحتفال يكون باتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم .. واستدل بالاية الكريمة من سورة آل عمران للتوضح
انا ايضا استغربت في بداية قراءتي للموضوع

وهذه الجزئية مقتبسة من المقالة

....................


قال تعالى كما في سورة آل عمران ((قلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))

اتّباع محمدٍ صلى الله عليه و سلّم لهو عين الاحتفال بولادته...و هذا هو المقياس و الميزان لا غير....

يا أصحاب العمائم الخضراء و مَنْ يعوّل عليكم...أين أنتم من اتّباعه!!! رقص و طبل و هو و هو....

لا ثوبٌ قصير و لا لحية وفيرة...لا صلاة برفعٍ...و لا صوم بنيّة....لا أخالكم من أبعد النّاس أنتم عن هديه....ثمّ لم يبق من دينكم و دنياكم الاّ مولد و نشيد!!!

كنتُ أحاربكم عند حلول الظلمة و بتُّ اليوم محارباً لكم في وضح النّهار...كنت انهى عن الاحتفال بولادة النّبي صلى الله عليه و سلّم على طريقتكم و بتّ اليوم أدعو للإحتفال بولادته على طريقة اتّباعه...

كما تعلمون صادف يوم اثني عشر من ربيع ولادة سيدّ البشر يوم خميس...فأين أنتم من صيامه!!!

تدّعون محبته صلى الله عليه و سلّم فأين أنتم من متابعته!!! بقايا حلوى...اختصرتم محبّته....و الله الهادي و اليه المشتكى.


........................


بارك الله فيك ونفع بك
و فيكم بارك الله تعالى و نفع بكم...

علي سليم
14-02-2013, 12:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم....

بداية كنتُ أودّ أنْ أخطّ شيئاً عن ولادة خاتم الرسل صلى الله عليه و سلم و بيان بدعية الاحتفال بولادته بيد حتى ولادته صلى الله عليه و سلم ممّا اختلف الأوائل حول تاريخ ولادته...هل هو 7 ربيع او 10 او 12 و غيرها من الأقوال...

ثمّ رأيتُ أنْ أدع قلمي ليفترش التراب في قيلولة...و الشياطين لا تقيل (وجه مبتسم) و أنقل لكم كلاماً تمّ تفريغه لأحد الإخوة من سلسلة الهدى و النور لشامة الشّام يرحمه الله تعالى...الالباني في حوار ماتعٍ...



مناظرة مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .

محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .

الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟

محاور الشيخ :
التوحيد .

الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) .
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟

محاور الشيخ :
معك تماماً .

الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟

محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور

الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟

محاور الشيخ :
لا .

الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟

محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟

الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .

محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .

الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟

محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .

الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟

محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .

الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
(( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟

محاور الشيخ :
الحمد لله .

الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
(( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )) .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة

محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟

الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟

الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟

محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .

الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى :
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
(( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1

المحب لأحمد
14-02-2013, 02:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اثابك الله اخي الفاضل

اخي الفاضل بداية طرحك للموضوع كان غامضاً مما جعلت القارىء يشعرك بأنك تؤيد الإحتفال بمولد الحبيب صلى الله عليه وسلم...وكان في طرحك عبارات وجمل كثيره لاداعي لذكرها

ولو أستخدمت الإيجاز وهو: اللفظ القليل الذي يدل على المعاني الكثيرة، والبيان الواضح لكنت اصبت كي لا يقع القصور في الفهم من الطرف الثاني فينبغي لمن اراد ان يطرح موضوعاً ان يوجزلكي يفهم القارىء تمام مراده. ويتحقق مبتغاه

علي سليم
14-02-2013, 02:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اثابك الله اخي الفاضل

اخي الفاضل بداية طرحك للموضوع كان غامضاً مما جعلت القارىء يشعرك بأنك تؤيد الإحتفال بمولد الحبيب صلى الله عليه وسلم...وكان في طرحك عبارات وجمل كثيره لاداعي لذكرها

ولو أستخدمت الإيجاز وهو: اللفظ القليل الذي يدل على المعاني الكثيرة، والبيان الواضح لكنت اصبت كي لا يقع القصور في الفهم من الطرف الثاني فينبغي لمن اراد ان يطرح موضوعاً ان يوجزلكي يفهم القارىء تمام مراده. ويتحقق مبتغاه

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته:
اخي الفاضل...سددك الله تعالى للحق و اياي...
من قرأ نصف الاول ليس كمنْ قرأ النصف الآخر...و منْ أراد أنْ يحكم لا بدّ أن يقرأ النّصفين معاً...
هذا أولاً...

ثانياً: هذا الموضوع مرتعٌ لأصحاب القبعات ذات اللون الأخضر و هو استدراج حتى يشربوا كنه ما ندندون حوله...و لذا لا ينفع معه الإيجاز...

ثالثا:و لما قرأتَ النصف الآخر تغيّر حكمكم (يرعاكم ربي) ...اسأل الله تعالى لي و لكم الخير حيثما كان...

إلهام
14-02-2013, 05:21 PM
بارك الله فيييييكم

المحب لأحمد
14-02-2013, 08:40 PM
اخي الفاضل
جزاك الله خيراً وكثر من امثالك في الطيبين

سامحني اخي الفاضل... لم اكن اعرفك ولا اعرف حقيقت مقصدك ولا صحة منهجك ولم اكن اعلم الغيب لما ترمي اليه...ولكن كما قيل لكل جواد كبوه

علي سليم
15-02-2013, 06:24 AM
بارك الله فيييييكم
و فيك بارك الله تعالى...

علي سليم
15-02-2013, 06:26 AM
اخي الفاضل
جزاك الله خيراً وكثر من امثالك في الطيبين

سامحني اخي الفاضل... لم اكن اعرفك ولا اعرف حقيقت مقصدك ولا صحة منهجك ولم اكن اعلم الغيب لما ترمي اليه...ولكن كما قيل لكل جواد كبوه

اخي الحبيب....وو اياك جزاك الله خيرا...و زادك تواضعا...لستُ الاّ اقلّ منك علما و عملا...أحبك في ذات الله تعالى...و أسال ان يختم لي و لك و لبقية الاخوة و الاخوات بعمل صالح يحبه و يرضاه...

أخوك المحب: علي سليم

الغردينيا
15-02-2013, 03:05 PM
أقدم اعتـذاري أخي الفاضل سليم بصراحة فهمت الموضوع بالعكس
وبصراحة طريقة عرض غريبة نوعا ما وأسلوب استثارني حقيقة
وأقدم اعتـذاري للأخ الفاضل المحب لأحمــد لأنني أستنجدت به
وأقحمته في الموضوع

المحب لأحمد
15-02-2013, 03:16 PM
أقدم اعتـذاري أخي الفاضل سليم بصراحة فهمت الموضوع بالعكس



وبصراحة طريقة عرض غريبة نوعا ما وأسلوب استثارني حقيقة
وأقدم اعتـذاري للأخ الفاضل المحب لأحمــد لأنني أستنجدت به

وأقحمته في الموضوع


اختي الفاضله..الغردينيا

لا عليكِ ولا تشيلي هم هذا الشي طبيعي والغلط وارد وجل من لا يغلط

واخينا الفاضل علي كان متفنن في طرحه ...واسلوبه جديد علينا وحماسنا الزائد وتفانينا للمنتدى لم يثنينا عن التصدي لا أخونا علي ...ولكن اخينا طلع عاقل وكريم وشهم وتقبل العذروقدر الوضع وهذه شيم الكرام من المسلمين الطيبين...ودمتي بخير

علي سليم
15-02-2013, 04:05 PM
أقدم اعتـذاري أخي الفاضل سليم بصراحة فهمت الموضوع بالعكس
وبصراحة طريقة عرض غريبة نوعا ما وأسلوب استثارني حقيقة
وأقدم اعتـذاري للأخ الفاضل المحب لأحمــد لأنني أستنجدت به
وأقحمته في الموضوع

وجه مبتسم...لا ضير اختاه...اشكر غيرتكم و حرصكم...ما انا الا ضيف حلّ ثم سيرتحل...و حري بي ان أعتذر منكم ليس العكس...أدام الله فضلكم

علي سليم
15-02-2013, 04:09 PM
اختي الفاضله..الغردينيا

لا عليكِ ولا تشيلي هم هذا الشي طبيعي والغلط وارد وجل من لا يغلط

واخينا الفاضل علي كان متفنن في طرحه ...واسلوبه جديد علينا وحماسنا الزائد وتفانينا للمنتدى لم يثنينا عن التصدي لا أخونا علي ...ولكن اخينا طلع عاقل وكريم وشهم وتقبل العذروقدر الوضع وهذه شيم الكرام من المسلمين الطيبين...ودمتي بخير

اخي الفاضل...المحبّ...لك نصيب وافر من مسمّاك..فأنت محبٌ و محبّاً...
و اكرر اعتذاري منك...و أشدّ على عضدك...و اسال الله ان يثبك في موطن تزلّ به الاقدام...
و كم يعجبني أن يعترف المرء بخطأه و على رؤوس الاشهاد و لا يزيده هذا الا قربا من الله تعالى و قربا من قلوب عباده ...
و كم هي المرات صاحبكم يتعثّر في شعب الخطأ ثمّ يؤذن أنني مخطئ...الحمد لله اولا و آخرا...

و اختم...قائلا...اللهم انا احببنا عبدك ذا فأحبّه...و بقية الاخوة و الاخوات...

المحب لأحمد
15-02-2013, 04:56 PM
اخي الكريم علي

احباك الله الذي احببتنا فيـــــــــــــــــــــه وجعلني وإياكم عند حسن ضن اخواننا المسلمين بنا

علي سليم
15-02-2013, 05:13 PM
اخي الكريم علي

احباك الله الذي احببتنا فيـــــــــــــــــــــه وجعلني وإياكم عند حسن ضن اخواننا المسلمين بنا

آميييييييين...

سيدة الرافدين
15-02-2013, 08:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير وجعله الله في ميزان حسناتكم

علي سليم
16-02-2013, 04:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير وجعله الله في ميزان حسناتكم
و اياكم جزاكم الباري خيرا...

أم نوران
02-06-2014, 01:58 PM
جزاك الله كل خير

حكيـــمة
07-06-2014, 06:48 AM
و كأنك أثبت الإحتفال بالمولد النبوي بطريقة غير مباشرة ... في قولك

اتّباع محمدٍ صلى الله عليه و سلّم لهو عين الاحتفال بولادته...و هذا هو المقياس و الميزان لا غير....


هذا إقرار منك بجواز الإحتفال بالمولد

و نحن أهل السنة نرفض كلمة الإحتفال بالمولد النبوي رفضا مطلقا ...
سواء كانت بالرقص و الطبل ... أو الأكل و الشرب ... أو غيرهما

و اتباع النبي صلى الله عليه و سلم هو أمر نحن مطالبون بتنفيذه دون خلق علاقة بين مولده و بين اتباعه صلى الله عليه و سلم

و الله أعلم