المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستشفاء بفاتحة الكتاب " الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري- حفظه الله


أحمد سالم ,
19-01-2013, 10:18 PM
الاستشفاء بفاتحة الكتاب (http://www.majala-koraan.net/index.php/2008-07-25-18-01-24/81-2008-10-21-20-58-46.html)

كتـب المقال عبد المالك رمضاني الجزائري | 21 أكتوبر 2008

http://www.majala-koraan.net/images/stories/fatiha.jpg

قال الله تعالى: [ ِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إياك نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ المستقيم صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ] [الفاتحة]
خلق الله الإنسان ضعيفا لتقوى صلته بالقوي المتين سبحانه،فيطلبه عند الضعف ويستعين به عند العجز، ويستبين به الطريق عند التيه، بل يذكره في شدته ورخائه كما يذكره في شدته وحاجته،وكان من ضعف الإنسان انزعاج قلبه واضطرابه ووحشته،فجعل الله في ذكره سبحانه الطمأنينة والسكينة وراحة الّنفس،كما قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد : 28]، والقرآن من ذكر الله، كما قال الله عز وجل: وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ [الأنبياء : 50]،
بل هو أصل الذكر،ولذلك ذكره الله معرفا بالألف والّلام في قوله: إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9].
ولما كان ذكر الله شفاء للقلوب، ولمّا كان القرآن أصل الذكر وأفضله، جعل الله عز وجل القرآن كله شفاء للمؤمنين، فقال: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء : 82]،و (من) هنا للجنس وليست للتبعيض،قاله ابن الجوزي في (منتخب قرة العيون النواظر في الوجوه والنظائر) عند كلامه على كلمة (من)، وقال ابن القيم في زاد المعاد(4/177):( ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين الذي فضله على كل كلام ، كفضل الله على خلقه، الذي هو الشفاء التام والعصمة النافعة والنور الهادي والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته و جلالته،قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء : 82]، و (من) هنا لبيان الجنس لا لتبعيض، هذا أصح القولين.)، لأن القرآن كله شفاء، بدليل قول الله تعالى: َلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت : 44]،وقوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [يونس : 57].
أنواع الأمراض:
قال ابن القيم في الزاد(4/5_7): (المرض نوعان: مرض القلوب ومرض الأبدان، وهما مذكوران في القرآن.
ومرض القلوب نوعان:مرض شبهة و شك، ومرض شهوة وغيّ، وكلاهما في القرآن، قال تعالى في مرض الشبهة: فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة : 10] وقال تعالى: وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ [المدّثر : 31] وقال تعالى في حق من دعي إلى تحكيم القرآن والسنة فأبى وأعرض: وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [النور : 48: 49: 50]، فهذا مرض الشبهات والشكوك.
وأما مرض الشهوات،فقال تعالى: يانِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً [الأحزاب : 32]...
فأما طب القلوب فمسلّم إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ولا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم،فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربّها وفاطرها، وبأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومحابه، متجنبة لمناهيه ومساخطه، ولا صحة لها ولا حياة البتة إلا بذلك، ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرّسل، وما يظن من حصول صحة القلب بدون إتباعهم فغاط ممّن يظن ذلك، وإنما حياة نفسه البهيمية الشهوانية وصحتها وقوتها، وحياة قلبه وصحته وقوته عن ذلك بمعزل، ومن لم يميّز بين هذا وهذا فليبك على حياة قلبه، فإنه من الأموات ،وعلى نوره، فإنه منغمس في بحار الظلمات).
شفاء سورة الفاتحة للقلوب:
بعد أن عرفنا أن الله عز وجل جعل الشفاء في كتابه الكريم كله، فليعلم أن الله خص سورا وآيات من كتابه في خاصية الشفاء والتأثير، منها سورة الفاتحة، فقد ذكر الله فيها المنعم عليهم أصحاب الصراط المستقيم الذين عرفوا الحق وعملوا به، وقابلهم بمن انحرف عن ذلك، وهم أمتان: اليهود الذين عرفوا الحق وتركوا العمل به بسبب مرض الشهوات خاصة وإن كانوا لا يسلمون من الشبهات، والنصارى الذين ضلوا عن معرفة الحق بسبب الشبهات خاصة وإن كانوا لا يسامون من الشهوات، قال ابن القيم رحمه الله:في"مدارج السالكين"(1/52_55): (( فأما اشتمالها على شفاء القلوب، فإنها اشتملت عليه أتمّ اشتمال،فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم ، و فساد القصد، ويترتب عليها داءان قاتلان، وهما الضلال والغضب ، فالضلال نتيجة فساد العلم، والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من الضلال ، ولذلك كان سؤال الهداية أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كلّ يوم وليلة في كلّ صلاة، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة ، ولا يقوم غير السؤال مقامه...))
وقال في " زاد المعاد"(4_178): (( و بالجملة ما تضمنته الفاتحة من إخلاص العبودية والثناء على الله، و تفويض الأمر كله إليه والاستعانة به والتوكل عليه، وسؤاله مجامع النعم كلها ، وهي الهداية التي تجلب النعم وتدفع النقم ، من أعظم الأدوية الشافية الكافية، وقد قيل أن موضع الرقية منها: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة : 5] ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاء هذا الدواء، فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل والالتجاء والاستعانة والافتقار والطلب...)).
ثم أجمل هذا في كلمة جامعة نافعة ، فبين أن هذه الآية اشتملت على: ((الجمع بين أعلى الغايات وهي عبادة الرب وحده، وأشرف الوسائل وهي الاستعانة به على عبادته...))، وقد فصّل رحمه الله في الموضع السابق من كتابه((مدارج السالكين)) فقال: ((ولا شفاء من هذا المرض إلا بدواء [إياك نعبد وإياك نستعين]..... فإذا ركبها الطبيب اللطيف العالم بالمرض واستعملها المريض حصل بها الشفاء التام، وما نقص من الشفاء فهو لفوات جزء من أجزائها أو اثنين أو أكثر، ثم إن القلب يعرض له مرضان عظيمان إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التلف ولا بد، وهما الرياء والكبر، فدواء الرياء ب [إياك نعبد] ودواء الكبر ب [إياك نستعين]، وكثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول [إياك نعبد] تدفع الرياء و[إياك نستعين] تدفع الكبرياء فإذا عوفى من مرض الرياء ب[إياك نعبد] ومن مرض الكبرياء والعجب ب [إياك نستعين] ومن مرض الضلال والجهل ب[اهدنا الصراط المستقيم] عوفى من أمراضه وأسقامه ورفل في أثواب العافية وتمت عليه النعمة، وكان من المنعم عليهم غير المغضوب عليهم وهم أهل فساد القصد الذين عرفوا الحق وعدلوا عنه، والضالين وهم أهل فساد العلم الذين جهلوا الحق ولم يعرفوه، وحق لسورة تشتمل على هذين الشفاءين أن يستشفى بها من كل مرض، ولهذا لما اشتملت على هذا الشفاء الذي هو أعظم الشفاءين كان حصدك الشفاء الأدنى بها أولى، كما سنبينه فلا شيء أشفى للقلوب التي عقلت عن الله وكلامه، وفهمت عنه فهما خاصا اختصها به من معاني هذه السورة)).
شفاء سورة الفاتحة للأبدان:
جرى كثير من التأثرين بالتمدن المقلين من مطالعة كتب السلف على إنكار معالجة البدن بالقرآن والأذكار المسنونة، توهما منهم أنّ ذلك ضرب من الخرافة، وأنّ فيه تشجيعا على الخمول والركون إلى الكهنة وأشكالهم من الانتهازيين، ونظرا لقلة عنايتهم بالسنة وجرأتهم على الشريعة باستعمال عقولهم في كل شيء ظنوا أنّ الأمراض الحسية لا تداوى إلا بالأدوية الحسية، وقد تكلم ابن القيم على الاستشفاء الحسي بالفاتحة، فذكر حكمه ودليله بما لا مرد له فقال في ((مدارج السالكين)) (1\55): ((وأما تضمنها لشفاء للأبدان فنذكر منه ما جاءت به السنة وما شهدت به قواعد الطب ودلت عليه التجربة، فأما ما دلت عليه السنة، ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري (أن ناسا من أصحاب النبي مروا بحي من العرب، فلم يقروهم ولم يضيفوهم، فلدغ سيد الحي، فأتوهم فقالوا: هل عندكم من رقية أو هل فيكم من راق؟ فقالوا: نعم! ولكنكم لم تقرونا، فلا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم على ذلك قطيعا من الغنم، فجعل رجل منا يقرأ عليه بفاتحة الكتاب، فقام كأن لم يكن به قلبة، فقلنا: لا تعجلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيناه فذكرنا له ذلك، فقال: ما يدريك أنها رقية؟! كلوا واضربوا لي معكم بسهم)، فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه، فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه مالم يبلغه الدواء، هذا مع كون المحل غير قابل، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين أو أهل بخل ولؤم، فكيف إذا كان المحل قابلا؟!))
فهذا صريح في التداوي بالقرآن لداء حسي بحت، ألا وهو لذغة العقرب، كما أنّ التجارب شهدت بصدقه، قال ابن القيم أيضا (1\57_58) : ((وأما شهادة التجارب بذلك، فهي أكثر من أن تذكر، وذلك في كل زمان، وقد جربت أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أمورا عجيبة، ولا سيما مدة المقام بمكة، فإنه كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره، فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم، فكأنه حصاة تسقط!! جربت ذلك مرارا عديدة)).

الغردينيا
20-01-2013, 10:22 AM
بارك الله فيك أخي الفاضل أحمــــد على الطرح المفيـد

المحب لأحمد
20-01-2013, 11:18 AM
http://im16.gulfup.com/aVLU4.gif
http://im31.gulfup.com/dbjI3.jpg

رب اشرح لي صدري
20-04-2013, 08:39 PM
جزاك الله خير
وجعله في موازين حسناتك (http://akhawat.imanhearts.com/)
وأنار الله دربك بالإيمان (http://akhawat.imanhearts.com/)
يعطيك العافيه على الطرح (http://akhawat.imanhearts.com/)