المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &( قصة وعبرة ... صاحب سِرّ النبي )&


د.عبدالله
07-07-2006, 10:38 AM
حذيفة بن اليمان صحابي له سمات خاصة، فهو الذي يسأل النبي عن الشر لا عن الخير حتى يتجنبَه، فهو الفقيه الأمين الذكي، وهو الذي اندسّ في صفوف الكفار يوم الخندق ليأتي بخبرهم، ثم إنه الوحيد الذي كان صاحب سر رسول الله حيث أطلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسماء المنافقين. هاجر حذيفة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الهجرة والنصرة، فاختار النصرة، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أحداً وقتل أبوه بها.

ولأن حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين، فقد سأله عمر: أفي عُمّالي أحد من المنافقين؟ قال: نعم، واحد، قال: من هو؟ قال: لا أذكره حفظا لسر رسول الله قال حذيفة: فعزله، كأنما دُل عليه، وكان عمر إذا مات رجل يسأل عن حذيفة، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر. وشهد حذيفة الحرب بنهاوند، فلما قتل النعمان بن مقرن أمير ذلك الجيش أخذ الراية، وكان فتح همذان والري والدينور على يده، وشهد فتح الجزيرة، ونزل نصيبين، وتزوج فيها.

ليلة الأحزاب



أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب ليأتيه بخبر الكفار، قال: رجل من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان يا أبا عبدالله أرأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟ قال: نعم يا ابن أخي، قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نَجهد، فقال: والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولحملناه على أعناقنا، فقال حذيفة: يا ابن أخي، والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثم التفت إلينا فقال: “من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع يشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة” فما قام رجل من القوم، من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن لي بُدّ من القيام حين دعاني، فقال: يا حذيفة “اذهب فادخل في القوم، فانظر ماذا يصنعون ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا”، قال: فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء، فقام أبو سفيان فقال يا معشر قريش: لينظر امرؤ مَن جليسه؟ قال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي، فقلت: من أنت؟ قال: فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فوالله ما أطلق عقاله إلا وهو قائم ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليّ “أن لا تحدث شيئاً حتى تأتيني” لقتلته بسهم. قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي في مِرط كساء من صوف فلما رآني أدخلني وطرح علي طرف المِرط ثم ركع وسجد وإني لفيه فلما سلّم أخبرته الخبر.

ولم يشهد حذيفة بدراً، لأن المشركين أخذوا عليه الميثاق ألا يقاتلهم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل يقاتل أم لا؟ فقال عليه السلام: “بل نفي لهم، ونستعين الله عليهم”.

الأمير الزاهد



وسأل رجل حذيفة: أي الفتن أشد؟ قال لشدة ورعه وتقواه : أن يُعرض عليك الخير والشر، لا تدري أيهما تركب.

عن زيد بن وهب عن حذيفة، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا “أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال وجَذر كل شيء أصله ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل الوكت والوكتة الأثر اليسير ثم ينام نومة، فتقبض الأمانة فيظل أثرها مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفطت فتراه منتبراً وليس فيه شيء والمنتبر المنتفط المرتفع ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله، قال: فيصبح الناس فيتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، وحتى يقال للرجل: ما أجلده وأظرفه وأعقله، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان”.

روى زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه: تمنوا، فتمنوا ملء البيت الذي كانوا فيه مالاً وجواهر ينفقونها في سبيل الله، فقال عمر: لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعملهم (يوليهم) في طاعة الله عز وجل.

وقال محمد بن سيرين: كان عمر إذا استعمل عاملاً كتب عهده: وقد بعثت فلاناً وأمرته بكذا، فلما استعمل حذيفة على المدائن كتب في عهده: أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم، فلما قدم المدائن استقبله الناس، فلما قرأ عهده، قالوا: سلنا ما شئت، قال: أسألكم طعاماً آكله وعلف حماري ما دمت فيكم! فأقام فيهم، ثم كتب إليه عمر ليقدم عليه، فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق استخفى عنه لئلا يراه فلما رآه عمر على الحال التي خرج من عنده عليها لم يتربّح من عمله أتاه فالتزمه، وقال: أنت أخي وأنا أخوك. وبداهة فهذا ليس غريبا على رجل روى حديث الأمانة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولما نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاء كثيراً، فقيل: ما يبكيك؟ فقال: ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إلي، ولكني لا أدري علام أقدم، على رضى أم على سخط؟ وقيل: لما حضره الموت قال: هذه آخر ساعة من الدنيا، اللهم إنك تعلم أني أحبك، فبارك لي في لقائك ثم مات.

منقول ...

( أم عبد الرحمن )
14-08-2006, 06:16 PM
جزاكم الله خيرا أخونا الفاضل ( عبد الله بن كرم ) ... موضوع جميل ... نسأل الله أن يحشرنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ...
وجعل الله كل ماتقدم وتكتب فى ميزان حسناتكم ...
آمين