المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " أنا " أتعس إنسان في الوجود ؟


فاديا
21-12-2012, 09:32 PM
اعتدنا ان نسمع النصيحة الذهبية عندما تتوالى علينا الأزمات والمصائب ، واحيانا اقولها لغيري ،- ولأنني احب الصدق والصراحة فأنا أقولها من باب الأدب واستذكار احوال غيرنا وازماتهم ، ومن منطلق التعود ايضا ، فهذا ما أسمعه من الناس ايضا عندما تحيط بي مشكلة :
" انظر الى مصائب غيرك ، لتعرف من هم أسوأ من حالك ، فترتاح ، وتهون عليك مصيبتك "

في الحقيقة ، وفي لحظة اعتراف خطيرة - لا اعتقد انها ستتكرر ثانية - أحببت أن أسجلها لتشهد عليّ ،
أحب ان أوضح مشاعري تجاه هذه النصيحة بأدق دقائقها

أشعر بغصة عميقة عندما أستمع الى هذه النصيحة خاصة ان كنت أمرّ بأزمة ما ، ، فيزداد همي هموما ، وكربي كروبا ؛

إذ كيف سأرتاح عندما أعرف هموم وعذابات غيري الدقيقة ؟
وكيف يا تُرى سأرتاح ، لمجرد أن غيري يمرّ بمصيبة قد تكون أسوأ مني ؟ هل تمكنت بمعرفتي تلك من حلّ عقدة واحدة من أزمتي المستعصية ؟ طبعا لا .
وهل من الصحيّ نفسيا للإنسان أن يدخل في تفاصيل مشاكل الغير ويقارنها بنفسه ليزداد توترا في الوقت الذي هو أحوج ما يكون الى السكون ليتمكن من التفكير فيما سيفعله بالمصيبة التي حلّت عليه؟

في الوقت الذي يعتقد فيه البعض ان كلامي - أناني - بالدرجة الاولى ومنحاز للنفس ، فأنا أرى انه ليس أيضا من الأصول ان نقارن مشاكلنا بالغير ثم نرتاح لأن غيرنا يمرّ بمصائب أسوأ منّا ، دون ان نفعل لهم أو لأنفسنا شيئا
إن هذا شعور ربما ينطوي على بعض الشماتة والتي طبعا تضيف بعض " الراحة " ، وهو أمر يدلّ على اهمية " النظرة الاجتماعية " لدينا ، وما ستعكسه مشكلتنا من تأثير على نظرة الغير لنا ، وعندما نجد من هو أسوأ منا ، نطمأن " فالموت مع الجماعة رحمة " كما يقال ، ونرتاح لأن هناك مشاكل عويصة لدى " الغير " الذين نحن مهتمون بنظرتهم لنا أثناء مرورنا بأزمة ما .

كلامي هذا مبني على الكثير من التجارب الشخصية وكذا شواهد اجتماعية ...

ربما كنت في السادسة عندما كانت شقيقتي الكبيرة بالنسبة لي طبعا في ذاك السن تقرأ في الجريدة اليومية ، ثم تقول لي انه وبناءا على تاريخ ميلادي ، فإن برجي هو " الثور " وطبعا رفضت هذه الحقيقة المؤسفة المزرية ، وخشيت ان يلتصق الثور باسمي مما سيعرضني للسخرية من قبل الآخرين ، وطلبت من والدي الاتصال ب ( مدير الأبراج ) لتغيير برجي ، وعندما ضحك من اقتراحي وضحك الجميع شعرت ان العالم يسخر مني ويستهينون مصيبتي فحزنت أكثر.. وبكيت بكاءا طويلا طويلا وانا اعترض على حقيقة" الثور " تلك التهمة الملازمة والملاصقة لي " دون ذنب " ... لم اتوقف عن البكاء الاّ عندما جاءت صديقتي " الحكيمة " لتلعب معي فتساءلت عن سبب احمرار عيوني وانتفاخ جفوني ..فقلت لها وكأنني أقدم لها نقطة ضعفي الخطيرة " برجي الثور :( " وكنت مستعدة لسيل من الضحكات والسخرية ، ولكنني لم أصدق نفسي عندما امسكت صديقتي بيدي وهمست كأنها تكشف بصعوبة عن جرح دامي : ما تزعلي نفسك ، " ماذا أفعل أنا ، برجي السرطان:marsa22: " ، وفي تلك اللحظة التي نطقت بها بهذه الجواهر ، شعرت ان حملا ثقيلا ينزاح عني وتصالحت على الفور مع نفسي ومع تاريخ ميلادي ونسيت الأمر وانطلقت للعب بسرور .


وفي الثانوية العامة ، اتصلت صديقتي وهي تبكي في التاسعة مساءا ليلة الامتحان وتشكو من عجزها عن اكمال مادة المقرر ، وقلت لها بذهول : اي امتحان ، فقالت الكيمياء ، سألتها بتحقيق واستنكار : هل هو غدا ، أم بعد غد ، قالت : في أي كوكب أنت ، الامتحان غدا ، ولحظة اكتشفت الزميلة اني أمر بأزمة أمرّ واخطر منها ، ارتاحت ، وتعاملت مع مشكلتها بشكل عادي دون توتر ، لقد اتصلت لتسألني حلولا لأزمتها ، وانهت المكالمة قبل ان تسمع حلولا ، من المؤكد انها لم تجد حلا ، ولكن مرور غيرها بأزمة أعمق جعلها تتصالح مع ما هي عليه، ولم يعد اكمال المادة امر مهم ، ما دام غيرها سيذهب للامتحان دون ان يقرأ كلمة واحدة :)


طبعا أنا سقت هذه الأمثلة لأبين شيئا هاما
ان مقارنة أنفسنا بالغير ، لن يجلب لنا حلولا ، بل سيجلب لنا تخديرا عن الشعور بمسؤولية التفكير الدقيق في مشاكلنا للخروج منها ، في الوقت الذي نحن فيه بحاجة الى استحضار كل امكانياتنا الفكرية والذهنية والعملية لمساعدة أنفسنا .
ان الاطلاع على مشاكل الغير في الوقت الذي نعاني فيه من أزمات لن يساعد الناس - أولا - ، لأننا مشغولين بمشاكلنا ، وشعورنا بأزماتهم لن يكون قويا ولا مجديا ، ولن يفعل لهم شيئا ، وعندما نريد الوقوف الى جانب الآخرين والشعور معهم يجب علينا ان نتحلى بالايثار ، وننسى أنفسنا لأجلهم ، فكم عدد البشر الذين يتحلّون بالايثار ويفكرون بمصائب غيرهم في الوقت الذي يمرّون فيه بأزمات شخصية مستعصية ؟ وهل من يكون عاجزا عن مساعدة نفسه ، قادر على مساعدة الآخرين ؟ حتى بكلمة ؟ أشك في ذلك ؟


ومن جانب آخر ، فمن الصحي نفسيا ان يعتبر الانسان نفسه - إن مرّ بأزمة ما - أنه " أتعس إنسان في الكون "
ليس هذا بالأمر الغريب ولا داعي لاستهجانه ، فهي طبيعتنا التي خلقنا عليها شئنا أم أبينا {إن الإنسان خلق هلوعا **


ان يعتبر الانسان نفسه تعيسا وكل من حوله أفضل منه حالا ، هو حيلة من الحيل النفسية العصبية التي تساعد الانسان على رفض ما يحصل معه حتى لا يصاب بالاحباط والانهيار امام الحقائق الدامغة

أن يشعر الشخص انه يمر بأمر استثنائي بينما من حوله يمرّون بأمور عادية ، يدفع العقل الباطن الى تصديق ان الاستثناءات والفرائد لا تدوم ، وانه لا شك سيتحسن أمره ليلحق بغالبية البشر ما دام واحدا منهم ، وهذا سيدفعه الى ايجابية التفكير للخروج من الأزمات بشكل أسرع

أما شعوره وإحضار تأكيدات له " أن هناك من يمر بظروف أصعب منه "
فإن هذا سيجعل ما يستقر بنفسيته انه من المنطق والمعقول جدا ان يصبح أسوأ حالا مما هو عليه الآن في أي لحظة ،
وهذا ما سيولّد شعورا بالخوف والاحباط والعجز عن اتخاذ حلول قد تكون ايجابية بسبب حالة الخوف الشديد من ان اي خطوة قد تؤدي لأن يصبح أسوأ حالا ، وهذا ما سيؤدي الى الاحجام والإخفاق المتكررين .

علينا ان نتوقف عن إدمان التفكير بمن حولنا وما يمرّون به ، والتوقف عن حقن أنفسنا بمخدرات التعاطف الكاذب مع الغير في عز مشاكلنا ، وان نكف عن ترديد عبارة " ما حدا مرتاح " ، و " كل واحد همّه على قدّه "
دعونا نكون صادقين مع أنفسنا فنحن لا نفكّر إلاّ ب ( همّنا ) الذي نشعر أنه أكبر من ( قدّنا )

لنتمكن من مساعدة أنفسنا أولا - ومن حولنا - ثانيا - :
فعندما نمرّ بأزمة صعبة : علينا الإعتراف بحقيقة آدميتنا واننا في هذه اللحظة نشعر أننا ( أتعس مخلوقات الكون )
و أن نعتبر أن الناس - على ما يرام - وأنه مهما كانت مشاكلهم ، فهي - ليست كمشكلتنا -
وان وضع الناس - طبيعي - ، ووضعنا - استثنائي -

ثم أوتوماتيكيا ، سيستقبل باطننا الأوامر بسرعة التفكير في التخلص من وضعنا ( الشاذ الاستثنائي ) الذي خلقته أزمتنا ، لنلحق بالبقية الطبيعين .... في أسرع وقت ممكن .

الغردينيا
22-12-2012, 05:46 PM
حياك الله أختي فاديا .. كلام منطقي الأزمات تفقدنا السيطرة على أعصابنا وتصرفاتنا
وفعلا نحتاج لمن يقف بجانبنا يمد يده للمساعدة ولتخفيف وطأة المصيبة علينا

نحتاج لصاحب الفكر العقلاني يحل الأزمة ولا يعقد الأمر بالمقارنات مقارنة ازماتنا بأزمات الآخرين وتثبيط العزائم للرضوخ للأزمة واعتبارها قدر أخف من قدر
لكن لايعني.ذلك
أن ننقم على الأخرين ونتصور أن ننا أتعس الناس وان مصيبتنا لم يصب بها إنسان قط وحتى أن راودنا هـذا الشعور بالطبع سيكون مؤقت لأن إيماننا بالله أكبرمن ذلك
نحتاج لمواجهة الأزمة بالعقلانية والهدوء
لحلها بأقل الخسائر لنلحق بركب الطبيعيين

فاديا
22-12-2012, 11:23 PM
أحسنت أختي الغردينيا فهم ممتاز للمقال و مشاركة موفقة
بالضبط ، هو شعور مؤقت ، وهو استجابة للطبيعة الانسانية التي ترى مشاكلها أصعب وتأثيرها أكبر
استفزاز لعقل الانسان لكي يتحمل المسؤولية ويبدأ البحث عن حلول

حافظ غندور
10-01-2013, 09:38 PM
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته

أختي فاديا .. بارك الله فيك على الطرح القيم .. فمواضيعك هادفة تلامس العقل مباشرة .. وتخرج مكنونات النفس التي نريد أن نخفيها ونتحاشى مواجهة أنفسنا بها

لكن عندي سؤال .. فقد أثار موضوعك عواصف حادة في ذهني جعلتني أتذكر كل المصاعب التي مررت بها أو على وجه الدقة اصعبها ..

سؤالي ألا يوجد حل ثالث للتخفيف من أثر المصاعب الا بالمقارنة ؟؟ أو بأسلوب أدق .. ألا يوجد طرح ثالث ما أن أكون أتعس الناس أو أنا خير من غيري ؟؟

وجزاك الله خيرا .. وأشكر سعة صدركم

الزمرد*
11-01-2013, 03:35 PM
اعتدنا ان نسمع النصيحة الذهبية عندما تتوالى علينا الأزمات والمصائب ، واحيانا اقولها لغيري ،- ولأنني احب الصدق والصراحة فأنا أقولها من باب الأدب واستذكار احوال غيرنا وازماتهم ، ومن منطلق التعود ايضا ، فهذا ما أسمعه من الناس ايضا عندما تحيط بي مشكلة :
" انظر الى مصائب غيرك ، لتعرف من هم أسوأ من حالك ، فترتاح ، وتهون عليك مصيبتك "

في الحقيقة ، وفي لحظة اعتراف خطيرة - لا اعتقد انها ستتكرر ثانية - أحببت أن أسجلها لتشهد عليّ ،
أحب ان أوضح مشاعري تجاه هذه النصيحة بأدق دقائقها

أشعر بغصة عميقة عندما أستمع الى هذه النصيحة خاصة ان كنت أمرّ بأزمة ما ، ، فيزداد همي هموما ، وكربي كروبا ؛

إذ كيف سأرتاح عندما أعرف هموم وعذابات غيري الدقيقة ؟
وكيف يا تُرى سأرتاح ، لمجرد أن غيري يمرّ بمصيبة قد تكون أسوأ مني ؟ هل تمكنت بمعرفتي تلك من حلّ عقدة واحدة من أزمتي المستعصية ؟ طبعا لا .
وهل من الصحيّ نفسيا للإنسان أن يدخل في تفاصيل مشاكل الغير ويقارنها بنفسه ليزداد توترا في الوقت الذي هو أحوج ما يكون الى السكون ليتمكن من التفكير فيما سيفعله بالمصيبة التي حلّت عليه؟

في الوقت الذي يعتقد فيه البعض ان كلامي - أناني - بالدرجة الاولى ومنحاز للنفس ، فأنا أرى انه ليس أيضا من الأصول ان نقارن مشاكلنا بالغير ثم نرتاح لأن غيرنا يمرّ بمصائب أسوأ منّا ، دون ان نفعل لهم أو لأنفسنا شيئا
إن هذا شعور ربما ينطوي على بعض الشماتة والتي طبعا تضيف بعض " الراحة " ، وهو أمر يدلّ على اهمية " النظرة الاجتماعية " لدينا ، وما ستعكسه مشكلتنا من تأثير على نظرة الغير لنا ، وعندما نجد من هو أسوأ منا ، نطمأن " فالموت مع الجماعة رحمة " كما يقال ، ونرتاح لأن هناك مشاكل عويصة لدى " الغير " الذين نحن مهتمون بنظرتهم لنا أثناء مرورنا بأزمة ما .

كلامي هذا مبني على الكثير من التجارب الشخصية وكذا شواهد اجتماعية ...

ربما كنت في السادسة عندما كانت شقيقتي الكبيرة بالنسبة لي طبعا في ذاك السن تقرأ في الجريدة اليومية ، ثم تقول لي انه وبناءا على تاريخ ميلادي ، فإن برجي هو " الثور " وطبعا رفضت هذه الحقيقة المؤسفة المزرية ، وخشيت ان يلتصق الثور باسمي مما سيعرضني للسخرية من قبل الآخرين ، وطلبت من والدي الاتصال ب ( مدير الأبراج ) لتغيير برجي ، وعندما ضحك من اقتراحي وضحك الجميع شعرت ان العالم يسخر مني ويستهينون مصيبتي فحزنت أكثر.. وبكيت بكاءا طويلا طويلا وانا اعترض على حقيقة" الثور " تلك التهمة الملازمة والملاصقة لي " دون ذنب " ... لم اتوقف عن البكاء الاّ عندما جاءت صديقتي " الحكيمة " لتلعب معي فتساءلت عن سبب احمرار عيوني وانتفاخ جفوني ..فقلت لها وكأنني أقدم لها نقطة ضعفي الخطيرة " برجي الثور :( " وكنت مستعدة لسيل من الضحكات والسخرية ، ولكنني لم أصدق نفسي عندما امسكت صديقتي بيدي وهمست كأنها تكشف بصعوبة عن جرح دامي : ما تزعلي نفسك ، " ماذا أفعل أنا ، برجي السرطان:marsa22: " ، وفي تلك اللحظة التي نطقت بها بهذه الجواهر ، شعرت ان حملا ثقيلا ينزاح عني وتصالحت على الفور مع نفسي ومع تاريخ ميلادي ونسيت الأمر وانطلقت للعب بسرور .


وفي الثانوية العامة ، اتصلت صديقتي وهي تبكي في التاسعة مساءا ليلة الامتحان وتشكو من عجزها عن اكمال مادة المقرر ، وقلت لها بذهول : اي امتحان ، فقالت الكيمياء ، سألتها بتحقيق واستنكار : هل هو غدا ، أم بعد غد ، قالت : في أي كوكب أنت ، الامتحان غدا ، ولحظة اكتشفت الزميلة اني أمر بأزمة أمرّ واخطر منها ، ارتاحت ، وتعاملت مع مشكلتها بشكل عادي دون توتر ، لقد اتصلت لتسألني حلولا لأزمتها ، وانهت المكالمة قبل ان تسمع حلولا ، من المؤكد انها لم تجد حلا ، ولكن مرور غيرها بأزمة أعمق جعلها تتصالح مع ما هي عليه، ولم يعد اكمال المادة امر مهم ، ما دام غيرها سيذهب للامتحان دون ان يقرأ كلمة واحدة :)


طبعا أنا سقت هذه الأمثلة لأبين شيئا هاما
ان مقارنة أنفسنا بالغير ، لن يجلب لنا حلولا ، بل سيجلب لنا تخديرا عن الشعور بمسؤولية التفكير الدقيق في مشاكلنا للخروج منها ، في الوقت الذي نحن فيه بحاجة الى استحضار كل امكانياتنا الفكرية والذهنية والعملية لمساعدة أنفسنا .
ان الاطلاع على مشاكل الغير في الوقت الذي نعاني فيه من أزمات لن يساعد الناس - أولا - ، لأننا مشغولين بمشاكلنا ، وشعورنا بأزماتهم لن يكون قويا ولا مجديا ، ولن يفعل لهم شيئا ، وعندما نريد الوقوف الى جانب الآخرين والشعور معهم يجب علينا ان نتحلى بالايثار ، وننسى أنفسنا لأجلهم ، فكم عدد البشر الذين يتحلّون بالايثار ويفكرون بمصائب غيرهم في الوقت الذي يمرّون فيه بأزمات شخصية مستعصية ؟ وهل من يكون عاجزا عن مساعدة نفسه ، قادر على مساعدة الآخرين ؟ حتى بكلمة ؟ أشك في ذلك ؟


ومن جانب آخر ، فمن الصحي نفسيا ان يعتبر الانسان نفسه - إن مرّ بأزمة ما - أنه " أتعس إنسان في الكون "
ليس هذا بالأمر الغريب ولا داعي لاستهجانه ، فهي طبيعتنا التي خلقنا عليها شئنا أم أبينا {إن الإنسان خلق هلوعا **


ان يعتبر الانسان نفسه تعيسا وكل من حوله أفضل منه حالا ، هو حيلة من الحيل النفسية العصبية التي تساعد الانسان على رفض ما يحصل معه حتى لا يصاب بالاحباط والانهيار امام الحقائق الدامغة

أن يشعر الشخص انه يمر بأمر استثنائي بينما من حوله يمرّون بأمور عادية ، يدفع العقل الباطن الى تصديق ان الاستثناءات والفرائد لا تدوم ، وانه لا شك سيتحسن أمره ليلحق بغالبية البشر ما دام واحدا منهم ، وهذا سيدفعه الى ايجابية التفكير للخروج من الأزمات بشكل أسرع

أما شعوره وإحضار تأكيدات له " أن هناك من يمر بظروف أصعب منه "
فإن هذا سيجعل ما يستقر بنفسيته انه من المنطق والمعقول جدا ان يصبح أسوأ حالا مما هو عليه الآن في أي لحظة ،
وهذا ما سيولّد شعورا بالخوف والاحباط والعجز عن اتخاذ حلول قد تكون ايجابية بسبب حالة الخوف الشديد من ان اي خطوة قد تؤدي لأن يصبح أسوأ حالا ، وهذا ما سيؤدي الى الاحجام والإخفاق المتكررين .

علينا ان نتوقف عن إدمان التفكير بمن حولنا وما يمرّون به ، والتوقف عن حقن أنفسنا بمخدرات التعاطف الكاذب مع الغير في عز مشاكلنا ، وان نكف عن ترديد عبارة " ما حدا مرتاح " ، و " كل واحد همّه على قدّه "
دعونا نكون صادقين مع أنفسنا فنحن لا نفكّر إلاّ ب ( همّنا ) الذي نشعر أنه أكبر من ( قدّنا )

لنتمكن من مساعدة أنفسنا أولا - ومن حولنا - ثانيا - :
فعندما نمرّ بأزمة صعبة : علينا الإعتراف بحقيقة آدميتنا واننا في هذه اللحظة نشعر أننا ( أتعس مخلوقات الكون )
و أن نعتبر أن الناس - على ما يرام - وأنه مهما كانت مشاكلهم ، فهي - ليست كمشكلتنا -
وان وضع الناس - طبيعي - ، ووضعنا - استثنائي -

ثم أوتوماتيكيا ، سيستقبل باطننا الأوامر بسرعة التفكير في التخلص من وضعنا ( الشاذ الاستثنائي ) الذي خلقته أزمتنا ، لنلحق بالبقية الطبيعين .... في أسرع وقت ممكن .



فاديا
جميل ان يعترف المرء حتى ولو مصارحة للنفس ودون ان يتعدى حدودها فمابلك ان تعدت ذلك
لكن طمنني خصيصا انك شفرتي انها لحظة خطيرة ولن تتكرر 2
يعني متاكدة :medfa3:ما في حد امامك للتدخل السريع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يعتقد البعض انها نصيحة من ذهب حتى تريحي تلك النفس الغارقة في دماء الازمات والكروبات
لكن في الحقيقة هي جرعة زائدة حتى تنهيك وتقضي عليك وتجيب قرارك
لا ارى كيف للعقل المسكين الذي لم يستوعب مشكلته اصلا ولم يجد لها تبويبا او فهرسا يتربها فيها حتى يشار له بالعقار الذي يزيد في تركيز الجرعة الاولى .
الانسان حين يمر بمشكل او مازق قد يتحمله فلان وينكره ويصدم به فلان اخر
لاننا لسنا متساويييييييين في قضية امتلاك الدروع لصد وحل كل المشاكل
يعني كل ينظر بزاويته والشخصية هنا تلعب دورا اساسيا في ذلك فهناك ناس حساسة اضعاف اضعاف ناس وهناك الاقوى وهناك الذي يتشرب الازمات ويرميها وراء ظهره وهناك من حبة يعمل قبة غصب عنه
وفي مثال الابراج دليل
ما له الثور يا فاديا ما عجبك انذاك لاني متاكدة انك حاليا تموتي فيه
لكن بمجرد ان سمعتي عن السرطان هديتي ولربما قلتي في نفسك ان الثور اهون من السرطان وصفاته اجمل
واحمدي ربك انك ما كنت تعرفني حينها فماذا لو انا مكان تلك الصديقة وقلت لك برجي الحوت اكنت ستغيرين وتمسحين دموعك اكيد كنت ستغرقين بدموعك

لان دائرة المعرفة انذاك كانت ضيقة لا غير واتسوتتسع مع عت كل معلومة جديدة هذا ونحن اطفال
نفس الشيء الكبير قد يتحمل البعض فقدان الاب ويتشجع لكن قد ينهار الاخر
على سبيل المثال
ابنة اخي حين وفاة ابي كادت ستجن لانها فقدت عزيز واخذت درس عن معنى الموت
لكن اليوم حينما نقول لها مات فلان ونتاثر بكل برود تقول لما عليكم مات ابي ومت كلالناس اليوم عادي عندي
صحيح انه من منطلق الصدمة لكن هذا ما استقر عليه العقل وقبل كي يهرب عن الازمة الحقيقية.
مانراه اليوم من حروب وثورات ودماء في القنوات هناك من يقابلها 24 سا .سا
لكن في الحقيق ةارى اننا نعاقب انفسنا لاننا اصلا نعاني نزيفا من الازمات والاهات ونزيد الطين بلة لم نساهم فيي مساعدتهم الا بالبكاء واختناق القلب يعني لم ننهض لا بهم ولا بنا بل خلقنا قلوب جديدة مريضة اساوا من التي تعاني الحروب فهم في حمام الدماء لن يكترثوا للحالة النفسية بل يبحثون عن الحلول ليخرجوا منها
ونحن بدل ان ناخذ جرعات ايماينة وتدابير للمساعدة الحقيقية تسمع عويل واللطم لذي تنفطر له النفوس كبارا او صغارا .


لذا ارى ان نداوي انفسنا كي نساعد غيرنا وانه لا مجال للمقارنة كل مصيبة عند صاحبها كاهلا ووزنا زائدا حتى وان لم تحس به انت.

ويبقى حين نكون في ازمة ونحاول ان نساعد الاخر الا بغرض واحد وهو في الاصل ان تجد حلا لنفسك وتلملم جراحك وتظهر القوة الكامنة التي فيك لغيرك حتى تنسيك اهاتك
واكتفي بهذا

فاديا
11-01-2013, 03:48 PM
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته

أختي فاديا .. بارك الله فيك على الطرح القيم .. فمواضيعك هادفة تلامس العقل مباشرة .. وتخرج مكنونات النفس التي نريد أن نخفيها ونتحاشى مواجهة أنفسنا بها

لكن عندي سؤال .. فقد أثار موضوعك عواصف حادة في ذهني جعلتني أتذكر كل المصاعب التي مررت بها أو على وجه الدقة اصعبها ..

سؤالي ألا يوجد حل ثالث للتخفيف من أثر المصاعب الا بالمقارنة ؟؟ أو بأسلوب أدق .. ألا يوجد طرح ثالث ما أن أكون أتعس الناس أو أنا خير من غيري ؟؟

وجزاك الله خيرا .. وأشكر سعة صدركم

اهلا بك أخي حافظ وشكرا على كلامك وسؤالك المهم

الطريقة هي ان نرقى الى مستوى المسؤولية في استيعاب الأزمات وتفنيدها والتفكير فيها ، لايجاد حلول لها ان امكن ، او التأقلم معها بشكل نستطيع فيه ان نستمر في الحياة والبقاء

وحتى نصل الى هذا المستوى كانت هذه الطريقة التي اسميها المراوغة والحيلة النفسية حتى نحمي اعصابنا ونوجهها الى شيء مفيد

اننا نحاول النهوض من خلال غرائز حب البقاء والاستمرارية والطموح الذي نحن مجبولين عليه

المقصود ان يشعر الانسان انه في وضع مؤقت مختلف ، وبالتالي سيفكر في تصحيحه او التعامل السليم معه ، بدل الاستسلام له

وعادة ما يفكر الانسان بالتخلص من الاوضاع المؤقتة انطلاقا من غريزة حب البقاء التي تدفع الانسان للتطور.

ولولا هذه الغريزة التي وضعها الله في البشر ، ما كان هناك الطموح ، ولا كان هذا التطور ولا كان هذا التقدم
فالانسان يسعى الى قهر مشاكله وعثراته على هذا الكوكب بسبب وجود غريزة فيه ، ولا ضرورة ان يرد في ذلك نص مكتوب ! فحياتنا الى الآن على كوكب الأرض شاهدة على ذلك .

وشعور الانسان حال وجوده في أزمة بأنه يمر بما لم يمر به احد ، هو استجابة لطبيعته التي خلق عليها ، وهو شعور مؤقت ، واستفزاز له لكي يفكر بالطريقة السليمة التي تحرره من القيود ،

وشعور الانسان انه ليس هناك اكبر من مصيبته ، سيحيله الى واقع ايمانه بأن الله هو الوحيد القادر على حل أزماته ، ففي هذا تعميق للإيمان أيضا ، وهو هذا أكثر ما يحتاجه الانسان الذي يمر بأزمة من الأزمات ، خاصة ان لم يتيسر له الحل واضطر الى التأقلم مع وضعه الجديد ، التفاؤل وحسن الايمان بأن خالقه الذي هو ارحم به ان لا بد سيجعل له مخرجا ، او يعوّضه بما هو خير

ان علينا ان نتحايل على انفسنا للوصول الى بعض المعتقدات الايمانية البحتة التي نعتبرها في البداية تقريرية.

فاديا
11-01-2013, 03:55 PM
فاديا
جميل ان يعترف المرء حتى ولو مصارحة للنفس ودون ان يتعدى حدودها فمابلك ان تعدت ذلك
لكن طمنني خصيصا انك شفرتي انها لحظة خطيرة ولن تتكرر 2
يعني متاكدة :medfa3:ما في حد امامك للتدخل السريع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يعتقد البعض انها نصيحة من ذهب حتى تريحي تلك النفس الغارقة في دماء الازمات والكروبات
لكن في الحقيقة هي جرعة زائدة حتى تنهيك وتقضي عليك وتجيب قرارك
لا ارى كيف للعقل المسكين الذي لم يستوعب مشكلته اصلا ولم يجد لها تبويبا او فهرسا يتربها فيها حتى يشار له بالعقار الذي يزيد في تركيز الجرعة الاولى .
الانسان حين يمر بمشكل او مازق قد يتحمله فلان وينكره ويصدم به فلان اخر
لاننا لسنا متساويييييييين في قضية امتلاك الدروع لصد وحل كل المشاكل
يعني كل ينظر بزاويته والشخصية هنا تلعب دورا اساسيا في ذلك فهناك ناس حساسة اضعاف اضعاف ناس وهناك الاقوى وهناك الذي يتشرب الازمات ويرميها وراء ظهره وهناك من حبة يعمل قبة غصب عنه
وفي مثال الابراج دليل
ما له الثور يا فاديا ما عجبك انذاك لاني متاكدة انك حاليا تموتي فيه
لكن بمجرد ان سمعتي عن السرطان هديتي ولربما قلتي في نفسك ان الثور اهون من السرطان وصفاته اجمل
واحمدي ربك انك ما كنت تعرفني حينها فماذا لو انا مكان تلك الصديقة وقلت لك برجي الحوت اكنت ستغيرين وتمسحين دموعك اكيد كنت ستغرقين بدموعك

لان دائرة المعرفة انذاك كانت ضيقة لا غير واتسوتتسع مع عت كل معلومة جديدة هذا ونحن اطفال
نفس الشيء الكبير قد يتحمل البعض فقدان الاب ويتشجع لكن قد ينهار الاخر
على سبيل المثال
ابنة اخي حين وفاة ابي كادت ستجن لانها فقدت عزيز واخذت درس عن معنى الموت
لكن اليوم حينما نقول لها مات فلان ونتاثر بكل برود تقول لما عليكم مات ابي ومت كلالناس اليوم عادي عندي
صحيح انه من منطلق الصدمة لكن هذا ما استقر عليه العقل وقبل كي يهرب عن الازمة الحقيقية.
مانراه اليوم من حروب وثورات ودماء في القنوات هناك من يقابلها 24 سا .سا
لكن في الحقيق ةارى اننا نعاقب انفسنا لاننا اصلا نعاني نزيفا من الازمات والاهات ونزيد الطين بلة لم نساهم فيي مساعدتهم الا بالبكاء واختناق القلب يعني لم ننهض لا بهم ولا بنا بل خلقنا قلوب جديدة مريضة اساوا من التي تعاني الحروب فهم في حمام الدماء لن يكترثوا للحالة النفسية بل يبحثون عن الحلول ليخرجوا منها
ونحن بدل ان ناخذ جرعات ايماينة وتدابير للمساعدة الحقيقية تسمع عويل واللطم لذي تنفطر له النفوس كبارا او صغارا .


لذا ارى ان نداوي انفسنا كي نساعد غيرنا وانه لا مجال للمقارنة كل مصيبة عند صاحبها كاهلا ووزنا زائدا حتى وان لم تحس به انت.

ويبقى حين نكون في ازمة ونحاول ان نساعد الاخر الا بغرض واحد وهو في الاصل ان تجد حلا لنفسك وتلملم جراحك وتظهر القوة الكامنة التي فيك لغيرك حتى تنسيك اهاتك
واكتفي بهذا


ما شاء الله عليك يا ضياء
كلام موزون ترجم كل شيء
جزاك الله خيرا وبارك فيك

ابدا لحظات الاعترافات غالبا ما تتكرر معي ، كوني دوما امامي :)

حافظ غندور
11-01-2013, 05:01 PM
ما شاء الله .. لا استطيع الا أن أشكر دقة عباراتك ..
وقراءتك الواقعية التي تنم عن دراسة واعية متعمقة للنفس البشرية ..

وعلى كل انا أسامحك في قولك ولا ضرورة ان يرد في ذلك نص مكتوب فما رددت الا لأستفز قدراتك ..

كما أحب أن أقرأ كلماتك وتحليلاتك ..

بارك الله فيك وفي قلمك .. وجعله ذخرا لك يوم لا ينفع مال ولا بنون

فاديا
11-01-2013, 06:53 PM
ما شاء الله .. لا استطيع الا أن أشكر دقة عباراتك ..
وقراءتك الواقعية التي تنم عن دراسة واعية متعمقة للنفس البشرية ..

وعلى كل انا أسامحك في قولك فما رددت الا لأستفز قدراتك ..

كما أحب أن أقرأ كلماتك وتحليلاتك ..

بارك الله فيك وفي قلمك .. وجعله ذخرا لك يوم لا ينفع مال ولا بنون

اهلا وسهلا بك وما يسعدني ان يقرأ لي من اهم اهل للغة والبيان وما شاء الله عليك مشاركاتك وكلامك دوما يختصر كل شيء
لا بد ان تعتاد على طريقتي في الكتابة اخي حافظ فرغم انني اركز مع من يتحدث معي ويسألني ولكن لا بد ان تفلت بعض الكلمات هنا او ....هناك

حياك الله وتسرني دوما اسئلتك القيمة ومتابعتك

يارب تفرج
05-04-2013, 12:48 AM
شكرا لك لقد حدث لي مثل ماحدث لك بما يخص الامتحان وايضا برجي
اسمه مو حلو يمكن الثور ومرات حالتي تصعب بس اشوف اني احسن من غيري
ومرات كل الناس ما ابتلاهم الله بمثل ما ابتلاني فيه وهذي الدنيا ماذا نفعل

أسامي عابرة
05-04-2013, 09:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً حبيبتي فاديا

طرح رائع ، في الواقع كان ينتابني نفس الشعور ثم جاءت فترة المراهقة و ما بعدها كنت أجيب بأنانية ( مالي والناس أنا أشعر بأن حالي لا مثيل له أو أنتم لا تعرفون حالي ) وهكذا ..

بينما الآن ولله الحمد أتعامل مع الأمور بتفاؤل رغم شدتها وأقنع نفسي أنه كلما أشتد بي الضيق والألم أقترب الفرج

ودائما أتذكر أبيات الشعر

ولرب نازلة يضيق لها الفتى درعاً ... وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما أستحكمت حلقاتها ... فرجت وكنت أضنها لا تفرج

وأفزع للصلاة والدعاء أثناء السجود

فاديا
23-04-2013, 04:31 AM
بارك الله فيكم اخواتي الفاضلات وحفظكم الله

مداخلات طيبة وكلام جميل

احمد الخير
09-07-2013, 07:04 AM
جزاك الله خير اللهم بلغنا رمضان

فاديا
10-07-2013, 08:40 AM
شكرا على مرورك أخي الكريم احمد الخير

احمد الخير
10-07-2013, 02:36 PM
جزاك الله خير وجعلكم الله من صوام هذا الشهر وقوامه وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات