المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع العيد ..


أمة الله مسلمة
16-08-2012, 03:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



وقفات مع العيد


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد:

للعيدُ أيامٌ تعودُ في ذاتِ الزمانِ منْ كلِّ عامٍ وسنة، وهي في ديننا مقصورةٌ على الفطرِ والأضحى كعيدينِ سنويينِ، وعلى الجمعةِ عيدنا الأسبوعي العظيم.

ومن لوازمِ العيدِ ومقتضياته الفرحُ والاجتماعُ والزينةُ والتلذذُ بالمطاعمِ والمشاربِ والتوسعةُ على الأهلِ والجيرانِ والشعوب، ومنْ سماتِ العيدِ سموُ النفوسِ وتكاتفُ المحسنين على إخفاءِ معالمِ الفقرِ والبؤسِ في هذه الأيامِ السعيدةِ بإغناءِ المحتاجين وإزالةِ عوزهم حتى لا يتخلفوا عنْ جماعةِ النَّاسِ، ولا تفوتُهم مباهجُ العيدِ ومسراتُه في صورةٍ مثاليةٍ منْ المسؤوليةِ الاجتماعية.

وحتى تكتمل الفرحة بهذا العيد، يلزم المسلم الإلتزام ببعض الآداب والأحكام الشرعية حتى يكون فعله متوافق مع الشرع الحكيم، ومن هذه الآداب والأحكام:



أولاً: الاستعداد لصلاة العيد بالاغتسال ولبس أجمل الثياب:
أخرج مالك في موطئه وغيره عن نافع:
"أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى"
[موطأ مالك: 2/53].


قال ابن القيم:
(ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه) .
أ.هـ [زاد المعاد: 1/442].


وثبت عنه أيضاً لبس أحسن الثياب للعيدين. قال ابن حجر:
(روى ابن أبي الدنيا والبهيقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين)
.أ.هـ [فتح الباري: 2/51].


وبهذين الأثرين وغيرهما أخذ كثير من أهل العلم استحباب الاغتسال والتجمل للعيدين.




ثانياً: يُسَنُّ قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطرأن يأكل تمرات وتراً:
يُسنّ قبل الخروج لصلاة عيد الفطر أن يأكل المسلم تمرات يكون عددها وترا، كـأن تكون: ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك، يقطعها على وتر؛ لحديث أنس قال:
"كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً"
[أخرجه البخاري في صحيحه: 4/100] .



ثالثاً: يسن التكبير والجهر به -ويُسر به النساء- يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلي:
لحديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-:
"أن رسول الله كان يكبر يوم الفطر من حيث يخرج من بيته حتى يأتي المصلى"
[أخرجه البيهقي في سننه:3/279 ].




رابعاً: يسن أن يخرج إلى الصلاة ماشياً:
لحديث علي قال:
"من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً"
[سبل السلام:2/490].



خامساً: يسن إذا ذهب إلى الصلاة من طريق أن يرجع من طريق آخر:
لحديث جابر قال:
"كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق"
[أخرجه البخاري في صحيحه: 4/153].



سادساً: تشرع صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفعاها بلا أذان ولا إقامة:
وهي ركعتان يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات. ويسن أن يقرأ الإمام فيهما جهراً سورة (الأعلى) و (الغاشية)، أو سورة (ق) و (القمر). وتكون الخطبة بعد الصلاة، ويتأكد خروج النساء إليها، ومن الأدلة على ذلك:

1 - عن عائشة -رضي الله عنها-:
"أن رسول الله كان يكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً"
[أخرجه أبو داود في سننه: 4/50].


2 - وعن النعمان بن بشير:
"أن رسول الله كان يقرأ في العيدين بـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى:1]، و (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) [الغاشية:1] "
[أخرجه أبو داود في سننه:4/14].


3 - وعن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي:
" ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) [ق:1]، (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر:1]"
[ أخرجه مسلم في صحيحه:5/467 ].


4 - وعن أم عطية -رضي الله عنها- قالت:
"أُمرنا أن نَخرج، فنُخرج الحُيَّض والعواتق وذوات الخدور -أي المرأة التي لم تتزوج-؛ فأما الحُيَّض؛ فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم)
[أخرجه البخاري: 4/145].


5 - وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
"شهدت صلاة الفطر مع نبي الله وأبي بكر وعمر عثمان، فكلهم يصليها قبل الخطبة"
[أخرجه مسلم في صحيحه:5/449].


6 - وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-:
"أن رسول الله صلّى العيد بلا أذان ولا إقامة"
[أخرجه أبو داود في سننه:4/47].



سابعاً: إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة؛ فمن صلّى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة:
لحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله قال: "اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إن شاء الله"
[أخرجه ابن ماجة في سننه:4/267].



ثامناً: من فاتته صلاة العيد مع المسلمين يشرع له قضاؤها على صفتها:
وإذا لم يعلم الناس بيوم العيد إلا بعد الزوال صلوها جميعاً من الغد؛ لحديث أبي عمير ابن أنس -رحمه الله- عن عمومة له من أصحاب النبي:
"أن ركباً جاءوا إلى النبي يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس؛ فأمرهم النبي أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم"
[أخرجه أبو داود في سننه: 4/64].



تاسعاً: المعايدة يوم العيد:
لا بأس بالمعايدة يوم العيد، وذلك بأن يقول: (تقبل الله منا ومنكم)؛
فعن خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ:
لَقِيتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ فِى يَوْمِ عِيدٍ؛ فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ؛ فَقَالَ: نَعَمْ، تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ، قَالَ وَاثِلَةُ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عِيدٍ؛ فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ؛ فَقَالَ: "نَعَمْ، تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ"
[أخرجه البيهقي في سننه: 2/305].


وعن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال:
"كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيدين: تقبل الله منا ومنك يا امير المؤمنين؛ فيرد علينا ولا ينكر ذلك علينا"
[أخرجه البيهقي في سننه: 3/319].


قال ابن التركماني: (في هذا الباب حديث جيد وهو حديث محمد من زياد قال:
"كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي؛ فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك".
قال أحمد بن حنبل: إسناده جيد)
.أ.هـ [الجوهر النقي، لابن التركماني: 3/320].




عاشراً: يوم العيد يوم فرح وسعة:
فعن أنس قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله:
"إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى، ويوم الفطر"
[أخرجه أبو داود في سننه:4/29].



الحادي عشر: احذر أخي المسلم من الوقوع في المخالفات الشرعية:
يجب على المسلم الحذر يوم العيد من الوقوع في المخالفات الشرعية، والتي يقع فيها –مع الأسف- بعض الناس من أخذ الزينة المحرمة كالإسبال، وحلق اللحية، والاحتفال المحرم من سماع الغناء، والنظر المحرم، وتبرج النساء واختلاطهن بالرجال. واحذر أيها الأب الغيور من الذهاب بأسرتك إلى الملاهي المختلطة، والشواطئ والمنتزهات التي تظهر فيها المنكرات.

نسأل الله رب العرش العظيم أن يتقبل منا أعمالنا وأعمالكم، وأن يجعل أيامنا كلها أعياد، وكل عام وأنتم بخير.

موقع مؤسسسة الدعوة الخيرية

تعبانة من الغربة
16-08-2012, 09:42 PM
بارك الله بك اختي المسلمة
واسعدك بالدنيا والاخرة
وجزاك الله كل خير

أسامي عابرة
17-08-2012, 02:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الكريمة أمة الله المسلمة

أحسنتِ أحسن الله إليكِ

موضوع رائــــــــــــع سلمتِ وسلمت يمناكِ نفع الله به ونفعكِ وزادكِ من فضله وعلمه وكرمه

مبارك عليكِ العيد

في رعاية الله وحفظه

أمة الله مسلمة
17-08-2012, 10:32 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

الله يبارك فيك
تقبل الله منا و منكم صالح العمل
و كل عام و أنتم بألف خير


جزاك الله خيرا

لحن الحياه
18-08-2012, 01:23 AM
بروكك فيكك واسعد الرحممن

أمة الله مسلمة
30-08-2012, 11:57 PM
أسعدك الله في الدارين
جزاك الله خيــــــــــرا

غلاالروح
30-03-2013, 02:11 PM
بارك الله بك اختي المسلمة
واسعدك بالدنيا والاخرة
وجزاك الله كل خير

أمة الله مسلمة
23-05-2013, 07:37 PM
جزاكم الله خيرا

د.عبدالله
09-06-2013, 08:24 AM
ما شاء الله ، موضوع جيد وهام ومفيد جدا ، نفع الله بكم وجزاكم الله خير