رأي الشرع في المتخاصمين في رمضان

[ام زيد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركات : أنا أعاني من مشكلة تحيرني وتجعلني في هم وغم
هل ستقبل صلاتي قيامي صيامي؟
يوجد عندي إنسانة دائمة المشاكل لأسباب تافهه واكثر من تافهه حيث انني اخذ لطرفي وأقول لا يجوز الخصام لأكثر من 3ايام وكل مرة أنا المبادرة في المصالحة والتسامح مما جعل هذه الانسانة تطمع فيي وتحول ان تفتعل المشاكل حتا اصالحها واليوم نحن في رمضان وأخاف ان لايقبل صيامي ولا يغفر لي فهل علي شي اذا لم اصالحها
فانا اقول ان الاسلام جعل المسلم عزيزا لا يذل ولايقبل لي ان اذل نفسي اكثر من ذلك فانا اكثر من 10 مرات أنا المبادرة وهي من تكون سبب المشاكل فهل علي شي أرجوكم أخاف ان يذهب رمضان وعملي غير مقبول عند الله تعالي أفيدوني جزاكم الله خيرا ً.

[فاديا]

من غير المنطقي ان يتوجه الانسان دوما بالاعتذار مخطئا ام غير مخطئ
إن هذا ينمي عند الطرف الآخر انه مصيب سواء أخطأ أم لم يخطئ
اننا نقلب معادلة الحياة ان كنا سنتساهل مع كل من أخطأوا على حسابنا
وبتصرفنا هذا وتسامحنا اللامنطقي ( رغم ما نعانيه من ضيق )، نؤكد هذا التصرف الذي يزعجنا عند الطرف الآخر ويصبح جزء لا يتجزأ من شخصيته وتعامله معنا

التسامح هو ان نشعر ونثق ونتحقق من أننا لم نخطئ بحق أحد
ثم نترك الناس في حالهم دون ان نجبرهم على الدخول تحت مظلة التسامح
نترك القرار لهم بما انهم اتخذوا قرارا ان يضابقونا باستمرار

سؤال :
كيف نجعل الآخرين يشعرون بخطئهم ؟

الجواب : عندما نترك لهم مساحة يراجعون فيها أنفسهم فيتغيرون أو لا يتغيرون

ما دام الأمر تكرر أكثر من مرة واصبح شبه عادة ، إذن صديقتك هذه لم تجلس بعد في مساحة مراجعة النفس واسترجاع الأخطاء بحق الآخرين ، أنت لم تعطها هذا المجال ، ما دمت تصرين على استبقائها قريبة منك حتى لو على حساب نفسك

اقتراحي لك:
ابتعدي عنها فترة من الوقت دون اتصال .

هناك مقولة قديمة مفادها ان اترك الطير دون ان تجبره على البقاء في القفص ، فإن عاد لك فهو لك من البداية وان لم يعد فهو لم يكن لك يوما ما

[ام زيد]

جزاكي الله عنا الف خير لكن اريد ان أوضح لك شيئا هو انني عندما اعتذر لها مع انها هي المخطية دائماً فقط لاتقي شرها لانها حتا ولو لم تكلميها تبقي تستفزني بتصرفاتها السيئة والجارحة فهي لا تتركني في حالي بل تحاول بكل الطرق ان تستفزني وانا في النهاية اذهب واعتذر لها فقط لاتقي شرها كما قلت لك أأسف ع الإطالة لكن من حديثك آرا والعلم عند الله انه ليس علي إثم في هذا الشهر الفضيل من مقاطعتها وهجرها وجزاكي الله الف خير وجعلك من عتقايه من النار في العشر الأواخر من رمضان .

[أسامي عابرة]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أختي الحبيبة أم زيد والشكر موصول للأخت الحبيبة فاديا على مداخلتها القيمة

لا ينبغي الإعتذار لها لأن ذلك يزيد من تمردها والتمادي في خطأها ولكن يجب تأذيبها كما جاء في الحديث الشريف
قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: "الصيامُ جُنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ ولا يصخبْ ولا يجهلْ، فإن شاتمه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني صائمٌ (مرتين)"

هذا تدريب للمسلم ليُوطِّن في نفسه مكارم الأخلاق ويُخلِّصها من الشرور لأنه يأمر الصائم بأن لا يسيء إلى أحد بقول فاحش أو الصراخ أو التسفيه أو الغضب أو المخاصمة
حتى وإن تعرَّض لمثل ذلك، وأن عليه أن يرد على ما يؤذيه من الغير بقول عبارة واحدة فقط هي: "إني صائم". ويقولها مرتين؛ المرة الأولى لإطفاء غيظه وتأديب نفسه، والثانية تأديباً لمن تجاوز حرمة رمضان فيه فشاتمه أو سابَّه؛ فيكون ذلك من باب تربية الغير بالقدوة الحسنة وعدم رد السوء بمثله.

هذا رأيي والله أعلم أستناد للحديث الشريف

وفقكِ الله وسددكِ

[ام زيد]

جزاك خيراً على هذه المداخلة الطيبة وجعلنا وإياكي من عتقاءه من النار في هذا الشهر الفضيل .

[أسامي عابرة]

وإياكِ .. اللهم آمين .. بارك الله فيكٍ وأثابكِ وثبتكِ على الحق