المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &(( قصة وعبرة ... سلمان.. ابن الإسلام))&


د.عبدالله
09-06-2006, 05:34 PM
بطل قصة اليوم يعرف بسلمان الخير، وسئل عن نسبه فقال: أنا سلمان بن الإسلام، أصله من فارس، وشهرته سلمان الفارسي، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان سلمان ببلاد فارس مجوسياً سادنا للنار، ويحدثنا ابن عباس رضي الله عنهما عن سبب إسلامه فيقول: حدثني سلمان قال: كنت رجلاً من أهل فارس من أصبهان، ابن رجل من دهاقينها، وكنت أحب الخلق إليه، فأجلسني في البيت كالجواري، فاجتهدت في المجوسية، فكنت في النار التي توقد فلا تخبو، كان أبي صاحب ضيعة، فقال لي يوماً: يا بني، قد شغلني ما ترى فانطلق إلى الضيعة، ولا تحتبس فتشغلني عن كل ضيعة بهمّي بك، فخرجت لذلك فمررت بكنيسة النصارى وهم يصلون، فملت إليهم وأعجبني أمرهم، وقلت هذا والله خير من ديننا، فأقمت عندهم حتى غابت الشمس، فاستبطأني وبعث رسلاً في طلبي، وقد قلت للنصارى حين أعجبني أمرهم: أين أصل الدين؟ قالوا: بالشام.

فرجعت إلى والدي، فقال: يا بني، قد بعثت إليك رسلاً، فقلت: مررت بقوم يصلون في كنيسة، فأعجبني ما رأيت من أمرهم، وعلمت أن دينهم خير من ديننا، فقال: يا بني، دينك ودين آبائك خير من دينهم، فقلت: كلا والله، فخافني وقيدني !

سياحة في الأرض:



فبعثت إلى النصارى وأعلمتهم ما وافقني من أمرهم، وسألتهم إعلامي من يريد الشام، ففعلوا، فألقيت الحديد من رجلي، وخرجت معهم، حتى أتيت الشام، فسألتهم عن عالمهم، فقالوا: الأسقف، فأتيته، فأخبرته، وقلت: أكون معك أخدمك وأصلي معك؟ قال: أقم. فمكثت مع رجل سوء في دينه، كان يأمرهم بالصدقة، فإذا أعطوه شيئاً أمسكه لنفسه، حتى جمع سبع قلال مملوءة ذهباً وورِقاً، فتوفي، فأخبرتهم بخبره ودللتهم على ماله فصلبوه، وأحلوا مكانه رجلاً فاضلاً في دينه زاهداً، فألقى الله حبه في قلبي، حتى حضرته الوفاة، فقلت: أوصني، فذكر رجلاً بالموصل، وكنا على أمر واحد حتى هلك. فأتيت الموصل فلقيت الرجل فأخبرته بخبري، وأن فلاناً أمرني بإتيانك، فقال: أقم، حتى حضرته الوفاة، فقلت له: أوصني، فقال: ما أعرف أحداً على ما نحن عليه إلا رجلاً بعمّورية. فأتيته بعمورية، فأخبرته بخبري، فأمرني بالمقام، واتخذت غنيمة وبقيرات، فحضرته الوفاة فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: لا أعلم أحداً اليوم على مثل ما كنا عليه، ولكن قد أظلك نبي يبعث بدين إبراهيم الحنيفية، مهاجرُه بأرض ذات نخل، وبه آيات وعلامات لا تخفى، بين منكبيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت فتخلص إليه، فتوفي.

فمر بي ركب من العرب، فقلت: أصحبكم وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه، وتحملوني إلى بلادكم؟ فحملوني إلى وادي القرى، فباعوني من رجل من اليهود، فرأيت النخل، فعلمت أنه البلد الذي وصف لي، فأقمت عند الذي اشتراني، وقدم عليه رجل من بني قريظة فاشتراني منه، وقدم بي المدينة، فعرفتها بصفتها، فأقمت معه أعمر في نخله، وبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم، وغفلت عن ذلك حتى قدم المدينة، فنزل في بني عمرو بن عوف، فإني لفي رأس نخلة إذ أقبل ابن عم لصاحبي، فقال: أي فلان، قاتل الله بني قيلة، مررت بهم آنفاً وهم مجتمعون على رجل قدم عليهم من مكة، يزعم أنه نبي، فرجفت بي النخلة، حتى كدت أن أسقط، ونزلت سريعاً، فقلت: ما هذا الخبر؟ فلكمني صاحبي لكمة، وقال: وما أنت وذاك؟ أقبل على شأنك، فأقبلت على عملي حتى أمسيت، فجمعت شيئاً فأتيته به، وهو بقباء عند أصحابه، فقلت: اجتمع عندي، أردت أن أتصدق به، فبلغني أنك رجل صالح، ومعك رجال من أصحابك ذوو حاجة، فرأيتكم أحق به، فوضعته بين يديه، فكف يديه، وقال لأصحابه كلوا، فأكلوا، فقلت: هذه واحدة لا يأكل الصدقة - ورجعت. فجمعت شيئاً فأتيته به، فقلت: أحببت كرامتك فأهديت لك هدية، وليست بصدقة، فمد يده فأكل، وأكل أصحابه، فقلت: هاتان اثنتان، ورجعت.

خاتم النبوة



فأتيته وقد تبع جنازة في بقيع الغرقد، وحوله أصحابه، فسلمت، وتحولت أنظر إلى الخاتم في ظهره، فعلم ما أردت، فألقى رداءه، فرأيت الخاتم، فقبلته، وبكيت، فأجلسني بين يديه، فحدثته بشأني كله كما حدثتك يا ابن عباس، فأعجبه ذلك، وأحب أن يسمعه أصحابه، ففاتني معه بدر وأحد، فقال لي: كاتب يا سلمان عن نفسك - يكتب عقدا لفك الرق عنه - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أعينوا أخاكم بالنخل” فأعانوني بالخمس والعشر، حتى اجتمعت لي. وأول مَشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، ولم يتخلف عن مشهد بعد الخندق، وهو الذي أشار على رسول الله بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب، فلما أمر رسول الله بحفره احتجّ المهاجرون والأنصار في سلمان، وكان رجلاً قوياً، فقال المهاجرون: سلمان منا، وقال الأنصار: سلمان منا! ولا غرو، فهو المحب لله، العاشق للحق والمجاهد في سبيله. ومن حكمته ما رواه البخاري قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة مهملة ملابسها - فقال لها ما شأنك؟ قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال: كل فإني صائم، قال ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال نم، فنام، فلما كان آخر الليل قال سلمان قم الآن، قال فصليا فقال له سلمان “إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه” فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدق سلمان).

منقـــول ...

( أم عبد الرحمن )
15-06-2006, 10:13 AM
جزاكم الله خيرا أخى الكريم ( عبد الله بن كرم ) على النقل الموفق ... جعله الله فى ميزان حسناتك ..

ابن حزم
15-06-2006, 12:34 PM
بارك الله فيكم وعليكم ونفع بكم ، أخونا ومشرفنا الحبيب عبد الله بن كرم

د.عبدالله
16-06-2006, 04:07 PM
وفيكم بارك وجزاكم الله خيرا .. واشكر لكم مروركم الطيب والكريم .. وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه .. اللَّهم آمين .

أبو فهد
27-06-2006, 04:01 PM
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... معالج متمرس...