المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &&(( التعامل الأمثل مع القرآن الكريم ))&&


د.عبدالله
30-05-2006, 02:14 PM
د. محمد عبد اللطيف عبد العاطي *

قراءة القليل من القرآن الكريم مع التدبر أفضل من قراءة الكثير منه من دون تدبر ؛ فقد قال الله عز وجل: “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ” ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث قال: “لا، ومن وجد منكم نشاطا فليجعله في حسن تلاوتها” فدل صلى الله عليه وسلم على حسن التلاوة ؛ لأن القرآن موعظة الله، وهو تعالى يحب أن تعقل مواعظه ونصائحه ولطائفه.

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع”، وقال أيضا: “لا تنثروه نثر الرمل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب ولا يكن هَم أحدكم آخر السورة”.

وعن يحيى بن سعيد قال: “كنت أنا ومحمد بن يحيى بن حبان جالسين، فدعا محمد رجلا، فقال: أخبرني بالذي سمعت من أبيك، فقال الرجل: أخبرني أبي أنه أتى زيد بن ثابت رضي الله عنه فقال له: كيف ترى في قراءة القرآن في سبع؟ فقال زيد: حسن، ولأن أقرأه في نصف أو عشر أحب إليَّ، وسلني لم ذاك؟ قال: فإني أسألك. قال زيد: لكي أتدبره وأقف عليه”.

وعن أبي حمزة قال: “قلت لابن عباس رضي الله عنهما: أقرأ القرآن في كل ليلة وأكثر ظني أني قلت مرتين؟ فقال: لأن أقرأ سورة واحدة أحب إليَّ، فإن كنت لابد فاعلا فاقرأ ما تسمعه أذناك ويفقهه قلبك”.

وسئل مجاهد عن رجلين قرأ أحدهما البقرة، وقرأ الآخر البقرة وآل عمران، فكان ركوعهما وسجودهما واحدا وجلوسهما سواء أيهما أفضل؟ فقال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ “وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً”.

ومع التدبر وبعده يأتي الاتباع والعمل بمقتضى المقروء لأن الله عز وجل يقول: “وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”، ويقول: “إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”، فالمطلوب من الناس أن يعقلوا ما بلغه الرسل من وحي الله تعالى، والعقل يتضمن العلم والعمل، فمن عرف الخير والشر فلم يتبع الخير ويحذر الشر لم يكن عاقلا.

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون”.

ويقول الفضيل بن عياض: “إنما نزل القرآن ليعمل به، فاتخذ الناس قراءته عملا. قيل: كيف العمل به؟ قال: أي ليحلوا حلاله، ويحرموا حرامه، ويأتمروا بأوامره، وينتهوا عن نواهيه، ويقفوا عند عجائبه”.

وقرأ الحسن قول الله تعالى: “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ” فقال: وما تدبر آياته إلا اتباعه، أما والله ما هذا بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى أن أحدهم ليقول: إني لأقرأ القرآن فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله، فما يرى له القرآن في خلق ولا عمل”.

ولهذا قيل: “اقرأ القرآن ما نهاك عن المعصية، وأمرك بالطاعة”، أي ما دمت مؤتمرا بأمره منتهيا بنهيه وزجره، إذ من لم ينته بنهيه وينزجر بزجره فقد جعله وراء ظهره، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، ومن جعله إمامه قاده إلى الجنة.

من هنا كان تعلم آيات القرآن والعمل بها ديدنا للجيل الذي رباه الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن، يقول أبو عبد الرحمن السلمي: “حدثنا الذين كانوا يقرؤون القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا”.

ولهذا توثقت علاقة هذا الجيل بالقرآن الكريم، فرأيناهم يتناوبون النزول على الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يفوتهم شيء منه.

أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك”.

وكان ارتباطهم بالقرآن الكريم يفوق ارتباطهم بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن علاقتهم ما توثقت به صلى الله عليه وسلم إلا بسبب هذا القرآن الذي سلموا تسليما تاما بأنه وحي السماء الذي شرف صلى الله عليه وسلم به كما شرفوا هم به أيضا، قال تعالى: “وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ”.

ولهذا لم ترفأ لهم دمعة، ولم يهنأ لهم عيش بعده صلى الله عليه وسلم، وكان حزنهم لموته صلى الله عليه وسلم يفوق الوصف، لكن حزنهم الأشد وحسرتهم الأعظم كانت بسبب انقطاع هذا الوحي الذي تعلقت به قلوبهم، واشرأبَّت إليه على الدوام أعناقهم.

أخرج مسلم وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما أبكي ألا أكون أعلم إن ما عند الله خير لرسوله (صلى الله عليه وسلم) ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها”.

منقول :

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .

( أم عبد الرحمن )
30-05-2006, 07:26 PM
أخونا الكريم ( عبدالله بن كرم ) بارك الله فيك على النقل الموفق الرائع ...
وهل هناك أعذب وأروع حديث من القرآن الكريم !!
جعلنا الله واياكم ممن يحل حلاله ويحرم حرامه ...
جزاكم الله خيرا وجعل الله كل ماتكتب فى ميزان حسناتك ...
والسلام عليكم ...

ابو نايف
31-05-2006, 05:30 AM
الأخ الفاضل عبدالله بن كرم
جزاك الله خير على طرحك المبارك ونفع بك الاسلام المسلمين
وتقبل فائق التحيه
أخوكم

د.عبدالله
31-05-2006, 11:31 AM
جزاكم الله خير .. وبارك الله فيكم .. واشكر لكم مروركم الطيب والكريم .. لا حرمكم الله الأجر والثواب .. ولا حرمنا الله من وجودكم .. اللَّهم آمين . مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية .

ابن حزم
27-06-2006, 12:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخونا الحبيب ومشرفنا القدير$$ عبد الله بن كرم $$ بارك الله فيكم وعليكم وزادكم من

فضله وكرمه ومنه علما" وخلقا" ورزقا"

أخوكم المحب في الله

ابن حزم الظاهري

أبو فهد
27-06-2006, 03:23 PM
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... معالج متمرس...