من جالس جانس، والصاحب ساحب [الأرشيف]

أسامي عابرة

14-06-2012, 11:21 PM

من جالس جانس، والصاحب ساحب

إذا كانت إضافة المنكَّر إلى المعرّف تكسبه تعريفا، وإضافة المذكر إلى المؤنث تكسبه تأنيثا، فاحرص على صحبة العلماء ومجاورة الفضلاء ومرافقة الصلحاء، وإياك أن تضيف نفسك إلى قرين سوء فيكسبك السوء، وقد أحسن شرف الدين المحلي حيث قال:
عَلَيْكَ بأَرْبَابِ الصُّدورِ فَمَنْ غَـدَا مُضافا لأربابِ الصدور تَصدَّرَا
وإيَّاك أنْ تَرْضَى بِصُحبةِ نَاقصٍ فتَنْحَطّ قَدْرا مِنْ عُلاكَ وتحْقَــرَا
فرَفْعُ أبُو مَنْ ثُمَّ خَفْضُ مُزَمِّلٍ يُحَقِّقُ قـَوْلي مُغْرِيًا ومُـحَــذِّرَا
قوله: «فرفع أبو من» أشار به إلى نحو: علمت زيدا أبو مَنْ هو، فـ «أبو» لولا إضافته إلى «من» الاستفهامية التي لها صدر الكلام لكان منصوبا على أنه مفعول به ثان لـ «علمت»، ولكنه لما أضيفت إلى ما له صدر الكلام استحق هو الصدارة، وصار مبتدأ وعلق العامل فيه عن العمل لفظا.
وقوله: «ثم خفض مزمل» يشير به إلى قول امرىء القيس:
كأنَّ ثَبِيرًا في عَرَانِِينِِ وبْلِهِ كبيرُ أناسٍ في بِجَادٍ مُزَمّلِ
فمزمّل كان حقّه أن يكون مرفوعا لأنه صفة لمرفوع وهو «كبير أناس» ولكنه خفض بسبب مجاورة مجرور.

[«شرح نظم عبيد ربه في النحو»: (70)]

فاديا

15-06-2012, 09:50 PM

هذا صحيح ، فالصديق يلمس اوتارا حساسة في النفس الباطنية ويدخل ويتخلل في جليسه فيغيّر أشياءا كثيرة ، تصرفا ، او فكرا ،
فهو يترك بذرة شك في النفس ، لا يزال العقل الباطن يعمل عليها حتى يعتمدها ثم يدمنها
وكل هذا يتم تلقائيا دون ان يبذل الشخص مجهودا

عزيزتي ام سلمى اضيف اليك هذه الملاحظة حول هذه العبارة التي جاءت في النص القيّم أعلاه ... للفائدة :

( ، وإضافة المذكر إلى المؤنث تكسبه تأنيثا )

اعتقد ان التعبير غير صحيح لا يمكن نحويا ولغويا اضافة المذكر الى المؤنث ليكتسب تأنيثا او العكس ،
واستعمال كلمة ( احلال ) مناسبة اكثر من ( اضافة )
فما يكسب التذكير هو تحوير وتغيير الأفعال واستبدال تراكيب بأخرى ، وما يكسب التأنيث ايضا كذلك
فما يقصده الكاتب هو احلال المذكر محلّ المؤنث او المؤنث محل المذكر ، نسبة الى المفهوم العام لجوّ النص

ومن ناحية أخرى ولإضافة بعض المعلومات المتعلقة

فإن هناك في النحو ما يسمى تذكير المؤنث وتأنيث المذكّر

وفي اعجاز القرآن الكريم هناك استخدام عديد لبيان عظمة المعاني

" وأحيينا به بلدة ميتاً " . بدل ميتة لأنه حمله على المكان، والمكان مذكر

وقال جل ثناؤه: " السماء منفطر به " ،
فذكر السماء وهي مؤنثة لأنه حمل الكلام على السقف وما يعلوك وتستظل به والمعنى مذكر

كما تأتي هذه في اكثر انواع بحور الشعر لتضبط البحر
وتحمّل على معانيها

مثلا :

فكان مجنى دون ما كنت أتقي = ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
( ولأنه يقصد بالشخوص (نساء ) فقد أنّث كلمة شخص باستخدام العدد المخالف للمعدود فاعتبر كلمة : شخوص هنا مؤنث وخالفه بالعدد ( ثلاث ) والذي من المفترض ان يخالف المذكر(كلمة : شخص) فيكون (ثلاثة) )

يا أيها الراكب المزجي مطيته = سائل بني أسد ما هذه الصوت
( ولأن المقصود بالصوت هو : الجلبة والضوضاء والفوضى فقد أنّث ( الصوت ) باستخدام اسم الاشارة : هذه بدل هذا )

ما عندنا إلا ثلاثة أنفس = مثل النجوم تلألأت في الحندس
( النفس مؤنث نقول هذه النفس وكان المفترض ان يخالف العدد ثلاثة المعدود فيكون مذكرا : ثلاث ، ولكن لما كان المعنى يعود على كلمة انسان او شخص ، فقد تم تعديل المؤنث الى مذكر ومخالفته المعدود بكلمة : ثلاثة )

كما ويأتي هذا الاستعمال ايضا بشكل اكبر في جموع التكسير
فالمفرد مذكر والجمع مؤنث
نقول هذا بلد .................. هذه بلاد
هذا قلم ......................وهذه اقلام
هذا درج............وهذه ادراج

وعليه فالأصح ان نقول بدل الجملة اعلاه : ولمّا كان تذكير المؤنث وتأنيث المذكر جائز
او ان نقول ... ولما كان احلال المذكر محل المؤنث في اكثر الاحيان حاصل
أو.............تغيير المؤنث الى مذكر والمذكر الى مؤنث

علما بأن استعمال العبارة حسب قواعدها النحوية المذكورة لن يغير من قيمة المعنى
لأن الحقيقة ان الجليس او الصديق يغزو عقل صديقه وعواطفه ويحور ويغير فيها فيفرض مفاهيما وتراكيبا جديدة

ومن ناحية أخرى، فهناك الاضافة النحوية كأن نقول

رجل المعركة
والرجل مذكر اضيف الى المعركة وهي مؤنث
الا ان هذا لم يكسب المذكر تأنيثا لا بالمعنى ولا باللفظ
والارتباط بين المضاف والمضاف اليه سواء كان احدهما مذكرا او مؤنثا او كليهما مذكر او مؤنث
هو بوجود صفة مشتركة بينهما
فالصفة المشتركة والتي أضافت الرجل وهو مذكر الى المعارك وهي مؤنث هو ان الرجال يتواجدون في المعارك
ووجود صفة معنوية تجمع بين مذكر ومؤنث لا يعني اكتساب ( المذكر : الرجل ) جنس التأنيث

تحياتي ......