المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرط التدين الغائب


شذى الاسلام
31-05-2012, 09:35 AM
شرط التدين الغائب

الشرط الأساس في التدين الصحيح، هو الزهد في الدنيا. والناس اليوم، تكاد لا تجد واحدا منهم يسلم من حبها؛ بل إن جل "علماء" الدين، يتقلبون في أوحالها، لا يستطيعون فكاكا.
وإن ذكّرت بالزهد قيل لك: إن الإعداد للقوة المأمور بها، يتطلب الاشتغال بالدنيا، حتى لا يغلبنا الأعداء بأسبابهم الدنيوية! وهذا القول فيه لبس للحق بالباطل، وتدليس على من لا يحسن النظر في الأدلة.
أولا: بين حب الدنيا وبين إعداد القوة فرق كبير، من حيث التوجه والنية. ثم إن إعداد القوة يكون العمل فيه بحسب الضرورة والكفاية، وليس عاما متعينا على الجميع.
ثانيا: إن المؤمنين الأولين عندما غلبوا الكافرين، لم يغلبوهم لأنهم أكثر منهم عتادا وعدة؛ وإنما غلبوهم لكونهم أكثر إيمانا. فهذه هي القوة الحقيقية عندنا. وقد روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنهما في حديث له، أن أبا سفيان عقب معركة أحد وهو يومئذ على الشرك، كان يرتجز: "لنا العزى ولا عزى لكم"؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا تجيبوا له؟!»، قالوا: "يا رسول الله ما نقول؟"، قال: «قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم». بهذا كانت تتحقق الغلبة، بولاية الله للمؤمنين لمّا استحقوها.
وليعلم القارئ أن كل قوة يُعدها من دون الله فهي "العزى" نفسها التي كان يفخر أبو سفيان بها، فلم تغن عنه شيئا.
وقد قلنا إن الزهد في الدنيا شرط، لأن القلب لكي يتوجه إلى الله، لا بد أن يتخلص من العلائق التي تمنعه من الانطلاق. والمتدين الذي يسكن حب الدنيا قلبه، هو كمن يسير إلى الأمام ووجهه ملتفت إلى الخلف. لا يمكن أن يستمر طويلا في السير.
وقد قال علماؤنا السابقون: ما أنزل الله الشرائع إلا للتحذير من الدنيا. والقرآن الكريم يزخر بالآيات المحقرة لها، والذامة لأهلها. والسنة الشريفة لا تقلّ عنه في هذا الباب! فكيف نترك الأصول (الخطاب على الخصوص إلى من يزعم أنه يتحرى القرآن والسنة) ونتبع أقوال "فقهاء" اعتلت قلوبهم، حتى صارت ترفع ما وضع الله، لتضع ما رفع سبحانه. ألا يكفي هذا دليلا على انحراف المسار؟!

للشيخ عبد الغني العمري

أسامي عابرة
31-05-2012, 09:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة شذى الإسلام

أحسنتِ أحسن الله إليكِ ، موضوع طيب موفق نفع الله به ونفعكِ وزادكِ من فضله وعلمه وكرمه

في رعاية الله وحفظه

شذى الاسلام
31-05-2012, 08:29 PM
بارك الله فيكِ اختي الحبيبة ام سلمى ..تشرفت بمروركِ الكريم وحسن تعقيبكِ ..حياكِ الله