المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللهم يسر لي جليساً صالحـاً


أسامي عابرة
05-05-2012, 10:22 PM
اللهم يسر لي جليساً صالحـاً


‏عَنْ ‏ ‏عَلْقَمَةَ ‏ ‏قَالَ: ـ

قَدِمْتُ ‏ ‏الشَّأْمَ ‏ ‏فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْتُ :- "اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا

"فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي قُلْتُ مَنْ هَذَا

؟
قَالُوا : ‏ ‏أَبُو الدَّرْدَاءِ ‏ ، ‏فَقُلْتُ إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا

فَيَسَّرَكَ لِي .
قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ، قُلْتُ : مِنْ ‏ ‏أَهْلِ الْكُوفَةِ ‏
‏قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ‏ ‏ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ ‏ ‏صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ ،
وَفِيكُمْ ‏ ‏الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ ‏ ‏مِنْ الشَّيْطَانِ ‏ ‏يَعْنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏،
‏أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ

غَيْرُهُ . (1)

هذه هي مسألة أولئك الأخيار ، وهذا كان من دعائهم

إن البحث عن جليس صالح في تلك الأزمنة الفاضلة
والقرون الخـيِّرة ليس بالأمر العسير بل هو أمر ميسور ، لكثرة الأخيار وقلّة

الأشرار .


أما في زماننا هذا فلو قلّبت ناظريك فيمن جلس إليك – في مكان عام –

لرأيت أنك أحرى بهذا السؤال ،
وبهذه المسألة :


" اللهم يسر لي جليساً صالحـاً "



إن الجليس الصالح ربما كان أندر من الغُراب الأعصم

كما أن جلساء السوء " أكْثَرُ مِنْ تفَارِيقِ العَصَـا " !

وليت رأس جليس السوء عليه ريشة حتى يُعرَف ويُحذر !

وقديما قيل : الوِحدة خيرٌ من جليس السّوء .


وذلك أن صاحب الوِحدة يُحدّث نفسه ، وحديث النفس معفوٌّ عنه ، وجليس

السوء يأمر بالسوء ،
فله نصيب مِن وَصْف ( يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء ) .


قال أبو الدرداء : لَصَاحِبٌ صالح خير من الوِحدة ، والوحدة خير من

صاحب السوء ،
ومُمْلِي الخير خير من الساكت ، والساكت خير من مُمْلِي الشر .


قال ابن حبان : العاقل لا يُصاحب الأشرار ، لأن صحبة صاحب السوء

قطعة من النار ،
تُعْقِب الضغائن ، لا يَستقيم وِدُّه ، ولا يَفِي بعهده .

وقال أيضاً :
من يَصحب صاحب السوء لا يَسْلَم ،
كما أن من يدخل مداخل السوء يُتَّهَم .


ومِن علامات جليس السّوء :
أنه لا يُذكِّرك إذا غَفَلْت
ولا يُعينك إذا ذَكَرْت
ولا يأمرك إذا قصّرت
ولا ينهاك إذ أخطأت
ولا يُقوّمك إذا اعوججت

فلا يأمرك ولا ينهاك
بل هو موافق لك فيما فعلت
ساكت عما قصّرت فيه أو تَرَكْت
تاركك وهواك
فهو ساع في هلاكك
مسرع بك إلى رَداك

فهو يَتركك وهَواك ! زاعما أنه اختار لك الراحة ، وقد اختار لك العَطَب !


تَرْكُ نفسك يوما وهواها = سعي لها في رداهـا

وهذا النوع من الناس يصدق فيهم قول ابن القيم رحمه الله :
إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر .
وكم سَلَبَت المخالطة والمعاشرة من نِعمة ؟
وكم زرعت من عداوة ؟
وكم غرست في القلب من حزازات تَزُول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا

تزول ؟!


ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة ،
وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة .


منقول
كتبه الشيخ / عبد الرحمن بن عبدالله السحيم


(1) أخرجه البخاري / الجامع الصحيح / كتاب المناقب / باب

مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما / حديث رقم 3495

الغردينيا
06-05-2012, 09:19 AM
شكرا غاليتي أم سلمــى طرح راااائع .. بوركت


قال الإمام الشافعي في الصحبــة :-

إذا المــرء لا يلقـــاك إلا تكلفـــــــاً – فــــدعه ولا تكثـــر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة – وفي القلب صبر للحبيب ولو جفــا
فما كل من تهـــواه يهـــواك قلبــه – ولا كل من صافيتـــه لك قــد صفــا
سلام على الدنيـــــا إذا لم يكن بها – صديق صدوق صادق الـوعد منصفا

أسامي عابرة
06-05-2012, 09:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله أختي الحبيبة الغردينيا

الرائع إطلالتكِ العطرة وإشراقتكِ الغالية

سرني مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة

في حفظ الله ورعايته