المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلـــــــوب ثلاثـــــــــــة


شذى الاسلام
01-05-2012, 07:04 AM
القلـــــــوب ثلاثـــــــــــة


بسم الله (http://www.twhed.com/vb/t2160.html)الرحمن الرحيم



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله (http://www.twhed.com/vb/t2160.html)فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له .وأشهد أن لا إله إلا الله (http://www.twhed.com/vb/t2160.html)وحده لا شريك له إله الأولين و الآخرين وقيوم السماوات والأرضيين الذي لا عز ولا غنى إلا في الافتقار إليه .أشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله (http://www.twhed.com/vb/t2160.html)حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات الله (http://www.twhed.com/vb/t2160.html)عليه وعلى أله وصحابته الكرام الطيبين الطاهرين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ."




يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْلَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً" .

أما بعد :
(فإن أصدق الحديث كتاب الله (http://www.twhed.com/vb/t2160.html)وخير الهدى هدى محمد صلى الله (http://www.twhed.com/vb/t2160.html)عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).

وبعد...



أيُّها الساعي لكُحْل المُقَلِ

***

غافلاً عمَّا به من كَحَلِ


اسْمعْ وعِ لا تَغْفلنْ

***

وسَببًا لا تُهْمِلَنْ


وأخْلِصْ اتْبَع تَنْجُون

***

مَع الدَّليل تَجْرِيَنْ


واثْبُت ودفعًا للثَّمن

***

ميِّز برفقٍ أَجِبنْ


وحقِ ذي حقٍ أَعْطِين

***

وفاضلَ الأَمر اقْصِدنْ


وخَيْر خَيْرين اتَّبَعن

***

وشَر شَرَّين ادْفَعَنْ


وكنْ ذكيًا واتَّزِن

***

بِكثْرةٍ لا تَعْجبنْ


وبعد هذا البحر فاقْصدْ

***

وقناةً خَلِيِنْ

أما بعد

إخوانى الكرام أقدم لحضراتكم اليوم ولنفسى أولاً
تذكرة صغيرة الحجم عظيم القدر و الفائدة
جمعتها من كتب شيخنا الإمام بن القيم رحمه الله
عسى الله العلى القدير أن ينفعنا بما فيها
وأن يعلم كل منا أين يقع قلبه
فإن كان خيراً فليحمد الله وإن كان غير ذلك
فلا يلومن إلا نفسه

( فنفسك لم ولا تلم المطايا
...


ومت كمدا فليس لك اعتذار )






قال بن القيم


فى كتابه


شفاء العليل



الباب الخامس عشر: في الطبع والختم والقفل والغل والسد والغشاوة ونحوها وأنه مفعول الرب

فصل:

وأما جعله القلب قاسيا فقال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ**

والقسوة الشدة والصلابة في كل شيء

يقال حجر قاس وأرض قاسية لا تنبت شيئا

قال ابن عباس: "قاسية عن الإيمان"وقال الحسن: "طبع عليها"

والقلـــــــوب ثلاثـــــــــــة
:




قلب قاس

وهو اليابس الصلب الذي لا يقبل صورة الحق ولا تنطبع فيه

وضده

القلب اللين المتماسك وهو السليم

من المرض الذي يقبل صورة الحق بلينه ويحفظه بتماسكه

بخلاف المريض

الذي لا يحفظ ما ينطبع فيه لميعانه ورخاوته كالمائع الذي إذا طبعت فيه الشيء قبل صورته بما فيه من اللين ولكن رخاوته تمنعه من حفظها

فخير القلوب القلب الصلب الصافي اللين فهو يرى الحق بصفائه ويقبله بلينهويحفظه بصلابته

وفي المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم:

"القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إليه أصلبها وأرقها وأصفاها"وقد ذكر سبحانه أنواع القلوب في قوله: {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُم**

فذكر القلب المريض وهو الضعيف المنحل الذي لا تثبت فيه صورة الحق

والقلب القاسي اليابس الذي لا يقبلها ولا تنطبع فيه فهذان القلبان شقيان معذبان

ثم

ذكر القلب المخبت المطمئن إليه وهو الذي ينتفع بالقرآن ويزكو به

قال الكلبي: "فتخبت له قلوبهم": فترق للقرآن قلوبهم ,

وقد بين سبحانه حقيقة الإخبات ووصف المخبتين في قوله: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ**




فذكر للمخبتين أربــــــــــــــــع علامات

وجل قلوبهم عند ذكره والوجل خوف مقرون بهيبة ومحبة

و

صبرهم على أقداره

و

إتيانهم بالصلاة قائمة الأركان ظاهرا وباطنا



و



إحسانهم إلى عباده بالإنفاق مما آتاهم وهذا إنما يتأتى للقلب المخبت

قال ابن عباس: "المخبتين المتواضعين
"



وقال مجاهد: "المطمئنين إلى الله" وقال الأخفش: "الخاشعين"

وقال ابن جرير: "الخاضعين"

قال الزجاج: "اشتقاقه من الخبت وهو المنخفض من الأرض وكل مخبت متواضع فالإخبات سكون الجوارح على وجه التواضع والخشوع لله"،

فإن قيل كان معناه التواضع والخشوع فكيف عدى بالي في قوله: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِم** قيل ضمن معنى أنابوا واطمأنوا وتابوا وهذه عبارات السلف في هذا الموضع والمقصود أن القلب المخبت ضد القاسي والمريض وهو سبحانه الذي جعل بعض القلوب مخبتا إليه وبعضها قاسيا وجعل للقسوة آثارا وللإخبات آثارا


فمن

آثاره القسوة




تحريف الكلم عن مواضعه وذلك من سوء الفهم وسوء القصد وكلاهما ناشئ عن قسوة القلب




ومنها


نسيان ما ذكر به وهو ترك ما أمر به علما وعملا ومن آثار الإخبات وجل القلوب لذكره سبحانه والصبر علىأقداره والإخلاص في عبوديته والإحسان إلى خلقه.


انتهى





قال بن القيم


فى كتابه


بدائع الفوائد


الجزء الثالث






متى رأيت العقل يؤثر الفاني على الباقي فاعلم أنه قد مسخ.

ومتى رأيت القلب قد ترحل عنه حب الله والاستعداد للقائه وحل فيه حب المخلوق والرضا بالحياة الدنيا والطمأنينة بها فالعلم أنه قد خسف به. ومتى أقحطت العين من البكاء من خشية الله تعالى فاعلم أن قحطها من قسوة القلب

وأبعد القلوب من الله القلب القاسي.

ومتى رأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس بالخلق ومن الخلوة مع الله إلى الخلوة مع الأغيار فاعلم أنك لا تصلح له. ...

لو احتميت ساعة لم تحتج إلى معالجة الدواء مدة.

من ركب ظهر التفريط والتواني نزل به دار العسرة والندامة.

ربك يحب حياة نفسك وأنت تريد قتلها.يريد بك اليسر وأنت تريد العسر. يريد بها الكرامة وأنت جاهد في إهانتها:

ما يبلغ الأعداء من جاهل


*****


ما يبلغ الجاهل من نفسه

من أدلج في غياهب الليل على نجائب الصبر صبح منزل السرور. ومن نام على فراش الكسل أصبح ملقى بوادي الأسف. الجد كله حركة والكسل كله سكون. فتورك عن السعي في طلب الفضائل دليل على تأنيث العزم. إذا أردت أن تعرف الديك من الدجاجة وقت خروجه من البيضة فعلقه بمنقارة فإن تحرك فديك وإلا فدجاجة.

انتهى





وقال الإمام بن القيم

فى

الوابل الصيب من الكلم الطيب




أنواع القلوب
فصل :

وإنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عز و جل إذا قهر شهوته وهواه وإلا فقلبه قد قهرته الشهوة وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار ؟




والقلوب ثلاثة :

قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذ بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن


القلب الثاني :




قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الاهوية فللشيطان هنالك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة


( القلب الثالث )


قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات فلنوره في صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه


وقد مثل ذلك بمثال حسن

وهو

ثلاثة بيوت :

بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره

و

بيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وليس جواهر الملك وذخائره

و

بيت خال صفر لا شئ فيه

فجاء اللص يسرق من أحد البيوت فمن أيها يسرق

؟

فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما : إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها فقال : وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟

وإن قلت :

يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فإن عليه من الحرس واليزك وما لا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملك بنفسه ؟ وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله ؟

فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات
فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فإنها على منواله


فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فذلك بيت الشيطان قد أحرزه لنفسه واستوطنه واتخذه سكنا ومستقرا فأي شئ يسرق منه وفيه خزائنه وذخائره وشكوكه وخيالاته ووساوسه


وقلب قد امتلأ من جلال الله عز و جل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه فأي شيطان يجترئ على هذا القلب؟ وإن أراد سرقة شيء منه فماذا يسرق وغايته أن يظفر في الأحايين منه بخطفة ونهب يحصل له على غرة من العبد وغفلة لا بد له إذ هو بشر وأحكام البشرية جارية عليه من الغفلة والسهو والذهول وغلبة الطبع


وقد ذكر عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى أنه قال : وفي بعض الكتب الإلهي لست أسكن البيوت ولا تسعني وأي شئ يسعني والسماوات حشو كرسي ؟ ولكن أنا في قلب الوداع التارك لكل شئ سواي وهذا معنى الأثر الآخر ما وسعتني سماواتي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن وقلب فيه توحيد الله تعالى ومعرفته ومحبته والإيمان به والتصديق بوعده ووعيده وفيه شهوات النفس وأخلاقها ودواعي الهوى والطبع وقلب بين هذين الداعيين : فمرة يميل بقلبه داعي الإيمان والمعرفة والمحبة لله تعالى وارادته وحده ومرة يميل بقلبه داعي الشيطان والهوى والطباع فهذا القلب للشيطان فيه مطمع وله منه منازلات ووقائع ويعطي الله النصر من يشاء ** وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ** وهذا لا يتمكن الشيطان منه إلا بما عنده من سلاحه فيدخل إليه الشيطان فيجد سلاحه عنده فيأخذه ويقاتله فإن أسلحته هي الشهوات والشبهات والخيالات والأماني الكاذبة وهي في القلب فيدخل الشيطان فيجدها عتيدة فيأخذها ويصول بها على القلب فإن كان عند العبد عدة عتيدة من الإيمان تقاوم تلك العدة وتزيد عليها انتصف من الشيطان وإلا فالدولة لعدوه عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله فإذا أذن العبد لعدوه وفتح له باب بيته وأدخله عليه ومكنه من السلاح يقاتله به فهو الملوم


( فنفسك لم ولا تلم المطايا

...

ومت كمدا فليس لك اعتذار )

انتهى .

الغردينيا
01-05-2012, 08:14 AM
بارك الله فيك أختي شـذى الإسلام وثبت الله قلوبنا على دينه

شذى الاسلام
01-05-2012, 10:37 AM
اللهم آمين وفيك بارك الله اختي الغالية الغردينيا