المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الطلب يعتبر دعاء


ابوعامري
11-04-2012, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هل الطلب من الله يعتبر دعاء والدليل

وجزاكم الله الف خير

عبد الغني رضا
12-04-2012, 04:00 PM
ما الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة ؟



الحمد لله
تستعمل كلمة "الدعاء" للدلالة على معنيين اثنين :
1- دعاء المسألة ، وهو طلب ما ينفع ، أو طلب دفع ما يضر ، بأن يسأل الله تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة ، ودفع ما يضره في الدنيا والآخرة .
كالدعاء بالمغفرة والرحمة ، والهداية والتوفيق ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار، وأن يؤتيه الله حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة ... إلخ .
2- دعاء العبادة ، والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى ، بأي نوع من أنواع العبادات ، القلبية أو البدنية أو المالية ، كالخوف من الله ومحبة رجائه والتوكل عليه ، والصلاة والصيام والحج ، وقراءة القرآن والتسبيح والذكر ، والزكاة والصدقة والجهاد في سبيل الله ، والدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... إلخ .
فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داعٍ لله تعالى .
انظر : "القول المفيد" (1/264) ، "تصحيح الدعاء" (ص 15- 21) .
والغالب أن كلمة (الدعاء) الواردة في آيات القرآن الكريم يراد بها المعنيان معاً ؛ لأنهما متلازمان ، فكل سائل يسأل الله بلسانه فهو عابد له ، فإن الدعاء عبادة ، وكل عابد يصلي لله أو يصوم أو يحج فهو يفعل ذلك يرد من الله تعالى الثواب والفوز بالجنة والنجاة من العقاب .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
"كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء ، والنهي عن دعاء غير الله ، والثناء على الداعين ، يتناول دعاء المسألة ، ودعاء العبادة" انتهى .
"القواعد الحسان" (رقم/51) .
وقد يكون أحد نوعي الدعاء أظهر قصدا من النوع الآخر في بعض الآيات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - في قول الله عزّ وجلّ : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف/55-56- :
" هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعَيِ الدُّعاء : دعاء العبادة ، ودعاء المسألة :
فإنّ الدُّعاء في القرآن يراد به هذا تارةً وهذا تارةً ، ويراد به مجموعهما ؛ وهما متلازمان ؛ فإنّ دعاء المسألة : هو طلب ما ينفع الدّاعي ، وطلب كشف ما يضره ودفعِه ،... فهو يدعو للنفع والضرِّ دعاءَ المسألة ، ويدعو خوفاً ورجاءً دعاءَ العبادة ؛ فعُلم أنَّ النَّوعين متلازمان ؛ فكل دعاءِ عبادةٍ مستلزمٌ لدعاءِ المسألة ، وكل دعاءِ مسألةٍ متضمنٌ لدعاءِ العبادة .
وعلى هذا فقوله : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ) يتناول نوعي الدُّعاء ... وبكل منهما فُسِّرت الآية . قيل : أُعطيه إذا سألني ، وقيل : أُثيبه إذا عبدني ، والقولان متلازمان .
وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما ، أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ؛ بل هذا استعماله في حقيقته المتضمنة للأمرين جميعاً .
فتأمَّله ؛ فإنّه موضوعٌ عظيمُ النّفع ، وقلَّ ما يُفطن له ، وأكثر آيات القرآن دالَّةٌ على معنيين فصاعداً ، فهي من هذا القبيل .
ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ) الفرقان/77 أي : دعاؤكم إياه ، وقيل : دعاؤه إياكم إلى عبادته ، فيكون المصدر مضافاً إلى المفعول ، ومحل الأول مضافاً إلى الفاعل ، وهو الأرجح من القولين .
وعلى هذا ؛ فالمراد به نوعا الدُّعاء ؛ وهو في دعاء العبادة أَظهر ؛ أَي : ما يعبأُ بكم لولا أَنّكم تَرْجُونَه ، وعبادته تستلزم مسأَلَته ؛ فالنّوعان داخلان فيه .
ومن ذلك قوله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/60 ، فالدُّعاء يتضمن النّوعين ، وهو في دعاء العبادة أظهر ؛ ولهذا أعقبه (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) الآية ، ويفسَّر الدُّعاء في الآية بهذا وهذا .
وروى الترمذي عن النّعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول على المنبر : إنَّ الدُّعاء هو العبادة ، ثمّ قرأ قوله تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) الآية ، قال الترمذي : حديث حسنٌ صحيحٌ .
وأمَّا قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) الآية ، الحج/73 ، وقوله : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا) الآية ، النّساء/117 ، وقوله : (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) الآية ، فصلت/48 ، وكل موضعٍ ذكر فيه دعاءُ المشركين لأوثانهم ، فالمراد به دعاءُ العبادة المتضمن دعاءَ المسألة ، فهو في دعاء العبادة أظهر ...
وقوله تعالى : (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ) غافر/65 ، هو دعاء العبادة ، والمعنى : اعبدوه وحده وأخلصوا عبادته لا تعبدوا معه غيره .
وأمَّا قول إبراهيم عليه السّلام : (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاء) إبراهيم/39 ، فالمراد بالسّمع ههنا ااء الطّلب ، وسَمْعُ الربِّ تعالى له إثابته على الثناء ، وإجابته للطلب ؛ فهو سميعُ هذا وهذا .
وأمَّا قولُ زكريا عليه السّلام : ( ولم أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ) مريم/4 ، فقد قيل : إنَّه دعاءُ لسّمع الخاص ، وهو سمعُ الإجابة والقبول ، لا السّمع العام ؛ لأنَّه سميعٌ لكل مسموعٍ ، وإذا كان كذلك ؛ فالدُّعاء : دعاء العبادة ودعالمسألة ، والمعنى : أنَّك عودتَّني إجابتَك ، ولم تشقني بالرد والحرمان ، فهو توسلٌ إليه سبحانه وتعالى بما سلف من إجابته وإحسانه ، وهذا ظاهرٌ ههنا .
وأمَّا قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) الآية ، الإسراء/110 ؛ فهذا الدُّعاء : المشهور أنَّه دعاءُ المسألة ، وهو سببُ النّزول ، قالوا : كان النّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدعو ربه فيقول مرَّةً : يا الله . ومرَّةً : يا رحمن . فظنَّ المشركون أنَّه يدعو إلهين ، فأنزل اللهُ هذه الآيةَ .
وأمَّا قوله : ( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ) الطّور/28 ، فهذا دعاءُ العبادة المتضمن للسؤال رغبةً ورهبةً ، والمعنى: إنَّا كنَّا نخلص له العبادة ؛ وبهذا استحقُّوا أنْ وقاهم الله عذابَ السّموم ، لا بمجرد السّؤال المشترك بين النّاجي وغيره : فإنّه سبحانه يسأله من في السّموات والأرض ، (لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا) الكهف/14 ، أي : لن نعبد غيره ، وكذا قوله : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) الآية ، الصّافات/125 .
وأمَّا قوله : (وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ) القصص/64 ، فهذا دعاءُ المسألة ، يبكتهم الله ويخزيهم يوم القيامة بآرائهم ؛ أنَّ شركاءَهم لا يستجيبون لهم دعوتَهم ، وليس المراد : اعبدوهم ، وهو نظير قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَقولُ نَادُوا شُرَكائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فلمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) الكهف/52 " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن تيمية" (15/10-14) باختصار . وانظر أمثلة أخرى في "بدائع الفوائد" لابن القيم (3/513-527) .
والله أعلم .


http://islamqa.info/ar/ref/113177

عبد الغني رضا
12-04-2012, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

قسم العلماء الدعاء إلى دعاء مسالة ودعاة عبادة .

دعاء المسألة ، مثل قوله (ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار) .

ودعاء العبادة ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول (لا اله الله رب العرش العظيم، لا اله الا الله العلي العظيم... الى اخره ... ) .

السؤال هو :

ما وجه تسمية النوع الثاني بـ (الدعاء) ، فالدعاء في اللغة هو الطلب ، وهذا النوع الثاني لا يوجد فيه أي طلب وانما هو مجرد تقديس وتسبيح وتمجيد لله جل جلاله . ولو كان فيه طلب وسؤال لالحق بالنوع الأول !

وجزاكم الله خيرا
روى مسلم في صحيحه: (ج/ص: 17/47-48)


حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّىَ، وَابْنُ بَشَارٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيْدٍ -واللَّفْظُ: لاِبْنِ سَعِيْدٍ- قَالُوا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ نَبِيَّ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ".
2- حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيَعٌ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَحَدِيثُ مُعَاذِ ابْنِ هِشَامٍ أَتَمُّ.
3- وحدَّثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةُ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيَّ حَدَّثَهُمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ وَيَقُولُهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ، فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ".
4- وحدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ: فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ، وَزَادَ مَعَهُنَّ: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ".


قال النووي في شرحه:


فيه: حديث ابن عباس وهو حديث جليل ينبغي الاعتناء به، والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة.


قال الطبري: كان السلف يدعون به، ويسمونه دعاء الكرب،

فإن قيل هذا ذكر وليس فيه دعاء فجوابه من وجهين مشهورين: أحدهما: أن هذا الذكر يستفتح به الدعاء ثم يدعو بما شاء.

والثاني: جواب سفيان بن عيينة فقال: أما علمت قوله تعالى: "مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِيْ عَنْ مَسْأَلَتِيْ أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِيْنَ".
__________________
الحمد لله على نعمة الإسلام
مصطفى الفاسي

عبد الغني رضا
12-04-2012, 04:08 PM
ما الفرق بين دعاء العبادة ودعاء المسألة؟؟


1 دعاء العبادة (الثناء): ما كان فيه التمجيد والثناء على الله بأنواع العبادات ، من الصلاة والذبح والنذر والصيام وغيرها خوفاً وطمعاً رجاء رحمته وخوف عذابه وخلا من السؤال ...
ورد كثيرا في القرآن كقوله تعالى: {فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين** [الشعراء: 213].



وأما دعاء المسألة فهو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضرومن أدلته قوله تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ** [الأنعام: 40 - 41].


فمتى كان الدعاء مقرونا بالطلب مذكورا في صياغة الاستجابة فهو دعاء المسألة وإلا فهو دعاء العبادة.




أدلة لدعاء الثناء:


أ-عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أفْضَلُ الذِّكْرِ لا إله إِلاَّ الله وأفْضَلُ الدُّعاءِ الحَمْدُ لله»


أخرجه (التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة ــــوَابْن حبَان) :


قال شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن


فَإِنَّ مَنْ حَمِدَ اللَّه إِنَّمَا يَحْمَد عَلَى نِعْمَته وَالْحَمْد عَلَى النِّعْمَة طَلَب مَزِيد قَالَ تَعَالَى لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ.

ب- حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَقُولُ، عِنْدَ الْكَرْبِ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ،الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ،رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ،رَبُّ السَّموَاتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ،وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ. متفق عَلَيْهِ.


2- كل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة، وكل دعاء مسألة متتضمن لدعاء العبادة فعلم أن النوعين متلازمان، فهو يدعو للنفع والضر دعاء المسألة، ويدعو خوفاً ورجاء دعاء العبادة.

فمثلا دعاء الكرب،ودعاء أيوب عليه السلام. ثناء متضمن لدعاء الطلب
الدليل:

أ- عَنْ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « دَعْوَةُ ذِى النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِى بَطْنِ الْحُوتِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِى شَىْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ ». رواه الترمذي:تحقيق الألبانى:صحيح

سماها دعوة لأنها تتضمن نوعي الدعاء فقوله "لا إله إلا أنت " اعتراف بتوحيد الإلهية ، وتوحيد الإلهية يتضمن أحد نوعي الدعاء فإن الإله هو المستحق لأن يدعى دعاء عباده ودعاء مسألة وهو الله لا إله إلا هو ،(إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)اعتراف بالذنب، وهو يتضمن طلب المغفرة.

وأيضا قول أيوب عليه السلام [أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ][الأنبياء:83] فوصف نفسه ووصف ربه بوصف يتضمن سؤال رحمته بكشف ضره ، وهي صيغة خبر تضمنت السؤال ، وهذا من باب حسن الأدب في السؤال والدعاء .

3-دعاء العبادة بالنسبة للأسماء الحسنى فهو: فهو التعبد لله سبحانه وتعالى ، والثناء عليه بأسمائه الحسنى ، فكل اسم يتعبد به بما يقتضيه ذلك الاسم ، فيقوم بالتوبة إليه لأن من أسماء الله التواب ، وتخشاه في السر لأن من أسمائه اللطيف الخبير وهكذا.

أما دعاء المسألة بالنسبة للأسماء الحسنى فهو : سؤال الله في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب ، والتوسل إلى الله بالأسماء في الدعاء فيقول الداعي : اللهم اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ، وتب على يا تواب ونحو ذلك.

4-الاعتداء في دعاء العبادة(الثناء) أن تعبده بما لم يشرعه وتثني عليه بما لم يثن به على نفسه ولا أذن فيه فإن هذا اعتداء في دعاء الثناء والعبادة

وأما الاعتداء في دعاء المسألة (الطلب) فكل سؤال يناقض حكمه الله أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره أو يتضمن خلاف ما أخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله ،

وقال ابن جريح :


من الاعتداء رفع الصوت في الدعاء والنداء في الدعاء والصياح .


5-إن دعاء العبادة حق الرب ووصفه ، ودعاء المسألة حظ العبد ومصلحته ، فالشيء يشرف بحسب متعلقه.

6-إن دعاء العبادة لا يكون إلا من مخلص وأما دعاء المسألة فيكون من مخلص وغير مخلص لأن الله تعالى يسأله من في السموات والأرض والكفار يسألون الله فيجيبهم .

7- إن العبادة شكر لنعمة الله تعالى والله يحب أن يشكر ، وأما الدعاء فهو طلب لفعله وتوفيقه ، ويحصل بالشكر لله وعبوديته التوفيق والإعانة فكان الأولى الالتزام بالشكر حتى يحصل له الأمران ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى والثناء عليه بين يدي حاجته ثم يسأل حاجته .


الدليل:

عن فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه ، قَالَ : سَمِعَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَدْعُو في صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ الله تَعَالَى ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( عَجِلَ هَذَا )ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ)
رواه أَبُو داود والترمذي وقال : (حديث حسن صحيح).


8- إن العبادة هي الغاية المطلوبة لذاتها وهي التي خلقنا من أجلها ، والسؤال وسيلة إليها والمقاصد والغايات أشرف من الوسائل
قال تعالى[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ][الذاريات:56].



9- في القرآن الكريم ضابط الفرق بينهما قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما يمكن اعتباره ضابطاً للآيات التي يكون فيها حمل الدعاء على العبادة أظهر فقال : كل موضع ذكر فيه دعاء المشركين لأوثانهم فالمراد به دعاء العبادة المتضمن دعاء المسألة فهو في دعاء العبادة أظهر لوجوه ثلاثة :

أحدها : أنهم قالوا :[مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى][الزمر:3] فاعترفوا بأن دعاءهم إياهم عبادتهم لهم


الثاني : أن الله تعالى فسر هذا الدعاء في موضع آخر كقوله تعالى [وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ] [ الشعراء : 92-93]


وقوله تعالى :[ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ] [ الأنبياء : 98 ]


وقوله تعالى : [لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ][ الكافرون : 2] وهو كثير في القرآن فدعاؤهم لآلهتهم هو عبادتهم لها.


الثالث : أنهم كانوا يعبدونها في الرخاء فإذا جاءتهم الشدائد دعوا الله وحده وتركوها ، ومع هذا فكانوا يسألونها بعض حوائجهم ويطلبون منها وكان دعاؤهم لها دعاء عبادة ودعاء مسألة.


قال تعالى[فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ][العنكبوت:65].


10- دعاء المسألة طلب نفع ودفع ضر ،بعكس دعاء العبادة فذل وخضوع وانكسار تام .


11- دعاء المسألة من قبيل توحيد الربوبية ،أما دعاء العبادة فمن قبيل توحيد الألوهية .


12- دعاء المسألة داخل في الأمور الكونية ، أما دعاء العبادة فداخل في الأمور الشرعية.


13- يجتمعان بأن دعاء المسألة ودعاء العبادة إذا توجه بهما العبد إلى الله تعالى فلابد وأن يكونا مقترنين بالرغبة والرهبة كما قال تعالى ** وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ** [الأنبياء : 90] .


أيهما أفضل دعاء العبادة(الثناء) أم دعاء المسألة؟؟



فيه ثلاثة أقوال:



1-دعاء العبادة أفضل وذلك للحديث:


وعن أَبي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( ألاَ أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الكَلاَمِ إِلَى اللهِ ؟ إنَّ أَحَبَّ الكَلاَمِ إِلَى اللهِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ )) . رواه مسلم .


وقال ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب:


الذكر أفضل من الدعاء ، الذكر ثناء على الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه، والدعاء سؤال العبد حاجته فأين هذا من هذا ؟


2-دعاء المسألة أفضل:
أ-وعن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ http://muntada.islamtoday.net/images/smilies/frown.gif(الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (حديث حسن صحيح).

ب-حديث ابن عباس مرفوعاً [ أفْضَلُ العِبادَةِ الدُّعاءُ وقرأ : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ]: قال الشيخ الألباني : ( صحيح )

3-الأفضلية فيهما معاً:

وهو القول الراجح : إن الأفضل يتنوع باعتبارات ومع ذلك إذا نظر بدون اعتبار فدعاء العبادة أفضل ، فجنس الدعاء الذي هو ثناء وعبادة أفضل من جنس الدعاء الذي هو سؤال وطلب وإن كان المفضول قد يفضل على الفاضل في موضعه الخاص بسبب وبأشياء أخرى ، فالمفضول له أمكنة وأزمنة وأحوال يكون فيها أفضل من الفاضل.
قال ابن القيم رحمه الله :
جنس الذكر أفضل من جنس الدعاء من حيث النظر إلى كل منهما مجرداً وقراءة القرآن أفضل من الذكر والذكر أفضل من الدعاء هذا من حيث النظر إلى الكل مجرداً وقد يعرض للمفضول ما يجعله أولى من الفاضل بل يعينه فلا يجوز أن يعدل عنه إلي الفاضل وهذا كالتسبيح في الركوع والسجود فإنه أفضل من قراءة القرآن فيهما بل القراءة فيهما منهي عنها نهي تحريم أو كراهة وكذلك التسبيح والتحميد والتشهد والذكر عقيب السلام من الصلاة ، أفضل من القراءة.

المراجع:


بدائع الفوائد
الوابل الصيب
الدعاء للعروسي
ومدارج السالكين
الفتاوى ابن تيمية
بصائر ذوي التمييز
شرح كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين
أسماء الله للغصن ص 127

عبد الغني رضا
12-04-2012, 04:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الحبيب نقلت لك هذه الاجوبة لتستفيد أكثر
أسأل الله ان يعلمنا واياكم ما ينفعنا آمين

أسامي عابرة
13-04-2012, 09:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وأحسن إليكم في الدارين

توضيح قيم موفق

شكر الله لكم و نفع الله بكم ونفعكم وزادكم من فضله وعلمه وكرمه

والشكر موصول للسائل على حرصه لفهم أموردينه لفائدته وفائدة غيره

في رعاية الله وحفظه

فاديا
23-10-2013, 08:52 AM
بارك الله فيكم

سراب البحر
17-03-2014, 09:04 AM
الاخ رضا بارك الله فيه كفي ووفي
http://www.freeuploadsite.com/uploads/13936981724.gif
العاب دراجات (http://www.freeuploadsite.com/up8/)

منذر ادريس
08-10-2014, 08:54 PM
باك الله فيك اخي الحبيب وأسال الله ان يزيدك علما تدخل به الجنة

فايزة الامل
11-10-2014, 08:56 PM
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه ...

ابو عقيل ...جزاك الله عنا خير الجزاء و جعل ما طرحته في موازين حسناتك على الافادة..