المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحمامة والطاووس


فاديا
11-02-2012, 10:13 PM
*****

في قديم الزمان

وسالف العصر والأوان

كان هناك طائر يعاني من عقد نفسية مركبة ،
لم يكن جميلا كسائر فصيلته من الطيور ذات الاجساد المتناسقة والأصوات الجميلة ،
والريش الملونة ، والتيجان المرصعة


وحدث أن أحبته حمامة جميلة
أحبته كما هو ، على بشاعته ، وقصور أدائه
لم يكن به ثمة شيء مميز الا ما يحاول ان يحشو به أذهان خصومه من قصص خرافية عن نفسه
ولكن الحمامة ، لم تكترث لكل ما به من نقائص
أحسته طيبا ، مسالما ، وادعا .... وأحبته


ولم يصدّق الطاووس البسيط
ان حمامة رائعة الجمال
رائعة الصوت ، تطير بانسياب وتناغم بهذه الروعة
تحبه ، رغم كل ما فيها ، وكل ما فيه
هو عن سائر الطيور ،
فسارع الى طلب يدها
وتم الزواج



ولكن السوسة ، عادت تنخر رأسه
كيف تحبك حمامة كهذه وتترك كل من حولها
وأنت أقلهم وأدناهم ، وهل من الممكن أن يحبك أحد ؟


فأساء معاملتها ، وآذاها
ولم يفلح الحب الكبير ، ولا الحنان الكبير
في احتواء من لا يحبّ نفسه
وكان كلّما اقتربت منه أكثر ..أهملها أكثر
وكلما سامحته أكثر .. انتقم منها أكثر


الى أن صفقت الباب خلفها ..ذات يوم
لا يمكن لظلم كهذا أن يكون حبا..
ثمة حدّ يصبح فيه التسامح ..اهانة
وفردت جناحي النسيان وطارت بعيدا عنه


ولكن الحمامة كانت كلما حلّقت بعيدا
تحنّ الى الأرض .. إليه
فتعود ...لتطرق بابه
فيقتص منها ريشة ملوّنة
تغادره مجروحة ، وتطير باكية

ينظر اليها مبتسما وهي تطير بعيدا عنه
فتكسر جناحيها ابتسامته وتكسرها


تطير بعيدا بعيدا
الى أن تستعيد أجنحتها ،
ثم تحنّ اليه، تشدّها الأرض إليه
فتعود
تاركة حقول القمح الواسعة
لتنناول من كفيه النزر القليل
فينتزع منها ريشة ملونة
وتغادره متألمة



وهكذا ... كلما طارت بعيدا عادت
وكلما عادت .. غادرت
فاقدة ريشة ملونة كل مرة


في كل مرة ،ينتظر عودتها ليكمل تاج الغرور
ويلون نفسه بإحدى ريشاتها الجميلة
وبمرور الأيام ...
تحولت هي الى حمامة دامية الجناح
وتحول هو الى طاووس مزخرف بريشاتها



أدماها انتزاع الريش
وأرهق كبريائها تكرار العودة
وسفكت على بابه أيامها


وفي أحد مساءات الحياة
أثناء تحليقها حنينا اليه
أصابتها رصاصة غدر من واقعه
ألقت بها بعيدا عن أرضه
فأضاعت عنوانه.....



اليوم أكملت الحمامة ريشاتها الناقصة
ونمت أجنحتها المغدور بها ثانية
واستعادت قدرتها على التحليق في الآفاق
ولمس النجوم وغمز القمر
و لم تعد اليه....... أبدا


ثمة ضربات تقتلنا...
وثمة ضربات ..نحيا على إثرها



*****





:) إهداء : الى صديقتي الحبيبة الجنة الخضراء / أم عبد الرحمن الغالية :)

( أم عبد الرحمن )
11-02-2012, 10:48 PM
أخجلتينى باهدائك الجميل الحبيبة الأديبة المبدعة فاديا


موضوع رائع أشبه بقصص الأطفال المصورة رغم مابداخله من معانى عميقة


الى الأمام وحفظك الله بعينه التى لاتنام


وجزاك الله خيرا كثيرا


أقولك سر : فرحت كثيرا لاهدائك لى واحد من كتاباتك

فاديا
12-02-2012, 05:56 PM
يا سلام يا صديقتي ؟

لو تذكرين بعض من كتاباتي كتبتها لأجلك أنت
هذا ، غير سبب مهم جدا هو انك احد مصادر الهامي :)، وانت تعرفين.

كان يجب ان اهديك في الوقت الراهن خاطرة كهذه ، ليطمئن قلبك
أحتار أحيانا ..حتى الهدية التي أقدمها لك هي لي ! :)

أما أنت فالأقلام تعجز عن ذكر ما تستحقين من اهداء
دمت بخير غاليتي

عبد الغني رضا
13-02-2012, 01:16 AM
جزاك الله عنا خيرا اختنا الفاضلة واديبة منتدانا فاديا
تكرما اود مع الاهداء الذي تقدمتي به للاخت الفاضلة ام عبد الرحمان حفظها المولى ان تشرفنا بقبولها الاشراف معكم على منتدانا المبارك باذن الله

فاديا
13-02-2012, 06:53 AM
أهلا محب الله
جزاك الله خيرا

ويا ليت ام عبد الرحمن تعود الينا، ولكنها مشغولة في هذه الفترة وان رأينا الفرصة سانحة فلن نتركها قبل ان نلزمها بالاشراف مرة ثانية

( أم عبد الرحمن )
13-02-2012, 09:42 PM
أختى الحبيبة فاديا اسأل الله أن يديم محبتنا فيه
وجزاك الله خيرا

( أم عبد الرحمن )
13-02-2012, 09:43 PM
الأخ الفاضل محب الله
هو ماقالته أختنا فاديا وجزاكم الله عنا خيرا

فاديا
14-02-2012, 04:59 AM
بوركتِ أختي الفاضلة أم عبد الرحمن ولا حرمنا الله منكِ

أسامي عابرة
04-07-2012, 03:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة فاديا

قصة رائعة وعميقة المعاني سافرت معها

سلمتِ وسلمت يمناكِ

فاديا
06-07-2012, 09:12 PM
وتسلمين اختي العزيزة ام سلمى