المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مختارات من شعر علي بن أبي طالب


أسامي عابرة
26-01-2012, 03:58 PM
مختارات من شعر علي بن أبي طالب



النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت = أن السعادة فيها ترك ما فيــها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها = إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها



تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ = و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ = كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ



هي حالان شدة ورخاءِ = و سجالان نعمة وبلاءِ
و الفتى الحاذق الاديب اذا ما = خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ



إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا = فليس يحله إلا القضاءِ
فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ = وأرض لله واسعة فضاءِ



إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ = وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
و أوطنت المكارهُ واستقرت = وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ



إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة = ٌ و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها = عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ



فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا = لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ
و الدهرُ في صرفهِ عجيبٌ = وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ



أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ = وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ
خذلت نبياً خير من وطئ الحصى = فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ



تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ = تنل من جميل الصبر حسن العواقب
وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ = فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحب



لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة = ٍ وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى = عن كل ذي دنس كجلد الأجرب



ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً = بل السلامة فيها أعجب العجب
لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا = إن الجمال جمال العلم والأدب



كن ابن من شئت واكتسب أدباً = يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيب نسبته = بلا لسانٍ له ولا أدب



أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ = إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة = أم حديد أم نحاس أم ذهب



الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ = وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا = لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ



أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ = فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
و احفظ وصية والد متحنن = يغذوك بالآداب كيلا تعطب



عَجِبْتُ لجَازِعٍ باكٍ مُصابِ = بأهل أو حميم ذي اكتئاب
يشق الجيب يدعو الويل جهلاً = كأنَّ المَوْت بالشيء العُجابِ



قريح القلب من وجع الذنوب = نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي = فصار الجسم منه كالقضيب



فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها = وَلاَ كَالْيَقِيْنِ اسْتَأْنَسَ الدَّهْرَ صَاحِبُهْ
أمرُّ على رمس القريب كأنما = أَمُرُّ عَلى رَسْم امْرىء ٍ لاَ أُنَاسِبُه



لَوْ صِيْغَ مِنْ فِضَّة ٍ نَفْسٌ عَلَى قَدَرٍ = لعاد من فضله لما صفا ذهباً
ما لفتى حسب إلا إذا كملت = أخلاقه وحوى الآداب والحسبا

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:29 AM
سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَدٌّ سَيْفٍ = لَدَى الهَيْجَاءِ يَحْسَبُهُ شِهَابا
وَأَسْمَرُ مِنْ رِمَاحِ الخَطِّ لَدْنٍ = شددت غرابه أن لا يحابا



حقيق بالتواضع من يموت = و يكفي المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا همومٍ = وحِرْصٌ لَيْسَ تُدْرِكُهُ النُّعُوْتُ



إِنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ = حسنٌ وإن كثيرة ممقوتُ
ما زلّ ذو صمتٍ وما من مكثرٍ = إلا يزل وما يعابُ صموتُ



إنَّما الدُّنيا فَنَاءٌ = ليس للدنيا ثبوت
إِنّما الدُّنيا كَبَيْتٍ = نسجتهُ العنكبوت



يا مؤثر الدنيا على دينه = والتَّائِهَ الحَيْرَانَ عَنْ قَصْدِهِ
أَصْبَحْتَ تَرْجُو الخُلْدَ فيها وَقَدْ = أبرز ناب الموت عن حده



ما وَدَّنِي أَحَدٌ إِلاّ بَذَلْتُ له = صفوَ المودَّة ِ مني آخر الأبدِ
و لا قلاني وإن كان المسيء بنا = إِلاَّ دَعَوْتُ له الرَّحْمنَ بالرُّشُدِ



وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى = وَمَنْ طَاْفَ بالبَيْتِ العَتِيْقِ وبالحَجْرِ
محمدُ لما خاف أن يمكروا به = فَوَقَّاهُ رَبِّي ذُو الجَلاْلِ مِنَ المَكْرِ



للناس حرص على الدنيا بتدبير = و صفوها لك ممزوجٌ بتكدير
كم من ملحٍّ عليها لا تساعده = و عاجز نال دنياه بتقصير



حرّض بنيك على الآداب في الصغر = كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبر
و إنما مثل الآداب تجمعه = ا في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر



تُؤَمِّلُ في الدُّنْيا طويلاً ولا تدري = إِذا حَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعْيشُ إلى الفَجْرِ
فكم مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِنْ غَير عِلَّة = ٍ و كم من عليل عاش دهراً إلى دهر



رأيت الدهر مختلفاً يدورُ = فَلاَ حزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُوْرُ
وقد بنت الملوك به قصوراً = فلم تبق الملوك ولا القصور

أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ = بعفوك من عقابك استجير
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ



العلم زين فكن للعلم مكتسباً = وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا
اركن إليه وثق بالله واغنَ به = وكن حليماً رزين العقل محترسا



الفضلُ من كرم الطبيعة = وَالمَنُّ مَفْسَدَة ُ الصَّنِيْعَه
و الخيرُ أمنع جانباً = مِنْ قِمَّة ِ الجَبَلِ المَنِيْعَه



دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا = وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ
وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَالِ = فلا تدري لمن تجمع



اصبرن يا بني فالصبر أحجى = كل حي مصيره لشعوب
قد بلوناك والبلاءُ شديدٌ = لفداء النجيب وابن النجيب



فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه = ولكنني في رحمة الله أطمع
فإِنْ يكُ غفرانٌ فذاك بِرَحْمَة ٍ = وإن لم يكن أجزى بما كنت أصنع



لك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا = تباركت تعطي من تشاء و تمنع
إلهي وخلاقي وحرزي و موئلي = إليك لدى الإعسار و اليسر أفزع

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:30 AM
قدم لنفسك في الحياة تزوداً = فلقد تفارقها وأنت مودع
وَاهْتَّمَّ لِلسَّفرِ القَرِيْبِ فإِنَّهُ = انآى من السفر البعيد واشسع



اعمل لدار البقاء رضوان خازنها = الجار احمد والرحمن بانيها
ارض لها ذهب والمسك طينتها = والزعفران حشيش نابت فيها



ما غاض دمعي عند نازلة = إلا جعلتك للبكا سببا
وإِذَا ذَكَرْتُكَ مَيِّتا سَفَحَتْ = عَيْنِي الدُّمُوعَ فَفَاضَ وَانْسَكَبَا



أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب
وَهَاشِمُ المُطْعِمُ فِي الْعَامِ السَغَبْ



أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ = أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظاً = لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا



نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا = وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرماً = ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى



دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ = ريح الصبا وعهودهنَّ سواءُ
يَكْسِرْنَ قَلْبَكَ ثُمَّ لاَ يَجْبُرْنَهُ = و قلوبهنَّ من الوفاء خلاءُ



نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا = وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرماً = ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى



و ما طلب المعيشة بالتمني = وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ في الدِّلاَءِ
تجئك بملئها يوماً ويوماً = تجئك بحمأة وقليل ماءِ



فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم = فكيف بهذا والمشيرون غيَّبُ
وَإِنْ كُنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيْمَهُم = فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ



أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ = أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظاً = لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا



لعمرك ما الإنسان إلا بدينه = فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الاسلامُ سلمانَ فارسٍ = وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيْفَ أَبَا لَهَبْ



أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ = وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ
خذلت نبياً خير من وطئ الحصى = فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ



ذهبَ الوفاء ذهابَ أمس الذاهب = و الناسُ بين مخاتلٍ ومواربِ
يفشون بينهم المودة والصفا = و قلوبهم محشوة ٌ بعقاربِ



لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ = وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى = عن كل ذي دنس كجلد الأجرب



فإن تسألني كيف أنت فإنني = صبورٌ على ريب الزمان صعيب
حَرِيْصٌ على أنْ لا يُرى بي كآبة ٌ = فيشمتَ عادٍ أو يُساءَ حَبيبُ

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:31 AM
يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله = يُصَدَّقُ فِي مَا قَاْلَ وَهْوَ كَذُوْبُ
وَيُزْرِي بِعَقْل المَرْءِ قِلَّة ُ مَالِهِ = يحمقه الأقوام وهو لبيبُ



غَاْلَبْتُ كُلَّ شَدِيْدَة ٍ فَغَلَبْتُهَا = وَالْفَقْرُ غَاْلَبنِيْ فَأَصْبَحَ غَالبِي
إن أبدهِ يصفح وإن لم أبده = يَقْتُلْ فَقُبِّحَ وَجْهُهُ مِنْ صَاْحِبِ



فلو كانت الدنيا تنال بفطنة = و فضل وعقل نلت أعلى المراتب
وَلَكِنَّمَا الأَرْزَاقُ حَظٌّ وَقِسْمَة ٌ = بِفَضْلِ مَلِيْكٍ لاْ بِحِيْلَة ِ طَاْلِبِ



أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ = إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة = أم حديد أم نحاس أم ذهب



سَلِيْمُ العِرْضِ مَنْ حَذِرَ الجَوَابا = وَمَنْ دَارَى الرِّجَالَ فَقَدْ أَصَابا
ومن هاب الرجال تهيبوه = و من يهن الرجالَ فلن يهابا



إلبس أخاك على عيوبه = و استر وغط على ذنوبه
واصبر على ظلم السفيه = وللزَّمانِ عَلَى خُطُوبهْ



عِلْمِي غَزِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُهَذَّبَة ٌ = و من تهذب يروي عن مهذبه
لَوْ رُمْتُ أَلفَ عَدُوٍ كنْتُ وَاجِدَهُم = و لو طلبتُ صديقاً ما ظفرت به

إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً = وإن شِئْتَ أنَّ تَزْدَادَ حُبًّا فزرْ غِبّا
منادمة الإنسان تحسن مرة = و ان اكثروا أدمانها أفسدوا الحبا



شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما = عينايَ حتى تأذنا بذهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما = فقد الشباب وفرقة الأحباب



مالي وقفت على القبور مسلماً = قَبْرَ الحَبِيْبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابِي
أحبيبُ ما لك لا تردُّ جوابنا = أنسيتَ بعدي خلة الأحبابِ



سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَة = ٌ حباني بها الطهرُ النبيُّ المهذبُ
و تعلم أني في الحروب إذا التظى = بِنيرَانِهَا اللَّيْثُ الهَمُوسُ المُرَجِّبُ



هذا لكم من الغلام الغالبي = مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ وَقَضَاءِ الوَاجِبِ
وَفَالِقِ الهَامَاتِ وَالْمنَاكِبِ = أَحْمِي بِهِ قَمَاقِمَ الكَتَائِبِ



أبى الله إلا أن صفين دارنا = وَدَارُكُمُ مَا لاحَ فِي الأُفْقِ كَوْكَبُ
إلى أَنْ تَمُوتُواأَوْ نَمُوتَ وَمَا لَنا = و ما لكم من حومة الحرب مهرب



إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها = على الناس طراً إنها تتقلب
فَلاَ الجُودُ يُفْنِيْهَا إذا هِيَ أَقْبَلَتْ = ولا البُخْلُ يُبْقِيْها إذا هِيَ تَذْهَبُ



قريح القلب من وجع الذنوب = نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي = فصار الجسم منه كالقضيب



حبيبٌ باتَ يأْسِرُني الحبيبُ = وَمَا لِسِوَاهُ في قَلْبِي نَصِيْبُ
حَبِيْبٌ غَاْبَ عَنْ عَيْنِي وَجِسْمِي = وَعَنْ قَلْبِي حَبِيْبِي لا يَغِيْبُ



صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ = و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها = سوداً ورأسك كالنعامة أشيب



دُبُّوا دَبِيْبَ النَّمْلَ لا تَفُوتوا = وأَصْبِحُوا بحَرْبِكم وَبِيْتُوا
حتى تنالوا الثأر أو تموتوا = أو لا فإني طالما عصيتُ



قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا = وَعَنْ قَلِيْلٍ تَصِيْرُ مَيْتا
بنيت بدار الفناء بيتاً = فَابْنِ بِدارِ البَقَاءِ بَيْتا



صبرتُ عن الملذات لما تولت = وأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَها فَاسْتَمَرَّتِ
وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهْ = فإن طمعت تاقت وإلا تسلت



ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة = ٌ يكرّان من سبت جديد إلى سبت
فقل لجديد الثوب لا بد من بلى = ً و قل لاجتماع الشمل لا بد من شت



أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ = ولا تنظري يا عين بالسرقات
فَكَمْ نَظْرَة ٍ قَادَتْ إلى القَلْبِ شَهْوَة = ً فأصبح منها القلب في حسرات



إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى = و كادت تذوب لهنَّ المهجْ
و حلَّ البلاء وبان العزاء = فعند التناهي يكونُ الفرجْ

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:32 AM
فلا تفش سرك إلا إليكَ = فإِنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصيحا
و إني رأيت غواة َ الرجال = لاَ يَتْركُونَ أَدِيما صَحيحا



أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي = معه ربيت وسبطاه هما ولدي
جدي وجدُّ رسول الله متحدٌ = و فاطمُ زوجتي لا قول ذي فند



تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى = وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة = ٍ وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد



لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا = ومن يبيت راكعا وساجدا
يدأب فيها قائماً وقاعداً = ومن يكر هكذا معاندا



مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا = وأَصْبحْتَ في يَوْمٍ عَلَيكَ شَهِيْدُ
فإن كنت في الأمس اقترفت اساءة = فثنِّ باحسان وأنت حميدُ



ذهب الذين عليهم وجدي = وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ وَحْدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه = شبران فهو بغاية البعد



ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم = اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها = على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً



الموت لا والداً يبقى ولا ولداً = هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
مات النبيُّ وَلَم يَخلُدْ لأُمَّتِه = لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا



بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة = ً و جربت حاليه من العسر واليسرِ
فلم أرَ بعد الدين خيراً من الغنى = ولَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ



ألم ترأن الفقريرجى له الغنى = وأن الغنى يخشى عليه من الفقر



ذهب الرجال المقتدى بفعالهم = وَالمُنكِرُونَ لِكُـلِ أمـرٍ مُنكَـرِ
وَبَقيتُ في خَلفٍ يُزَيِّنُ بَعضُهـم = بَعْضَا ليأخـذ مُعْـوِرٌ من معْـورِ



أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة = ٍ وَإِنِّي عَلَى تَرْكِ الْغُمُوْضِ قَدِيْرُ
وَمَا عَنْ عَمًى أُغُضِي وَلَكِنْ لَرُبَّمَا = تَعَامَى وَأَغْضَى المَرْءُ وَهْوَ بَصِيْرُ



سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ = كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ً = ولم يأكلوا من خير رطب ويابس



سأَمنَحُ مالي كُلَّ مَنْ جَاءَ طالبا = وأجعله وقفاً على القرض والفرض
فإِمّا كَرِيْمٌ صُنْتُ بالمالِ عِرْضَهُ = وإِمّا لئيمٌ صُنْتُ عَنْ لؤمِهِ عِرْضِيِ

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:39 AM
إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً = وإن شِئْتَ أنَّ تَزْدَادَ حُبًّا فزرْ غِبّا
منادمة الإنسان تحسن مرة = و ان اكثروا أدمانها أفسدوا الحبا



شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما = عينايَ حتى تأذنا بذهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما = فقد الشباب وفرقة الأحباب



مالي وقفت على القبور مسلماً = قَبْرَ الحَبِيْبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابِي
أحبيبُ ما لك لا تردُّ جوابنا = أنسيتَ بعدي خلة الأحبابِ



سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَة = ٌ حباني بها الطهرُ النبيُّ المهذبُ
و تعلم أني في الحروب إذا التظى = بِنيرَانِهَا اللَّيْثُ الهَمُوسُ المُرَجِّبُ



هذا لكم من الغلام الغالبي = مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ وَقَضَاءِ الوَاجِبِ
وَفَالِقِ الهَامَاتِ وَالْمنَاكِبِ = أَحْمِي بِهِ قَمَاقِمَ الكَتَائِبِ



أبى الله إلا أن صفين دارنا = وَدَارُكُمُ مَا لاحَ فِي الأُفْقِ كَوْكَبُ
إلى أَنْ تَمُوتُواأَوْ نَمُوتَ وَمَا لَنا = و ما لكم من حومة الحرب مهرب



إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها = على الناس طراً إنها تتقلب
فَلاَ الجُودُ يُفْنِيْهَا إذا هِيَ أَقْبَلَتْ = ولا البُخْلُ يُبْقِيْها إذا هِيَ تَذْهَبُ



قريح القلب من وجع الذنوب = نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي = فصار الجسم منه كالقضيب



حبيبٌ باتَ يأْسِرُني الحبيبُ = وَمَا لِسِوَاهُ في قَلْبِي نَصِيْبُ
حَبِيْبٌ غَاْبَ عَنْ عَيْنِي وَجِسْمِي = وَعَنْ قَلْبِي حَبِيْبِي لا يَغِيْبُ



صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ = و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها = سوداً ورأسك كالنعامة أشيب



دُبُّوا دَبِيْبَ النَّمْلَ لا تَفُوتوا = وأَصْبِحُوا بحَرْبِكم وَبِيْتُوا
حتى تنالوا الثأر أو تموتوا = أو لا فإني طالما عصيتُ

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:40 AM
قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا = وَعَنْ قَلِيْلٍ تَصِيْرُ مَيْتا
بنيت بدار الفناء بيتاً = فَابْنِ بِدارِ البَقَاءِ بَيْتا



صبرتُ عن الملذات لما تولت = وأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَها فَاسْتَمَرَّتِ
وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهْ = فإن طمعت تاقت وإلا تسلت



ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة = ٌ يكرّان من سبت جديد إلى سبت
فقل لجديد الثوب لا بد من بلى = ً و قل لاجتماع الشمل لا بد من شت



أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ = ولا تنظري يا عين بالسرقات
فَكَمْ نَظْرَة ٍ قَادَتْ إلى القَلْبِ شَهْوَة = ً فأصبح منها القلب في حسرات



إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى = و كادت تذوب لهنَّ المهجْ
و حلَّ البلاء وبان العزاء = فعند التناهي يكونُ الفرجْ



فلا تفش سرك إلا إليكَ = فإِنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصيحا
و إني رأيت غواة َ الرجال = لاَ يَتْركُونَ أَدِيما صَحيحا



أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي = معه ربيت وسبطاه هما ولدي
جدي وجدُّ رسول الله متحدٌ = و فاطمُ زوجتي لا قول ذي فند



تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى = وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة = ٍ وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد



لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا = ومن يبيت راكعا وساجدا
يدأب فيها قائماً وقاعداً = ومن يكر هكذا معاندا



مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا = وأَصْبحْتَ في يَوْمٍ عَلَيكَ شَهِيْدُ
فإن كنت في الأمس اقترفت اساءة = فثنِّ باحسان وأنت حميدُ



ذهب الذين عليهم وجدي = وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ وَحْدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه = شبران فهو بغاية البعد



ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم = اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها = على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً



الموت لا والداً يبقى ولا ولداً = هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
مات النبيُّ وَلَم يَخلُدْ لأُمَّتِه = لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا



بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة = ً و جربت حاليه من العسر واليسرِ
فلم أرَ بعد الدين خيراً من الغنى = ولَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:42 AM
ألم ترأن الفقريرجى له الغنى = وأن الغنى يخشى عليه من الفقر



ذهب الرجال المقتدى بفعالهم = وَالمُنكِرُونَ لِكُـلِ أمـرٍ مُنكَـرِ
وَبَقيتُ في خَلفٍ يُزَيِّنُ بَعضُهـم = بَعْضَا ليأخـذ مُعْـوِرٌ من معْـورِ



أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة = ٍ وَإِنِّي عَلَى تَرْكِ الْغُمُوْضِ قَدِيْرُ
وَمَا عَنْ عَمًى أُغُضِي وَلَكِنْ لَرُبَّمَا = تَعَامَى وَأَغْضَى المَرْءُ وَهْوَ بَصِيْرُ



سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ = كأنهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ً = ولم يأكلوا من خير رطب ويابس



سأَمنَحُ مالي كُلَّ مَنْ جَاءَ طالبا = وأجعله وقفاً على القرض والفرض
فإِمّا كَرِيْمٌ صُنْتُ بالمالِ عِرْضَهُ = وإِمّا لئيمٌ صُنْتُ عَنْ لؤمِهِ عِرْضِيِ

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:44 AM
عَجَبا لِلَّزمانِ في حَالَتَيْهِ = وبلاء ذهبت من إليه
رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنْهُ فلمّا = صرت في غيره بكيت عليه



لا تعتبنَّ على العباد فإنما = يَأْتِيكَ رِزْقُكَ حِيْنَ يُؤْذَنُ فيه
سَبَقَ القَضَاءُ لِوَقْتِهِ فَكَأَنَّهُ = يَأْتِيكَ حِيْنَ الوَقْتِ أَوْ تَأْتِيهِ



أَرَى حُمُرا تَرْعَى وَتَأَكُلُ ما تَهْوَى = وأسداً جياعاً تظمأ الدهر ما تروي
وَأَشْرَافَ قَوْمٍ ما يَنالُونَ قُوتَهم = وَقَوما لِئاما تَأْكُلُ المَنَّ والسَّلْوَى



ماذا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَة َ أَحْمَدٍ = أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا
صبّت عليَّ مصائبُ لو أنها = صبّت على الأيام عُدنّ لياليا



ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني = وأَرَّقَنِي لَمَّا اسْتَهَلَّ مُنَادِيا
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا رَأَيْتُ الَّذِي أَتى = أغير رسول الله أصبحت ناعيا



إذا أظمأتك أكفُّ الرجال = كَفَتْك القَناعَة ُ شَبْعا وَرِيّا
فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَرَى = وهامة همّته في الثريا

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:45 AM
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً = فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ = يدعو عليك وعين الله لم تنم



لا تُودِعِ السِّرَّ إِلاّ عِنْدَ ذي كَرَمٍ = والسِّرُّ عِنْدَ كِرَامِ النَّاسِ مَكْتُومُ
والسِّرُّ عِندِيَ في بيتٍ لَهُ غَلَقٌ = قد ضاع مفتاحه والبيت مختوم



تنزه عن مجالسة اللئام = وألمم بالكرام بني الكرام
وَلاَ تَكُ وَاثِقا بالدَّهْرِ يَوْما = فإن الدهر منحلّ النظام



كَمْ مِنْ أَدِيْبٍ فَطِنٍ عَالِمٍ = مستكمل العقل مقلٍ عديم
وَمِنْ جَهُولٍ مُكْثِرٍ مالَهُ = ذَلِكَ تقدِيْرُ العَزِيزِ العَلِيمْ



أتصبر للبلوى عزاء وحسبة = فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهائِمِ!
خُلقنا رجالاً للتجلد والأسى = وتلك الغواني للبُكا والمآتم



وإذا طلبت إلى كريم حاجة = ً فَلِقَاؤُه يَكْفِيكَ وَالتَّسليمُ
وَإِذا رأك مُسَلِّما ذَكَرَ الَّذي = حمّلته فكأنه مبرومُ



أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ = وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي = وعند الله تجتمعُ الخصومُ



سلِ الأيام عن أمم تقضت = ستخبرك المعالم والرسوم
تَرُوْمُ الخُلُدَ في دارِ المَنايا = فَكَمْ قَدْ رَامَ مِثْلُكَ ما تَرُومُ



لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ = فإنَّ ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزانته = فإنما الأمر بين الكاف والنون



لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ = إن المكاره لم تزل متباينه
كم نعمة لم تستقل بشكرها = للِه في طَيِّ المَكَارِهِ كامِنَهْ



قد عرف الحرب العوان أني = بازلٌ عاملين حديث سنِّ
سنحنح الليل كأني جني = استقبل الحرب بكل فن



هذا زمان ليس إخوانه = يَا أَيُّهَا المَرْءُ بِإِخْوانِ
إِخْوانُهُ كُلُّهُمُ ظَالِمٌ = لهم لسانان ووجهان



دُنْيا تَحُولُ بأَهْلِها = في كل يوم مرتين
فغدوّها لتجمُّعٍ = وَرَواحُها لِشَتَاتِ بَيْنِ



الصَّبْرُ مِفْتَاحُ ما يُرَجَّى = وكل خير به يكون
فاصْبِرْ وَإِنْ طالَتِ اللَّيالي = فَرُبَّما طاوَعَ الحُزُونُ



هَوِّنِ الأَمْرَ تَعِشْ في راحَة = ٍ كُلَّما هَوَّنْتَ إلاَّ سَيَهُونُ
ليس أمر المرء سهلا كله = إنما المرء سهولٌ وحزون



صن النفس واحملها على ما يزينها = تعش سالما والقول فيك جميل
يعز غني النفس إن قلَّ ماله = ويغنى غني المال وهو ذليل



هَبِ الدّنْيا تُساقُ إلَيْكَ عَفْواً، = أليس مصير ذاك إلى الزوال
فَما تَرْجو بشيءٍ ليسَ يَبقَى = ، وشيكاً ما تغيّره الليالي



إِذا اجْتَمَعَ الاڑفاتُ فالبُخْلُ شَرُّها = وشَرٌّ مِنَ البُخْلِ المواعِيدُ والمَطْلُ
ولا خير في وعد إذا كان كاذباً = ولا خير في قول إذا لم يكن فعلُ



يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ = وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ
الموت يأتي بغتة = ً والقبر صندوق العمل



لنقلُ الصخر من قلل الجبال = أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِنَنِ الرَّجَالِ
يَقُولُ النَّاسُ لي في الكسْبِ عارٌ = فقلت العار في ذل السؤال



فإن تكن الدنيا تعدُّ نفيسة = ً فإنَّ ثواب الله أعلى وأنبل
وَإنْ تَكُنِ الأَرْزاقُ حَظاً وقِسْمَة = ً فقلة حرص المرء في الكسب أجملِ



فلا تكثرنَّ القولَ في غير وقته = وأدمن على الصمت المزيّن للعقل
يَمُوتُ الفَتَى في عَثْرَة ٍ بِلِسَانِهِ = وَلَيْسَ يَمُوتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَة الرِّجْلِ



فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِضَيْفٍ نَزَلْ = وَأَسْتَوْدِعُ اللَه إِلفا رَحَلْ
تولى الشباب كأن لم يكن = وحلَّ المشيب كأن لم يزل

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:47 AM
الحَمْدُ للِه الجَمِيْلِ المُفْضِلِ = المسبغ المولي العطاءُ المجزل
شُكْرا على تَمْكِيْنِهِ لِرَسُولِهِ = بالنَّصْرِ مِنْهُ على البُغَاة ِ الجُهَّلِ



فداري مُناخٌ لِمَنْ قَدْ نَزَلْ = وَزَادِي مُبَاحٌ لِمَنْ قَدْ أَكَلْ
أُقدِّمُ ما عِنْدَنا حاضِرا = وإن لم يكن غير خبز وخل



إذا قربت ساعة يالها = وَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَها
تَسِيرُ الجبالُ على سُرْعَة = ٍ كَمَرِّ السِّحَابِ تَرَى حَالَها



لَوْ كَاْنَ هَذَا العِلْمُ يَحْصُلُ بالمُنَى = مَا كَان يَبْقَى في البَرِيَّة ِ جَاهِلُ
إِجْهَدْ ولا تَكْسَلْ وَلاَتَكُ غافِلاً = فَنَدَامَة ُ العُقْبَى لِمَنْ يَتَكاسَلُ



كَآسَادِ غِيلٍ وأَشْبَالِ خِيْسٍ = غَداة َ الخَمِيْسِ بِبِيْضٍ صِقَالِ
تجيدُ الضراب وحزَّ الرقاب = أَمَامَ العِقَابِ غَداة َ النِّزالِ



صبر الفتى لفقره يجُّله = وَبَذْلُهُ لِوَجْهِهِ يُذِلُّهُ
يكفي الفتي من عيشه أقله = الخُبْزُ لِلْجَائِعِ أُدْمٌ كُلُّهُ



خَوَّفَنِي مُنَجِّمُ أَخُو خَبَلْ = تراجع المريخ في بيت الحمل
فقلت دعني من أكاذيب = الحيل المشتري عندي سواء وزحل



أعينيَّ جواداً بارك الله فيكما = عَلى هَالِكَيْنِ لاَ يُرَى لَهُمَا مِثْلا
على سيّد البطحاء وابن رئيسها = وسيدة النسوان أول من صلى



إنَّ يومي من الزبير ومن طلـ = حة فيما يسوءني لطويل
ظلماني ولم يكن علم اللـ = إلى الظُّلْمِ لي لِخَلْقٍ سَبِيْلُ



أَلاَ باعَدَ اللُه أَهْلَ النِّفاقِ = وَأَهْلَ الأَرَاجِيْفِ وَالبَاطِلِ
يقولون لي قد قلاك الرسول = فخلاك في الحالف لخاذل



أَنا الصَّقْرُ الذي حُدِّثْتَ عَنْهُ = عتاق الطير تنجدل انجدالا
وقاسيت الحروب أنا ابن سبع = فلما شبتُ أفنيت الرجالا



لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّها = إذا قيل قدمها حضين تقدما
وَيَدْنُو بها في الصَّفِّ حَتَّى يُزِيْرَهَا = حِمَامَ المَنَايا تَقْطُرُ المَوْتَ والدِّما



وَلَمَّا رَأَيْتُ الخَيْلَ تُقْرَعُ بالقَنَا = فوارسها حمرُ العيون دوامي
وأقبل رهج في السماء كأنه = غَمَامَة ُ دَجْنٍ مُلْبَسٍ بِقَتَامِ

أسامي عابرة
27-01-2012, 05:49 AM
أفاطم هاكِ السيف غير ذميم = فلست برعديد ولا بلئيم
أفاطم قد ابليت في نصر أحمدٍ = وَمَرْضَاة رَبٍّ بالعِبَادِ رَحِيْمِ



إذا كنت في نعمة فارعها = فإنَّ المعاصي تزيل النَّعَم
فإن تعط نفسك آمالها = فعند مناها يحلُّ الندم



وَكُنْ مُوسِرا شَئْتَ أو مُعْسِرا = لا بدَّ في الدني من الغم
دنياك بالأحزان مقرونة = لا تقطع الدنيا بلا هم



جَزَى اللُه عَنِّي عُصْبَة ً أَسْلَمِيَّة = ً صِبَاحَ الوُجُوهِ صُرِّعوا حَوْلَ هاشِمِ
شَقِيْقٌ وَعَبْدُ اللِه بِشْرٌ وَمَعْبَدٌ = وَسُفْيَانُ وَابْنا هاشِمٍ ذي المَكارِمِ



أبا طالب عصمة المستجير = وغيث المحول ونور الظلم
لَقَدْ هَدَّ فَقْدُكَ أهل الحِفاظِ = فصل عليك وليُّ النّعم



يا عَمْرُو قَدْ لاقَيْتَ فارِسَ هِمَّة = ٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ مُعَاوِدَ الإِقْدَامِ
مِنْ آلِ هاشِمَ مِنْ سَنَاءٍ باهِرٍ = وَمُهَذَّبِينَ مُتَوَّجين كِرَامِ



اللُه أَكْرَمَنا بِنَصْرِ نَبِّيهِ = وَبنا أقام دَعَائِمَ الإِسْلاَمِ
وَبنَا أَعَزَّ نبيَّه وَكِتَابَه = وأَعَزَّنَا بالنَّصْرِ والإقْدَامِ



فما نوب الحوادث باقيات = ولا البؤس تدوم ولا النعيم
كما يَمْضي سُرورٌ وَهْوَ جَمٌّ = كذلك ما يَسُوْءُك لا يَدُومُ



أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ = جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل موده = وَشِدَّة َ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ