المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من كفارة للغيبة ؟؟؟


وجدان_عمر
03-05-2006, 06:36 PM
هل من كفارة للغيبة ؟
و بارك الله فيكم

( أم عبد الرحمن )
03-05-2006, 07:05 PM
********************
هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب أم لا بد من إعلامه ؟

وقال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه الكلم الطيب والعمل الصالح :

من اغتاب أخاه المسلم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته بقول اللهم اغفر لنا وله . ذكره البيهقي في الدعوات الكبير ، قال وفي إسناده ضعف . قال وهذه المسألة فيها قولان للعلماء ، وهما روايتان عن الإمام أحمد ، وهما هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب أم لا بد من إعلامه وتحلله . قال والصحيح أنه لا يحتاج إلى إعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها . قال وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره .

والذين قالوا لا بد من إعلامه جعلوا الغيبة كالحقوق المالية . والفرق بينهما ظاهر ، فإن في الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته إليه ، فإن شاء أخذها وإن شاء تصدق بها ، وأما في الغيبة فلا يمكن ذلك ولا يحصل له بإعلامه إلا عكس مقصود الشارع ، فإنه يوغر صدره ويؤذيه إذا سمع ما رمي به ، ولعله يهيج عداوته ولا يصفو له أبدا . وما كان هذا سبيله فإن الشارع الحكيم لا يبيحه ولا يجوزه فضلا عن أن يوجبه ويأمر به ، ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها . انتهى .

وأما ذكر الحافظ ابن الجوزي لحديث إن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته في الموضوعات ، فقد تعقبه الجلال السيوطي في البديعات بما يشعر أنه ضعيف لا موضوع ، فإنه قال حديث أنس أخرجه البيهقي في الدعوات وقال في هذا الإسناد ضعف وله شاهد عن عبد الله بن المبارك من قوله أخرجه البيهقي في الشعب ، وأورد له شاهدا حديث حذيفة ** كان في لساني ذرب على أهلي فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين أنت من الاستغفار ، ثم أوله على أن الأمر بالاستغفار ، رجاء أن يرضي الله عنه خصمه يوم القيامة ببركة استغفاره ** . هذا كلامه بحروفه ، ولا يخفى أن في رائحة كلامه أن الحديث حسن لغيره .

وذكر ابن عبد البر في كتابه بهجة المجالس قال حذيفة رضي الله عنه : كفارة من اغتبته أن تستغفر له . وقال عبد الله بن المبارك لسفيان بن عيينة : التوبة من الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته ، فقال سفيان بل تستغفره مما قلت فيه ، فقال ابن المبارك : لا تؤذه مرتين قال في الآداب الكبرى : ومثل قول ابن المبارك اختار الشيخ تقي الدين وابن الصلاح الشافعي في فتاويه . وقال شيخ الإسلام رضي الله عنه بعد أن ذكر الروايتين في المسألة المذكورة : فكل مظلمة في العرض من اغتياب صادق وبهت كاذب فهو في معنى القذف ، إذ القذف قد يكون صادقا فيكون غيبة ، وقد يكون كاذبا فيكون بهتا ، واختار أصحابنا أنه لا يعلمه بل يدعو له دعاء يكون إحسانا إليه في مقابلة مظلمته كما روي في الأثر ، وهذا أحسن من إعلامه ، فإن في إعلامه زيادة إيذاء له ، فإن تضرر الإنسان بما علمه من شتمه أبلغ من تضرره بما لا يعلم . ثم قد يكون ذلك سبب العدوان على الظالم أولا إذ النفوس لا تقف غالبا عند العدل والإنصاف ، ففي إعلامه هذان الفاسدان . وفيه مفسدة ثالثة ولو كانت بحق وهو زوال ما بينهما من كمال الألفة والمحبة أو تجدد القطيعة والبغضة والله تعالى أمر بالجماعة ونهى عن الفرقة ، وهذه المفسدة قد تعظم في بعض المواضع أكثر من بعض ، وليس في إعلامه فائدة إلا تمكينه من استيفاء حقه كما لو علم فإن له أن يعاقب إما بالمثل إن أمكن أو بالتعزير أو بالحد . وإذا كان في الإيفاء من الجنس مفسدة عدل إلى غير الجنس ، كما في القذف والفرية والجراح إذا خيف الحيف . وهنا قد لا يكون حقه إلا في غير الجنس ، أما العقوبة أو الأخذ من الحسنات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ** من كانت عنده مظلمة لأخيه في دم أو مال أو عرض فليأته فليستحله قبل أن يأتي يوم ليس فيه درهم ولا دينار إلا الحسنات والسيئات ، فإن كان له حسنات أخذ من حسنات صاحبه فأعطيها وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئاته فألقيت على صاحبه ثم يلقى في النار ** وإذا كان كذلك فيعطيه في الدنيا حسنة بدل الحسنة ** إن الحسنات يذهبن السيئات ** فالدعاء له والاستغفار إحسان إليه ، وكذلك الثناء عليه بدل الذم له ، وهذا عام فيمن طعن على شخص أو لعنه أو تكلم بما يؤذيه أمرا أو خبرا بطريق الاقتداء أو التحضيض أو غير ذلك ، فإن أعمال اللسان أعظم من أعمال اليد حيا أو ميتا ، حتى ولو كان ذلك بتأويل أو شبهة ثم بان له الخطأ ، فإن كفارة ذلك أن يقابل الإساءة إليه بالإحسان بالشهادة له بما فيه من الخير والشفاعة له بالدعاء ، فيكون الثناء والدعاء بدل الطعن واللعن . ويدخل في هذا الطعن واللعن الجاري بتأويل سائغ أو غير سائغ ، كالتكفير والتفسيق ونحو ذلك مما يقع بين المتكلمين في أصول الدين وفروعه ، كما يقع بين أصناف الفقهاء والصوفية وأهل الحديث وغيرهم من أنواع أهل العلم والنهى ، من كلام بعضهم في بعض تارة بتأويل مجرد وتارة بتأويل مشوب بهوى وتارة بهوى محض ، بل تخاصم هذا الضرب بالكلام والكتب كتخاصم غيرهم بالأيدي والسلاح ، وهو شبيه بقتال أهل العدل والبغي والطائفتين الباغيتين والعادلتين من وجه .

نقلا من موقع : al-islam.com

وهذا رابط آخر للاستزادة
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=66515&Option=FatwaId

أبو البراء
12-05-2006, 06:53 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( الجنة الخضراء ) ، فقد كفيتنا المؤونة في الرد ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0