المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رآئحة الـخـبـز ,,,


الروح والريحان
20-05-2011, 05:44 PM
قصـه رآقــت لي فأحببت أن تشآركوني المتعـه
/
\
ذاك الشارع
الكبير أشعر أنه مازال يرددني ....... وتلك الابوابه الكبيره المغلقه
بسلاسل قديمه متأكله تناديني حيث أصبحت هي هشه كا لبسكويت الذي يصنعه العم
( عبد القادر ) الذي هو الآخر يشتكي من الغربه فقد أصبحت الارض خاليه من
المخبز ومن ساكنيها

مازالت أشجار الورود المعمره وأشجار الزينه العاليه وهي تعانق السماء فقط هي الوحيده التي تقبع في ذلك المكان
تردد صدى من مّر هنا يوماً وكأنها تصّر على ترديد
الوفاء واثباته لكل الراحلين عنها بعبقها المنتشر هنا تأهباً لحضورهم
لتخبرهم عمّ أحدث الزمان بعدهم وتزهر لهم زهوراً أجمل من الماضي بكثير
هنا تبدو السماء كماهي جميله واضحه صافيه لان الارض تزهو بارتفاعها لتكشف عن وجه آخر للجمال في تلك المنطقه الجميله في المدينه
كنت طفله في الخامسه من عمري وبضفيرتين وأحياناً بشعر
يتناثر بفوضويه على كتفي يميل الى الحمره وكان لصغر حجمي جمالاً آخر
يميزني وبوجه عابساً صغيرالملامح وغرة تنساب بعفويه باتجاه عينيي للتظللهم
من الشمس وأحياناً اتصنع ابداء الشعيرات لاغمض جفنيي اتقاء رؤية من لاأحب
رؤيته
كان فهد ورفاقه يتدربون صباحاً كل يوم فقد تعودوا على
رؤيتنا وتعودنا على رؤيتهم ( سهى .. سامي ) أخوتي كانوا يحبون لباسهم
ويعشقون وضعية السلاح في احزمتهم فكانوا يلقون عليهم التحيه كل صباح
بطريقتهم العسكريه فهم ضرفاء ودودين كنت أنا وأختي
( امل ) معهما مرافقين كالعاده كانا في المقدمه ونحن
نسيردائماًخلفهما فهما اللذان يحملان الخبز ويأكلان الرغيف الاول وهما
يتحدثان مع بعضهما او مع من يصادفهم من ابناء الجيران وانا (نهلا ) و (
أمل ) في انتظار مايجودان به من الخبز علينا فهما يمتنان علينا بأحذنا
معهم الى المخبز

كان ( فهد ) عندما يرانا جميعاً يخفض رأسه بحثاً عني
واذا وقعت عيناه علي بدات ملامح وجهي تزداد عبوساً وجفوه بينما هو يزداد
سعاده وانسا ... يمسك بي عنوه وانا أحاول الابتعاد عنه فيقذف بي عالياً
الى السماء ... يجعلني حيناً على الشجره وحيناً آخر على كتفيه ... فيزداد
ضحكاً ... وانا أبكي ... يزداد سعاده وأنا أغضب ... يزداد انشراحاً وانا
عابسه

-انظر الى أخوتي باستعطاف علهم يخلصوني من بين يديه ومن
مزاحه الثقيل وفي نفسي اردد : هذا مجنون ( كصويلح ) ابن الجيران فازداد
خوفاً منه
استنجد ( بسهى ) و ( سامي ) انادي بابا .. وماما ولكن مامن مجيب ولكني أتفاجأ باخوتي يتضاحكون بل ويقهقون واشتاط غضباً
فلا أجد طريق للدفاع عن نفسي الاالهجوم عليه فا تشبث به أكثر وابدأ بلطم على وجهه .. كتفه .. صدره فيزداد ضحكاً وقهقه وسعاده
وانا أشعر بالعجز والخيبه فهو جبل لايتألم !!! اهدده
بأخي الاكبر ( جمال ) قائله: سأخبر ( جمال ) ليضربك ولكن مايؤ سفني
ويشعرني باليأس والعجز انه أكبر منه سناً واضخم منه جسداً
فانا لاأشعر بالراحه والطمأنينه حتى أصل الى المنزل
حينئذ اعاتب أخوتي وأخبر امي فيتهموني بالجنون !! ( سهى ) تقفز من مكانها
غاضبه وبصوت عالي تقول : من هذا الذي يجد من يحمله ويهتم به ويرفعهاالى
السماء تدليلاً ويغضب !!! انت محظوظه .. لابل مجنونه ... تظل أمي تنصت لحد
يثنا وهي تبتسم

تمر الايام وانا أرفض الذهاب معهم رغم ان قلبي يتقطع ألماً فهم يخرجون أمامي في كل صباح الى ذاك الشارع الكبير وانا هنا وحيده
في انتظارهم حتى ابناء الجيران يخرجون هم ايضاً لشراء الخبز وفي طريقهم يلعبون وتدور بينهم أحاديث شيقه !! والسبب في عدم ذهابي ؟
ذاك الرجل الذي يدعى ( فهد ) كم كرهته كنت أخشى ان أخبر
أخي ( جمال ) لانه كان يملك مسدس بصفه دائمه ويحمله معه في كل مكان
فالسكوت أفضل !! وعندما يعودون أخوتي من المخبز ..أفرح بمجئيهم ففي تلك
الفتره القصيره التي غابوا فيها عني لشراء الخبز أفتقدتهم !! اقبل عليهم
ولاأملك الا سؤال واحد ....هل جاء ذاك ا لرجل ؟؟ فيجيبون : نعم وهو يسئل
عنك وعن صحتك ...فازداد له كرهاً
في ذاك اليوم استيقظت وانا شجاعه !! حين قررت الذهاب
تـــــــــــــحدياً لهم لتندرهم الدائم بي ! وكانت المفأجاه الساره ؟!
انني لم اره في هذا الصباح ..آه ... كنت سعيده بغيابه مشينا ... ضحكنا ..
لعبنا قليلاً ثم دخلنا الى المخبز واناأضع وجهي على زجاج العرض الداخلي
لارى البسكويت بانواعه ... وانظر الى جمال الكعك
حبن يتزين بالكريمه الملونه !! لتقع عيناي فجأه على ذاك الحذاء الكبير
السميك والبنطال العسكري أركض والوذ بأختي ( سهى ) هذاهو
)فهد ) يهرول بسرعه حتى يصل الي
كالعاده لايهمه ردت فعلي فهو ينادي : نهلا .. نهلا ..أقتربي فقد جئت انظري
الي ... يتعالى صراخي .. ابكي فتخبئني ( سهى ) جيداً خلفها للتهدي من روعي
فما تلبث الا قليلاًُ !! وتمسك بي وتدفعني إليه قائله : نهلا سلمي عليه
فقد جاء يسئل عنك وبسرعه يحملني وهو متلهف فرح يرفعني على طاولة المخبز
وهو يقول: نهلا انت قبيحه
شعرك ليس جميل ... لونه المحمر بشع
انظر إليه بكل غضب وحقد وكره !! كيف لهذه المشاعر ان
تجتمع في عيني من خلال شخص واحد يدعى ( فهد ) وفي هذا الصباح والذي أحسبه
سعيداً بالنسبه لي
يمسك شعري ... يبعثره ... يطلق الشريط الحريري الذي
يجمعه في الهواء وانا أضرب يديه في كل حركه وهو يضحك يستمر باللهو في شعري
فاعض يديه بقوه فيغرق ضحكاً وكأن هناك شخص آخر معه يدغدغه حينئذ أجزم انه
مجنون آ خر يعيش حولنا ....أحوتي باستغراب قائلين: نهلا كفي يديك عنه ...
ابكي فمعه لا حيلة لي الا البكاء وانتظار لفرج ! والمتمثل بانزالي الى
الارض

ومع الايام كان لابد لي ان انقبله على مضض لاني أكتشفت
ان أفضل طريق لتعامل معه نظراً لجنونه في أعتقادي تجاهله والتقطيب في وجهه
عله ينثني عني ويتركني ولكنه يزداد تعلقاً بي ... و ازداد بغضاً له

مرت الايام سريعه متتاليه وفي يوم بارد كالعاده خرجت ( سهى .. امل ) بينما تأخرت ( انا .. و سامي ) لان سامي كعادته
كان يصلح لابن الجيران دراجته وفور اانتهاءه ذهبنا مسرعين للحاق بهم لشراء الخبز


وامام البوابه الكبيره كانت سيارتهم العسكريه المكشوفه
قد أحتشد بها جميع العسكريين وبما فيهم ( ذاك الرجل ) وهم يرتدون زيهم
بكامله ... تبدو أشكالهم هذا اليوم في نظري جميله !! فالراحه تبدو على
وجوههم وهم يجلسون بشكل منتظم كان ( هو ) يجلس على الجانب الايمن والسياره
على أهبة الاستعداد للتحرك بينما انا وسامي مسرعين نحو المخبز لنرى الفران
وهو يخرج الخبز الحار حين تفوح رائحته ويمتزج ببرودة الصباح مودعاً يد
الخباز والمخبز

وفي طريقنا المعتاد أقتربنا من السياره بمسافه حينئذ
قفز ( فهد ) كا النسر ليلتقفني من الارض بكل رفق وحنان ولاول مره بعد كل
هذا الوقت ارى ان له عينان تختلف عن تلك التي طالما نظرت إليها بتخوف من
قبل فهي تفيض بالحنان والرحابه كنت أنظر إليها بكل تركيز فلم انتبه اليوم
الى قبعته ... مسدسه أو الى شاربيه او الى فضاضته بالحديث فهو مختلف كا
ختلاف هذا الصباح !! في هذه المره لم أضربه ... ولم ابكي ولم أتضجر
ولمأطلب منه ان ينزلني في تلك اللحظه تمنيت ان لا أنزل !؟ لاني شعرت
بقيمته وبأنه شي غالي لدي ونفيس


جاء أخوتي والتفوا حولنا واذا ( بفهد ) يخبرهم انه لن
يعود مرة أخرى لان دورتهم انتهت وهذا هو اليوم الاخير لهم في هذه المدينه
الرائعه والتي أجمل مافيها صباحها حين تتواجد هنا ( نهلا ) كنت أسمع
الكلام ولا أعي منه الا انني جميله وانه لن يعود مرة أخرى
وانا مازلت متشبثه به أنزلني دون مقاومه ... ودون طلب
... ودون صراخ قبلني ومضى وقد وقف زملائه ينادونه بشده فقد حان وقت الرحيل
!! وقفت هكذا مذهوله وأنا ارى السياره مسرعه بينما عينيي تعلقت به وهو
ينادي : نهلا .. نهلا وداعاً ملوحاً بيديه وأخوتي يلوحون له بقوه وأنا
عاجزه ... أفتقده وأفتقد مزاحه الثقيل وأفتقد صباحه وأنا اراه يودع امامي
أختفت السياره عن أنظارنا حينئذ رفعت يدي ملوحه والدموع تبلل وجهي بصمت فهو لن يعود ولن أراه مرة أخرى
هنا في هذا اليوم وفي هذا الوقت وفي هذا المكان عرفت
معنى الوداع حين علمني ( هو ) الوداع في تلك السن الصغيره درساً كبيراً
تعلمته وأعتقدت انني أستوعبته فحينما كُبرت كنت مرتبطه بوادعه ورائحة
الخبز وذاك الشارع وتلك البوابه واشجار الورد كُبرت وأنا مازلت صغيره على
الوداع كما لوكنت طفله ....


,’
منقول