المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنواعُ تَعبِير الرُّؤيا الصَّالحةِ"الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري"


أحمد سالم ,
06-05-2011, 02:26 PM
سورةُ يُوسُفَ
أنواعُ تَعبِير الرُّؤيا الصَّالحةِ
قال الله تعالى في شأن يوسف صلّى الله عليه و سلّم : ﴿ وَ دَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنيۤ أَرَانِيۤ أَعْصِرُ خَمْراً وَ قَالَ ٱلآخَرُ إِنِّي أَرَانِيۤ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ ( يوسف : 36 ) .
ذكر الله ههنا نوعين من الرّؤى ، فلا بدّ أن يكون في ذلك حكمةٌ ؛ لأنّ الله لا يقصُّ علينا ما لا فائدة فيه ، و الجوابُ يُعلم من تأويل يوسف صلّى الله عليه و سلّم لهما ، فقد أخبر الله أنّ يوسف صلّى الله عليه و سلّم عبّرها فقال : ﴿ يٰصَاحِبَيِ ٱلسجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَ أَمَّا ٱلآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴾ ( يوسف : 41 ) ، فكان تعبيره للأولى مطابقاً لظاهرها ، و أمّا الثّانية فقد كان تعبيره لها على خلاف ذلك ؛ لنستفيدَ نحن أنّ تأويل الرّؤيا على قسمين :
- منه ما هو حقيقةٌ ، فيُعبّر على ظاهره ، و من ذلك أيضاً تعبير الخليل إبراهيم صلّى الله عليه و سلم الرّؤيا الّتي قصّها الله علينا في سورة الصّافات بظاهرها ، كما قال الله تعالى : ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَني أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ﴾ ( الصّافات : 102 ) ، و معلومٌ أنّ إبراهيم صلّى الله عليه و سلّم ذهب يعمل بحقيقتها ، كما قال سبحانه : ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ . وَ نَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ . قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ ( الصّافات : 103-105 ) ، و في هذا ردٌّ على من يعتقد أنّ الرّؤى لا تؤوّل إلاّ بعكسها .
- و منه ما هو مثلٌ لا حقيقةٌ ، فيحتاج في تعبيره إلى النّظر في الأمثال و النّظائر ليُخرَّج عليها ، و قد سألتُ عن ذلك شيخَنا الشّيخ عبد المحسن بن حمد البدر ، - حفظه الله من كلّ سوء – فأجابني بما لخّصته آنفا ، و الحقيقة أنّ كلاًّ من النّوعين يحتاج إلى إعمال فكرٍ و رويّة ، و ما يُفسّر بظاهره ليس بأسهل ممّا يؤوّل على غيره ؛ لأنّ أوّل خُطوةٍ تَصعب على المعبِّر هي التّمييز بين الأوّل و الثّاني ، فربّ رؤيا ليس لها تأويلٌ إلاّ ما دلّ عليه ظاهرها يتكلّفُ لها المُعبّر الأمثال فيُبعِد ، ثمّ إنّ ما كان من باب الأمثال بابٌ واسعٌ ، فقد يكون بدلالة القرآن أو بدلالة السّنّة أو بالأمثال السّائرة أو بالموافقات اللّفظيّة أو بقلب الرّؤيا و غيرها ، و سيجد القارئ له أمثلةً عديدةً عند التّعرّض لسورة المنافقون إن شاء الله .

انتهى منقول من كتاب ” من كل سورة فائدة ” للشيخ أبي عبد الله عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري حفظه الله

أبوسند
06-05-2011, 06:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير وبارك الله فيك
والله يجعل جهدك في ميزان حسناتك
والله يكتب لك الخير حيث كان
والله يجعلنا وإياكم من اهل الفردوس
الاعلى


ينقل لقسم الرؤى والاحلام

البلسم*
23-06-2011, 07:35 AM
بارك الله فيك ,لا حرمت الأجر...

عمرابوجربوع
05-07-2011, 10:54 AM
بارك الله فيكم على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدكم الأروع والمميز
لكم مني أجمل التحيات وكل التوفيق