المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( && لماذا نفشل في التداوي بالرقى ؟؟؟ - الدكتور " محمد عثمان سبير " && ) !!!


أبومعاذ
26-03-2011, 09:58 PM
عندما يصيب الإنسان مرض مَّا؛سواءً كان حسيا أم معنويا تجده يسعى ويطرق كل الأبواب حتى يشفى من هذا المرض،وهذا مطلوب وأمر حسن،ولكن أنْ يجعل الإنسان باب الله جل وعلا هو آخر الأبواب أو أن يجعله من باب التجربة التي يعتقد في نفسه أنها قد تنجح، وقد لا تنجح؛فإن هذا غير مقبول أو أن يلجأ إلى الرقاة الذين لا يتبعون الطريقة الصحيحة في هذا،أو يذهبون إلى الكهان أو السحرة أو المشعوذين أو غيرهم ممن ليسوا على هدي السلف في ذلك،فإنهم بهذا بدل أن يُحصِّلوا نفعاً فقد وقعوا في الحرام وأثِموا ، وقد يقول قائل إني قد لجأت إلى الله ودعوت فلم يستجب لي،أو أَني قد ذهبت إلى الراقي الفلاني وغيره ولكني فشلت في التداوي،ولم أجد نتيجة مَرضِيَّةً وكثيرا ما يحصل هذا ولهذا ننقل لكم: نتيجةً لدراسةٍ أجراها فضيلة أ.د. محمد عثمان شبير ؛في بحث له بعنوان"ضوابط التداوي بالرقى والتمائم في الفقه الإسلامي"والذي قامت بنشره مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية.
حيث أفاد الباحث أن الفشل إنما يرجع إلى المريض أو المعالج أو إلى طريقة الوصفة وكميتها.
وذكر الباحث أن هناك شروطا محددة للرقية والمريض والمعالج وبيَّنها في بحثه الماتع ننقلها لكم باختصارٍ للفائدة:
أولاً : ضوابط التداوي بالرقى :
1. أن يكون للرقية أصل في القرآن والسنة،ونقل الباحث اتفاق الفقهاء على ذلك وذكر من أدلة ذلك قوله تعالى ( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ) (سورة الإسراء 82) .
2. أن لا تتضمن الرقية شركاً، وأفاض فضيلته في بيان تعريف الشرك وأنواعه ومن الأدلة التي استدل بها الباحث،حديث عوف بن مالك الأشجعي،الوارد في صحيح مسلم قال: ( كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا يا سول الله كيف ترى ذلك ؟ فقال:اعرضوا علي رُقاكم، لا بأس بالرُّقي، ما لم يكن فيها شرك ) وعليه فإنه لا يجوز التداوي بكل رقية أو تعزيمة أو قسم فيه شرك بالله .
3. أن لا تتضمن الرقية سحراً ،ونقل الباحث اتفاق الفقهاء على منع التداوي بالرقى التي تتضمن السحر كالعقد والعزائم والطلسمات التي تشتمل على أسماء معينة،ومن الأدلة التي استدل بها الباحث قوله تعالى: ( ولا يفلح الساحر حيث أتى )( طه 69) .
4. أن تكون الرقية بلغة مفهومة المعنى: ونقل الباحث اتفاق الفقهاء على ذلك،ومما استدل به قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان يرقي قبل الإسلام " أعرضوا علي رقاكم ،لا بأس بالرقي ما لم يكن فيها شرك " ونقل قول ابن تيمية قال " نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفقه معناها لأنها مظنة الشرك ،وإن لم يعرف الراقي أنها شرك " .
5. أن تكتب الرقية والتميمة بطاهر: أي أنه إذا كانت الرقية مكتوبة على ورقة،فلا بد أن تكتب بمادة طاهرة كالحبر والزعفران وبعض الأصباغ،وبيَّن الباحث عدم جواز كتابتها بما هو نجس؛كالدم والبول وغيره،وبين حرمة ذلك وأن هذا من عمل السحرة والكهان،وأنه استهزاء بكلام الله تعالى،ونقل كلام ابن تيمية "ولا يجوز كتابتها بدم كما يفعله الجُهَّال؛فإن الدم نجس فلا يجوز أن يكتب به كلام الله ".
ثانيا : الضوابط الشرعية للراقي :
1. أن يكون الراقي مسلما: وأفاد أن غير المسلم لا يعلم بحقيقة الرقى الإسلامية التي توافق كتاب الله تعالى وسنة نبيه ، وإذا مارس هذا العمل سيرقى بكتابه من توراة أو إنجيل أو سحر أو غيره ,وتقدم أنه يشترط في الرقية أن تكون من الكتاب والسنة .
2. أن يكون الراقي عدلا في دينه: وبيَّن الباحث أن كثيرا من العلماء قد نبهوا على ضرورة تحقق العدالة والصلاح في الراقي الذي يرقي بذكر الله تعالى وأسمائه وصفاته، وبيَّن حقيقة عدالة الراقي، أنها صفة في الإنسان تحمله على أداء ما وجب عليه من فرائض وواجبات؛كالقيام بالصلاة والصيام والزكاة؛والتحلي بالأخلاق الفاضلة من صدق وأمانة وتقوى ومروءة ,كما تحمله على اجتناب الكبائر؛من شرك بالله وسحر وكذب وبدعة مكفرة؛ وإصرار على صغائر الذنوب وتجنب ما فيه من خسة من التصرفات ورجح الباحث عدم جواز حل السحر بالسحر .
3. أن يعتقد الراقي أن الله هو الشافي : نقل الباحث أيضا اتفاق العلماء على هذا,ومما استدل به قوله تعالى ( أفرءيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ) (الزمر 38) .
4. أن يكون الراقي عالماً بطرق المعالجة بالرقية الشرعية: وبين الباحث أن باب الطب النبوي قد اعتنى به أهل العلم في السابق،وبوَّبوا له الأبواب وصنفوا فيه التصانيف، وذكر عددا منها واستدل بحديث الشفاء بنت عبد الله كما في سنن أبي داود كتاب الطب حيث قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال " ألا تعلِّمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة "
ثالثا : الضوابط الشرعية للمرقي:
1. أن يعتقد المرقي أن الشافي هو الله: وبين الباحث بأن هذا الاعتقاد هو أنفع علاج له، ونبه أن الراقي إذا شعر بضعف عند المرقي في هذا الجانب أعطاه درسٌ في العقيدة؛يبين له أن كمال التلقي للعلاج يحصل بالإيمان بالله تعالى والإذعان له،والاعتقاد أنه هو الشافي، ولا شفاء بعده،وأن هذه الرقى لا تؤثر بذاتها وإنما بقدر الله،ولذا فلا ينتفع من أنكرها أو سخر منها أو شك فيها أو فعلها مجربا لا يعتقد أن ذلك ينفعه .
2. أن يتعاطى الرقى للعلاج: وبيَّن جواز تعاطيها للوقاية من الأمراض الحسية والمعنوية .
3. صيانة الرقى عن الإهانة: لأنها تتضمن آيات القرآن الكريم،وأسماء الله وصفاته،بأن لا يدخل بها بيت الخلاء ولا يقعد عليها،وينزعها عند الجماع،وبيَّن أنها إن كانت سائلا مقروءاً عليه أُعد للشرب؛سمى الله تعالى على كل نفس ،وعظَّم النية فيه فإن الله يؤتيه على قدر نيته،وإن كان معدا للاغتسال فلا يصُبَّه على كِناسة،أو في حفرة نجاسةٍ أو على موضع يوطأ،ولكن يصُبَّه ناحية من الأرض،في بقعة لا يطأها الناس ويحفر حفرة في موضع طاهر ويصبه فيه .
4. أن يبتعد المرقي عن المعاصي وبخاصة في فترة العلاج: وبيَّن أن أعظم علاج للمرض فعل الخير والإحسان،والذِّكر والدعاء والابتهال إلى الله والتوبة, ولهذه تأثير في دفع العلل وحصول الشفاء,أعظم من الأدوية الطبيعية.
وبهذا يتبين سبب الفشل في التداوي بالرقى الشرعية، عند بعض الناس وأنه يكون إما لعدم تحقق شرطها أو وجود مانع من ذلك،فما علينا إلا أن نتبع ما ذكره العلماء في ضوابط التداوي بالرقى الشرعية،سواء ما يتعلق بطريقة التداوي أو بالراقي نفسه أو بالمرقي وعندها سنجد الشفاء بإذن الله تعالى،قال تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) (الإسراء 82) .

منقول من موقع الفقة الاسلامي


محبكم أبومعاذ

أبو البراء
26-06-2011, 08:42 PM
:bism:
:icon_sa1: ،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( أبو معاذ ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0