المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القسم الثاني: رؤية الله -عز وجل- في المنام:


@ كريمة @
21-03-2011, 04:47 PM
تتمة


القسم الثاني: رؤية الله -عز وجل- في المنام:
اختلف أهل العلم في رؤية الله في النوم، فذهب الجمهور منهم إلى جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها، وإن كان القاضي عياض -رحمه الله- قد نفى اختلاف العلماء في هذه المسألة، حيث قال في إكمال المعلم: "ولم يختلف العلماء في جواز صحة رؤية الله في المنام"[34] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn34). ونقل العلامة محمد بن العربي التباني اتفاق العلماء على جواز رؤية الله في المنام، حيث قال -رحمه الله-: "رؤية الله تعالى في المنام جائزة باتفاق العلماء"[35] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn35).


وسأورد بعض أقوال العلماء -التي وقفت عليها- في مسألة رؤية الله في المنام:
1- الإمام سعيد بن عثمان الدارمي: قال في نقضه على المريسي: "وإنما هذه الرؤية كانت في المنام، وفي المنام يمكن رؤية الله تعالى على كل حال، وفي كل صورة، روى معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((صليت ما شاء الله من الليل، ثم وضعت جنبي، فأتاني ربي في أحسن صورة))[36] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn36)... كذلك صرفت الروايات التي فيها إلى ما قال معاذ، فهذا تأويل هذا الحديث عند أهل العلم..."[37] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn37).

2- الإمام البغوي: قال في شرح السنة: "رؤية الله في المنام جائزة، قال معاذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إني نعست فرأيت ربي)) وتكون رؤيته -جلت قدرته- ظهور العدل والفرج والخصب والخير لأهل ذلك الموضع، فإن رآه فوعد له جنة، أو مغفرة، أو نجاة من النار، فقوله حق، ووعده صدق، وإن رآه ينظر إليه فهو رحمته، وإن رآه معرضاً عنه فهو تحذير من الذنوب؛ لقوله سبحانه وتعالى: {أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ** [(77) سورة آل عمران] وإن أعطاه شيئاً من متاع الدنيا فأخذه فهو بلاء ومحن وأسقام تصيب بدنه، يعظم بها أجره، لا يزال يضطرب فيها حتى يؤديه إلى الرحمة، وحسن العاقبة"[38] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn38).

3- الإمام البيهقي: قال في الأسماء والصفات تعقيباً على حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس في الرؤية: "ثم حمله بعض أهل النظر على أنه رآه في المنام، واستدل عليه بحديث أم الطفيل -رضي الله عنهما-.... إلى أن قال: "وهذا شبيه بما روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وهو حكاية رؤيا رآها في المنام، قال أهل النظر: رؤيا النوم قد يكون وهماً يجعله الله تعالى دلالة للرائي على أمر سالف، أو آنف على طريق التعبير"[39] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn39).

4- شيخ الإسلام ابن تيمية: قال في الفتاوى: "ومن رأى الله -عز وجل- في المنام فانه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي أن كان صالحاً رآه في صورة حسنة، ولهذا رآه النبي - صلى الله عليه وسلم -في أحسن صورة..."[40] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn40).
وقال في موضع آخر: "وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحاً لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه، ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق..."[41] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn41).
وقال أيضاً: "لكن يُرى في المنام، ويحصل للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها، ومن الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن أنه رأى ذلك بعينه وهو غالط، ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته في صورة مثالية"[42] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn42).

5- الإمام ابن كثير: قال عند تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ** [(ص: 69)]: "فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد.... ((فإذا أنا بربي -عز وجل- في أحسن صورة، فقال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري يا رب، أعادها ثلاثاً، فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين صدري، فتجلى لي كل شيء وعرفت... فهو حديث المنام المشهور، ومن جعله يقظة فقد غلط، وهو في السنن من طرق"[43] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn43).

6- الحافظ ابن حجر: قال في الفتح في كتاب التعبير: "جوز أهل التعبير رؤية الباري -عز وجل- في المنام مطلقاً، ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - "[44] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn44)

7- العلامة الملا القاري: قال في المرقاة: "إذا كان هذا في المنام فلا إشكال فيه، إذ الرائي قد يرى غير المتشكل متشكلاً، والمتشكل بغير شكله، ثم لم يعد ذلك بخلل في الرؤيا، ولا في خلد الرائي، بل له أسباب أخر تذكر في علم المنام -أي التعبير-، ولولا تلك الأسباب لما افتقرت رؤيا الأنبياء -عليهم السلام- إلى تعبير"[45] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn45).

8- العلامة الآلوسي: قال في روح المعاني: "فأنا -ولله تعالى الحمد- قد رأيت ربي مناماً ثلاث مرات، وكانت المرة الثالثة في السنة (1246هـ) بعد الهجرة، رأيته -جل شأنه- وله من النور ما له، متوجهاً جهة المشرق، فكلمني بكلمات أنسيتها حتى استيقظت"[46] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn46).

9- الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: فقد بوب في سننه في كتاب الرؤيا: باب في رؤية الرب -تبارك وتعالى- في النوم، ثم ذكر حديث عبد الرحمن بن عائش عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((رأيت ربي في أحسن صورة)) وأورد أثر ابن سيرين: "من رأى ربه في المنام دخل الجنة" وهذا يدل على أنه فهم من الحديث عدم الخصوصية بالنبي بدليل إيراده لأثر ابن سيرين[47] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn47).

10- القاضي أبو يعلى الفراء: قال في إبطال التأويلات: "... في الحديث جواز رؤيته سبحانه في المنام، وذا غير ممتنع في حقه - صلى الله عليه وسلم -، أو في حق غيره من المؤمنين"[48] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn48).

11- الإمام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي (628 - 697 هـ): قال في البدر المنير في علم التعبير: "وقد أنكر قوم رؤية الباري -عز وجل- في المنام؛ وقال: إنما هي وساوس وأخلاط لا حكم لذلك، وهذا الإنكار ليس بصحيح؛ لأنا جعلنا ذلك أعمالاً للرائي، ولا نكابر الرائي فيما يراه، وغلب على ظنه ذلك، بل نقول: ربك -عز وجل- الحاكم عليك، فننظر فيمن يحكم فنعطيه من الخير والشر على قدر ما يليق به من شهود الرؤيا، وكذلك نقول: إنه حق سبحانه، فإذا كان في صفات حسنة كنت على الحق، وإن كان في صفات رديئة فأنت على باطل، ونحو ذلك"[49] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn49).

12- شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس القرافي: قال في الذخيرة: "فإذا رأى الله تعالى أو النبي - صلى الله عليه وسلم - فهي أمثلة تضرب له بقدر حاله، فإذا كان موحداً رآه حسناً، أو ملحداً رآه قبيحاً، وهو أحد التأويلين في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((رأيت ربي في أحسن صورة))"[50] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn50).

13- الإمام أبو محمد الدينوري (ابن قتيبة): قال في كتابه تعبير الرؤيا: "باب معرفة الأصول تأويل رؤية الله تعالى في المنام،قال المفسرون: من رأى الله -عز وجل- بمكان شمل العدل ذلك الموضع، وأتي أهله الخصب والفرح والخير؛ لأن الله هو الحق المبين، له الدنيا والآخرة، وعنده مفاتح الرزق"[51] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn51).

14- الإمام ابن الجوزي: قال في صيد الخاطر: "فإن قيل: فما تقولون في رؤية الحق سبحانه؟ فنقول: يرى مثالاً لا مثلاً، والمثال لا يفتقر إلى المساواة والمشابهة، كما قال تعالى: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا** [(17) سورة الرعد] فضربه مثالاً للقرآن، وانتفاع الخلق به، ويوضح هذا أنه إنما يرى من رأى الحق -سبحانه وتعالى- على هيئة مخصوصة، والحق -سبحانه وتعالى- منزه قد توحد، فوضح ما قلناه"[52] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn52).

15- الإمام الذهبي: قال في سير أعلام النبلاء: "فأما رؤية المنام: فجاءت من وجوه متعددة مستفيضة"[53] (http://www.alukah.net/articles/2/7646.aspx#_ftn53).

عربي سعودي
29-06-2012, 04:39 AM
بارك الله فيك فضيلة الشيخ نصرك الله وقواك وسترك في الدنيا والاخرة

شذى الاسلام
19-09-2012, 08:53 AM
بارك الله فيكِ اختي كريمه ..موضوع قيم ونقل موفق ..حياكِ الله