وزير السلطان
13-02-2011, 11:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الغيبة والنمية
وَاللَّهِ إِنَّ الْبُهْتَانَ لَشَيْءٌ قَبِيحٌ
[هي الغيبة؟؟ أما ما ليس فيه فهو البهتان وهو أعظم من الغيبة]
"أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ، قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ ، فَقَدْ بَهَتَّهُ " .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
نصيحة عامة حول بعض كبائر الذنوب
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه ويطلع عليه من إخواني المسلمين وفقني الله وإياهم لما يرضيه وجنبني وإياهم مساخطه ومعاصيه آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد.
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
(وكل من حملت إليه النميمة بأي نوع من أنواعها يجب عليه عدم التصديق؛ لأن النمام يعتبر فاسقا مردود الشهادة. وأدلة تحريم النميمة كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ وقوله تعالى وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة نمام متفق عليه. وإنما حرمت الغيبة والنميمة لما فيهما من السعي بالإفساد بين الناس وإيجاد الشقاق والفوضى وإيقاد نار العداوة والغل والحسد والنفاق وإزالة كل مودة وإماتة كل محبة بالتفريق والخصام والتنافر بين الأخوة المتصافين ولما فيهما أيضا من الكذب والغدر والخيانة والخديعة وكيل التهم جزافا للأبرياء وإرخاء العنان للسب والشتائم وذكر القبائح ولأنهما من عناوين الجبن والدناءة والضعف هذا إضافة إلى أن أصحابهما يتحملون ذنوبا كثيرة تجر إلى غضب الله وسخطه وأليم عقابه)اهـ.
هل يغفر الله ذنوب الغيبة والنميمة
اغتاب رجلا بعض إخوانه فأرسل إليه يستحله فأبى قائلاً: ليس في صحيفتي حسنة أحسن منها فكيف أمحوها.
قيل:
(إن صاحب الغيبة لا يغفر له إلا
إذا غفرها صاحبها).
قَيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ " ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ، قَالَ : " إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ " .إسناده حسن، رجاله رجال مسلم.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ بَأَظَافِيرِهِمْ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَنْ هَؤُلاءِ ؟ قَالَ : هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ النَّاسَ ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ " إسناده حسن.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ" أحمد في مسنده وأبو داود والضياء عن جابر تصحيح السيوطي: صحيح.
وقال الهيثمي: حديث جابر سنده حسن.
وروي في بعض الروايات في مامعناه أن النبي صلى الله عليه وآله كان جالسا مع قوم فقال:
في بيان عظم الغيبة :
"كالزاني بأمه سبعين مره عند البيت الحرام
فقال أحدهم :إنما نذكره بما فيه : فرد عليه الصلاة والسلامة وآله :هي الغيبة أما ما ليس فيه فهو البهتان وهو أعظم من الغيبة".
قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت... ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام فيقول: مسكين؟؟
فلان غمني ما جرى له وما ثم له....*
بّين النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث "قيل: أرأيت
إن كان فيه ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول
فقد بهته)) , وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل, فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: ((اغتبتموه)) فقالوا: يا رسول الله: إنما حدثنا بما فيه قال: [حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه]*
حكم الغيبة، وأدلة تحريمها في القرآن والسنة، وأقوال السلف في ذلك
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي
واختلف العلماء في عدها من الكبائر أو
الصغائر ، وقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها من الكبائر لما جاء فيها من الوعيد
الشديد في القرآن والسنة ولم يعتد رحمه الله بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من
الصغائر*
قال ابن كثير {لا تلمزوا أنفسكم**: أي لا تلمزوا الناس ، والهماز واللماز من الرجال*
مذموم ملعون
كما قال الله
{ويل لكل همزة لمزة***
فالهمز بالفعل، واللمز بالقول* فالهمز واللمز وأن كليهما من الغيبة* قال الشوكاني : الهماز: المغتاب للناس* وقوله :[ ويل ] فقد ذكر له المفسرون معنيان:
[1] أنها كلمة زجر ووعيد بمعنى: الخزي والعذاب والهلكة*
[2] أنها واد في جهنم*
عَنْ أَبُو بَكْرَةَ (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=7929)، قَالَ : بَيْنَا أَنَا أُمَاشِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذَ بِيَدِي وَرَجُلٌ عَنْ يَسَارِهِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِقَبْرَيْنِ أَمَامَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، وَبَلَى ، فَأَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِجَرِيدَةٍ ؟ " فَاسْتَبَقْنَا ، فَسَبَقْتُهُ ، فَأَتَيْتُهُ بِجَرِيدَةٍ ، فَكَسَرَهَا نِصْفَيْنِ ، فَأَلْقَى عَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً ، وَعَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً ، وَقَالَ :
" إِنَّهُ يُهَوَّنُ عَلَيْهِمَا مَا كَانَتَا رَطْبَتَيْنِ وَمَا يُعَذَّبَانِ إِلَّا فِي الْبَوْلِ وَالْغِيبَةِ "
أدلة تحريم الغيبة من السنة
قال صلى الله عليه وسلم :
[ فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم
هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا]*
[وأعراضكم]أي: احتقارهم والترفع عليهم والوقيعة فيهم*
قال ابن المنذر: قد حرم النبي الغيبة مودعاً
بذلك أمته، وقرن تحريمها إلى تحريم الدماء والأموال ثم زاد تحريم ذلك تأكيدا بإعلامه بأن تحريم ذلك كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام ً
بإعلامه بأن تحريم ذلك كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام*
سار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر بجيفة حمار فقال: أين فلان وفلان؟ انزلا ، فكلا من جيفة هذا الحمارفقالا
يا نبي الله من يأكل هذا؟ قال: [ما نلتماه من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه]*
اتقوا الله وعليكم بالزاد ليوم
القيامة*
من أقوال السلف في ذم الغيبة
وعن عدي بن حاتم : الغيبة مرعى اللئام
وعن كعب الأحبار: الغيبة تحبط العمل*
ويقول الحسن البصري: والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم*
قال سفيان بن عيينة : الغيبة أشد من الدّين ، الدّين يقضى ، والغيبة لا تقضى*
وقال سفيان الثوري : إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك.
وسمع علي بن الحسين رجلاً يغتاب فقال: إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس.
وقال أبو عاصم النبيل: لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين له*
خَطَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ :
" إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي فِي يَوْمِي هَذَا : كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادِي حَلَالٌ . وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَأَضَلَّتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ ، عَجَمِيَّهُمْ وَعَرَبِيَّهُمْ ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أهل الكتاب ، وَقَالَ : إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانًا ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا ، فَقُلْتُ : يَا رَبِّ إِذًَا يَثْلَغُوا رَأْسِي ، فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً ، فَقَالَ : اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ ، فَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ ، وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ ، وَابْعَثْ جُنْدًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ . وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ : ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى ، وَمُسْلِمٍ ، وَرَجُلٌ فَقِيرٌ ، وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ : الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا أَوْ تُبَعَاءَ.شَكَّ يَحْيَى لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا ، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ " ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ وَالْكَذِبَ " وَالشِّنْظِيرُ الْفَاحِشُ. إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام مسلم.
ثبتنا الله والصادقين على نهج الاستقامة وأعاذنا من موجبات الندامة يوم القيامة.
فضل الذب (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) عن عرض المسلم
رسالة الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: مظالم العباد
نبشركم بشرى عظيمة من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي قوله صلوات الله وسلامه عليه:
** من ذب عن عرض أخيه المسلم (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) ذب الله عنه الناريوم القيامة **
فكل واحد منا يتمنى ذلك، وغاية ما نرجوه ونتمناه أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يحفظنا، ويحمينا، ويجيرنا من النار، وأن يدخلنا جنته، وينيلنا مرضاته،ويمتعنا برؤية وجهه الكريم. فهذا المطلب العظيم غاية غالية، تحصل لك يا أخي المسلم (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) بأمر ليس بكثير،وليس بكبير، بل هو هين، وميسور، وسهل لمن يسره الله تعالى له.
وهو أن تذب عن عرضأخيك المؤمن إذا ذكر بما ليس فيه وإذا اغتيب أو نيل منه وهو غائب وأنت حاضر، فماعليك إلا أن تقول:
لا، اتقوا الله، وتبين أن هذا كذب، أو افتراء، أو حرام، أو إثم،وتذكر ما فيه من الخير، وما تعلم عنه من الصلاح، ولا تزكيه على الله تبارك وتعالى.
فهذا الحديث فيه هذا الفضل العظيم، لأن الناس قد لا ينتبهون له، وقد يجاملون غيرهم،وعادة أن الناس في مجالسهم يجامل بعضهم بعضاً، فإذا تكلم واحد، قالوا:
صحيح والله،ولو أن المتكلم أثنى ومدح، لقال القائل:
نعم صحيح هو كذلك. وهكذا عادة الناس - معا لأسف- أن يجاملوا المتحدث، لكن المؤمن لا يجامل أو يثني على من لا يستحقه وإنمايقول الحق، ولذلك فإن المؤمن يرى بحسب المصلحة والمفسدة المترتبة، فيقول: لكن دينهكذا، وصلاته كذا حتى ينبه الحاضرين. فلا نريد المجاملة من الحاضرين والسامعين للمتحدث،
فإن كان الغائب رجلاً صالحاً، فقام أحد الحاضرين وقال: لا، اتقوا الله، ماعلمنا فيه إلا خيراً، وهو كذا وكذا، وأثنى عليه بما فيه من الخير، وذب عن عرضه.
فليحتسب عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يذب الله عنه النار يوم القيامة، وكفى بذلك أجراً وكرماً من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. انتهى كلام الشيخ سفر حفظه الله).
أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
** من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار**وإسناده حسن .
ورواه الترمذي عن أبي الدرداء بلفظ
** من رد عن عرض أخيه رد الله عنوجهه النار يوم القيامة ** وقال حسن . ورواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ بلفظ ** من ذب عن عرض أخيه رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة . وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
** وكان حقا علينا نصر المؤمنين ** .
وروى أبو الشيخ في التوبيخ عن أنس رضي الله عنه مرفوعا
** من اغتيب عنده أخوه المسلم (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) فلم ينصره وهو يستطيع نصره أدركه إثمه في الدنيا والآخرة ** .
ورواه الأصبهاني بلفظ
** من اغتيب عنده أخوه المسلم (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) فاستطاع نصرته فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة , وإن لم ينصره أذله الله فيالدنيا والآخرة **
وأخرج الإمام أحمد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
** من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلهالله على رءوس الخلائق يوم القيامة ** .
وقال عدي بن حاتم :
الغيبة مرعى اللئام
وقال أبو عاصم النبيل :
لا يذكر في الناس ما يكرهونه إلا سفلة لا دين له.
أن ترى رجال الحسبه أو رجل الدين يستمع إلى الغنى أو يسبل ثوبه أو يدخن أو يقصر لحيتهقد تستغرب وقد يحدث ردة فعل داخل النفس تجاه هذا ( العاصي ) وربما هذه المعاصي أقلخطراً من ( الغيبه ) وأنا لا أقلل من هذه المعاصي .. أما أن تراه يغتاب فالأمر أهون والغيبة:
( ذكرك أخاك بما يكره )
ومن منا يريد ذكر مساوية أو عيوبه بين الناس ..
أخي الكريم إن ما نعانيه في أغلب المجالس هو ( الغيبة )*
والله المستعان .. وهذا الموضوع للتذكير فقط بفضل:
ذب العرض والإنكار على المغتاب ..
والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .. كما أرجوه سبحانه أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا للعمل الصالح الرشيد وأن يجعلنا ممن يذب عن أخيه في الغيب .. اللهم آمين .. والله تعالى أعلم وأجل وله الحمد من قبل ومن بعد).اهـ.
قال ابن القيم
(وإن كانت المظلمة بقدم فيه بغيبة أو قدف : فهل يشترط في توبته منها إعلامه بذلك بعينه والتحلل منه أو إعلامه قد نال من عرضه ولا يشترط تعيينه أو لا يشترط لا هذا ولا هذا بل يكفي في توبته أن يتوب بينه وبين الله تعالى من غير إعلام من قذفه واعتابه على ثلاثة أقوال وعن أحمد روايتان منصوصتان في حد القذف
هل يشترط في توبة القاذف :
إعلام المقذوف والتحلل منه أم لا ويخرج عليهما توبة المغتاب والشاتم والمعروف في مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك اشتراط الإعلام والتحلل هكذا ذكره أصحابهم في كتبهم والذين اشترطوا ذلك احتجوا بأن الذنب حق آدمي : فلا يسقط إلا بإحلاله منه وإبرائه ثم من لم يصحح البراءة من الحق المجهول شرط إعلامه بعينه لا سيما إذا كان من عليه الحق عارفا بقدره فلا بد من إعلام مستحقه به لأنه قد لا تسمح نفسه بالإبراء منه إذا عرف قدره واحتجوا بالحديث المذكور وهو قوله :
من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم قالوا :
ولأن فى هذه الجناية حقين : حقا لله وحقا للآدمي فالتوبة منها بتحلل الآدمي لأجل حقه والندم فيما بينه وبين الله لأجل حقه قالوا : ولهذا كانت توبة القاتل لا تتم إلا بتمكين ولي الدم من نفسه إن شاء اقتص وإن شاء عفا وكذلك توبة قاطع الطريق والقول الآخر : أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه بل يكفي توبته بينه وبين الله وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه
بضد ما ذكره به من الغيبة فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وقذفه بذكر عفته وإحصانه ويستغفر له بقدر ما اغتابه وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه واحتج أصحاب هذه المقالة بأن إعلامه مفسدة محضة لا تتضمن مصلحة فإنه لا يزيده إلا أذى وحنقا وغما وقد كان مستريحا قبل سماعه فإذا سمعه ربما لم يصبر على حمله وأورثته ضررا في نفسه أو بدنه كما قال الشاعر :
(فإن الذي يؤذيك منه سماعه .. وإن الذي قالوا وراءك لم يقل) وما كان هكذا فإن الشارع لا يبيحه فضلا عن أن يوجبه ويأمر به قالوا : وربما كان إعلامه به سببا للعداوة والحرب بينه وبين القائل فلا يصفو له أبدا ويورثه علمه به عداوة وبغضاء مولدة لشر أكبر من شر الغيبة والقذف وهذا ضد مقصود الشارع من تأليف القلوب والتراحم والتعاطف والتحابب قالوا : والفرق بين ذلك وبين الحقوق المالية وجنايات الأبدان من وجهين أحدهما : أنه قد ينتفع بها إذا رجعت إليه فلا يجوز إخفاؤها عنه فإنه محض حقه فيجب عليه أداؤه إليه بخلاف الغيبة والقذف فإنه ليس هناك شيء ينفعه يؤديه إليه إلا إضراره وتهييجه فقط فقياس أحدهما على الآخر من أفسد القياس والثاني : أنه إذا أعلمه بها لم تؤذه ولم تهج منه غضبا ولا عداوة بل ربما سره ذلك وفرح به بخلاف إعلامه بما مزق به عرضه طول عمره ليلا ونهارا من أنواع القذف والغيبة والهجو فاعتبار أحدهما بالآخر اعتبار فاسد وهذا هو الصحيح في القولين كما رأيت والله أعلم.
وقال ابن القيم
(الفصل الخامس والستون فيما يقول من اغتاب اخاه المسلم
يذكر عن النبي ان كفارة الغيبة ان تستغفر لمن اغتبته تقول اللهم اغفر لنا وله ذكره البيهقي في الدعوات الكبير وقال في اسناده ضعف وهذه المسالة فيها قولان للعلماء هما روايتان عن الامام احمد وهما هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب ام لابد من اعلامه وتحليله والصحيح انه لايحتاج الى اعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره والذين قالوا لا بد من اعلامه جعلوا الغيبة كالحقوق المالية والفرق بينهما ظاهر فان الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته اليه فان شاء اخذها وان شاء تصدق بها واما في الغيبة فلا يمكن ذلك و لا يحصل له باعلامه الا عكس مقصود الشارع فانه يوغر صدره ويؤذيه اذا سمع ما رمى به ولعله يهيج عداوته ولا يصفوا له ابدا وما كان هذا سبيله فان الشارع الحكيم لا يبيحه ولا يجوزه فضلا عن ان يوجبه ويامر به ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها والله تعالى اعلم.
في مجموع الفتاوى
(ومن ظلم إنسانا فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبل الله توبته لكن إن عرف المظلوم مكنه من أخذ حقه وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعملاء هما روايتان عن أحمد أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك وقد قيل بل يحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته كما قال الحسن البصري كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته فإذا كان الرجل قد سب الصحابة أو غير الصحابة وتاب فإنه يحسن إليهم بالدعاء لهم والثناء عليهم بقدر ما أساء إليهم والحسنات يذهبن السيئات كما أن الكافر الذي كان يسب النبي ويقول أنه كذاب إذا تاب وشهد أن محمدا رسول الله الصادق المصدوق وصار يحبه ويثني عليه ويصلي عيه كانت حسناته ماحية لسيئاته والله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وقد قال تعالى حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير وصلى الله على محمد وصحبه وسلم*
(بسم الله الرحمن الرحيم مسألة - رجل اغتاب رجلا بسب أو نحوه أو قذفه أو خانه في أهله ثم إنه
تاب بعد ذلك فهل يكفي في ذلك توبته ورجوعه إلى الله وكثرة ذكره وعبادته أم لا بد من تحلله من ذلك وذكره له ما ظلمه به إذا لم يكن علمه.
الجواب - لا بد من تحلله من ذلك وذكره له ما ظلمه به لأن ذلك من شروط التوبة وما لم تصح التوبة لم يكفر الذنب المتعلق بالآدمي شيء، وإنما لا يحتاج إلى ذلك حيث تعذر الوقوف على صاحب الحق لموت أو نحوه - هذا الذي جزمت به هو الموافق لنقل العلماء من أصحابنا وللآثار:
أما النقل فقال الشيخ محي الدين النووي في الأذكار في باب كفارة الغيبة والتوبة منها أعلم أن كل من ارتكب معصية لزمه المبادرة إلى التوبة منها والتوبة من حقوق الله يشترط فيها ثلاثة أشياء أن يقلع عن المعصية في الحال وأن يندم على فعلها وأن يعزم أن لا يعود إليها، والتوبة من حقوق الآدميين يشترط فيها هذه الثلاثة ورابع وهو رد الظلامة إلى صاحبها وطلب عفوه عنها والإبراء منها فيجب على المغتاب التوبة بهذه الأمور الأربعة لأن الغيبة حق آدمي ولا بد من استحلاله من اغتابه وهل يكفيه أن يقول قد اغتبتك فاجعلني في حل أم لا بد أن يبين ما اغتابه به فيه وجهان لأصحابنا أحدهما يشترط بيانه فإن أبرأه من غير بيانه لم يصح كما لو أبرأه من مال مجهول، والثاني لا يشترط لأن هذا مما لا يتسامح فيه ولا يشترط علمه بخلاف المال والأول أظهر لأن الإنسان قد يسمح بالعفو عن غيبة دون غيبة فإن كان صاحب الغيبة ميتا أو غائبا فقد تعذر تحصيل البراءة منها لكن قال العلماء ينبغي أن يكثر الاستغفار له والدعاء ويكثر من الحسنات - هذا كلام النووي بحروفه، وقال الشيخ تقي الدين السبكي في تفسيره قد ورد في الغيبة تشديدات كثيرة حتى قيل إنها أشد من الزنا من جهة أن الزاني يتوب فيتوب الله عليه والغائب لا يتاب عليه حتى يستحل من المغيب روى ذلك في حديث لكن سنده ضعيف قال وهذا وإن كان في حقوق الآدميين كلها ففي الغيبة شيء آخر وهو هتك الأعراض وانتقاص المسلمين وإبطال الحقوق بما قد يترتب عليها وإيقاع الشحناء والعداوات ثم قال فإن قلت ما تقول في حديث كفارة الاغتياب أن تستغفر لمن غتبته قلت: في سنده من لا يحتج به وقواعد الفقه تأباه لأنه حق آدمي فلا يسقط إلا بالإبراء فلا بد أن يتحلل منه فإن مات وتعذر ذلك قال بعض الفقهاء يستغفر له فإما أن يكون أخذه من هذا الحديث وإما أن يكون المقصود أن يصل إليه من جهته حسنات عسى أن يعدل ما احتمل من سيئاته وأن يكون سببا لعفوه عنه في عرصات القيامة وإلا فالقياس أن لا يسقط أيضا نعم بالنسبة إلى الإحكام الدنيوية كقبول الشهادة ونحوها إذا تحققت منه التوبة وعجز عن التحلل منه بموت ونحوه يكفي ذلك انتهى، وأما الآثار فأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت والطبراني في الأوسط والأصبهاني في الترغيب عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري قالا:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبة أشد من الزنا قيل وكيف قال الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه).
وأخرج ابن أبي الدنيا عن عطاء بن أبي رباح أنه سئل عن التوبة من الفرية فقال تمشى إلى صاحبك فتقول كذبت بما قلت لك وظلمت وأسأت فإن شئت أخذت بحقك وإن شئت عفوت، وأخرج الأصبهاني عن عائشة بنت طلحة قالت كنت عند عائشة أم المؤمنين وعندها أعرابية فخرجت الأعرابية تجر ذيلها فقالت بنت طلحة ما أطول ذيلها فقالت عائشة اغتبتها أدركيها تستغفر لك، وأما مسألة خيانة الرجل في أهله فقد روى مسلم وأبو داود والنسائي عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من رجل يخلف رجلا في أهله فيخونه فيهم إلا نصب له يوم القيام فقيل له هذا قد خانك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى أترون يدع له من حسناته شيئا) هذا لفظ الحديث فمن خان رجلا في أهله بزنا أو غيره فقط ظلم الزوج وتعلق له به حق يطالبه به في الآخرة، لا محالة بنص هذا الحديث وهذا حق آدمي لا تصح التوبة منه إلا بالشروط الأربعة ومنها استحلاله من ذلك بعد أن يعرفه به بعينه على ما تقدم في كلام النووي ثم أقول له حالان أحدهما أن لا يكون على المرأة في ذلك تبعة ولا ضرر بأن يكون أكرهه الى ذلك فهذا كما وصفنا لا شك فيه، والثاني أن يكون عليها في ذلك ضرر بأن تكون مطاوعة فهذا قد يتوقف فيه من حيث أنه ساع في إزالة ضرره في الآخرة بضرر المرأة في الدنيا والضرر لا يزال بالضرر فيحتمل أن لا يسوغ له في هذه الحالة أخباره به وأن أدى إلى بقاء ضرره في الآخرة، ويحتمل أن يكون ذلك عذرا ويحكم بصحة توبته إذا علم الله منه حسن النية ويحتمل أن يكلف الأخبار به في هذه الحالة ولكن يذكر معه ما ينفي الضرر عنها بأن يذكر أنه أكرهها ويجوز الكذب بمثل ذلك وهذا فيه جمع بين المصلحتين لكن الاحتمال الأول أظهر عندي، ولو خاف من ذكر ذلك الضرر على نفسه دون غيره فالظاهر أن ذلك لا يكون عذرا لأن التخلص من عذاب الآخرة بضرر الدنيا مطلوب وقد أقر جماعة من السلف على أنفسهم بالزنا ليقام الحد عليهم فيطهروا مع أن ذلك محض حق الله والستر فيه على أنفسهم أولى فكيف في حق الآدمي، ويحتمل أن يقال إنه يعذر بذلك ويرجى من فضل الله أن يرضى عنه خصمه إذا علم حسن نيته، ولو لم يرض صاحب الحق في الغيبة والزنا ونحوهما أن يعفو إلا ببذل مال فله بذله سعيا في خلاص ذمته والغبطة في ذلك له ثم رأيت الغزالي قال في منهاج العابدين في فضل التوبة من حقوق الآدميين: وأما الحرمة بأن خنته في أهله أو ولده أو نحوه فلا وجه للاستحلال والإظهار فإنه يولد فتنة وغيظا بل يفزع إلى الله سبحانه ليرضيه عنك ويجعل له خيرا كثيرا في مقابلته فإن أمنت الفتنة والهيج وهو نادر فتستحل منه ثم قال في آخر كلامه وجملة الأمر أن ما أمكنك من إرضاء الخصوم عملت وما لم يمكنك راجعت الله بالتضرع والصدق ليرضيه عنك فيكون ذلك في مشيئة الله يوم القيام والرجاء منه بفضله العظيم وإحسانه العميم إنه إذا علم الصدق من قلب العبد فإنه يرضى خصماءه من جزيل فضله يوم القيام (( الحاوي للفتاوي)).للسيوطي .
(بيان كفارة الغيبة) اعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج به من حق الله سبحانه ثم يستحل المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته! وينبغي أن يستحله وهو حزين متأسف نادم على فعله إذ المرائي قد يستحل ليظهر من نفسه الورع وفي الباطن لا يكون نادماً فيكون قد قارف معصية أخرى وقال الحسن.
يكفيه الاستغفار دون الاستحلال.
وربما استدل في ذلك بما روى أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة من اغتبته أن تستغفر له وقال مجاهد كفارة أكلك لحم أخيك: أن تثني عليه وتدعو له بخير.
وسئل عطاء بن أبي رباح عن التوبة من الغيبة قال: أن تمشي إلى صاحبك فتقول له كذبت فيما قلت وظلمتك وأسأت فإن شئت أخذت بحقك وإن شئت عفوت وهذا هو الأصح وقول القائل: العرض لا عوض له فلا يجب الاستحلال منه بخلاف المال كلام ضعيف إذ قد وجب في العرض حد القذف وتثبت المطالبة به.
بل في الحديث الصحيح ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال " من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليستحللها منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم إنما يؤخذ من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيدت على سيئاته وقالت عائشة رضي الله عنها لامرأة قالت لأخرى أنها طويلة الذيل: قد اغتبتيها فاستحليها.
فإذن لا بد من الاستحلال إن قدر عليه فإن كان غائباً أو ميتاً فينبغي أن يكثر له الاستغفار والدعاء ويكثر من الحسنات.
فإن قلت: فالتحليل هل يجب فأقول: لا لأنه تبرع والتبرع فضل وليس بواجب ولكنه مستحسن وسبيل المعتذر أن يبالغ في الثناء عليه والتودد إليه ويلازم ذلك حتى يطيب قلبه فإن لم يطب قلبه كان اعتذاره وتودده حسنة محسوبة له يقابل بها سيئة الغيبة في القيامة.
قال سعيد بن المسيب: لا أحلل من ظلمني.
وقال ابن سيرين: إني لم أحرمها عليه فأحللها له عن الله حرم الغيبة عليه وما كنت لأحلل ما حرم الله أبداً.
فإن قلت: فما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم
" أيعجز أحدكم أن يكون كابي ضمضم كان إذا خرج من بيته قال اللهم إني قد تصدقت بعرضي على الناس"
فكيف يتصدق بالعرض ومن تصدق به فهل يباح تناوله فإن كان لا تنفيذ صدقته فما معنى الحث عليه فنقول: معناه أني لا أطلب مظلمة في القيامة منه ولا أخاصمه وإلا فلا تصير الغيبة حلالاً به ولا تسقط المظلمة عنه لأنه عفو قبل الوجوب إلا أنه وعد وله العزم على الوفاء بأن لا يخاصم فإن رجع وخاصم كان القياس كسائر الحقوق أن له ذلك.
بل صرح الفقهاء أن من أباح القذف لم يسقط حقه من حد القاذف ومظلمة الآخرة مثل مظلمة الدنيا وعلى الجملة فالعفو أفضل.
قال الحسن إذا جثت الأمم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة نودوا ليقم من كان له أجر على الله فلا يقوم إلا العافون عن الناس في الدنيا.
وقد قال الله تعالى
" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا جبريل ما هذا العفو قال: إن الله تعالى يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك.
وروي عن الحسن أن رجلاً قال له: إن فلاناً قد اغتباك فبعث إليه رطباً على طبق وقال: قد بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام.
قال القرطبي
(لا خلاف أن الغيبة من الكبائر، وأن من اغتاب أحدا عليه أن يتوب إلى الله عز وجل. وهل يستحل المغتاب؟ اختلف فيه، فقالت فرقة: ليس عليه استحلاله، وإنما هي خطيئة بينه وبين ربه. واحتجت بأنه لم يأخذ من ماله ولا أصاب من بدنه ما ينقصه، فليس ذلك بمظلمة يستحلها منه، وإنما المظلمة ما يكون منه البدل والعوض في المال والبدن. وقال فرقة: هي مظلمة، وكفارتها الاستغفار لصاحبها الذي اغتابه. واحتجت بحديث يروي عن الحسن قال: كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته. وقالت فرقة: هي مظلمة وعليه الاستحلال منها. واحتجت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليتحلله منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم يؤخذ من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيد على سيئاته). خرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال وسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون له دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[من بهت مؤمنا بما ليس فيه حبسه الله في طينة الخبال].
وفي فتح الباري
(وأما حكمها فقال النووي في " الأذكار ": الغيبة والنميمة محرمتان بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك.
ونقل أبو عبد الله القرطبي في تفسيره الإجماع على أنها من الكبائر لأن حد الكبيرة صادق عليها لأنها مما ثبت الوعيد الشديد فيه.
فمن اغتاب وليا لله أو عالما ليس كمن اغتاب مجهول الحالة مثلا.
وأذى المسلم محرم.
وذكر النووي من الأحاديث الدالة على تحريم الغيبة حديث أنس رفعه " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم.
قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم " أخرجه أبو داود.
عائشة، ومن حديث أبي هريرة رفعه " من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما أكلته حيا، فيأكله ويكلح ويصيح " سنده حسن.
وفي " الأدب المفرد " عن ابن مسعود قال: " ما التقم أحد لقمة شرا من اغتياب مؤمن " الحديث
وأخرج أحمد والبخاري في " الأدب المفرد " بسند حسن عن جابر قال:
" كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فهاجت ريح منتنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين " وهذا الوعيد في هذه الأحاديث يدل على أن الغيبة من الكبائر).
والنميمة محرمة بإجماع المسلمين
ال الحافظ المنذري: "أجمعت الأمة على تحريم النميمة وأنّها من أعظم الذنوب عند الله عز وجل.
حقيقة النميمة من أقبح القبائح وإفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه وتفريق أحبة، وتهديم بيوت. والتشفي والتنفيس عما في النفس من غلٍ وحسد.
النميمة داء خبيث كشف ما يكره كشفه. وويلٌ لمن سعى بوشاية بريء.
أنّ البهتان على البريء أثقل من السموات، والصمت سلامةٌ وهو الأصل، والسكوت في وقته صبغة الرجال.
إن حُمِلَتِ إليك النميمةعليك:
أن لا تصدقه ولا تظن بأخيك الغائب السوء.
لأنّ النمام فاسق وهو مردود الشهادة. ويجب عليك أن تبغضه في الله.
قال الحسن: "من نمَّ إليك نمَّ عليك" نمَّ عليك بالكذب والغيبة والغدر والحسد والنفاق والخديعة.والنمام لا يوثق بقوله ولا بصداقته، وهو ممن يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
والساعي لعنه الله
قال مصعب بن عمير عن الساعي في النميمة:
"فاتقوا الساعي فلو كان صادقا في قوله لكان لئيما في صدقه حيث لم يحفظ الحرمة ولم يستر العورة".
قال أحد الحكماء
(ومن متممات بحث النميمة (السعاية): وهي أقسى صور النميمة، وأنكاها جريرة وإثماً، إذ تستهدف دمار المسعى به وهلاكه بالنّم عليه، والسعاية فيه لدى المرهوبين، من ذوي السلطة والسطوة.وأكثر ضحايا السعاية العقلاء والعارفين المرموقون من العظماء والأعلام، المحسودون على أمجادهم وفضائلهم، مما يُحفّز حاسديهم على إذلالهم، والنكاية بهم، فلا يستطيعون سبيلاً الى ذلك، فيكيدونهم بلؤم السعاية، إرضاءاً لحسدهم وخبثهم، بيد أنه قد يبطل كيد السعاة، وتُخفق سعايتهم، فتعود عليهم بالخِزي والعقاب، وعلى المسعي به بالتبجيل والاعزاز.
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
(كان سليمان بن عبدالملك جالسا وعنده الزهري فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنّك وقعت فيَّ وقلت كذا وكذا، فقال الرجل: ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان إنّ الذي أخبرني صادق. فقال له الزهري: لا يكون النمام صادقا.فقال سليمان: صدقت قم، ثم قال للرجل: اذهب بسلام).
المرء يبلى ويبقى الكلم سائرة
النميمة ينقلها شخص خبيث نكاية بالمحكي عنه.
النميمة من سجايا اللقطاء العيّابين المشائين بالنميمة والنمّام من أخبث المفسدين وأشدهم إساءة وشراً بالناس، برذيلة الغدر والغيبة والنفاق. والنمام شاهد زور، وشريك إبليس في الاغراء بين البشرعلى إذاعة الأسرار
لقوله تعالى:
"ولاتجسسوا".
إذا كانت صحيحة فعليك أن تحسن الظن بذلك القائل وتلتمس له عذرا أيا كانت تلك المقالة، فتقول: لعل له عذرا كذا وكذا– والمحكي عنه فله التوبة ويتوب الله عليه - وأما النمام يأكَلُ حسانته المحكي عنه وليس له توبة لاشتمالها على إذاعة الأسرار، وهتك عرض المحكيّ عنه، والوقيعة فيه بما دلت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظلمة يجب على المغتاب استحلالها.
فقد يكون هذا الناقل وهذا النمام يكون كاذبا وزائدا في الكلام، فتكون عليه العقوبة، وإذا كان صادقا فيكون نماما، والنمام قد ذمه الله بقوله تعالى:
(هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=68%20&nAya=11))
والنمام قد ورد أنه معذب يستحق العذاب لقوله -عليه الصلاة والسلام- "لا يدخل الجنة نمام".
والنمام رجل سَيّء الخلق خَبيثُ النفس فَحَّاشٌ*
وقد أخرج أحمد والطبراني وصححه ابن حبان من حديث أسامة رفعه " إن الله لا يحب كل فحاش متفحش"
ولكم في الرسول إسوة حسنة
سُئِلَتْ عائشة عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : " لَمْ يَكُنْ فَاحَشًا ، وَلا مُتَفَحِّشًا ، وَلا يُجْزِئُ بِالسَّيِّئَةِ سَيِّئَةً ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ".
قال الغزالي:
(والغيبة هي الصاعقة المهلكة للطاعات ومثل من يغتاب كمن ينصب منجنيقاً فهو يرمي به حسناته شرقاً وغرباً ويميناً وشمالاً). وقد نقل القرطبي الإجماع على أنها كبيرة.
هل تعلم ما هــي الغيبة والنميمة
.... ؟؟؟؟
الغيبة والنميمة أن نستسمح من الشخص الذي استغبناه*
قال العلماء :
[إن دعوت للشخص الذي استغتبته في ظهر
الغيب عسى الله أن يغفر ويكفر عنك ذنبك]
وإليكم هذا الدعاء
وأتمنى لو تحفظهوتعلمه لغيركم
دعاء الغيبة والنميمة
تكثرأن تقول أولا:
استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه لى ولوالديَّوللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والأموات الى يوم الدين.ولكلمن اغتبته او بهته وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.),
ثم:
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا*وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ*وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*أستغفُرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ غفَّارَ الذنوبِ بديعَ السماواتِ والأرضِ المنانُ ذَا الإحسانِ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ قـَدْ عَـمَّ كـُلَّ الخَلائِقِ مـَنـُّهُوأتوبُ إليه*اللهم إني أعوذُ بك من شرِّ ما تعلمُ*وأسألُك من خيرِ ما تعلمُ*وأستغفِرُك ممَّا تعلمُ إنك أنتَ علام الغيوبِ*اللهم إني تُبْتُ إليك* اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْأَحَبِّ إِلَيْكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ*وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ وَإِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ وَإِذَا اسْتُفْرِجَتَ بِهِ فَرَّجْتَ أنْ تُصلِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مٌحًمًّد*وَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِينَوتُبْ عليَّ إنك أنتَ التوابُ الرحيم* اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي*اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي*وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي*اللهم إنك قلتَ وقَوْْلُكَ الحَقُّ"مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ"وقد أقـْرَرْنَا بِالإسَاءَةِ فَاعْفوُ عَنّا واغْفِرْ لَنَاولِوَالِديَّ وََلِمَنْ لَهُ حَـقٌّ عَلَيْنَا ولِجَمِيعِ المُؤْمِنينَ والمُؤْمِنَاتِ*اللهم إني أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إليكَ مِنْ مَظَالِمٍ كَثيرةٍ لِعبادِك قِبَلِي* فَأيَّما عَبدٌ مِنْ عِبادِكَ أوْ أمَةٌ مِنْ إمائِكَ كانت لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ إيَّاهُ في مَالٍ أوْبَدَنٍ أوْعَرْضٍ عَلِمْتُهَـا أوْ لَمْ أعْلَمُهَا.وَلَمْ أسْتَطِيعُ أنْ أُحِلُّهَا*فصل يا رب وسلم وبارك على محمد وآل محمد فاغفرها لي يا خير الغافرين* وأَسْأَلُكَ أنْ تُرْضِيهِ عَنَّيِ بِمَا شِئْتَ ثُمَّ تُوهِبُهَا لِي مِنْ لَدُنْكَ إنَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ وَلَدَيْكَ الْخَيْرُ كَلُّهُ*يارَّبِّ مَا تَصْنَعُ بِعَذَابِي وَرَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ شِيْءٍ*وَأسْألُكَ يَا رَبِّ أنْ تُكْرِمَنيِ بِرَحْمَتِكَ ولا تُهِنّي بِذُنُوبِي*ومَا عَلَيْكَ أنْ تُعْطِينِي الَّذيِ سَأَلْتُكَ يارَبُّ ياأللهُ يارَحْمُنُ يا رحيمُ ياذَا الْجَلاَلِ والإكْرَام*فإنك غفورٌ حليم ُجوادُ كريمٌ رؤفٌ بـَرٌّ رحيمٌ عفوٌ ومتفضِِّلٌ*لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ]*
أرجو من بعد هذا الدعاء أن لا نستغيب أحد.
أم ننتظر ليوم الدين حتى يأخذ من حسناتنا اويرمي من سيئاته علينا فتثقل بالذنوب*و يومها لا مال وبنون ولا حسنة وسيئة*
لذلك قال العلماء :
[إن دعوت للشخص الذي استغتبته في ظهرالغيب عسى الله أن يغفر ويكفر عنك ذنبك]*
وزير السلطان
الغيبة والنمية
وَاللَّهِ إِنَّ الْبُهْتَانَ لَشَيْءٌ قَبِيحٌ
[هي الغيبة؟؟ أما ما ليس فيه فهو البهتان وهو أعظم من الغيبة]
"أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ، قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ ، فَقَدْ بَهَتَّهُ " .هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
نصيحة عامة حول بعض كبائر الذنوب
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه ويطلع عليه من إخواني المسلمين وفقني الله وإياهم لما يرضيه وجنبني وإياهم مساخطه ومعاصيه آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد.
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
(وكل من حملت إليه النميمة بأي نوع من أنواعها يجب عليه عدم التصديق؛ لأن النمام يعتبر فاسقا مردود الشهادة. وأدلة تحريم النميمة كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ وقوله تعالى وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة نمام متفق عليه. وإنما حرمت الغيبة والنميمة لما فيهما من السعي بالإفساد بين الناس وإيجاد الشقاق والفوضى وإيقاد نار العداوة والغل والحسد والنفاق وإزالة كل مودة وإماتة كل محبة بالتفريق والخصام والتنافر بين الأخوة المتصافين ولما فيهما أيضا من الكذب والغدر والخيانة والخديعة وكيل التهم جزافا للأبرياء وإرخاء العنان للسب والشتائم وذكر القبائح ولأنهما من عناوين الجبن والدناءة والضعف هذا إضافة إلى أن أصحابهما يتحملون ذنوبا كثيرة تجر إلى غضب الله وسخطه وأليم عقابه)اهـ.
هل يغفر الله ذنوب الغيبة والنميمة
اغتاب رجلا بعض إخوانه فأرسل إليه يستحله فأبى قائلاً: ليس في صحيفتي حسنة أحسن منها فكيف أمحوها.
قيل:
(إن صاحب الغيبة لا يغفر له إلا
إذا غفرها صاحبها).
قَيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ : مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ " ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ، قَالَ : " إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ " .إسناده حسن، رجاله رجال مسلم.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ بَأَظَافِيرِهِمْ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَنْ هَؤُلاءِ ؟ قَالَ : هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ النَّاسَ ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ " إسناده حسن.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ" أحمد في مسنده وأبو داود والضياء عن جابر تصحيح السيوطي: صحيح.
وقال الهيثمي: حديث جابر سنده حسن.
وروي في بعض الروايات في مامعناه أن النبي صلى الله عليه وآله كان جالسا مع قوم فقال:
في بيان عظم الغيبة :
"كالزاني بأمه سبعين مره عند البيت الحرام
فقال أحدهم :إنما نذكره بما فيه : فرد عليه الصلاة والسلامة وآله :هي الغيبة أما ما ليس فيه فهو البهتان وهو أعظم من الغيبة".
قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت... ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام فيقول: مسكين؟؟
فلان غمني ما جرى له وما ثم له....*
بّين النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث "قيل: أرأيت
إن كان فيه ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول
فقد بهته)) , وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل, فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: ((اغتبتموه)) فقالوا: يا رسول الله: إنما حدثنا بما فيه قال: [حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه]*
حكم الغيبة، وأدلة تحريمها في القرآن والسنة، وأقوال السلف في ذلك
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي
واختلف العلماء في عدها من الكبائر أو
الصغائر ، وقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها من الكبائر لما جاء فيها من الوعيد
الشديد في القرآن والسنة ولم يعتد رحمه الله بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من
الصغائر*
قال ابن كثير {لا تلمزوا أنفسكم**: أي لا تلمزوا الناس ، والهماز واللماز من الرجال*
مذموم ملعون
كما قال الله
{ويل لكل همزة لمزة***
فالهمز بالفعل، واللمز بالقول* فالهمز واللمز وأن كليهما من الغيبة* قال الشوكاني : الهماز: المغتاب للناس* وقوله :[ ويل ] فقد ذكر له المفسرون معنيان:
[1] أنها كلمة زجر ووعيد بمعنى: الخزي والعذاب والهلكة*
[2] أنها واد في جهنم*
عَنْ أَبُو بَكْرَةَ (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=7929)، قَالَ : بَيْنَا أَنَا أُمَاشِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذَ بِيَدِي وَرَجُلٌ عَنْ يَسَارِهِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِقَبْرَيْنِ أَمَامَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، وَبَلَى ، فَأَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِجَرِيدَةٍ ؟ " فَاسْتَبَقْنَا ، فَسَبَقْتُهُ ، فَأَتَيْتُهُ بِجَرِيدَةٍ ، فَكَسَرَهَا نِصْفَيْنِ ، فَأَلْقَى عَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً ، وَعَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً ، وَقَالَ :
" إِنَّهُ يُهَوَّنُ عَلَيْهِمَا مَا كَانَتَا رَطْبَتَيْنِ وَمَا يُعَذَّبَانِ إِلَّا فِي الْبَوْلِ وَالْغِيبَةِ "
أدلة تحريم الغيبة من السنة
قال صلى الله عليه وسلم :
[ فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم
هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا]*
[وأعراضكم]أي: احتقارهم والترفع عليهم والوقيعة فيهم*
قال ابن المنذر: قد حرم النبي الغيبة مودعاً
بذلك أمته، وقرن تحريمها إلى تحريم الدماء والأموال ثم زاد تحريم ذلك تأكيدا بإعلامه بأن تحريم ذلك كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام ً
بإعلامه بأن تحريم ذلك كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام*
سار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر بجيفة حمار فقال: أين فلان وفلان؟ انزلا ، فكلا من جيفة هذا الحمارفقالا
يا نبي الله من يأكل هذا؟ قال: [ما نلتماه من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه]*
اتقوا الله وعليكم بالزاد ليوم
القيامة*
من أقوال السلف في ذم الغيبة
وعن عدي بن حاتم : الغيبة مرعى اللئام
وعن كعب الأحبار: الغيبة تحبط العمل*
ويقول الحسن البصري: والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم*
قال سفيان بن عيينة : الغيبة أشد من الدّين ، الدّين يقضى ، والغيبة لا تقضى*
وقال سفيان الثوري : إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك.
وسمع علي بن الحسين رجلاً يغتاب فقال: إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس.
وقال أبو عاصم النبيل: لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين له*
خَطَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ :
" إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي فِي يَوْمِي هَذَا : كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادِي حَلَالٌ . وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَأَضَلَّتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ ، عَجَمِيَّهُمْ وَعَرَبِيَّهُمْ ، إِلَّا بَقَايَا مِنْ أهل الكتاب ، وَقَالَ : إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانًا ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا ، فَقُلْتُ : يَا رَبِّ إِذًَا يَثْلَغُوا رَأْسِي ، فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً ، فَقَالَ : اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ ، فَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ ، وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ ، وَابْعَثْ جُنْدًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ . وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ : ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى ، وَمُسْلِمٍ ، وَرَجُلٌ فَقِيرٌ ، وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ : الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا أَوْ تُبَعَاءَ.شَكَّ يَحْيَى لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا ، وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ " ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ وَالْكَذِبَ " وَالشِّنْظِيرُ الْفَاحِشُ. إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام مسلم.
ثبتنا الله والصادقين على نهج الاستقامة وأعاذنا من موجبات الندامة يوم القيامة.
فضل الذب (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) عن عرض المسلم
رسالة الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: مظالم العباد
نبشركم بشرى عظيمة من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي قوله صلوات الله وسلامه عليه:
** من ذب عن عرض أخيه المسلم (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) ذب الله عنه الناريوم القيامة **
فكل واحد منا يتمنى ذلك، وغاية ما نرجوه ونتمناه أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يحفظنا، ويحمينا، ويجيرنا من النار، وأن يدخلنا جنته، وينيلنا مرضاته،ويمتعنا برؤية وجهه الكريم. فهذا المطلب العظيم غاية غالية، تحصل لك يا أخي المسلم (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) بأمر ليس بكثير،وليس بكبير، بل هو هين، وميسور، وسهل لمن يسره الله تعالى له.
وهو أن تذب عن عرضأخيك المؤمن إذا ذكر بما ليس فيه وإذا اغتيب أو نيل منه وهو غائب وأنت حاضر، فماعليك إلا أن تقول:
لا، اتقوا الله، وتبين أن هذا كذب، أو افتراء، أو حرام، أو إثم،وتذكر ما فيه من الخير، وما تعلم عنه من الصلاح، ولا تزكيه على الله تبارك وتعالى.
فهذا الحديث فيه هذا الفضل العظيم، لأن الناس قد لا ينتبهون له، وقد يجاملون غيرهم،وعادة أن الناس في مجالسهم يجامل بعضهم بعضاً، فإذا تكلم واحد، قالوا:
صحيح والله،ولو أن المتكلم أثنى ومدح، لقال القائل:
نعم صحيح هو كذلك. وهكذا عادة الناس - معا لأسف- أن يجاملوا المتحدث، لكن المؤمن لا يجامل أو يثني على من لا يستحقه وإنمايقول الحق، ولذلك فإن المؤمن يرى بحسب المصلحة والمفسدة المترتبة، فيقول: لكن دينهكذا، وصلاته كذا حتى ينبه الحاضرين. فلا نريد المجاملة من الحاضرين والسامعين للمتحدث،
فإن كان الغائب رجلاً صالحاً، فقام أحد الحاضرين وقال: لا، اتقوا الله، ماعلمنا فيه إلا خيراً، وهو كذا وكذا، وأثنى عليه بما فيه من الخير، وذب عن عرضه.
فليحتسب عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يذب الله عنه النار يوم القيامة، وكفى بذلك أجراً وكرماً من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. انتهى كلام الشيخ سفر حفظه الله).
أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
** من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار**وإسناده حسن .
ورواه الترمذي عن أبي الدرداء بلفظ
** من رد عن عرض أخيه رد الله عنوجهه النار يوم القيامة ** وقال حسن . ورواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ بلفظ ** من ذب عن عرض أخيه رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة . وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
** وكان حقا علينا نصر المؤمنين ** .
وروى أبو الشيخ في التوبيخ عن أنس رضي الله عنه مرفوعا
** من اغتيب عنده أخوه المسلم (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) فلم ينصره وهو يستطيع نصره أدركه إثمه في الدنيا والآخرة ** .
ورواه الأصبهاني بلفظ
** من اغتيب عنده أخوه المسلم (http://www.3iny3ink.com/forum/t146109.html) فاستطاع نصرته فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة , وإن لم ينصره أذله الله فيالدنيا والآخرة **
وأخرج الإمام أحمد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
** من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلهالله على رءوس الخلائق يوم القيامة ** .
وقال عدي بن حاتم :
الغيبة مرعى اللئام
وقال أبو عاصم النبيل :
لا يذكر في الناس ما يكرهونه إلا سفلة لا دين له.
أن ترى رجال الحسبه أو رجل الدين يستمع إلى الغنى أو يسبل ثوبه أو يدخن أو يقصر لحيتهقد تستغرب وقد يحدث ردة فعل داخل النفس تجاه هذا ( العاصي ) وربما هذه المعاصي أقلخطراً من ( الغيبه ) وأنا لا أقلل من هذه المعاصي .. أما أن تراه يغتاب فالأمر أهون والغيبة:
( ذكرك أخاك بما يكره )
ومن منا يريد ذكر مساوية أو عيوبه بين الناس ..
أخي الكريم إن ما نعانيه في أغلب المجالس هو ( الغيبة )*
والله المستعان .. وهذا الموضوع للتذكير فقط بفضل:
ذب العرض والإنكار على المغتاب ..
والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .. كما أرجوه سبحانه أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا للعمل الصالح الرشيد وأن يجعلنا ممن يذب عن أخيه في الغيب .. اللهم آمين .. والله تعالى أعلم وأجل وله الحمد من قبل ومن بعد).اهـ.
قال ابن القيم
(وإن كانت المظلمة بقدم فيه بغيبة أو قدف : فهل يشترط في توبته منها إعلامه بذلك بعينه والتحلل منه أو إعلامه قد نال من عرضه ولا يشترط تعيينه أو لا يشترط لا هذا ولا هذا بل يكفي في توبته أن يتوب بينه وبين الله تعالى من غير إعلام من قذفه واعتابه على ثلاثة أقوال وعن أحمد روايتان منصوصتان في حد القذف
هل يشترط في توبة القاذف :
إعلام المقذوف والتحلل منه أم لا ويخرج عليهما توبة المغتاب والشاتم والمعروف في مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك اشتراط الإعلام والتحلل هكذا ذكره أصحابهم في كتبهم والذين اشترطوا ذلك احتجوا بأن الذنب حق آدمي : فلا يسقط إلا بإحلاله منه وإبرائه ثم من لم يصحح البراءة من الحق المجهول شرط إعلامه بعينه لا سيما إذا كان من عليه الحق عارفا بقدره فلا بد من إعلام مستحقه به لأنه قد لا تسمح نفسه بالإبراء منه إذا عرف قدره واحتجوا بالحديث المذكور وهو قوله :
من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم قالوا :
ولأن فى هذه الجناية حقين : حقا لله وحقا للآدمي فالتوبة منها بتحلل الآدمي لأجل حقه والندم فيما بينه وبين الله لأجل حقه قالوا : ولهذا كانت توبة القاتل لا تتم إلا بتمكين ولي الدم من نفسه إن شاء اقتص وإن شاء عفا وكذلك توبة قاطع الطريق والقول الآخر : أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه بل يكفي توبته بينه وبين الله وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه
بضد ما ذكره به من الغيبة فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وقذفه بذكر عفته وإحصانه ويستغفر له بقدر ما اغتابه وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه واحتج أصحاب هذه المقالة بأن إعلامه مفسدة محضة لا تتضمن مصلحة فإنه لا يزيده إلا أذى وحنقا وغما وقد كان مستريحا قبل سماعه فإذا سمعه ربما لم يصبر على حمله وأورثته ضررا في نفسه أو بدنه كما قال الشاعر :
(فإن الذي يؤذيك منه سماعه .. وإن الذي قالوا وراءك لم يقل) وما كان هكذا فإن الشارع لا يبيحه فضلا عن أن يوجبه ويأمر به قالوا : وربما كان إعلامه به سببا للعداوة والحرب بينه وبين القائل فلا يصفو له أبدا ويورثه علمه به عداوة وبغضاء مولدة لشر أكبر من شر الغيبة والقذف وهذا ضد مقصود الشارع من تأليف القلوب والتراحم والتعاطف والتحابب قالوا : والفرق بين ذلك وبين الحقوق المالية وجنايات الأبدان من وجهين أحدهما : أنه قد ينتفع بها إذا رجعت إليه فلا يجوز إخفاؤها عنه فإنه محض حقه فيجب عليه أداؤه إليه بخلاف الغيبة والقذف فإنه ليس هناك شيء ينفعه يؤديه إليه إلا إضراره وتهييجه فقط فقياس أحدهما على الآخر من أفسد القياس والثاني : أنه إذا أعلمه بها لم تؤذه ولم تهج منه غضبا ولا عداوة بل ربما سره ذلك وفرح به بخلاف إعلامه بما مزق به عرضه طول عمره ليلا ونهارا من أنواع القذف والغيبة والهجو فاعتبار أحدهما بالآخر اعتبار فاسد وهذا هو الصحيح في القولين كما رأيت والله أعلم.
وقال ابن القيم
(الفصل الخامس والستون فيما يقول من اغتاب اخاه المسلم
يذكر عن النبي ان كفارة الغيبة ان تستغفر لمن اغتبته تقول اللهم اغفر لنا وله ذكره البيهقي في الدعوات الكبير وقال في اسناده ضعف وهذه المسالة فيها قولان للعلماء هما روايتان عن الامام احمد وهما هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب ام لابد من اعلامه وتحليله والصحيح انه لايحتاج الى اعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره والذين قالوا لا بد من اعلامه جعلوا الغيبة كالحقوق المالية والفرق بينهما ظاهر فان الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته اليه فان شاء اخذها وان شاء تصدق بها واما في الغيبة فلا يمكن ذلك و لا يحصل له باعلامه الا عكس مقصود الشارع فانه يوغر صدره ويؤذيه اذا سمع ما رمى به ولعله يهيج عداوته ولا يصفوا له ابدا وما كان هذا سبيله فان الشارع الحكيم لا يبيحه ولا يجوزه فضلا عن ان يوجبه ويامر به ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها والله تعالى اعلم.
في مجموع الفتاوى
(ومن ظلم إنسانا فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبل الله توبته لكن إن عرف المظلوم مكنه من أخذ حقه وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعملاء هما روايتان عن أحمد أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك وقد قيل بل يحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته كما قال الحسن البصري كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته فإذا كان الرجل قد سب الصحابة أو غير الصحابة وتاب فإنه يحسن إليهم بالدعاء لهم والثناء عليهم بقدر ما أساء إليهم والحسنات يذهبن السيئات كما أن الكافر الذي كان يسب النبي ويقول أنه كذاب إذا تاب وشهد أن محمدا رسول الله الصادق المصدوق وصار يحبه ويثني عليه ويصلي عيه كانت حسناته ماحية لسيئاته والله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وقد قال تعالى حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير وصلى الله على محمد وصحبه وسلم*
(بسم الله الرحمن الرحيم مسألة - رجل اغتاب رجلا بسب أو نحوه أو قذفه أو خانه في أهله ثم إنه
تاب بعد ذلك فهل يكفي في ذلك توبته ورجوعه إلى الله وكثرة ذكره وعبادته أم لا بد من تحلله من ذلك وذكره له ما ظلمه به إذا لم يكن علمه.
الجواب - لا بد من تحلله من ذلك وذكره له ما ظلمه به لأن ذلك من شروط التوبة وما لم تصح التوبة لم يكفر الذنب المتعلق بالآدمي شيء، وإنما لا يحتاج إلى ذلك حيث تعذر الوقوف على صاحب الحق لموت أو نحوه - هذا الذي جزمت به هو الموافق لنقل العلماء من أصحابنا وللآثار:
أما النقل فقال الشيخ محي الدين النووي في الأذكار في باب كفارة الغيبة والتوبة منها أعلم أن كل من ارتكب معصية لزمه المبادرة إلى التوبة منها والتوبة من حقوق الله يشترط فيها ثلاثة أشياء أن يقلع عن المعصية في الحال وأن يندم على فعلها وأن يعزم أن لا يعود إليها، والتوبة من حقوق الآدميين يشترط فيها هذه الثلاثة ورابع وهو رد الظلامة إلى صاحبها وطلب عفوه عنها والإبراء منها فيجب على المغتاب التوبة بهذه الأمور الأربعة لأن الغيبة حق آدمي ولا بد من استحلاله من اغتابه وهل يكفيه أن يقول قد اغتبتك فاجعلني في حل أم لا بد أن يبين ما اغتابه به فيه وجهان لأصحابنا أحدهما يشترط بيانه فإن أبرأه من غير بيانه لم يصح كما لو أبرأه من مال مجهول، والثاني لا يشترط لأن هذا مما لا يتسامح فيه ولا يشترط علمه بخلاف المال والأول أظهر لأن الإنسان قد يسمح بالعفو عن غيبة دون غيبة فإن كان صاحب الغيبة ميتا أو غائبا فقد تعذر تحصيل البراءة منها لكن قال العلماء ينبغي أن يكثر الاستغفار له والدعاء ويكثر من الحسنات - هذا كلام النووي بحروفه، وقال الشيخ تقي الدين السبكي في تفسيره قد ورد في الغيبة تشديدات كثيرة حتى قيل إنها أشد من الزنا من جهة أن الزاني يتوب فيتوب الله عليه والغائب لا يتاب عليه حتى يستحل من المغيب روى ذلك في حديث لكن سنده ضعيف قال وهذا وإن كان في حقوق الآدميين كلها ففي الغيبة شيء آخر وهو هتك الأعراض وانتقاص المسلمين وإبطال الحقوق بما قد يترتب عليها وإيقاع الشحناء والعداوات ثم قال فإن قلت ما تقول في حديث كفارة الاغتياب أن تستغفر لمن غتبته قلت: في سنده من لا يحتج به وقواعد الفقه تأباه لأنه حق آدمي فلا يسقط إلا بالإبراء فلا بد أن يتحلل منه فإن مات وتعذر ذلك قال بعض الفقهاء يستغفر له فإما أن يكون أخذه من هذا الحديث وإما أن يكون المقصود أن يصل إليه من جهته حسنات عسى أن يعدل ما احتمل من سيئاته وأن يكون سببا لعفوه عنه في عرصات القيامة وإلا فالقياس أن لا يسقط أيضا نعم بالنسبة إلى الإحكام الدنيوية كقبول الشهادة ونحوها إذا تحققت منه التوبة وعجز عن التحلل منه بموت ونحوه يكفي ذلك انتهى، وأما الآثار فأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت والطبراني في الأوسط والأصبهاني في الترغيب عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري قالا:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبة أشد من الزنا قيل وكيف قال الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه).
وأخرج ابن أبي الدنيا عن عطاء بن أبي رباح أنه سئل عن التوبة من الفرية فقال تمشى إلى صاحبك فتقول كذبت بما قلت لك وظلمت وأسأت فإن شئت أخذت بحقك وإن شئت عفوت، وأخرج الأصبهاني عن عائشة بنت طلحة قالت كنت عند عائشة أم المؤمنين وعندها أعرابية فخرجت الأعرابية تجر ذيلها فقالت بنت طلحة ما أطول ذيلها فقالت عائشة اغتبتها أدركيها تستغفر لك، وأما مسألة خيانة الرجل في أهله فقد روى مسلم وأبو داود والنسائي عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من رجل يخلف رجلا في أهله فيخونه فيهم إلا نصب له يوم القيام فقيل له هذا قد خانك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى أترون يدع له من حسناته شيئا) هذا لفظ الحديث فمن خان رجلا في أهله بزنا أو غيره فقط ظلم الزوج وتعلق له به حق يطالبه به في الآخرة، لا محالة بنص هذا الحديث وهذا حق آدمي لا تصح التوبة منه إلا بالشروط الأربعة ومنها استحلاله من ذلك بعد أن يعرفه به بعينه على ما تقدم في كلام النووي ثم أقول له حالان أحدهما أن لا يكون على المرأة في ذلك تبعة ولا ضرر بأن يكون أكرهه الى ذلك فهذا كما وصفنا لا شك فيه، والثاني أن يكون عليها في ذلك ضرر بأن تكون مطاوعة فهذا قد يتوقف فيه من حيث أنه ساع في إزالة ضرره في الآخرة بضرر المرأة في الدنيا والضرر لا يزال بالضرر فيحتمل أن لا يسوغ له في هذه الحالة أخباره به وأن أدى إلى بقاء ضرره في الآخرة، ويحتمل أن يكون ذلك عذرا ويحكم بصحة توبته إذا علم الله منه حسن النية ويحتمل أن يكلف الأخبار به في هذه الحالة ولكن يذكر معه ما ينفي الضرر عنها بأن يذكر أنه أكرهها ويجوز الكذب بمثل ذلك وهذا فيه جمع بين المصلحتين لكن الاحتمال الأول أظهر عندي، ولو خاف من ذكر ذلك الضرر على نفسه دون غيره فالظاهر أن ذلك لا يكون عذرا لأن التخلص من عذاب الآخرة بضرر الدنيا مطلوب وقد أقر جماعة من السلف على أنفسهم بالزنا ليقام الحد عليهم فيطهروا مع أن ذلك محض حق الله والستر فيه على أنفسهم أولى فكيف في حق الآدمي، ويحتمل أن يقال إنه يعذر بذلك ويرجى من فضل الله أن يرضى عنه خصمه إذا علم حسن نيته، ولو لم يرض صاحب الحق في الغيبة والزنا ونحوهما أن يعفو إلا ببذل مال فله بذله سعيا في خلاص ذمته والغبطة في ذلك له ثم رأيت الغزالي قال في منهاج العابدين في فضل التوبة من حقوق الآدميين: وأما الحرمة بأن خنته في أهله أو ولده أو نحوه فلا وجه للاستحلال والإظهار فإنه يولد فتنة وغيظا بل يفزع إلى الله سبحانه ليرضيه عنك ويجعل له خيرا كثيرا في مقابلته فإن أمنت الفتنة والهيج وهو نادر فتستحل منه ثم قال في آخر كلامه وجملة الأمر أن ما أمكنك من إرضاء الخصوم عملت وما لم يمكنك راجعت الله بالتضرع والصدق ليرضيه عنك فيكون ذلك في مشيئة الله يوم القيام والرجاء منه بفضله العظيم وإحسانه العميم إنه إذا علم الصدق من قلب العبد فإنه يرضى خصماءه من جزيل فضله يوم القيام (( الحاوي للفتاوي)).للسيوطي .
(بيان كفارة الغيبة) اعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج به من حق الله سبحانه ثم يستحل المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته! وينبغي أن يستحله وهو حزين متأسف نادم على فعله إذ المرائي قد يستحل ليظهر من نفسه الورع وفي الباطن لا يكون نادماً فيكون قد قارف معصية أخرى وقال الحسن.
يكفيه الاستغفار دون الاستحلال.
وربما استدل في ذلك بما روى أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة من اغتبته أن تستغفر له وقال مجاهد كفارة أكلك لحم أخيك: أن تثني عليه وتدعو له بخير.
وسئل عطاء بن أبي رباح عن التوبة من الغيبة قال: أن تمشي إلى صاحبك فتقول له كذبت فيما قلت وظلمتك وأسأت فإن شئت أخذت بحقك وإن شئت عفوت وهذا هو الأصح وقول القائل: العرض لا عوض له فلا يجب الاستحلال منه بخلاف المال كلام ضعيف إذ قد وجب في العرض حد القذف وتثبت المطالبة به.
بل في الحديث الصحيح ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال " من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليستحللها منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم إنما يؤخذ من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيدت على سيئاته وقالت عائشة رضي الله عنها لامرأة قالت لأخرى أنها طويلة الذيل: قد اغتبتيها فاستحليها.
فإذن لا بد من الاستحلال إن قدر عليه فإن كان غائباً أو ميتاً فينبغي أن يكثر له الاستغفار والدعاء ويكثر من الحسنات.
فإن قلت: فالتحليل هل يجب فأقول: لا لأنه تبرع والتبرع فضل وليس بواجب ولكنه مستحسن وسبيل المعتذر أن يبالغ في الثناء عليه والتودد إليه ويلازم ذلك حتى يطيب قلبه فإن لم يطب قلبه كان اعتذاره وتودده حسنة محسوبة له يقابل بها سيئة الغيبة في القيامة.
قال سعيد بن المسيب: لا أحلل من ظلمني.
وقال ابن سيرين: إني لم أحرمها عليه فأحللها له عن الله حرم الغيبة عليه وما كنت لأحلل ما حرم الله أبداً.
فإن قلت: فما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم
" أيعجز أحدكم أن يكون كابي ضمضم كان إذا خرج من بيته قال اللهم إني قد تصدقت بعرضي على الناس"
فكيف يتصدق بالعرض ومن تصدق به فهل يباح تناوله فإن كان لا تنفيذ صدقته فما معنى الحث عليه فنقول: معناه أني لا أطلب مظلمة في القيامة منه ولا أخاصمه وإلا فلا تصير الغيبة حلالاً به ولا تسقط المظلمة عنه لأنه عفو قبل الوجوب إلا أنه وعد وله العزم على الوفاء بأن لا يخاصم فإن رجع وخاصم كان القياس كسائر الحقوق أن له ذلك.
بل صرح الفقهاء أن من أباح القذف لم يسقط حقه من حد القاذف ومظلمة الآخرة مثل مظلمة الدنيا وعلى الجملة فالعفو أفضل.
قال الحسن إذا جثت الأمم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة نودوا ليقم من كان له أجر على الله فلا يقوم إلا العافون عن الناس في الدنيا.
وقد قال الله تعالى
" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا جبريل ما هذا العفو قال: إن الله تعالى يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك.
وروي عن الحسن أن رجلاً قال له: إن فلاناً قد اغتباك فبعث إليه رطباً على طبق وقال: قد بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام.
قال القرطبي
(لا خلاف أن الغيبة من الكبائر، وأن من اغتاب أحدا عليه أن يتوب إلى الله عز وجل. وهل يستحل المغتاب؟ اختلف فيه، فقالت فرقة: ليس عليه استحلاله، وإنما هي خطيئة بينه وبين ربه. واحتجت بأنه لم يأخذ من ماله ولا أصاب من بدنه ما ينقصه، فليس ذلك بمظلمة يستحلها منه، وإنما المظلمة ما يكون منه البدل والعوض في المال والبدن. وقال فرقة: هي مظلمة، وكفارتها الاستغفار لصاحبها الذي اغتابه. واحتجت بحديث يروي عن الحسن قال: كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته. وقالت فرقة: هي مظلمة وعليه الاستحلال منها. واحتجت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليتحلله منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم يؤخذ من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيد على سيئاته). خرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال وسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون له دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[من بهت مؤمنا بما ليس فيه حبسه الله في طينة الخبال].
وفي فتح الباري
(وأما حكمها فقال النووي في " الأذكار ": الغيبة والنميمة محرمتان بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك.
ونقل أبو عبد الله القرطبي في تفسيره الإجماع على أنها من الكبائر لأن حد الكبيرة صادق عليها لأنها مما ثبت الوعيد الشديد فيه.
فمن اغتاب وليا لله أو عالما ليس كمن اغتاب مجهول الحالة مثلا.
وأذى المسلم محرم.
وذكر النووي من الأحاديث الدالة على تحريم الغيبة حديث أنس رفعه " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم.
قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم " أخرجه أبو داود.
عائشة، ومن حديث أبي هريرة رفعه " من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما أكلته حيا، فيأكله ويكلح ويصيح " سنده حسن.
وفي " الأدب المفرد " عن ابن مسعود قال: " ما التقم أحد لقمة شرا من اغتياب مؤمن " الحديث
وأخرج أحمد والبخاري في " الأدب المفرد " بسند حسن عن جابر قال:
" كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فهاجت ريح منتنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين " وهذا الوعيد في هذه الأحاديث يدل على أن الغيبة من الكبائر).
والنميمة محرمة بإجماع المسلمين
ال الحافظ المنذري: "أجمعت الأمة على تحريم النميمة وأنّها من أعظم الذنوب عند الله عز وجل.
حقيقة النميمة من أقبح القبائح وإفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه وتفريق أحبة، وتهديم بيوت. والتشفي والتنفيس عما في النفس من غلٍ وحسد.
النميمة داء خبيث كشف ما يكره كشفه. وويلٌ لمن سعى بوشاية بريء.
أنّ البهتان على البريء أثقل من السموات، والصمت سلامةٌ وهو الأصل، والسكوت في وقته صبغة الرجال.
إن حُمِلَتِ إليك النميمةعليك:
أن لا تصدقه ولا تظن بأخيك الغائب السوء.
لأنّ النمام فاسق وهو مردود الشهادة. ويجب عليك أن تبغضه في الله.
قال الحسن: "من نمَّ إليك نمَّ عليك" نمَّ عليك بالكذب والغيبة والغدر والحسد والنفاق والخديعة.والنمام لا يوثق بقوله ولا بصداقته، وهو ممن يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
والساعي لعنه الله
قال مصعب بن عمير عن الساعي في النميمة:
"فاتقوا الساعي فلو كان صادقا في قوله لكان لئيما في صدقه حيث لم يحفظ الحرمة ولم يستر العورة".
قال أحد الحكماء
(ومن متممات بحث النميمة (السعاية): وهي أقسى صور النميمة، وأنكاها جريرة وإثماً، إذ تستهدف دمار المسعى به وهلاكه بالنّم عليه، والسعاية فيه لدى المرهوبين، من ذوي السلطة والسطوة.وأكثر ضحايا السعاية العقلاء والعارفين المرموقون من العظماء والأعلام، المحسودون على أمجادهم وفضائلهم، مما يُحفّز حاسديهم على إذلالهم، والنكاية بهم، فلا يستطيعون سبيلاً الى ذلك، فيكيدونهم بلؤم السعاية، إرضاءاً لحسدهم وخبثهم، بيد أنه قد يبطل كيد السعاة، وتُخفق سعايتهم، فتعود عليهم بالخِزي والعقاب، وعلى المسعي به بالتبجيل والاعزاز.
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
(كان سليمان بن عبدالملك جالسا وعنده الزهري فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنّك وقعت فيَّ وقلت كذا وكذا، فقال الرجل: ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان إنّ الذي أخبرني صادق. فقال له الزهري: لا يكون النمام صادقا.فقال سليمان: صدقت قم، ثم قال للرجل: اذهب بسلام).
المرء يبلى ويبقى الكلم سائرة
النميمة ينقلها شخص خبيث نكاية بالمحكي عنه.
النميمة من سجايا اللقطاء العيّابين المشائين بالنميمة والنمّام من أخبث المفسدين وأشدهم إساءة وشراً بالناس، برذيلة الغدر والغيبة والنفاق. والنمام شاهد زور، وشريك إبليس في الاغراء بين البشرعلى إذاعة الأسرار
لقوله تعالى:
"ولاتجسسوا".
إذا كانت صحيحة فعليك أن تحسن الظن بذلك القائل وتلتمس له عذرا أيا كانت تلك المقالة، فتقول: لعل له عذرا كذا وكذا– والمحكي عنه فله التوبة ويتوب الله عليه - وأما النمام يأكَلُ حسانته المحكي عنه وليس له توبة لاشتمالها على إذاعة الأسرار، وهتك عرض المحكيّ عنه، والوقيعة فيه بما دلت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظلمة يجب على المغتاب استحلالها.
فقد يكون هذا الناقل وهذا النمام يكون كاذبا وزائدا في الكلام، فتكون عليه العقوبة، وإذا كان صادقا فيكون نماما، والنمام قد ذمه الله بقوله تعالى:
(هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=68%20&nAya=11))
والنمام قد ورد أنه معذب يستحق العذاب لقوله -عليه الصلاة والسلام- "لا يدخل الجنة نمام".
والنمام رجل سَيّء الخلق خَبيثُ النفس فَحَّاشٌ*
وقد أخرج أحمد والطبراني وصححه ابن حبان من حديث أسامة رفعه " إن الله لا يحب كل فحاش متفحش"
ولكم في الرسول إسوة حسنة
سُئِلَتْ عائشة عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : " لَمْ يَكُنْ فَاحَشًا ، وَلا مُتَفَحِّشًا ، وَلا يُجْزِئُ بِالسَّيِّئَةِ سَيِّئَةً ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ".
قال الغزالي:
(والغيبة هي الصاعقة المهلكة للطاعات ومثل من يغتاب كمن ينصب منجنيقاً فهو يرمي به حسناته شرقاً وغرباً ويميناً وشمالاً). وقد نقل القرطبي الإجماع على أنها كبيرة.
هل تعلم ما هــي الغيبة والنميمة
.... ؟؟؟؟
الغيبة والنميمة أن نستسمح من الشخص الذي استغبناه*
قال العلماء :
[إن دعوت للشخص الذي استغتبته في ظهر
الغيب عسى الله أن يغفر ويكفر عنك ذنبك]
وإليكم هذا الدعاء
وأتمنى لو تحفظهوتعلمه لغيركم
دعاء الغيبة والنميمة
تكثرأن تقول أولا:
استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحى القيوم واتوب اليه لى ولوالديَّوللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والأموات الى يوم الدين.ولكلمن اغتبته او بهته وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.),
ثم:
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا*وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ*وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*أستغفُرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ غفَّارَ الذنوبِ بديعَ السماواتِ والأرضِ المنانُ ذَا الإحسانِ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ قـَدْ عَـمَّ كـُلَّ الخَلائِقِ مـَنـُّهُوأتوبُ إليه*اللهم إني أعوذُ بك من شرِّ ما تعلمُ*وأسألُك من خيرِ ما تعلمُ*وأستغفِرُك ممَّا تعلمُ إنك أنتَ علام الغيوبِ*اللهم إني تُبْتُ إليك* اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْأَحَبِّ إِلَيْكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ*وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ وَإِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ وَإِذَا اسْتُفْرِجَتَ بِهِ فَرَّجْتَ أنْ تُصلِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مٌحًمًّد*وَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِينَوتُبْ عليَّ إنك أنتَ التوابُ الرحيم* اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي*اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي*وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي*اللهم إنك قلتَ وقَوْْلُكَ الحَقُّ"مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ"وقد أقـْرَرْنَا بِالإسَاءَةِ فَاعْفوُ عَنّا واغْفِرْ لَنَاولِوَالِديَّ وََلِمَنْ لَهُ حَـقٌّ عَلَيْنَا ولِجَمِيعِ المُؤْمِنينَ والمُؤْمِنَاتِ*اللهم إني أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إليكَ مِنْ مَظَالِمٍ كَثيرةٍ لِعبادِك قِبَلِي* فَأيَّما عَبدٌ مِنْ عِبادِكَ أوْ أمَةٌ مِنْ إمائِكَ كانت لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ إيَّاهُ في مَالٍ أوْبَدَنٍ أوْعَرْضٍ عَلِمْتُهَـا أوْ لَمْ أعْلَمُهَا.وَلَمْ أسْتَطِيعُ أنْ أُحِلُّهَا*فصل يا رب وسلم وبارك على محمد وآل محمد فاغفرها لي يا خير الغافرين* وأَسْأَلُكَ أنْ تُرْضِيهِ عَنَّيِ بِمَا شِئْتَ ثُمَّ تُوهِبُهَا لِي مِنْ لَدُنْكَ إنَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ وَلَدَيْكَ الْخَيْرُ كَلُّهُ*يارَّبِّ مَا تَصْنَعُ بِعَذَابِي وَرَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ شِيْءٍ*وَأسْألُكَ يَا رَبِّ أنْ تُكْرِمَنيِ بِرَحْمَتِكَ ولا تُهِنّي بِذُنُوبِي*ومَا عَلَيْكَ أنْ تُعْطِينِي الَّذيِ سَأَلْتُكَ يارَبُّ ياأللهُ يارَحْمُنُ يا رحيمُ ياذَا الْجَلاَلِ والإكْرَام*فإنك غفورٌ حليم ُجوادُ كريمٌ رؤفٌ بـَرٌّ رحيمٌ عفوٌ ومتفضِِّلٌ*لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ]*
أرجو من بعد هذا الدعاء أن لا نستغيب أحد.
أم ننتظر ليوم الدين حتى يأخذ من حسناتنا اويرمي من سيئاته علينا فتثقل بالذنوب*و يومها لا مال وبنون ولا حسنة وسيئة*
لذلك قال العلماء :
[إن دعوت للشخص الذي استغتبته في ظهرالغيب عسى الله أن يغفر ويكفر عنك ذنبك]*
وزير السلطان