المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعيد بن جبير


الطاهرة المقدامة
04-02-2011, 09:59 PM
مالي.. ولسعيد بن جبير؟
كان سعيد بن جبير يملك لسانًا صادقا وقلبا حافظًا، لا يهاب الطغاة، ولا يسكت عن قول الحق، ألقى الحجاج بن يوسف القبض عليه بعد أن لفق له تهما كاذبة، وعقد العزم على التخلص منه، لم يستطع الحجاج أن يسكت لسانه عن قول الحق بالتهديد أو التخويف، فقد كان سعيد بن جبير مؤمنا قوي الإيمان، يعلم أن الموت والحياة والرزق كلهم بيد الله، ولا يقدر عليها أحد سواه.
بدأ الحجاج يهدد سعيدًا بالقضاء عليه، ودار هذا المشهد بينهما:
الحجاج: ويلك يا سعيد
سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار.
الحجاج: أي قتلة تريد أن أقتلك؟
سعيد: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله بها قتلة في الآخرة.
الحجاج: أتريد أن أعفو عنك؟
سعيد: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر.


الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه.
فلما خرجوا ليقتلوه، بكى ابنه لمَّا رآه في هذا الموقف، فنظر إليه سعيد وقال له: ما يبكيك؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة وبكى أيضا صديق له، فقال له سعيد: ما يبكيك؟
الرجل: لما أصابك.
سعيد: فلا تبك، كان في علم الله أن يكون هذا، ثم تلا: **مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا{ [الحديد:22] ثم ضحك سعيد، فتعجب الناس وأخبروا الحجاج، فأمر برده، فسأله: ما أضحكك؟
سعيد: عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك.
الحجاج: اقتلوه.
سعيد: **وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{ [الأنعام:79].
الحجاج: وجهوه لغير القبلة.
سعيد: **فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ{ [البقرة:115]
الحجاج: كبوه على وجهه.
سعيد: **مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى{ [طه:55]
الحجاج: اذبحوه.
سعيد: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني يا حجاج حتى تلقاني بها يوم القيامة، ثم دعا سعيد ربه فقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.
ومات شهيدا سنة 95هـ، وله من العمر سبع وخمسون سنة.


ذبح من الوريد إلى الوريد ولسانه رطب بذكر الله.. وبهذا انتهت محنة سعيد بن جبير رحمه الله..
وبعد مقتله اغتم الحجاج غما كبيرا وكان يقول: ما لي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي!
ويقال: إنه رئي الحجاج في النوم بعد موته.
فقيل له: ما فعل الله بك؟
فقال: قتلني بكل قتيل قتلة وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة.
*إيمان صادق وحسن ظن بالله لم تهزه سطوة الجلاد أو توهنه سكين الطاغية.. وأمل متصل بالخالق وبميزان عدله الذي لا يغفل عن مثقال حبة من خردل.

بقلم: سلوى العضيدان.

عبد الغني رضا
04-02-2011, 10:06 PM
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا
تَبْدِيلاً **الأحزاب23
بارك الله فيك وعليك أختنا ومشرفتنا القديرة سمارة

الطاهرة المقدامة
15-03-2011, 03:45 PM
حياك الله أخي محب الله جزاك الله الجنة.