المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القمر الذي كُسِفَ عني ولا زلت أعيش في نورِه .


إسلامية
14-09-2010, 08:46 PM
أ. عادل بن سعد الخوفي (http://www.almostshar.com/web/Consultant_Desc.php?Consultant_Id=65&Cat_Id=1) . (http://www.almostshar.com/web/Consultant_Desc.php?Consultant_Id=65&Cat_Id=1)




رنين الهاتف بدا على غير عادته هذا الصباح . ومع خفقات قلبي التي تلاحقت ، أجبتُ المتصل ، فإذا هو أخي الأكبر الذي أشار إلى توصية الطبيب المعالج لجدتي بعيادتها عاجلاً – وقد كنا بالأمس الأول في زيارتها في المستشفى .


ما لفت انتباهي قول أخي نقلاً عن الطبيب أنه يمكن تكون هذه الزيارة الأخيرة لأمنا الغالية . وفي المستشفى . . كانت - رحمها الله - ممددة على السرير ، يفصل بيننا وبينها جدار زجاجي ، آلات وأجهزة عديدة تحيط بها ، أجهزة لتخطيط القلب ، وأخرى للتنفس ، وثالثة ، ورابعة ، وخامسة . هَزَّني هذا المنظر . . دموعي الحرّى ينافِسُ بعضها بعضاً للتعبير عما يعتلِجُ في صدري ، لساني بدأ يلْهَجُ بالدعاء لمن بيده خزائن السموات والأرض أن يُفَرِّج عنها ما هي فيه .



حَلَّقَتْ ذاكرتـي في عوالم ما قبل ثلاثة أشهر من الآن . . جدتي نور البيت وسراجه . . من أين أبدأ الحديث ؟ من أيــــــن ؟ عبادتهـــا ؟ نعم ، لقد أتعبت من بَعدها ، كنا نسخر من شبابنا أمام شبابها ، ومن حبنا للخير أمام حبها له ، ومن خوفنا من الله أمام خوفها منه ، بل ومن حبنا لله أمام حبها له .


عُمرها يتجاوز الثمانين سنة ، ومع ذلك حافظت على صيام نبي الله داود عليه السلام . . تصوم يوماً وتفطر يوماً ، وهكذا حتى في مطلع دخولها المستشفى ، والإغماءة التي كانت تصيبها ، ومع ذلك كانت تبدو في ضيق وعتاب على الطبيب الذي أجبرها على الفِطر في يوم الصيام . وخلال أشهر عديدة لم تتوقف عن هذا الصيام ، بل كانت تتلذذ بهذه العبادة دون ضجيج أو سمعة .


مصلاها . . سبحان الله ، لا أعلم أني دخلت عليها في ليل أو نهار إلا وجدتها على مصلاها ، راكعة تارة ، وتارة ساجدة ، ومسبحتها البنية الشكل ، الذي يبلغ تعداد حباتها المائة والثلاثين ، قد زينت أصابعها البيضاء في كل حين .


لا أنسى حبها للصدقة ، وإخفائها لها ؛ فحين اجتماع بعض الريالات لديها تدعوني - وبصورة سرية مع خفض للصوت ، وإخفاء للمبلغ ، وسرعة في الطلب - تدعوني لإنفاقها في كفالة يتيم ، أو تفريج كربة .
ما أجمل دموعها التي تخرج من خشية الله – بإذن الله – . إن صاحبة القلب الرقيق دائمة البكاء والخوف والخشية من رب الأرض والسماء .

ثم انتهي تطواف ذاكرتي في تلك العوالم الجميلة لتحط رحالها بين يدي جدتي المستلقية على السرير ، وكأني أسمع نبضات قلبها في قلبي - مع ما بيننا من الساتر الزجاجي السميك - ، ومع كثرةٍ في الدعاء والالتجاء لرب الأرض والسماء ، ألقيتُ عليها دعاء الوداع ، والذي كان بالفعل الوداع الأخير .


بعد أن أنهت والدتي وأخواتي غسلها طلبتُ للدخول . يا للهول . . !! لقد كانت مفاجأة لي . لم أر جدتي التي توفيت بالأمس . . لم أر غاليتي التي تجاوزت من العمر ثمانين حولاً . . لقد رأيت عجباً !! نعم كل العجب !! رأيت في ذلك المكان عروساً في العشرين من عُمُرِها ، لبست بياضاً ، وجهها كالقمر ، لونها الأبيض قد مُزِج بِحُمرَة ، عليها من الطمأنينة والنور والثبات والحبور الشيء العجيب . . الله أكبر . الله أكبر .

وحانت مني التفاتة سريعة إلى ذلك الوجه المبارك . . سبحان الله . . أأنا في عالم الأحلام أم حق ما أرى ؟! والتفَتُّ إلى أخواتي ، هل رأيتم ما رأيت . . نعم نعم . . إنها تبتسم ، ابتسامة لها مغزى ومغزى ودلالات وآياتٍ نيرات . . إنه الفوز ، إنه الفوز ، إنه الفوز : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) ( آل عمران : 185 ) .

شذى الاسلام
15-09-2010, 12:17 PM
للجدة وقفات وقصص وحكايات ..تذكرت جدتي اطال الله عمرها واحسن عملها ..التي قضت ايام تبكي لأنها أمية لا تعرف القراءة والكتابة ...وكانت تمسك كتاب الله بحسرة تود ان يلهج لسانها بقراءة كتابه ..فنامت ليلتها لترى رجلاً يقرأ عليها هذه الآية الكريمة ( انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر ) مراروتكراراً ..ومنذ تلك اللحظة وهي تكثر من السجود ..والذبح لله تعالى ...


رحم الله هذه المرأة المؤمنة رحمة واسعه وغفر الله لها واسكنها فسيح جناتها ...اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين ...

بارك الله فيكِ اخيتي الفاضلة اسلامية ...

البلسم*
15-09-2010, 02:20 PM
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين ...بارك الله فيكم أخيتي إسلامية...

إسلامية
15-09-2010, 08:35 PM
[quote=الحال المرتحل;281011]للجدة وقفات وقصص وحكايات ..تذكرت جدتي اطال الله عمرها واحسن عملها ..التي قضت ايام تبكي لأنها أمية لا تعرف القراءة والكتابة ...وكانت تمسك كتاب الله بحسرة تود ان يلهج لسانها بقراءة كتابه ..فنامت ليلتها لترى رجلاً يقرأ عليها هذه الآية الكريمة ( انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر ) مراروتكراراً ..ومنذ تلك اللحظة وهي تكثر من السجود ..والذبح لله تعالى ...

ما شاء الله ,,, اسأل الله تعالى أن يحفظها ويبارك بها وبعمرها ويتقبل منها صالح الأعمال ... اللهم آمين


رحم الله هذه المرأة المؤمنة رحمة واسعه وغفر الله لها واسكنها فسيح جناتها ...اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين ...

اللهم آمين

بارك الله فيكِ اخيتي الفاضلة اسلامية ...

وفيكِ بارك الله أخيتي ...
سعيدة جداً بتواصلك ومتابعتك ... وفقكِ الله

إسلامية
15-09-2010, 08:36 PM
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين ...بارك الله فيكم أخيتي إسلامية...


اللهم آمين

جزاكِ الله خيراً أختي البلسم

جروح الماضي
27-10-2010, 11:34 AM
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين

أسامي عابرة
27-10-2010, 01:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الكريمة إسلامية

أحسنتِ أحسن الله إليكِ

قصة قمة في الروعة ..ذكرتني بموقف مشابه ..

نسأل الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين وأن يحسن خاتمتنا وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة

في رعاية الله وحفظه

عبد الغني رضا
13-02-2011, 11:43 PM
جزاك الله عنا الفردوس الاعلى أختنا الفاضلة إسلامية
أسأل الله أن يرضى عنك في الدارين وان يصلح حالك وأحوالك وأن ييسر عليك سبل الخير دائما وأبدا وأن يشرح صدرك ويرفع ذكرك ويسهل أمرك ويقضي حوائجك ويجب دعواتك
اللهم آمين

معتصمة
15-02-2011, 12:23 PM
بارك الله فيكِ مشرفتنا الفاضلة بوركتِ...

الرياحين السبعة
09-04-2011, 03:36 PM
بارك الله فيك

عبد الغني رضا
12-04-2011, 11:23 PM
للرفع............