مسك الختام
27-02-2006, 12:03 PM
دائمًا نتعامل مع عالم الكلمات مقطوعة عن أوصافها ومفصولة عن نعوتها ...
رغم أن التراث القديم والحديث يعلمنا الكثير حول ضرورات الوصف، بل إن القرآن مصدر مرجعيتنا التأسيسية في أكثر من آية يشير إلى: الكلمة الطيبة، والكلمة الخبيثة، ويحذر من زخرف القول غرورًا.
وها هي السنة الواردة على لسان أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام داعية إلى تحري مسئولية الكلمة بالتلفظ بها، وتحري معانيها وتأثير المعاني في نفوسنا، فهل يَكُبُّ الناس على وجوههم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم، وقد أوتي النبي عليه الصلاة والسلام "جوامع الكلم".
إننا في حاجة إلى فقه الكلمات "وصفًا يحدد المواقف ويحرر الأحكام ويقدم البدائل من كلمات للأمة تحفز معنى حياتها، فهل لنا أن نُكَوِّن معجمًا في "فقه كلمات الأمة".
فهذه كلمة "طيبة" في كينونتها وجوهرها، وآثارها وثمرتها، وتلك كلمة "خبيثة" في مقصودها وأغراضها، فهناك من الكلمات الميتة، والقاتلة والمميتة،والمخذولة.
وهذه كلمات على ما يصفها البشير الإبراهيمي "كلمات مظلومة"، "كلمات مغتصبة"، و"كلمات عدوة".
وهذا تصنيف آخر يسوقه لنا ابن حيَّان في رسالته للعلوم "اللفظ الحر" و"اللفظ العبد"، والمعاني الحرة والمعاني العبدة.
وها هو مصطفى صادق الرافعي يكتب في "وَحْي القلم" أن الكلمات كالحياض وكالجيوش، وجب الدفاع عنها كالأرض والعرض؛ لأنها تنتهك في حرماتها، وتدنس في معانيها.
ألا يحتاج منا هذا إلى فقه جديد يكون مداره هذه الكلمات يزود ويدافع عن الكلمات الطيبة، وكلمات العمران، والكلمات الحرة، وكلمات الحياض،
ويحتاج منا إلى إحياء الكلمات المخذولة، وتحرير الكلمات المغتصبة، والتنبه إلى الكلمات المسمومة والتعرف على أضرارها، والكلمات الملغومة فنحذر من آثارها.
ويحتاج ذلك منا رفع الظلم عن الكلمات المظلومة، ورفع الستر والنقاب عن الكلمات الظالمة ، التي تغسل الأمخاخ جماعيًّا وتستوطن العقول فتجعلها مؤجرة أو مفروشة لحساب ثقافة غير ثقافتنا.
وانتهاك حرمة معاني الكلمات لا تأتي فقط من معتد من خارج يحاول أن ينحرف بالمعاني ويدلس الدلالات، فتصير الكلمات لا تدل أو ترشد،
بل قد تأتي من داخل تهون فيه الكلمات وتُهان ،
أين نحن من كلمات الكرامة؟!، وعقلية العزة ونفسية الأحرار،
أين مقامنا من كلماتنا، ومقام كلماتنا فينا؟!
أين نحن من كلمات الرحمة والتراحم والسكن؟!
وقد سادت فيما بيننا كلمات التربص والنفي والاستبعاد،
أين نحن من كلمات الرحمة وكلمات العذاب؟!
أين نحن من كلمات تبدو في ثوب الرحمة وهي تحمل كل معاني العذاب في باطنها ومكنونها، في توابعها وآثارها؟!
أين نحن من كلمات "الضُر" و"النفع" كلمات الزبد الرابي التي وجب أن تذهب جفاء، وكلمات النفع للناس التي تمكث في الأرض؟!
كلمات التمكين والتأمين، وكلمات الاقتلاع والتوهين؟!
ألا يستحق كل ذلك منا أن نستَنْفِر كل صاحب كلمة أن يكتب في زاوية "فقه الكلمات المتجدد".
رغم أن التراث القديم والحديث يعلمنا الكثير حول ضرورات الوصف، بل إن القرآن مصدر مرجعيتنا التأسيسية في أكثر من آية يشير إلى: الكلمة الطيبة، والكلمة الخبيثة، ويحذر من زخرف القول غرورًا.
وها هي السنة الواردة على لسان أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام داعية إلى تحري مسئولية الكلمة بالتلفظ بها، وتحري معانيها وتأثير المعاني في نفوسنا، فهل يَكُبُّ الناس على وجوههم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم، وقد أوتي النبي عليه الصلاة والسلام "جوامع الكلم".
إننا في حاجة إلى فقه الكلمات "وصفًا يحدد المواقف ويحرر الأحكام ويقدم البدائل من كلمات للأمة تحفز معنى حياتها، فهل لنا أن نُكَوِّن معجمًا في "فقه كلمات الأمة".
فهذه كلمة "طيبة" في كينونتها وجوهرها، وآثارها وثمرتها، وتلك كلمة "خبيثة" في مقصودها وأغراضها، فهناك من الكلمات الميتة، والقاتلة والمميتة،والمخذولة.
وهذه كلمات على ما يصفها البشير الإبراهيمي "كلمات مظلومة"، "كلمات مغتصبة"، و"كلمات عدوة".
وهذا تصنيف آخر يسوقه لنا ابن حيَّان في رسالته للعلوم "اللفظ الحر" و"اللفظ العبد"، والمعاني الحرة والمعاني العبدة.
وها هو مصطفى صادق الرافعي يكتب في "وَحْي القلم" أن الكلمات كالحياض وكالجيوش، وجب الدفاع عنها كالأرض والعرض؛ لأنها تنتهك في حرماتها، وتدنس في معانيها.
ألا يحتاج منا هذا إلى فقه جديد يكون مداره هذه الكلمات يزود ويدافع عن الكلمات الطيبة، وكلمات العمران، والكلمات الحرة، وكلمات الحياض،
ويحتاج منا إلى إحياء الكلمات المخذولة، وتحرير الكلمات المغتصبة، والتنبه إلى الكلمات المسمومة والتعرف على أضرارها، والكلمات الملغومة فنحذر من آثارها.
ويحتاج ذلك منا رفع الظلم عن الكلمات المظلومة، ورفع الستر والنقاب عن الكلمات الظالمة ، التي تغسل الأمخاخ جماعيًّا وتستوطن العقول فتجعلها مؤجرة أو مفروشة لحساب ثقافة غير ثقافتنا.
وانتهاك حرمة معاني الكلمات لا تأتي فقط من معتد من خارج يحاول أن ينحرف بالمعاني ويدلس الدلالات، فتصير الكلمات لا تدل أو ترشد،
بل قد تأتي من داخل تهون فيه الكلمات وتُهان ،
أين نحن من كلمات الكرامة؟!، وعقلية العزة ونفسية الأحرار،
أين مقامنا من كلماتنا، ومقام كلماتنا فينا؟!
أين نحن من كلمات الرحمة والتراحم والسكن؟!
وقد سادت فيما بيننا كلمات التربص والنفي والاستبعاد،
أين نحن من كلمات الرحمة وكلمات العذاب؟!
أين نحن من كلمات تبدو في ثوب الرحمة وهي تحمل كل معاني العذاب في باطنها ومكنونها، في توابعها وآثارها؟!
أين نحن من كلمات "الضُر" و"النفع" كلمات الزبد الرابي التي وجب أن تذهب جفاء، وكلمات النفع للناس التي تمكث في الأرض؟!
كلمات التمكين والتأمين، وكلمات الاقتلاع والتوهين؟!
ألا يستحق كل ذلك منا أن نستَنْفِر كل صاحب كلمة أن يكتب في زاوية "فقه الكلمات المتجدد".