المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنما المسكين الذي يتعفف


أسامي عابرة
25-07-2010, 10:43 AM
إنما المسكين الذي يتعفف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف )) متفق عليه
وفي رواية في (( الصحيحين )) (( ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان ، والتمرة والتمرتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن به فيتصدق عليه ، ولا يقوم فيسأل الناس ))

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين

فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ((ليس المسكين الذي ترده التمرة التمرتان ، ولا اللقمة واللقمتان ، إنما المسكين الذي يتعفف )) .
يعني المسكين؛ ليس ( الشحاذ ) الذي ( يشحذ ) الناس ، ترده اللقمة واللقمتان : يعني إذا أعطيته لقمة أو لقمتين أو تمرة أو تمرتين ردته ، بل المسكين حقيقة هو الذي يتعفف كما قال تعالى : ( يَحْسـَبُهُمُ الْجـَاهِلُ أَغْنـِيَاءَ مِنَ التـَّعَفُّفِ ) [البقرة: 273] ، هذا هو المسكين حقيقة ؛ لا يسأل فيُعطى ولا يتفطن له فيعطى . كما يقول العامة : عاف كاف ، ما يدرى عنه ، هذا هو المسكين الذي ينبغي للناس تفقده وإصلاح حاله ، والحنو عليه ، والعطف عليه .
وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للمسكين أن يصبر وأن ينتظر الفرج من الله ، وأن لا يتكفف الناس أعطوه أو منعوه ؛ لأن الإنسان إذا علق قلبه بالخلق وكل إليهم ، كما جاء في الحديث : (( من تعلق شيئاً وكل إليه ))(57) وإذا وكلت إلى الخلق نسيت الخالق ، بل اجعل أمرك إلى الله عز وجل ، وعلق رجاءك وخوفك وتوكلك واعتمادك على الله سبحانه وتعالى فإنه يكفيك ، ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) [الطلاق:3] ، كل ما أمر الله عز وجل به فهو بالغك ، لا يمنعه شيء ولا يرده شيء .
فالمسكين يجب عليه الصبر ، ويجب عليه أن يمتنع عن سؤال الناس لا يسأل إلا عند الضرورة القصوى ؛ إذا حلت له الميتة حل له السؤال ، أما قبل ذلك مادام يمكنه أن يتعفف ولو أن يأكل كسرة من خبز أو شقاً من تمرة فلا يسأل ، ولا يزال الإنسان يسأل الناس ، ثم يسأل الناس ، ثم يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم ، والعياذ بالله ؛ لأنه قد قشر وجهه للناس في الدنيا ، ولهذا ذم أولئك القوم الذين يترددون على الناس يسألونهم وهم أغنياء ؛ الذين إذا ماتوا وجد عندهم الآلاف ، توجد عندهم الآلاف من الذهب والفضة والدراهم القديمة والأوراق .
وهم إذا رأيتهم قلت : هؤلاء أفقر الناس ، ثم يؤذون الناس بالسؤال ، أو يسألون الناس وليس عندهم شيء لكن يريدون أن يجعلوا بيوتهم كبيوت الأغنياء وسياراتهم كسيارات الأغنياء ، ولباسهم كلباس الأغنياء فهذا سفه ، (( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ))(58) اقتنع بما أعطاك الله ؛ إن كنت فقيراً فعلى حسب حالك ، وإن كنت غنياً فعلى حسب حالك .
أما أن تقلد الأغنياء وتقول : أنا أريد سيارة فخمة ، وأريد بيتاً فارهاً ، وأريد فرشاً ، ثم تذهب تسأل الناس سواء سألتهم مباشرة قبل أن تشتري هذه الأشياء التي أردت ، أو تشتريها ثم تذهب تقول : أنا علي دين وما أشبه ذلك فكل هذا خطأ عظيم ، اقتصر على ما عندك ، وعلى ما أعطاك ربك عز وجل ، واسأل الله أن يرزقك رزقاً لا يطغيك ، رزقاً يغنيك عن الخلق وكفى .

***
27-07-2010, 01:55 AM
بارك الله فيك أستاذتنا الفاضلة أم سلمى جزاك الله عنا جنة وحريرا

أسامي عابرة
27-07-2010, 02:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكم بارك الله

شكر الله لكم تواجدكم الطيب ومروركم الكريم

رفع الله قدركم وأعلى نزلكم في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه

هديـ،،ـل
28-08-2010, 06:21 AM
جزاء الله خيراً


ونفع بك



وجعل لك في الفردوس منزلاً


وكتبك من عتقائه من النار في هذا الشهر الفضيل

أسامي عابرة
28-08-2010, 12:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ .. اللهم آمين ...

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة هديل

شكر الله لكِ مروركِ الكريم وجميل قولكِ

رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة

في حفظ الله ورعايته