المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذهبنا إلى أحد المعالجين في الإمارات ، وهذا ما حصل ، أرجو التوجيه ؟؟؟


أبو البراء
05-09-2004, 08:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أريد أن أسألك ياشيخنا الفضيل عن موضوع وهو :
أنا من الإمارات ، ولقد كنا نبحث عن معالج بالقرآن الكريم ، وحسب ما تم ذكره في المنتدى عن اسم شيخ معالج بالقرآن ، فلقد ذهبنا إليه ، وهو إمام مسجد وبيته مرفق بالمسجد ، ولكنني لم أرتاح له لأسباب عدة :-
1. عندما دخلنا عليه وعرضنا عليه حالة أبنائي فهما يعانيان من مرض السكر وهما طفلان أحدهما أربع سنوات والآخر سنة ونصف ، فقال إن بهما عين ، أنا أحس أن بهما عين والعلم عند الله تعالى ، ولكنني وحسب علمي من حديثك الكريم عن الرقيا أنه لا يجوز أن يقول المعالج أن هذا المريض به عين أو غيره من هذا الكلام .
2.أيضاً سألنا عن اسميهما .
3. قرأ عليهما معاً دون الجهر بالقراءة ، أي كان يقرأ بصوت غير مسموع ،
4. مدة القراءة لم تتجاوز 5 دقائق .
5. أخبرنا أن نمر عليه في يوم آخر وذهبنا إليه ، ونفس الشئ قرأ عليهما معاً بصوت غير مسموع مدة لا تتجاوز عشرة دقائق وأعطانا ماء عادي بعد أن أضاف إليه تقريباً ربعه ماء يميل لون للأخضر وقال أن نسقيهم من هذا الماء كل يوم صباحاً ومساءاً ، ونراجعه بعد خمسة أيام .
يراجعه كثير من الناس وهو مزحوم والناس الذين يراجعونه من أشكالهم أحس أنهم غير ملتزمين بمعنى الرجال غير ملتحين وبعض النساء غير محجبات ، وأيضاً تدخل عليه بعض النساء لوحدها دون محرم ، ولقد سألت إحداهن فقالت أنه يمسك إبهامها ويقرأ عليها .
ولا يعطيهم غير الماء والزيت .
ملاحظة : عندما كنا ننتظر في الخارج دخل عليه ابنه ومعه بخور .
ولقد سألنا أحدهم عنه فقال أنه إمام مسجد وديّن ، ومن حفظة القرآن الكريم . فما رأيكم ؟ هل نتابع عنده أو لا ؟؟؟ أفيدونا جزاكم الله تعالى خيرا

أم حمدان

أبو البراء
05-09-2004, 08:12 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوس استفساراتُكِ أختي المكرمة ( أم حمدان ) حول الرجل المذكور فتلك بعض الوقفات حول ما ذكرت :

أما قولك – وفقك الله لما يحب ويرضى - : ( حسب ما تم ذكره في المنتدى عن اسم شيخ معالج بالقرآن ) 0

أقول وبالله التوفيق : أرجو أختي المكرمة إعطائي الرابط الخاص بالموضوع كي يتم حذف العنوان : وبالعموم فهذه رسالة إلى كل الأعضاء بعدم إدراج أي عنوان سواء كان يختص بموقع معين أو معالج معين إلا في حالة التأكد من الموقع ، وعرض الأمر على الشيخ الحبيب ( عمر السلفيون ) للإجازة ، وقد ذكرت في مواضع عدة أن الرقية والتزكية فيها أمانة فليحذر من ذلك 0

أما قولك – وفقك الله لما يحب ويرضى - : ( فلقد ذهبنا إليه ، وهو إمام مسجد وبيته مرفق بالمسجد ) 0

أقول وبالله التوفيق : العبرة ليست به وبسواه من أئمة المساجد ، العبرة بما يحمله من معتقد وفكر وسلوك ، فإن وافق في كل ذلك الكتاب والسنة والأثر ، وأقوال علماء الأمة العاملين العابدين ، فنعما بها ، وإن خالف ذلك ، فيضرب بأقواله وأفعاله عرض الحائض 0

أما قولك – وفقك الله لما يحب ويرضى - : ( ولكنني لم أرتاح له لأسباب عدة : الأول : عندما دخلنا عليه وعرضنا عليه حالة أبنائي فهما يعانيان من مرض السكر وهما طفلان أحدهما أربع سنوات والآخر سنة ونصف ، فقال إن بهما عين ، أنا أحس أن بهما عين والعلم عند الله تعالى ، ولكنني وحسب علمي من حديثك الكريم عن الرقيا أنه لا يجوز أن يقول المعالج أن هذا المريض به عين أو غيره من هذا الكلام ) 0

أقول وبالله التوفيق : أنا لم أقل أنه لا يجوز للمعالج أن يبوح للمريض بما يعاني منه من ألم ومعاناة ، إنما قلت : الأولى ، وعندما نقول ( الأولى ) فخلاف الأولى من أقسام الجواز ، وبخاصة أن المعالج أعاد الأمر لله سبحانه وتعالى ، ولا بد أن تعلمي أختي الفاضلة أن هناك أعراض خاصة بالاقتران والسحر والعين وبناء على تلك الأعراض وبعد الدراسة الشرعية العلمية الموضوعية المتأنية يحكم العالج على الحالة يغلبة ظنه ، ويعيد الأمر لله سبحانه وتعالى ، ولكن لا بد من الدراسة والتمحيص والتحقيق حتى يقف على الداء ووصف الدواءالنافع بإذن الله عز وجل 0

أما قولك – وفقك الله لما يحب ويرضى - : ( أيضاً سألنا عن اسميهما ) 0

أقول وبالله التوفيق : الذي يظهر لي أن السؤال لم يكن بقصد الاستعانة أو السحر ، حيث أن المعلوم عند أمثال هؤلاء أن السؤال يكون عن اسم الأم فقط للتحقق من المعلومات الخاصة بالشخص الذي يراد له الشر أو بقصد جمع معلومات عنه ، ومن هنا فالذي أراه أن السؤال كان بقصد حب الفضول أو معرفة الأسماء ولا أعتقد أن الأمر يتجاوز ذلك ، وعلم ذلك عند الله سبحانه وتعالى ، ولذلك أقول ما ذكرته في كتابي ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) أنه لا بد للمعالج من الابتعاد عن مواضع الريبة التي قد يدخل منها الكثير في وضع المعالج موضع ريبة وشك ، والله تعالى أعلم 0

أما قولك – وفقك الله لما يحب ويرضى - : ( قرأ عليهما معاً دون الجهر بالقراءة ، أي كان يقرأ بصوت غير مسموع ، مدة القراءة لم تتجاوز 5 دقائق ، أخبرنا أن نمر عليه في يوم آخر وذهبنا إليه ، ونفس الشئ قرأ عليهما معاً بصوت غير مسموع مدة لا تتجاوز عشرة دقائق ) 0

أقول وبالله التوفيق : ما ذكر في المسألة السابقة يذكر في هذه المسألة ، فلا بد للمعالج من القراءة بصوت مسموع واضح وأن يدعو كذلك لعدم زرع الريبة والشك لدى العامة ، وبخاصة أن العامة قد يتداولون بأنه مشعوذ ونحو ذلك ؟، وكما قال بعض السلف : ( الإشاعة تبدأ كالنملة وتنتهي كالفيل ) ، والله تعالى أعلم 0

أما بخصوص مدة وفترة القراءة فتعتمد على اليقين والإخلاص ولا تعتمد مطلقاً على المدة ، ومع ذلك فقليل من المعالجين من يملك مثل هاذين الأمرين 0

أما قولك – وفقك الله لما يحب ويرضى - : ( وأعطانا ماء عادي بعد أن أضاف إليه تقريباً ربعه ماء يميل لون للأخضر وقال أن نسقيهم من هذا الماء كل يوم صباحاً ومساءاً ، ونراجعه بعد خمسة أيام ) 0

أقول وبالله التوفيق : لا بأس باستخدام بعض الأمور الحسية وفق ضوابط شرعية معينة ، ولكن لا بد من معرفة الشيء المستخدم ، أو المادة المستخدمة ، حيث أن بعض المواد قد يكون لها تأثيرات على صحة وسلامة المريض ، وأحياناً قد تكون مخضرة على حياته ، وقد بينت في مواضع عدة من الموسوعة الشرعية أنه لا يجوز استخدام العشاب المركبة ويمكن أن يراجع الموضوع في المنتدى ( أسئلة طرق العلاج ) ، والله تعالى أعلم 0

أما قولك – وفقك الله لما يحب ويرضى - : ( يراجعه كثير من الناس وهو مزحوم والناس ) 0

أقول وبالله التوفيق : الحكم على المعالجين بالرقية الشرعية لا يكون بمقدار توافد الناس عليهم ، إنما يكون بعرض طريقتهم على الكتاب والسنة والأثر فإن وافقت فنعما بها ، وإلا فلا يجوز مراجعة أمثال هؤلاء ، وكما يقال : ( فالعوام هوام ) ، ولذلك أنصح قبل مراجعة فلان أو علان من سؤال العلماء وطلبة العلم والدعاة ، أما تزكية فلانة وعلانة ، فهذامن أحدق الخطر بالرقية وأهلها ، والله تعالى أعلم 0

أما قولك – وفقك الله لما يحب ويرضى - : ( الذين يراجعونه من أشكالهم أحس أنهم غير ملتزمين بمعنى الرجال غير ملتحين وبعض النساء غير محجبات ، وأيضاً تدخل عليه بعض النساء لوحدها دون محرم ، ولقد سألت إحداهن فقالت أنه يمسك إبهامها ويقرأ عليها ولا يعطيهم غير الماء والزيت ) 0

أقول وبالله التوفيق : لا يضر المعالج أن يراجع من قبل غير الملتزمين ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فهدف الرقية الشرعية إضافة إلى تقديم العون والمساعدة للناس بخصوص العلاج والاستشفاء دعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى ، وكم من إنسان قد ابتلي بمرض روحي وكان سبب توبته وإنابته إلى الله عز وجل ، أما دخول غير المحجبات أو لمس المرأة فهذا لا يجوز ويمكن مراجعة ذلك على الرابط التالي :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمدج وعلى آله وصحبه وسلم ثم أما بعد 000

بالنسبة لسؤال الأخ الكريم ( أبو أحمد ) حول رقية المرأة والمسح عليها بالزيت ، فاعلم رعاك الله أنه لا بد للمعالج بالرقية الشرعية التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء ، ومن ذلك تقيد المرأة بلباسها الشرعي الإسلامي ، وعدم الخلوة بها ، أو النظر اليها أو مس المرأة الأجنبية في أي موضع أو مصافحتها ، وقد ثبتت بذلك الأدلة النقلية من السنة المطهرة ، فقد ثبت من حديث عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله e : ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) (السلسلة الصحيحة 226) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز أن يمس القارئ شيئا من جسد المرأة أثناء الرقية ، أو الكشف عن يديها أو صدرها للنفث ، فأجاب - حفظه الله - : ( لا مانع من استعمال الرقية على المرأة مع النفث والنفخ ، ولكن لا يحل لها أن تكشف شيئا من جسدها لغير النساء أو المحارم ، ولا يحل للقارئ الأجنبي أن يباشر لمس بشرتها بدون حائل ، بل يقرأ عليها وهي متحجبة ، أو يقرأ عليها إحدى نسائها أو محارمها ، أو تقرأ هي على نفسها بما تيسر من القرآن ، فالكل يرجى فيه الشفاء والنفع من الله 0 وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ) ( النذير العريان – ص 267 ) 0
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم مس جسد المرأة يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل بحجة الضغط والتضييق على ما فيها من الجان خاصة أن مثل هذا اللمس يحصل من الأطباء في المستشفيات وما هي الضوابط في ذلك ؟
فأجابت اللجنة - حفظها الله - : ( لا يجوز للراقي مس شيء من بدن المرأة التي يرقيها لما في ذلك من الفتنة وإنما يقرأ عليها بدون مس ، وهنا : فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد علاجه ، بخلاف الراقي فإن عمله وهو القراءة والنفث لا يتوقف على اللمس ) ( منشورات دار الوطن – " 10 مخالفات في الرقية " – رقم الفتوى : 20361 بتاريخ 17 / 4 / 1419 هـ ) 0
وقد تجوز بعض المعالِجين مس المرأة الأجنبية للضرورة ، وبالنظر للنصوص الشرعية والتجربة والخبرة العملية لبعض المعالِجين ممن أقحم نفسه في هذا الأمر ، وندم حيث لا ينفع البكاء والندم ، يتضح عدم جواز ذلك الأمر للاعتبارات التالية :-
أ)- إن التجوز الحاصل في هذه المسألة يستند في الاستدلال والقياس بعمل الأطباء ، والطبيب قد يعمد إلى ذلك الأمر من باب القاعدة الفقهية ( الضرورات تبيح المحظورات ) وبدراسة هذه المسألة من الناحية الشرعية يتضح الآتي :-
1)- لا يجوز للمرأة أن تذهب إلى طبيب إلا للضرورة القصوى ، وفي حالة احتياجها لذلك ، إما لعدم توفر طبيبة مسلمة ، أو اضطرت لذلك الأمر لأي سبب من الأسباب 0
2)- قد يلجأ الطبيب إلى لمس المرأة لتحديد مكان الألم وطبيعته والأسباب الداعية إليه 0
3)- إن هذا الإجراء من قبل الطبيب يجب أن يتوافق مع نص القاعدة الفقهية ( الضرورة تقدر بقدرها ) فلا يجوز له في هذه الحالة أن يتعدى حدود منطقة الألم إلا فيما يعتقد أنه ضروري لذلك
ب)- إن الطبيب يتعامل مع أمور محسوسة ملموسة ، تحتاج في تشخيصها وقياسها لتكنولوجيا متقدمة ، كاستخدام الأشعة والمناظير وغيره من الأجهزة الطبية المتطورة ، وأما المعالِج فيتعامل مع أمر غيبي غير محسوس أو ملموس ، ولا يستطيع أن يقطع أو أن يجزم به ، مهما بلغت خبرته ونضجه في تلك المسائل ، وفي هذه الحالة تنتفي الحاجة لقيامه بهذا الإجراء ، والتعدي على حدود الله وشرعه ومنهجه 0
ج)- لم أعهد من خلال التجربة العملية المتواضعة في هذا المجال ومن متابعاتي لبعض المعالِجين ممن أقحم نفسه في هذا الأمر دون علم شرعي أو سؤال العلماء الأجلاء أن هذا الإجراء وهو لمس المرأة الأجنبية في أي موضع كان ، يؤدي إلى أية نتائج بل على العكس من ذلك تماما ، فقد يؤدي إلى مفسدة عظيمة ، ويكفينا في التعامل مع هذه الناحية القاعدة الفقهية التي تنص على أن :( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) ، مع اليقين بأنه ليست هناك أدنى مصلحة شرعية البتة في قيام المعالِج بمس امرأة أجنبية لا تحل له ، كما بينت النصوص القرآنية والحديثية هذا المفهوم وأكدت عليه 0
د)- قد يؤدي فتح هذا الباب إلى استغلال ذلك من بعض ذوي النفوس المريضة ، ويصبح ذريعة إلى مفسدة أعظم وأشد 0
ومن هنا ومن خلال استقراء كافة النصوص النقلية وأقوال العلماء الأجلاء يتضح أنه لا يجوز وضع اليد أو كشف أي موضع بالنسبة للمرأة ، والله تعالى أعلم 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني


أما قولك – وفقك الله لما يحب ويرضى - : ( عندما كنا ننتظر في الخارج دخل عليه ابنه ومعه بخور ) 0

يمكن العودة في هذا الموضوع إلى الرابط التالي :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أختي المكرمة ( الزاوية القائمة ) حول استخدام الأعشاب للتبخر بها في العلاج والاستشفاء من الأمراض الروحية ، حيث يعتقد البعض أن تبخير البيوت بالأعشاب يساعد في طرد الجن والشياطين ، وإزالة العين والحسد ، ويساعد في علاج الأمراض الروحية بشكل عام ، ومن دراسة المسألة من ناحية شرعية تأصيلية ومتابعة أقوال أهل العلم يتبين عدم جواز هذا الفعل لاعتبارات كثيرة سوف تذكر لاحقاً 0

سئلت اللجنة عن جواز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من إصابة العين ، فأجابت : ( لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها ، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة 0 وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) ( مجلة البحوث الإسلامية – فتوى رقم 4393 – 27 / 70 – اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ) 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عن جواز التبخر بالشب ، أو الأعشاب ، أو الأوراق وذلك لمن أصيب بالعين ، فأجاب : ( لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها ، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن ، والاستعانة بهم على الشفاء ، وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة ) ( فتوى رقم " 4393 " ، بتاريخ 25 / 2 / 1402 هـ ) 0

قال الشيخ علي بن حسن عبد الحميد : ( وليس من شك أن استعمال البخور من صنائع المشعوذين ، حيث يجلبون الجن والشياطين ، ويستهوونهم بها على هذه النية ، فهذا لا يجوز بحال ، وأما استعمال البخور لطيب رائحته وحسن عبيره لا إشكال في جوازه في غير هذا المقام ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 223 ) 0

قال الأستاذ مجدي محمد الشهاوي : ( ويدخل في هذا التبخر بأي نوع آخر من البخور كالجاوي والفاسوخ وغيرهما ، وكذلك ما يكتبه الدجالون ، والمشعوذون من أوراق يعطونها للعامة من الناس يتبخرون بها للشفاء من الحسد أو غيره من الأمراض ، وإنما ذلك من حيل الشيطان ، وقد نصب لهم شباك الفتنة وأوقعهم في حبالها ، واستعان عليهم بأهل الخرافات وضلالها ، وكتّاب الحروز والتمائم ودعاة الشعوذة وعمالها ، فحسنوا القبيح وقبحوا الحسن ، وضللوا الأمة في عقائدها وأقوالها وأفعالها ) ( حقيقة الحسد وعلاج المحسود – ص 86 ، 87 ) 0

وقد كان لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رأي آخر عندما سئل عن حكم التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من الإصابة بالعين ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( التبخر هو جعله على الحجر ، حتى يخرج له دخان ، فيتلقى ذلك الدخان بوجهه ، أو بينه وبين ثوبه ، وقد يكون ذلك مفيداً إذا تبخر بعلاج نافع ، كبعض الأعشاب التي يكون لها رائحة تؤثر في الجسد ، وقد تكافح بعض الأمراض ، حيث أن هناك أمراض تعالج بمثل البخار الذي هو دخان فيه مواد مكافحة للمرض ، فأرى أن ذلك خاضع للتجربة ، فمتى عرف أن هذا يؤثر التبخر به فهو جائز ولا محذور فيه ، لأن الأصل في الأدوية الإباحة إلا ما دل دليل على منعه، فالشب دواء معروف، وهو معدن شبه الحجارة ، يقرب من البياض ، يستعمل دواء لبعض الأمراض ، وأما الأعشاب فالأصل فيها الإباحة ، ولا مانع من التبخر بما يفيد منها ، وأما الأوراق فلا أصل للتبخر بها ، لكن بعض العلماء رخص في كتابة بعض الآيات في أوراق ثم غسلها وشرب مائها ، ثم التبخر بأصل الورق ، ولعل ذلك خاضع للتجربة ، والذين يفعلون ذلك من العلماء المعتبرين ، وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد بعض الآثار في كتابة آيات من القرآن ، وأدعية مأثورة ، ثم غسلها وشرب مائها ، وأن ذلك يؤثر ويفيد ، والله أعلم ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) 0

وكذلك وقفت على فتوى نصاً لفضيلته تجيز استخدام الشب والأعشاب في التبخر والاستشفاء من الأمراض الروحية ، والفتوى مذكورة في كتاب ( الفتاوى الذهبية في الرقية الشرعية ) 0

قلت : تعقيباً على ما ذكره العلامة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -حفظه الله– بخصوص بعض الأعشاب وبعض المواد ، فإن لها خاصية نافعة ومفيدة بإذن الله سبحانه وتعالى إذا استخدمت على هذه الكيفية - أعني التبخر بها – وقد ثبت هذا لدى أهل الدراية والخبرة وكذلك الأطباء المتخصصون ، فقد ثبت أن لبعض البخور خاصية في تقليل نسبة الرطوبة لدى النساء بعد الولادة ، كما ثبت أن بخار الحديد نافع بإذن الله تعالى لبعض أنواع الأمراض الجلدية كما تم الإشارة آنفاً 0
أما بالنسبة لاستخدام التبخر بهذه الأعشاب للإصابة بالعين والصرع والسحر فلا أرى أنها تندرج تحت الأسباب الحسية لاعتبارات : أولاها : أنها لم تثبت منفعتها للمتخصصين في مجال الرقية الشرعية ، بل على العكس من ذلك تماماً فبعض هذه الأعشاب تساعد على استحضار واسترضاء الجن والشياطين ، وثانيها : أن فيها مشابهة لما يقوم به السحرة والمشعوذون من إطلاقهم البخور واستخدامه في استحضار الأرواح الخبيثة ، كما أشارت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء آنفاً لهذا المفهوم ، وكذلك بين العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، وثالثها : أن كثير من أهل العلم لا يجيزون استخدامها كما مر معنا آنفاً ، والله تعالى أعلم 0
وأما استخدام البخور الطيبة كالعود والمسك والورد الطائفي ونحوه ، فلا حرج فيه ، وهو من الأسباب المباحة التي لا تتعارض مع الأحكام الشرعية ، شريطة أن لا يعتقد فيها بالنفع والضر ، بسبب أن الشياطين تكره الرائحة الطيبة لخبث أرواحها ، وتوافق ذلك الجانب في طبيعتها مع الرائحة الخبيثة ، فهي تميل لها وتحبها ) 0

أما بخصوص ( الفاسوخ ) فاعلمي يا رعاك الله أنه نوع من أنواع السحر ويندرج تحت ( سحر الصرف ) ، وعادة ما تنتشر هذه الطريقة في جمهورية مصر العربية ، والمقصود الأول والأخير فيها هو الزوج ، وبالطبع فلا يجوز مطلقاً استخدامها لأنها كما أشرت آنفاً هيَّ نوع من أنواع السحر ، ومعلوم أن الذي يذهب إلى الساحر والعراف والمشعوذ فهو كافر بالله سبحانه وتعالى ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


أما مسألة المتابعة ، فالذي أراه أن يرى خير منه ، بسبب الشبهات التي قد وقع فيها هذا الرجل ، ولا يمنع مطلقاً بل الواجب تقديم النصح له في كل ما ذكر 0

هذا ما تيسر لي أختي الفاضلة ( أم حمدان ) ، أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0