المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علامات من علمه نافع ، ومن علمه غير نافع .


أسامي عابرة
23-05-2010, 11:05 PM
كلام الحافظ ( ابن رجب الحنبلي ) - رحمه الله - علامات من علمه نافع ، ومن علمه غير نافع .

فأما علامات العلم غير النافع ، فقال :


** ومن علامات ذلك ؛ عدم قبول الحق والانقياد إليه والتكبر على من يقول الحق ، خصوصا إن كان دونهم في أعين الناس ، والإصرار على الباطل خشية تفرق قلوب الناس عنهم بإظهار الرجوع إلى الحق ، وربما أظهروا بألسنتهم ذم أنفسهم واحتقارها على رؤوس الأشهاد ليعتقد الناس فيهم أنهم عند أنفسهم متواضعون فيُمدحون بذلك ، وهو من دقائق أبواب الرياء كما نبّه عليه التابعون فمن بعدهم من العلماء .


ويظهر منهم قبول المدح واستجلابه مما ينافي الصدق والإخلاص ، فإن الصادق يخاف النفاق على نفسه ويخشى على نفسه من سوء الخاتمة فهو في شغل شاغل عن قبول المدح واستحسانه ، فلهذا كان من علامات أهل العلم النافع : أنهم لا يرون لأنفسهم حالا ولا مقاما ويكرهون بقلوبهم التزكية والمدح ولا يتكبرون على أحد .


قال الحسن : ( إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة ، البصير بدينه المواظب على عبادة ربه ) ، وفي رواية عنه قال : ( الذي لا يحسد من فوقه ، ولا يسخر مم دونه ، ولا يأخذ على علم علمّه الله أجرا ) ، وهذا الكلام الأخير قد روي معناه عن ابن عمر من قوله ، وأهل العلم النافع كلما ازدادوا في هذا العلم ازدادوا لله تواضعا وخشية وانكسارا وذلا .


قال بعض السلف : ( ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لربه ) .


فإنه كلما ازداد علما بربه ومعرفة به ازداد منه خشية ومحبة وازداد له ذلا وانكسارا .


ومن علامات العلم النافع : ( أنه يدل صاحبه على الهرب من الدنيا وأعظمها الرياسة والشهرة والمدح ، فالتباعد عن ذلك والاجتهاد في مجانبته من علامات العلم النافع ، فإن وقع شيء من ذلك من غير قصد واختيار كان صاحبه في خوف شديد من عاقبته ، بحيث أنه يخشى أن يكون مكرًا واستدراجًا ، كما كان الإمام أحمد يخاف ذلك على نفسه عند اشتهار اسمه وبعد صيته ) .


ومن علامات العلم النافع : ( أن صاحبه لا يدعي العلم ولا يفخر به على أحد ، ولا ينسب غير إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها ، فإنه يتكلم فيه غضبًا لله لا غضبًا لنفسه ولا قصدًا لرفعتها على أحد ) .


وأما من علمه غير نافع : ( فليس له شغل سوى التكبر بعلمه على الناس ، وإظهار فضل علمه عليهم ونسبته إلى الجهل ، وتنقصهم ليرتفع بذلك عليهم ، وهذا من أقبح الخصال وأردئها ، ربما نسب من كان قبله من العلماء إلى الجهل والغفلة والسهو ، فيوجب له حب نفسه وحب ظهورها ، وإحسان ظنه بها وإساءة ظنه بمَن سلف ) .





وأهل العلم النافع على ضد هذا ، يسيئون الظن بأنفسهم ويحسنون الظن بمن سلف عليهم وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها ، وما أحس قول أبي حنيفة ، وقد سئل عن علقمة والأسود : أيهما أفضل ؟ فقال : ( والله ما نحن بأهل أن نذكرهم ، فكيف نفضل بينهم ) .


وكان ابن المبارك إذا ذكر أخلاق من سلف ينشد :


لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم **** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد


ومن علمه غير نافع : إذا رأى لنفسه فضلا على من تقدمه في المقال وتشقق الكلام ، ظن لنفسه عليهم فضلا في العلم أو الدرجة عند الله لفضل خص به عمن سبق فاحتقر من تقدمه ، وازدرى عليه بقلة العلم ، ولا يعلم المسكين أن قلة كلام من سلف إنما كان ورعًا وخشية لله ولو أراد الكلام وإطالته لما عجز عن ذلك ، كما قال ابن عباس لقوم سمعهم يتمارون في الدين : ( أما علمتم أن لله عبادًا أسكتتهم خشية الله من غير عيّ ولا بكم ، وإنهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء ، العلماء بأيام الله ، غير أنهم إذا تذكروا عظمة الله طاشت لذلك عقولهم وانكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم حتى إذا استفاقوا من ذلك تسارعوا إلى الله بالأعمال الزاكية ، يعدون أنفسهم من المفرطين ، وإنهم لأكياس أقوياء مع الظالمين والخاطئين ، وإنهم لأبرار برآء ، إلا أنهم لا يستكثرون له الكثير ، ولا يرضون له بالقليل ، ولا يدلون عليه بالأعمال ، هم حيث ما لقيتهم مهتمون مشفقون وجلون خائفون ) خرّجه أبو نعيم وغيره ** انتهى كلامه .





انظر : كتاب ( بيان فضل علم السلف على علم الخلف ) ، للحافظ ( ابن رجب الحنبلي ) – رحمه الله - ، صفحة ( 80 – 85 ) .

***
24-05-2010, 12:05 AM
جزاك الله عنا خيرا أستاذتنا الفاضلة أم سلمى موضوع طيب وموفق رفع الله ذكرك في الدارين

أسامي عابرة
24-05-2010, 06:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكم .. بارك الله فيكم

شكر الله لكم مروركم الكريم وردكم الطيب المبارك

رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة

في رعاية الله وحفظه

***
06-06-2010, 11:40 PM
للرفع...........

السيدالصاوي
07-06-2010, 12:22 AM
العيب ليس في الدين المتين...
الذي إرتضاه الله تعالي للناس كافة
وإنما العيب في فهمنا الضيق والمحدود لهذا الدين العظيم الذي قد ارتضاه الله تعالي ليكون الدين الخاتم للناس جميعا إلي قيام الساعة ..
و لكن للأسف الشديد إنك لتجد من العلماء من يحكمون علي هذا الدين العظيم بحكم السابقين وفهم السابقين ورؤية السابقين دون تدخل منهم في أي شيء يذكر إلا في النادر جدا... كما أنه يوجد آخرين من العلماء يحاولون إمعان النظر و العقل في الكثير من القضايا
ومن هنا يأتي الخلاف الذي نراه في فهم الأشياء مع العلم أنه من المفروض ألا يوجد خلاف ....وإنك لتندهش جدا وتتعجب وأنت تقرأ أو تسمع عن أصحاب دين يرون أنفسهم ودينهم دينا عالميا صالحا لكل زمان ومكان وتراهم يتكلمون دائما عن الماضي وعن فهم السابقين وعن حكم السابقين وعن رؤية السابقين لهذا الدين كأنهم يتحدثون عن شيء لا يخصنا ولا يخص الكون كله مع أن السابقين رجالا عاشوا زمانهم ونحن نعيش زمانا آخر....إ

***
07-06-2010, 11:54 PM
وكيف وصل الينا هذا الدين..؟؟؟!!!

شذى الاسلام
08-06-2010, 10:20 AM
بارك الله فيك اخيتي الفاضلة ام سلمى ..جزاك الله كل خير

عطر
09-06-2010, 11:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي ام سلمى

موضوع مفيد ورائع

وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه

أسامي عابرة
25-06-2010, 11:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكم بارك الله جميعاً

شكر الله لكم مروركم الكريم وردكم الطيب المبارك

رفع الله قدركم وأعلى نزلكم في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه