المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سمعت أن استعمال السبحة غير جائز حسب السنة النبوية الشريفة وأنه ابتداع،أرجو التوجيه؟؟؟


وجدان_عمر
20-01-2006, 04:45 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و نفع بكم و هدانا و اياكم الى سواء السبيل
سمعت ان استعمال السبحة غير جائز حسب السنة النبوية الشريفة و انه ابتداع و اننا متبعين لا مبتدعين ,و عندما رايت هذا الامر متفشيا فى مجتمعنا اردت ان انبه بعض الصديقات لذلك لانهن من الحريصات على ترك كل ما يريب ,فاجابت احداهن بان الحديث يقول :
(اعبدوا الله حتى يقال انكم تراؤا) ارجو منكم بارك الله فيكم ان توضحوا لى مدى صحة هذا الحديث و ان كان صحيحا فما دلالته .
جزاكم الله خيرا

ناصح أمين
20-01-2006, 08:57 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تفضلي أختي الكريمة

السؤال :
ما حكم استخدام المسبحة ؟


الجواب :
الحمد للهذهب بعض العلماء في مسألة السبحة إلى جواز استعمالها مع قولهم بأنّ التسبيح باليد أفضل وعدّها بعضهم من البدع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (22/187) : وربما تظاهر أحدهم بوضع السجادة على منكبه وإظهار المسابح في يده وجعله من شعار الدين والصلاة . وقد علم بالنقل المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكن هذا شعارهم وكانوا يسبحون ويعقدون على أصابعهم كما جاء في الحديث " اعقدن بالأصابع فإنهن مسؤولات ، مستنطقات " وربما عقد أحدهم التسبيح بحصى أو نوى . والتسبيح بالمسابح من الناس من كرهه ومنهم من رخّص فيه لكن لم يقل أحد : أن التسبيح به أفضل من التسبيح بالأصابع وغيرها .ا.هـ. ثمّ تكلّم رحمه الله عن مدخل الرياء في التسبيح بالمسبحة وأنّه رياء بأمر ليس بمشروع وهو أسوأ من الرياء بالأمر المشروع .
وفي سؤال لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( اللقاء المفتوح 3/30) عن التسبيح بالمسبحة هل هي بدعة فأجاب : التسبيح بالمسبحة تركه أولى وليس ببدعة لأن له أصلا وهو تسبيح بعض الصحابة بالحصى ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن التسبيح بالأصابع أفضل وقال " اعقدن - يخاطب النساء - بالأنامل فإنهن مستنطقات " فالتسبيح بالمسبحة ليس حراما ولا بدعة لكن تركه أولى لأن الذي يسبح بالمسبحة ترك الأولى وربما يشوب تسبيحه شيء من الرياء لأننا نشاهد بعض الناس يتقلد مسبحة فيها ألف خرزة كأنما يقول للناس : انظروني إني أسبح ألف تسبيحة ، ثالثا : أن الذي يسبح بالمسبحة في الغالب يكون غافل القلب ولهذا تجده يسبح بالمسبحة وعيونه في السماء وعلى اليمين وعلى الشمال مما يدل على غفلة قلبه فالأولى أن يسبح الإنسان بأصابعه والأولى أن يسبح باليد اليمنى دون اليسرى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ولو سبح بيديه جميعا فلا بأس لكن الأفضل أن يسبح بيده اليمنى فقط .ا.هـ.
وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (1/110) عند تخريجه لحديث " نعم المذكّر السبحة" : ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :
الأول أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها" عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من اتباع التابعين .
الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال أيضا (1/117) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل !
ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر:
وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
والله تعالى أعلم .



الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com (http://www.islam-qa.com))

**
ولي عودة فيما بعد لبيان مسألة الرياء ويا حبذا لو كتبت لفظ الحديث كاملا

أبو البراء
20-01-2006, 10:31 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( ناصح أمين ) ، والمسألة كما يرى فيها خلاف بين أهل العلم ، وهي خلاف الأولى ، والأولى أن يعقد المسلم التسبيح بيده لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم 0

سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن حكم استعمال السبحة ؟؟؟

فأجاب : ( السبحة ليست بدعة دينية، وذلك لأن الإنسان لا يقصد التعبد لله بها، وإنما يقصد ضبط عدد التسبيح الذي يقوله، أو التهليل، أو التحميد، أو التكبير، فهي وسيلة وليس مقصودة، ولكن الأفضل منها أن يعقد الإنسان التسبيح بأنامله – أي بأصابعه – لأنهن "مستنطقات" كما أرشد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن عد التسبيح ونحوه بالمسبحة يؤدي إلى غفلة الإنسان، فإننا نشاهد كثيراً من أولئك الذين يستعملون المسبحة نجدهم يسبحون وأعينهم تدور هنا وهناك لأنهم قد جعلوا عدد الحبات على قدر ما يريدون تسبيحه، أو تهليله أو تحميده، أو تكبيره 0

فتجد الإنسان منهم يعد هذه الحبات بيده وهو غافل القلب، يتلفت يميناً وشمالاً، بخلاف ما إذا كان يعدها بالأصابع فإن ذلك أحضر لقلبه غالباً، الشيء الثالث أن استعمال المسبحة قد يدخله الرياء، فإننا نجد كثيراً من الناس الذين يحبون كثرة التسبيح يعلقون في أعناقهم مسابح طويلة كثيرة الخرزات، وكأن لسان حالهم يقول: انظروا إلينا فإننا نسبح الله بقدر هذه الخرزات 0

وأنا أستغفر الله أن أتهمهم بهذا، لكنه يخشى منه، فهذه ثلاثة أمور كلها تقتضي بأن يتجنب الإنسان التسبيح بالمسبحة، وأن يسبح الله سبحانه وتعالى بأنامله 0

ثم أن الأولى أن يكون عقد التسبيح بالأنامل في اليد اليمنى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه واليمنى خير من اليسرى بلا شك، ولهذا كان الأيمن مفضلاً على الأيسر، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بشماله وأمر أن يأكل الإنسان بيمينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا غلام سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك". وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله". فاليد اليمنى أولى بالتسبيح من اليد اليسرى اتباعاً للسنة، وأخذاً باليمين قد : "كان النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه التيامن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله".

وعلى هذا فإن التسبيح بالمسبحة لا يعد بدعة في الدين؛ لأن المراد بالبدعة المنهي عنها هي البدع في الدين، والتسبيح بالمسبحة إنما هو وسيلة لضبط العدد، وهي وسيلة مرجوحة مفضولة، والأفضل منها أن يكون عد التسبيح بالأصابع ) 0

وأما العلامة محدث بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فله رأي آخر ، حيث قال في السلسلة الضعيفة ( 1 / 110 ) ، عند تخريجه لحديث ( نعم المذكّر السبحة ) ( حديث موضوع ) :

( ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :

الأول : أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من اتباع التابعين .

الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال الألباني أيضا ( 1 / 117 ) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل !

ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر:
وكل خير في اتباع من سلف .......................... وكل شر في ابتداع من خلف ) 0

سئل الشيخ ( عطية صقر ) عن حكم استخدام السبحة في الأذكار وفي ختم الصلاة ؟؟؟

فأجاب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، السبحة "بضم السين المهملة وسكون الباء الموحدة". هي الخرز المنظوم والتي يعد بها الذكر والتسبيح، وقيل: أنها غربية وتجمع على "سبح" بضم السين وقيل انها مولدة.
جاء الإسلام فأمر بذكر الله كما أمر بسائر العبادات والقربات والطاعات، واذا كان الأمر بالذكر قد ورد مطلقا بدون حصر في عدد معين أو حالة خاصة كما في قوله تعالى: "الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم" [سورة آل عمران:191] وقوله أيضًا: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا* وسبحوه بكرة وأصيلاً" [سورة الأحزاب: 41،42] فقد ودت أحاديث تحدد عدده ووقته، كما في ختام الصلاة بثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاث وثلاثين تحميده، وثلاث وثلاثين تكبيرة، وتمام المائة : لا إله إلا الله وحدة.. وكما جاء في نصوص أخرى في فضل بعض الذكر عشر مرات او مائة مرة، وهنا يحتاج الذكر إلى ضبط العدد، فبأي وسيلة يكون ذلك؟.

وليس في الإسلام وسيلة معينة أمرنا بالتزامها حتى لا يجوز غيرها، والأمر متروك لعرف الناس وعاداتهم في ضبط أمورهم وحصرها، والإسلام لا يمنع من ذلك إلا ما تعارض مع ما جاء به. والمأثور أن النبي صلى الله عليه يعقد التسبيح بيده، كما رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عمر، وأرشد أصحابه إلى الاستعانة بالأنامل عند ذلك، فقد روى أبو داود والترمذي والحاكم عن "بسرة" وكانت من المهاجرات، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين التوحيد، واعتقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات".

غير أن الأمر بالعد بالأصابع ليس على سبيل الحصر بحيث يمنع العد بغيرها، صحيح أن العد بالأصابع فيه اقتداء النبي صلى الله عليه وسلم لكنه هو نفسه لم يمنع العد بغيرها، بل أقره، وإقراره من أدلة المشروعية.

أ - أخرج الترمذي والحاكم والطبراني عن صفية رضي الله عنها قالت: دخل علىَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن، فقال: "ما هذا يا بنت حيي"؟ قلت: أسبح بهن، قال "قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا" قلت علمين يا رسول ، قال: قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء". والحديث صحيح.

ب - وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه النسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة، وبين يديها نوى أو حصى تسبح، فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل؟ قولي: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك. وسبحان الله عدد ما هو خالق ، الله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك".

إلى جانب إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العمل وعدم الإنكار عليه، اتخذ عدد من الصحابة والسلف الصالح النوى والحصى وعقد الخيط وغيرها وسيلة لضبط العدد في التسبيح ولم يثبت إنكار عليهم.

1- ففي مسند أحمد –في باب الزهد- أن أبا صفية- وهو رجل من الصحابة، كان يسبح بالحصى وجاء في معجم الصحابة للبغوي أن أبا صفية، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يوضع له نطع-فراش من جلد- ويجاء بزنبيل فيه حصى فسبح به إلى نصف النهار ، ثم يرفع فإذا صلى الأولى أتي به فيسبح به حتى يمسي.

2- وروي أبو داود بسنده عن أبي هريرة أنه كان له كان له كيس فيه حصى أو نوى يجلس علي السرير، وأسفل منه جارية سوداء، فيسبح حتى إذا نفذ ما في الكيس فدفعته إليه يسبح، ونقل ابن أبي شيبة عن عكرمة أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألفا عقدة، وكان لا ينام حتى يسبح به اثني عشرة ألف تسبيحه.

3- وأخرج أحمد أيضًا في باب الزهد أن أبا الدرداء كان له نوى من نوى العجوة في كيس، فإذا صلى الغداة –الصبح- أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذن.

4- وأخرج ابن أبي شيبة أن سعد بن أبي وقاص، كان يسبح بالحصى أو النوى، وأن أبا سعيد الخدري كان يسبح أيضًا بالحصى.

5- وجاء في كتاب "المناهل المسلسلة لعبد الباقي" أن فاطمة بنت الحسين كان لها خيط تسبح به.

6- وذكر المبرد في "الكامل" أن على بي عبد الله بن عباس المتوفى 110هـ كان له خمسمائة أصل شجرة من الزيتنون، وكان يصلي كل يوم إلى كل أصل ركعتين، فكان يدعي "ذا النفثات" فكأنه كان يعد تركعه بالأشجار.
[لا يهمنا من هذا الخبر الذي لم تتوفر له مقومات الصدق عدد ما كان يصليه صاحب هذه الأشجار في اليوم الواحد، وهو ألف ركعة إنما يهمنا هو أن وسيلة الاحصاء كانت الشجرة].

وبناء على هذه الأخبار لم تكن "السبحة" المعهودة لنا معروفة عند المسلمين حتى أوائل القرن الثاني الهجري، ويؤيد ذلك ما نقله الزبيدي في "تاج العروس" عن شيخه أن السبحة ليست من اللغة في شئ، ولا تعرفها العرب، إنما حدثت في الصدر الأول إعانة على الذكر وتذكيرًا وتنشيطًا.

ولم يصح في مدحها خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم كالذي أخرجه الديلمي مرفوعًا "نعم المذكر السبحة" كما لا يصح ما نقل عن الحسن البصري انه، عندما قال له: أنت مع السبحة مع حسن عبادتك؟ قال: هذا شيء استعملناه في البدايات ما كنا لنتركه في النهايات.

ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من عد الذكر بالسبحة، ولا يعدون ذلك مكروهًا، وقد سئل بعضهم، وهو يعد بالتسبيح: أتعد على الله؟ فقال: لا، ولكن أعد له.

وجعل حبات السبحة اليوم مائة أو ثلاثة وثلاثين راجع إلى الحديث الصحيح في ختم الصلاة.

وبناء على ما سبق ذكره يكون التسبيح بغير عقد الأصابع مشروعًا، لكن أيهما أفضل؟ يقول السيوطي: رأيت في كتاب "تحفة العباد!" ومصنفه متأخر عاصر الجلال البلقيني فصلاً حسنًا في السبحة قال فيه ما نصه: قال بعض العلماء: عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة لحديث ابن عمرو، لكن يقال: إن المسبح إن أمن الغلط كان عقده بالأنامل أميل وإلا فالسبحة أولى. والسنة أن يكون باليمين كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء ذلك في رواية لأبي داود وغيره.

"أنظر: الحاوي للفتاوى للسيوطي رسالة "المنحة في السبحة" ونيل الأوطار للشوكاني"

هذا، وقد تفنن الناس اليوم في صنع السبحة من حيث المادة والحجم والشكل واللون والزخرفة وعدد الحبات، وعني باقتنائها كبار الناس سواء أكان ذلك للتسبيح أم للهواية أم لغرض آخر، ولا يمكننا أن نتدخل في الحكم على ذلك، فالله أعلم بنياتهم ولكل امرئ ما نوى.

وأقول: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات" فإن حبات المسبحة لا تحركها في يد الإنسان إلا الأنامل، وهي ستسأل وتستنطق عند الله لتشهد أنه كان يسبح بها، ولا يجوز التوسع في إطلاق اسم البدعة على كل ما لم يكن معروفا في أيام الرسول ولا أن يجر الخلاف في السبحة إلى جدل عقيم قد يضر، والأهم من ذلك هو الإخلاص في الذكر ولا تضر بعد ذلك وسيلته، والله ينظر إلى القلوب كما صح في الحديث.
والله أعلم ) 0

ويبقى أن نقول :

( لنعمل سوياً فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضاً في الأمور الاجتهادية )

ومعنا ذلك أنه لا يجوز أن ننكر على من يفعل ذلك فالمسألة اجتهادية ، وهذا هو القول الفصل في مسائا الاجتهاد حرصاً على وحدة الأمة الإسلامية 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أبو فهد
20-01-2006, 11:10 AM
بارك الله فيكم جميعا ونفعنا الله بعلمكم وجزاكم الله خيرا ...
وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أبو البراء
20-01-2006, 12:59 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

عمر الليبي
20-01-2006, 06:02 PM
حقــائق خطيــرة عن المسبحــة لايعرفهــا الكثيــر من المسلميــن !!!


المسبحة أو السبحة التي يستخدهما كثير من المسلمين للتسبيح أصلها غير اسلامي بل هو هندوسي وانتقلت إلى البوذيين ثم النصارى ويعرفها الهندوس باسم رودراشكا وعند البوذيين


باسم مالا وعند النصارى باسم روساري والسبحة عند الهندوس والبوذيين لديها من اثنين وثلاثين الى مائة وثمانية حبة بينما النصارى يستخدمون المسبحة ذات الثلاث والثلاثين حبة وهي نفس التي عند المسلمين وترمز عندهم الى عمر المسيح بن مريم عليه السلام وانتقلت السبحة من الهند والصين عن طريق المتصوفة ولا يخفي التاثير الهندوسي والبوذي في التصوف ويرمز العديد من الهندوس والمتصوفة وغيرهم على أن المسبحة أو مالا أو رودراشكا من رموز الوحدة بين الاديان فيا أيها المسلمون انتبهوا فاستخدام المسبحة أتى من عبدة البقر وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: (((لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن).)))-رواه البخاري-, ومن تشبه بقوم فهو منهم , فالانتباه الانتباه .
وإلى الله المشتكى
منقول

الحديث موجود في : كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال

1897 - اذكروا الله حتى يقال أنكم مراؤون‏.‏
‏(‏ابن شاهين في الترغيب في الذكر عن ابن عباس‏)‏‏.‏

1898 - أكثروا ذكر الله تعالى حتى يقول المنافقون‏:‏ إنكم مراؤون‏.‏
‏(‏ش حم في الزهد هب عن أبي الجوزاء مرسلا‏)

كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال

القطوف الدانيه
21-01-2006, 07:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( لكل أمرئ ما نوى ) فالسبحه قد تكون أداة كسجادة الصلاة التي نصلي عليها والهدف منها التذكير بالتسبيح ، وهناك حديث لا يستحضرني نصه وهو من أحاديث البخاري عن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو ذكر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير مائة مره له أجر كذا وكذا ، والحديث الأخر الذي يتضمن ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام لفاطمة حينما أشتكت من عناء العمل في المنزل فنصحها ب التسبيح 33 والتحميد 33 والتكبير 33 .... وأحاديث أخرى كثيره فالتعداد بالسبحه أسهل وخاصة لو كان بأعداد كبيره ، لكن ما أعترض عليه شخصياً الآن وفي وقتنا الحالي بالذات تصنيع السبح والتفنن والمغالاة في تصنيعها فقد تصل بعض السبح بمئات الريالات إن لم تكن بالآلآف فقد تكون مصنوعه من أحجار كريمه نادره ، أو تكون مصنوعه من ذهب وكريستال وفي نظر ي أن من يقتنيها يكون بهدف المباهاة والإسراف ( إن الله لا يحب المسرفين)

أبو البراء
21-01-2006, 08:42 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله في الجميع ، أما بخصوص ما ذكره أخونا الحبيب ( عمر الليبي ) فشتان بين ما نحن عليه وما عليهم السيخ والبوذيين ، ونحن نتطرق للمسألة من الناحية الشرعية وقد كفانا العلماء المؤونة في ذلك كما تم إيضاح ذلك سابقاً ، أما بخصوص ما ذكر من قبل الأخت الفاضلة ( القطوف الدانية ) فهذا مما بالغ فيه الناس وهو مما لا شك فيه من الإسراف المذموم ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

وجدان_عمر
23-01-2006, 09:30 AM
السلام عليكم
الحقيقة انا لم اسمع الا هذه الكلمات من الحديث لم تذكر الاخت لى سند ,و اتمنى ان اعرف هل مسموح بان يكتر الانسان من العبادات حتى ان ظن الناس بانه يرائى و هو على عكس ذلك فى نيته و هل يجب ان يترك الانسان بعض الاعمال كى لا يقال انه مرائى
و بارك الله فيكم و اعذرونا فما سالنا الا لجهلنا و رغبتنا فى اتباع الاسلم لنقاء ديننا و عقيدتنا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أبو البراء
24-01-2006, 06:53 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أختي الفاضلة ( وجدان - عمر ) ، لم أقف في حياتي على حديث بمثل هذا المعنى ، وللتأكيد فقد أجريت بحثاً على ذلك ولم أقف له على أثر ، أرجو موافاتي بمعلومات عن الحديث المذكور ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

عمر الليبي
24-01-2006, 03:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للحديث فهو موجود برقم 1897 على الرابط
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=137&CID=29
معلومة بسيطه على كنز العمال
كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ المحدث علي بن حسام المتقي الهندي( ت975هـ) ، وهو أجمع كتب هذا الفن ، جمع أحاديث كتب كثيرة ، بلغت 93 كتابـًا في إحصائنا ، فجاء كتابه حافلاً لا مثيل له في الجمع ، إلا أنه أغفل بيان حال الأحاديث ، كما لحظنا عليه إعوازًا في التخريج حتى إنه ربما عزى الحديث لمرجع من المراجع البعيدة عن التناول وعن الاعتماد ، وهو موجود في الصحاح ، بل في أصحها .
والله اعلم

أبو البراء
24-01-2006, 04:34 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( عمر الليبي ) ، والسؤال عن درجة الحديث ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

عمر الليبي
24-01-2006, 05:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا ابو البراء وجزاك الله خيرا
لكن للاسف هذا الدى لم اتوصل اليه الى الان عن مدا صحة هذا الحديث وسوف نستمر فى البحث ان شاء الله
لانه يحتاج لتوضيح اكثر

أبو فهد
24-01-2006, 08:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بارك الله في الجميع وجزاكم الله خيرا وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه مع الدعاء منا... لكم بالصحة والسلامة والعافية .


أخي الكريم (عمر الليبي) ...جزاكم الله خيرا
وزادكم من فضله ومنه وكرمه ، مع الدعاء منا... لكم بالصحة والسلامة والعافية .

ولا تنسى أن توافينا بالنتيجة فنحن في الانتظار ... وشكرا

أبو البراء
25-01-2006, 11:04 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ابن حزم
18-04-2006, 11:30 AM
بارك الله فيكم أجمعين

د.عبدالله
18-04-2006, 08:33 PM
بارك الله فيك أختي الفاضلة الجنة الخضراء .. وجزاك الله خيرا .. والشكر موصول كذلك لأخي الحبيب ( معالج متمرس ) مع كامل احترامي وتقديري .. مع تمنياتي لكم جميعا بدوام الصحة والسلامة والعافية .

أبو البراء
19-04-2006, 09:32 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أم ريحان
24-04-2006, 04:12 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد تكون السبحة غير محرمه نصيا و لكنها بدعة دخيلة علينا من الاديان الاخرى و اعتقد انه من الافضل تركها. لي صديقة من هايتي وكانت نصرانية ثم انعم الله عليها بالاسلام و شاهدت مرة مجموعه من السبحات في معرض اسلامي في الجامعة عندنا و فوجئت بها و قالت لي كيف يبعون هذه المسابح وهي رمز في الديانة النصرانية, وبعد ذالك مرت فتاة نصرانية و رأت المسابح و استغربت من استخدام المسلمين لها وقالت نحن نسبح بها
وعلى هذا اعتقد بحرمة استخدامها من باب التشبه بالنصارى و الله اعلم

أبو البراء
24-04-2006, 06:37 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( أم ريحان ) ، المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، وهي خلاف الأولى ، والأولى أن يعقد المسلم التسبيح بيده لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم 0

سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن حكم استعمال السبحة ؟؟؟

فأجاب : ( السبحة ليست بدعة دينية، وذلك لأن الإنسان لا يقصد التعبد لله بها، وإنما يقصد ضبط عدد التسبيح الذي يقوله، أو التهليل، أو التحميد، أو التكبير، فهي وسيلة وليس مقصودة، ولكن الأفضل منها أن يعقد الإنسان التسبيح بأنامله – أي بأصابعه – لأنهن "مستنطقات" كما أرشد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن عد التسبيح ونحوه بالمسبحة يؤدي إلى غفلة الإنسان، فإننا نشاهد كثيراً من أولئك الذين يستعملون المسبحة نجدهم يسبحون وأعينهم تدور هنا وهناك لأنهم قد جعلوا عدد الحبات على قدر ما يريدون تسبيحه، أو تهليله أو تحميده، أو تكبيره 0

فتجد الإنسان منهم يعد هذه الحبات بيده وهو غافل القلب، يتلفت يميناً وشمالاً، بخلاف ما إذا كان يعدها بالأصابع فإن ذلك أحضر لقلبه غالباً، الشيء الثالث أن استعمال المسبحة قد يدخله الرياء، فإننا نجد كثيراً من الناس الذين يحبون كثرة التسبيح يعلقون في أعناقهم مسابح طويلة كثيرة الخرزات، وكأن لسان حالهم يقول: انظروا إلينا فإننا نسبح الله بقدر هذه الخرزات 0

وأنا أستغفر الله أن أتهمهم بهذا، لكنه يخشى منه، فهذه ثلاثة أمور كلها تقتضي بأن يتجنب الإنسان التسبيح بالمسبحة، وأن يسبح الله سبحانه وتعالى بأنامله 0

ثم أن الأولى أن يكون عقد التسبيح بالأنامل في اليد اليمنى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه واليمنى خير من اليسرى بلا شك، ولهذا كان الأيمن مفضلاً على الأيسر، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بشماله وأمر أن يأكل الإنسان بيمينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا غلام سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك". وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله". فاليد اليمنى أولى بالتسبيح من اليد اليسرى اتباعاً للسنة، وأخذاً باليمين قد : "كان النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه التيامن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله".

وعلى هذا فإن التسبيح بالمسبحة لا يعد بدعة في الدين؛ لأن المراد بالبدعة المنهي عنها هي البدع في الدين، والتسبيح بالمسبحة إنما هو وسيلة لضبط العدد، وهي وسيلة مرجوحة مفضولة، والأفضل منها أن يكون عد التسبيح بالأصابع ) 0

وأما العلامة محدث بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فله رأي آخر ، حيث قال في السلسلة الضعيفة ( 1 / 110 ) ، عند تخريجه لحديث ( نعم المذكّر السبحة ) ( حديث موضوع ) :

( ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :

الأول : أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من اتباع التابعين .

الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال الألباني أيضا ( 1 / 117 ) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل !

ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر :

وكل خير في اتباع من سلف .......................... وكل شر في ابتداع من خلف ) 0

سئل الشيخ ( عطية صقر ) عن حكم استخدام السبحة في الأذكار وفي ختم الصلاة ؟؟؟

فأجاب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، السبحة "بضم السين المهملة وسكون الباء الموحدة". هي الخرز المنظوم والتي يعد بها الذكر والتسبيح، وقيل: أنها غربية وتجمع على "سبح" بضم السين وقيل انها مولدة.
جاء الإسلام فأمر بذكر الله كما أمر بسائر العبادات والقربات والطاعات، واذا كان الأمر بالذكر قد ورد مطلقا بدون حصر في عدد معين أو حالة خاصة كما في قوله تعالى: "الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم" [سورة آل عمران:191] وقوله أيضًا: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا* وسبحوه بكرة وأصيلاً" [سورة الأحزاب: 41،42] فقد ودت أحاديث تحدد عدده ووقته، كما في ختام الصلاة بثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاث وثلاثين تحميده، وثلاث وثلاثين تكبيرة، وتمام المائة : لا إله إلا الله وحدة.. وكما جاء في نصوص أخرى في فضل بعض الذكر عشر مرات او مائة مرة، وهنا يحتاج الذكر إلى ضبط العدد، فبأي وسيلة يكون ذلك؟.

وليس في الإسلام وسيلة معينة أمرنا بالتزامها حتى لا يجوز غيرها، والأمر متروك لعرف الناس وعاداتهم في ضبط أمورهم وحصرها، والإسلام لا يمنع من ذلك إلا ما تعارض مع ما جاء به. والمأثور أن النبي صلى الله عليه يعقد التسبيح بيده، كما رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عمر، وأرشد أصحابه إلى الاستعانة بالأنامل عند ذلك، فقد روى أبو داود والترمذي والحاكم عن "بسرة" وكانت من المهاجرات، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين التوحيد، واعتقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات".

غير أن الأمر بالعد بالأصابع ليس على سبيل الحصر بحيث يمنع العد بغيرها، صحيح أن العد بالأصابع فيه اقتداء النبي صلى الله عليه وسلم لكنه هو نفسه لم يمنع العد بغيرها، بل أقره، وإقراره من أدلة المشروعية.

أ - أخرج الترمذي والحاكم والطبراني عن صفية رضي الله عنها قالت: دخل علىَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن، فقال: "ما هذا يا بنت حيي"؟ قلت: أسبح بهن، قال "قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا" قلت علمين يا رسول ، قال: قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء". والحديث صحيح.

ب - وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه النسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة، وبين يديها نوى أو حصى تسبح، فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل؟ قولي: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك. وسبحان الله عدد ما هو خالق ، الله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك".

إلى جانب إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العمل وعدم الإنكار عليه، اتخذ عدد من الصحابة والسلف الصالح النوى والحصى وعقد الخيط وغيرها وسيلة لضبط العدد في التسبيح ولم يثبت إنكار عليهم.

1- ففي مسند أحمد –في باب الزهد- أن أبا صفية- وهو رجل من الصحابة، كان يسبح بالحصى وجاء في معجم الصحابة للبغوي أن أبا صفية، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يوضع له نطع-فراش من جلد- ويجاء بزنبيل فيه حصى فسبح به إلى نصف النهار ، ثم يرفع فإذا صلى الأولى أتي به فيسبح به حتى يمسي.

2- وروي أبو داود بسنده عن أبي هريرة أنه كان له كان له كيس فيه حصى أو نوى يجلس علي السرير، وأسفل منه جارية سوداء، فيسبح حتى إذا نفذ ما في الكيس فدفعته إليه يسبح، ونقل ابن أبي شيبة عن عكرمة أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألفا عقدة، وكان لا ينام حتى يسبح به اثني عشرة ألف تسبيحه.

3- وأخرج أحمد أيضًا في باب الزهد أن أبا الدرداء كان له نوى من نوى العجوة في كيس، فإذا صلى الغداة –الصبح- أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذن.

4- وأخرج ابن أبي شيبة أن سعد بن أبي وقاص، كان يسبح بالحصى أو النوى، وأن أبا سعيد الخدري كان يسبح أيضًا بالحصى.

5- وجاء في كتاب "المناهل المسلسلة لعبد الباقي" أن فاطمة بنت الحسين كان لها خيط تسبح به.

6- وذكر المبرد في "الكامل" أن على بي عبد الله بن عباس المتوفى 110هـ كان له خمسمائة أصل شجرة من الزيتنون، وكان يصلي كل يوم إلى كل أصل ركعتين، فكان يدعي "ذا النفثات" فكأنه كان يعد تركعه بالأشجار.
[لا يهمنا من هذا الخبر الذي لم تتوفر له مقومات الصدق عدد ما كان يصليه صاحب هذه الأشجار في اليوم الواحد، وهو ألف ركعة إنما يهمنا هو أن وسيلة الاحصاء كانت الشجرة].

وبناء على هذه الأخبار لم تكن "السبحة" المعهودة لنا معروفة عند المسلمين حتى أوائل القرن الثاني الهجري، ويؤيد ذلك ما نقله الزبيدي في "تاج العروس" عن شيخه أن السبحة ليست من اللغة في شئ، ولا تعرفها العرب، إنما حدثت في الصدر الأول إعانة على الذكر وتذكيرًا وتنشيطًا.

ولم يصح في مدحها خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم كالذي أخرجه الديلمي مرفوعًا "نعم المذكر السبحة" كما لا يصح ما نقل عن الحسن البصري انه، عندما قال له: أنت مع السبحة مع حسن عبادتك؟ قال: هذا شيء استعملناه في البدايات ما كنا لنتركه في النهايات.

ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من عد الذكر بالسبحة، ولا يعدون ذلك مكروهًا، وقد سئل بعضهم، وهو يعد بالتسبيح: أتعد على الله؟ فقال: لا، ولكن أعد له.

وجعل حبات السبحة اليوم مائة أو ثلاثة وثلاثين راجع إلى الحديث الصحيح في ختم الصلاة.

وبناء على ما سبق ذكره يكون التسبيح بغير عقد الأصابع مشروعًا، لكن أيهما أفضل؟ يقول السيوطي: رأيت في كتاب "تحفة العباد!" ومصنفه متأخر عاصر الجلال البلقيني فصلاً حسنًا في السبحة قال فيه ما نصه: قال بعض العلماء: عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة لحديث ابن عمرو، لكن يقال: إن المسبح إن أمن الغلط كان عقده بالأنامل أميل وإلا فالسبحة أولى. والسنة أن يكون باليمين كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء ذلك في رواية لأبي داود وغيره.

"أنظر: الحاوي للفتاوى للسيوطي رسالة "المنحة في السبحة" ونيل الأوطار للشوكاني"

هذا، وقد تفنن الناس اليوم في صنع السبحة من حيث المادة والحجم والشكل واللون والزخرفة وعدد الحبات، وعني باقتنائها كبار الناس سواء أكان ذلك للتسبيح أم للهواية أم لغرض آخر، ولا يمكننا أن نتدخل في الحكم على ذلك، فالله أعلم بنياتهم ولكل امرئ ما نوى.

وأقول: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات" فإن حبات المسبحة لا تحركها في يد الإنسان إلا الأنامل، وهي ستسأل وتستنطق عند الله لتشهد أنه كان يسبح بها، ولا يجوز التوسع في إطلاق اسم البدعة على كل ما لم يكن معروفا في أيام الرسول ولا أن يجر الخلاف في السبحة إلى جدل عقيم قد يضر، والأهم من ذلك هو الإخلاص في الذكر ولا تضر بعد ذلك وسيلته، والله ينظر إلى القلوب كما صح في الحديث.
والله أعلم ) 0

ويبقى أن نقول :

( لنعمل سوياً فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضاً في الأمور الاجتهادية )

ومعنا ذلك أنه لا يجوز أن ننكر على من يفعل ذلك فالمسألة اجتهادية ، وهذا هو القول الفصل في مسائا الاجتهاد حرصاً على وحدة الأمة الإسلامية 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أم ريحان
28-04-2006, 12:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء أخي في الله أبو البراء وجعله في ميزانكم

أبو البراء
28-04-2006, 09:45 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

وإياكم أخيتي الفاضلة ( أم ريحان ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أم ريحان
29-06-2006, 03:11 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فإنه بعد البحث والمتابعة للروايات المتعلقة بالسبحة. وجدت ان السبحة ليس لها وجود في الهدي النبوي. وإنما عرف استعمال السبحة في هدي البوذيين والهندوس وتمسك بهذه السنة الكاثوليك أشد التمسك.
أما الهدي النبوي فإن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يرشدنا إلى هذا الهدي ولا استعمله هو ولا حثنا عليه.

والأصل في العبادات التوقيف. فنترك ما تركه ولا نقتصر فقط على فعل ما فعله.
والأصل في فهم النصوص وتطبيقها على ما فهمه السلف وطبقوه. لأنهم أحرص على فضائل الأعمال ممن جاء بعدهم وأسرع إليه منهم. ولو كان التسبيح بالحصى ثابتا لسبقونا إليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما من شيء يقربكم من الجنة إلا وقد أمرتكم به».
وقال تعالى « وإن تطيعوه تهتدوا».

وأقل الحكم فيها أن تكون مما يدخل الريب والشك في صحة أصله. فتدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».

ولا يخفى أننا نعيش وقتا عصيبا ومحنة تمر بها الأمة لأسباب عديدة، ومن ضمن هذه الأسباب التهاون في الابتداع.
والمسلم في ادعائه محبة النبي  فهو في امتحان واختبار في إثبات صدقه فيما يدعي.
فكلما تمسك بالسنة واجتنب البدعة كان ذلك أوضح دليلا على صدق محبته للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

والسبحة مسألة بسيطة. وبدعة صغيرة. ولكن العبرة بمبدأ المخالفة وليس بحجم المخالفة.
وقد نهانا الله أن نتبع خطوات الشيطان الذي يعرف صعوبة موافقتنا له ولهذا يبدأنا بالخطوات الصغيرة. ثم إذا وجد تجاوبا نقلنا منها إلى أكبر منها.
ولذلك وجد الصحابة هؤلاء الذين كانوا يسبحون بالحصى قد انحازوا إلى صفوف الخوارج وقاتلوا الصحابة والمسلمين.
ولو ثبت شيء في السبحة فأي مصلحة في مقاومته والتحذير منه؟
وهذا يؤكد أن المبتدع هو الذي يشق الصف لا المنكر عليه. وهو الذي يوقع الأمة في الفتنة لا المنكر عليه.

وأما رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسبح بالحصى
قال الشيخ الألباني « موضوع. وآفته عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي. قال فيه الذهبي « وهو متهم» (ميزان الاعتدال4/180) وفيه صالح بن علي النوفلي لم أجد من ترجم له،
وروى أبو داود في سننه عن « شيخ من طفاوة»!! أنه رأى أبا هريرة معه كيس حصى أو نوى يسبح بها حتى إذا أنفذ ما في الكيس ألقاه إلى جارية سوداء عنده فتعيد الحصى في الكيس فتدفعه إليه ليعيد التسبيح به. (سنن أبي داود2/253). وفيه هذا الشيخ الطفاوي فإنه مجهول.

وهذان الحديثان وغيرهما العديد من الآثار التي لم تثبت تخالف ما ما ثبت عن عبد الله بن عمرو قال: « رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. أخرجه أبو داود1/235 بسند صحيح وحسنه النووي في الأذكار ص23 والحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار1/84-85 وقال الذهبي صحيح وثبت عند أبي داود وغيره أن النبي  قال « يا نساء المؤمنين عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس، ولا تغفلن، فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات مستنطقات» (أنظر سلسلة الضعيفة3/47 حديث1002).

قلت: قال الحافظ العراقي رواه أبو داود والترمذي بإسناد جيد» (المغني عن حمل الأسفار1/253).
قال السندي « قوله « واعقدن» أي: احفظن العدد بالأنامل» (عن مححق المسند45/36).
فهذا أمر نبوي بعقد التسبيح بالأنامل معلل بأنهن مستنطقات، ولا اعتبار لمن خالف هذا الأمر الذي فيه مصلحة عظيمة يوم القيامة بأن تنطق جوارج العبد مما فيه نجاته يوم الحساب، فكيف يجيز من يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم صرف الناس عن اتباع أمره؟

فال ابن تيمية « وعد التسبيح بالأصابع سنة» (كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية22/506).

أما ما ورد من آثار حول السبحة مثل:
ما رواه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي هريرة « أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة» فنعيم بن المحرر مجهول ولهذا قال شعيب الأرناؤوط: « لم أقف له على ترجمة» (سير أعلام النبلاء2/623).
وأما رواية « نعم المذكر السبحة». فهي موضوعة (سلسلة الضعيفة1/110 رقم83). جل رواته مجهولون.

هل أقر النبي السبحة مع تفضيل الأصابع عليها؟
وقد بقي الحكم على رواية عن سعد بن أبي وقاص « أنه دخل مع رسول الله  على امرأة وبين يديها نوى او حصى تسبح به فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل؟ فقال: سبحان الله عدد ما خلق في السماء...». (رواه أبو داود1/235 والترمذي4/277). من طريق عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن خزيمة عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها.

وهذا آفته خزيمة فإنه لا يُعرف كما أفاد الحافظ في التقريب (ترجمة رقم1712). وبهذا يتبين خطأ الحاكم في تصحيحه وموافقة الذهبي له.
وتفرد عنه سعيد بن أبي هلال وهو مع ثقته حكى أحمد أنه قد اختلط.
روياة أخرى عن صفية قالت: « دخل علي رسول الله  وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن فقال: يا بنت حبي ما هذا؟ قلت: أسبح بهن. قال: قد سبحتُ منذ قمتُ على رأسك أكثر من هذا. قلت: علمني يا رسول الله. قال: قولي سبحان الله عدد ما خلق الله من شيء...» (رواه الترمذي4/274 والحاكم1/547). وضعفه الترمذي قائلا « هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد الكوفي، وليس إسناده بمعروف».
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وتبعه الشوكاني واغتر به السيوطي. فإن فيه هاشم بن سعيد. أورده الذهبي نفسه في الميزان وقال « قال ابن معين: ليس بشيء». وكنانة مجهول الحال، لم يوثقه إلا ابن حبان على طريقته في توثيق المجاهيل.

وقد حرصت على إيراد هاتين الروايتين الضعيفتين لكونهما يحتج بهما في تفضيل العد بالأنامل على المسبحة والحصى من غير نهي.

ومما يدل على ضعف هاتين الروايتين أن القصة وردت عن ابن عباس بدون ذكر الحصى ولفظه:
« عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد ان اضحى وهى جالسة فقال ما زلت على الحال التى فارقتك عليها قال نعم قال النبى  لقد قلت بعدك اربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته رواه الجماعة الا البخارى زاد النساءى فىءاخره والحمد لله كذلك وفى رواية له سبحان الله وبحمده ولا اله الا الله والله اكبر عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته» (رواه مسلم).

ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر التسبيح بالحصى لما أنكره ابن مسعود. ومن هنا يتبين فقه عبد الله بن مسعود وأنه لم يكن متشددا حين نهى أنكر على قوم رآهم يعدون في تسبيحهم بالحصى.

إنكار عبد الله بن مسعود التسبيح بالحصى

أخبرنا الحكم بن المبارك انا عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن اني رأيت في المسجد أنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله الا خيرا قال فما هو فقال ان عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصا فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة قال فماذا قلت لهم قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك قال أفلا أمرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ان لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم  متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر والذي نفسي بيده انكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه ان رسول الله  حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج (سنن الدارمي1/79).

واحتج به القرطبي فيما اعتبره من أنواع الابتداع (تفسير القرطبي7/140).
واحتج به ابن شامة في كتابه (الباعث على إنكار الحوادث1/14).

وقد تلقى هذا الإنكار منه بعض من تخرج من مدرسته وهو إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي حيث كان ينهى ابنته أن تعين النساء على فتل خيوط التسابيح التي يسبح بها (رواه ابن أبي شيبة في المصنف2/162 بإسناد جيد).

هل ترك الشيء لا يدل على تحريمه
الجواب: هذه القاعدة ليست على إطلاقها. بل أخشى أن يساء استعمالها بحيث تصير هذه القاعدة حيلة على تحريم البدعة من أجل إباحة البدعة. فإن كثيرا من البدع بالطبع لم يرد النهي عنها..
ثم هذه القاعدة مخالفة لأصول مهمة في العقيدة الإسلامية:

أولا: أن الأصل في العبادات التوقيف على ما شرعه الشارع في كيفية التعبد. يعني أننا نعبد الله وفق ما شرعه الله. وأن العبادات مبناها على الاتباع.
ويعارض ذلك استنكار السلف التسبيح بالحصى كما فعل عبد الله بن مسعود عندما استنكر على أناس يسبحون ويهللون ويكبرون بالحصى. رواه ابن أبي شيبة بإسناد جيد.
ولم يحتج عليه هؤلاء بأن مجرد ترك النبي صلى الله عليه وسلم لا يدل على التحريم.
والصحابة لم يقولوا من قبل لا يجوز التسبيح بالحصى.

ثانيا: أن الأذان لصلاة الجنازة والاستسقاء والعيدين والتراويح لم يقل أحد بجوازه مع أن الشريعة لم تنص على تحريمه. فالأذان مشروع في أصله ولكن لم يفعله رسول الله  ولا أصحابه، وتركوه ولم يقل للناس: حرام عليكم أن تؤذنوا للعيدين والاستسقاء والجنازة والغسل لكل صلاة.

ثالثا: أن هناك سنة تركية كما أن هناك سنة فعلية. وهي أننا لا نفعل ما فعله الرسول  فقط. وإنما نترك ما تركه أيضا.

قال ابن القيم:!ن تركه صلى الله عليه وسلم سنة كما أن فعله سنة فإذا استحببنا فعل ما تركه كان نظير استحبابنا ترك
مافعله ولا فرق فإن قيل لنا من أين لكم أنه لم يفعله وعدم النقل لايستلزم نقل العدم ؟؟

وقد استنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الثلاثة الذين تقالوا عبادة النبي. أحدهم كان يصلي ولا ينام. والثاني يصوم ولا يفطر، والثالث لا يقرب النساء.
فانكر النبي عليهم ولم يعذرهم حيث إنه لم يقل لهم من قبل لا تفعلوا هذا.
وهم أحرص على الخير منا. ولو كان خيرا لسبقونا إليه.

فإن الشريعة تركت الأذان لصلاة العيدين وصلاة الجنازة والتراويح.
فإن الشيء إذا فعل مرة وترك مرة أخرى دل على عدم التحريم.

أما أن لا يفعله الرسول ولا الصحابة مع وجود المسبحة بينهم فهو سبيل المؤمنين من نبي وصحابة. ومن يتبع غير سبيل المؤمنين فالوعيد في حقه جهنم كما قال تعالى  وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (النساء115).

قال الألباني « ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سند العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى.. وما أحسن ما قال الشاعر: وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف» (فرائد الشوارد1/104-105).

رابعا: أن هذا يفهم منه ترك النبي والسلف الصالح أعمالا صالحة كانوا أقل حرصا عليها ممن جاء بعدهم. وهذا في حد ذاته طعن في إقبال النبي والسلف على امور العبادة.
وإن لسان حال هؤلاء يقول: نحن انتهينا من أداء كل الفرائض والسنن ونحن نبحث عن شيء زائد عما فعله الرسول والصحابة. وهو غير صحيح :

فإننا سوف نموت قبل أن نتعبد الله بربع عبادة النبي والسلف الصالح.

ولا أعتقد أن أحدا يقول: أنا قد أنهيت كل ما تعبد به النبي ربه والآن أبحث عن شيء زيادة عما كان يفعله.

وسيلة مهمة في الدعوة إلى السنة وترك البدع
قال تعالى  قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (آل عمران31).
ما المانع أن أفعل هذه البدعة الصغيرة فإنه لا بأس بها.
فيقال له:
ما المانع أن تتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتثبت محبتك لله بأنها صادقة. وينتج عن هذا الاتباع حب الله ومغفرته لك؟
ألست تسعى في عبادتك لتفوز بمحبة الله ومغفرته؟
فاقتصر على الاتباع واحذر من الابتداع وإن كان صغيرا.
وهؤلاء لا ينفع معهم مجرد النهي عما اعتادوا فعله تقليدا حتى صار جزءا لا يتخلى عنه من أمور دينهم. بل التدرج بهم مطلوب. ضمن الخطوات التالية:
تأصيل مبدأ التحذير من البدعة وتبيين قباحتها وسوء لوازمها وأنها أحب إلى إبليس من المعصية.
الاحتجاج عليهم بهذه الآية وتقريرها في نفوسهم.
تطبيق هذين الأصلين بعد ذلك على كل بدعة منتشرة بينهم.

قاعدة حنفية عظيمة
ولا ننسى أن من القواعد التي قررها السادة الحنفية أنه إذا تردد الأمر بين كون سنة وبين كونه بدعة فتركه محتم وأن ما تردد بين بدعة وواجب اصطلاحي فإنه يُترَك كالسنة.
قالوا: لأن ترك البدعة لازم وأداء السنة غير لازم.
والمتابعة كما تكون في الفعل تكون في الترك. وكما أننا نتقرب إلى الله بفعل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فإننا نتقرب إليه أيضاً بترك ما تركه صلى الله عليه وسلم .
فإنه  لما أمر بالأذان في الجمعة دون العيدين كان ترك الأذان في العيدين سنة.
ولو كان في الأذان مصلحة أو منفعة دينية في العيدين لفعله النبي صلى الله عليه وسلم فإذا لم يفعله لوم يحثنا على فعله علم أنه ليس فيه خير في أمر ديننا بل هو بدعة.

قال العلامة اللكنوي: « والأمر إذا دار بين الكراهة والإباحة ينبغي الإفتاء بالمنع لأن دفع مضرة أولى من جلب منفعة » [انظر البحر الرائق لابن نجيم 2/165 السعاية شرح الوقاية 2/265 ضياء النور 131 وأصول السنة 91].

وبهذا الأصل يتحتم ترك هذه البدع المروجة.

قال تعالى:  وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُم  [الشّورى 14]، فتوحد المسلمين واجب. وهذه البدع لا يمكن لمبتدعيها أن يجعلوها واجبة، وإنما جل ما يقولونه "هي مستحبة" ثم يخالفهم عليها مسلمون آخرون وينتهي الأمر إلى تفرق الأمة. ولا شك أن وحدة كلمة المسلمين من أوجب الواجبات ولا يجوز التفريط بهذا الأصل الواجب لمجرد أمر مستحب.

وإذا جاءنا من العلم ما نجتمع عليه، فلِمَ نخوض في شيء يؤدي إلى فرقتنا؟!
قال تعالى:  وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُم  [الشّورى 14].
فتوحد المسلمين واجب. وهذه البدع لا يمكن لمبتدعيها أن يجعلوها واجبة.
وإنما جل ما يقولونه "هي مستحبة" ثم يخالفهم عليها مسلمون آخرون وينتهي الأمر إلى تفرق الأمة.
ولا شك أن وحدة كلمة المسلمين من أوجب الواجبات ولا يجوز التفريط بهذا الأصل الواجب لمجرد أمر مستحب.
عبد الرحمن دمشقية

فتاوى ابن باز والحوالي والمنجد حول المسبحة

http://www.sahab.com/go/fatwa.php?id=309

حكم التسبيح بالمسبحة
السؤال: ما حكم التسبيح بالمسبحة

الجواب: لا نعلم أصــلاً فِـي الشرع المطهر للتسبيح بالمسبحة ، فـالأولــى عدم التسبيح بها و الاقتصــار على المشروع في ذلك و هو التسبيح بالأنــامل .

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
حكم التسبيح بالمسبحة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة

السؤال: ما رأي الدين الإسلامي في التسبيح بالمسبحة، سواء بعد الصلاة أو في أورادٍ أخرى؟
الجواب: أولاً: ننبه أنه لا يقال ما رأي الدين، هذا من التعبيرات الصحفية التي أحدثها أناس جهال، فالدين ليس بالرأي أصلاً، هذه أحكام قال تعالى: ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الممتحنة:10] فالقرآن حاكم يحكم، والسنة حاكمة، والسؤال الصحيح أن نقول: ما حكم الله، أو ما حكم الإسلام، أو ما حكم كذا في الإسلام، هذا هو السؤال الصحيح، ولا نقول: رأي الدين، لأن هذا حكم يجب أن نلتزم به، أما كلام البشر المجرد فهو رأي، والرأي يجوز أن يكون حقاً وأن يكون باطلاً، فنقول: ما حكم كذا في الإسلام؟

السؤال الصحيح إذاً أن نقول: ما حكم المسبحة في الإسلام؟
فنقول: هل سبح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها؟ لم يكن عنده مسبحة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا عند الخلفاء الراشدين المهديين، فالمسبحة بهذا الشكل هي من بدع الهندوس، وانتقلت إلى الأمة الإسلامية عن طريق الصوفية الذين أخذوها من أولئك القوم، ولهذا قيل لواحدٍ منهم: ألا تترك هذه المسبحة؟ قال: شيءٌ دلني على ربي لا أتركه؛ لأن عندهم هذه الأشياء هي التي تدل على الله، إذاً اتخاذ مسبحة يسبح الإنسان بها بدعة.

لكن أحب أن أنبه على قولنا: بدعة، هل كل واحد نرى معه مسبحة نقول: أنت مبتدع؟ لا. لأن كثيراً من الناس يجهل هذا الحكم، ومنهم من لو جئته بهذا العنف والشدة لنفر منك ومن السنة التي قد تكون لديك، وهي أهم من ذلك.
فيجب علينا أن نكون لطفاء في الإنكار ولا بد أن تكون لدينا حكمة وأسلوب في إنكاره، فإذا رأينا من يفعل ذلك، نقول: يا أخي.. بارك الله فيك -بعد أن تسلم عليه- هذه أصابعك، قل باليمنى: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، هذه سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذه المسبحة لم يتخذها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون، ولا ينبغي لك هذا، وأنت إن شاء الله حريص على الحق، فتكون النصيحة بالحسنى، ولا نحكم عليه بأنه مبتدع.

فأهل البدع هم الذين بدعهم واضحة، كالذين يجلسون في حلقات وحضرات مخصوصة للابتداع، فيأتون بمسبحة بعضها ألف حبة، ثم يسبحون بها، كما تفعله بعض الصوفية ، هذه هي البدعة التي ننكرها بقوة، وأقصد قوة الإنكار بالقلب، وقوة الإنكار بالحجة وبالدليل، وحتى ونحن نلاطفه ونخاطبه بالحكمة نكون أقوياء في الحرص على أن يجتنب هذه البدعة.

وبعض الناس يقول: هذه الحجارة من النوع الكريم، تجلب الرزق -والعياذ بالله- أو تؤلف قلوب الناس لك، نسأل الله العافية! فهذه تدخل في الشرك، ليست فقط في البدعة.
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...contentID=3558

انتهى كلام الشيخ سفر الحوالي
فتوى الشيخ محمد صالح المنجد
السؤال
ما حكم استخدام المسبحة ؟
الجواب :

الحمد لله ذهب بعض العلماء في مسألة السبحة إلى جواز استعمالها مع قولهم بأنّ التسبيح باليد أفضل وعدّها بعضهم من البدع .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (22/187) : وربما تظاهر أحدهم بوضع السجادة على منكبه وإظهار المسابح في يده وجعله من شعار الدين والصلاة . وقد علم بالنقل المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكن هذا شعارهم وكانوا يسبحون ويعقدون على أصابعهم كما جاء في الحديث " اعقدن بالأصابع فإنهن مسؤولات ، مستنطقات " وربما عقد أحدهم التسبيح بحصى أو نوى . والتسبيح بالمسابح من الناس من كرهه ومنهم من رخّص فيه لكن لم يقل أحد : أن التسبيح به أفضل من التسبيح بالأصابع وغيرها .ا.هـ. ثمّ تكلّم رحمه الله عن مدخل الرياء في التسبيح بالمسبحة وأنّه رياء بأمر ليس بمشروع وهو أسوأ من الرياء بالأمر المشروع .

وفي سؤال لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( اللقاء المفتوح 3/30) عن التسبيح بالمسبحة هل هي بدعة فأجاب : التسبيح بالمسبحة تركه أولى وليس ببدعة لأن له أصلا وهو تسبيح بعض الصحابة بالحصى ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن التسبيح بالأصابع أفضل وقال " اعقدن - يخاطب النساء - بالأنامل فإنهن مستنطقات " فالتسبيح بالمسبحة ليس حراما ولا بدعة لكن تركه أولى لأن الذي يسبح بالمسبحة ترك الأولى وربما يشوب تسبيحه شيء من الرياء لأننا نشاهد بعض الناس يتقلد مسبحة فيها ألف خرزة كأنما يقول للناس : انظروني إني أسبح ألف تسبيحة ، ثالثا : أن الذي يسبح بالمسبحة في الغالب يكون غافل القلب ولهذا تجده يسبح بالمسبحة وعيونه في السماء وعلى اليمين وعلى الشمال مما يدل على غفلة قلبه فالأولى أن يسبح الإنسان بأصابعه والأولى أن يسبح باليد اليمنى دون اليسرى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ولو سبح بيديه جميعا فلا بأس لكن الأفضل أن يسبح بيده اليمنى فقط .ا.هـ.

وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (1/110) عند تخريجه لحديث " نعم المذكّر السبحة" : ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :

الأول أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها" عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من اتباع التابعين .

الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال أيضا (1/117) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل !
ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف

والله تعالى أعلم .

الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد (http://www.islam-qa.com/)
لمزيد المراجعة حول موضوع السبحة:
راجع كتاب: إحكام المباني في نقض وصول التهاني للشيخ علي الحلبي.
وانظر سلسلة الأحاديث الضعيفة1/110 حديث رقم83. وكذلك إرواء الغليل: حديث رقم 2011

منقول

المصدر شبكة الدفاع عن السنة للشيخ عبد الرحمن دمشقية
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=51986

مسك الختام
29-06-2006, 03:23 AM
نقل القيم
جزاك الله خير الجزاء
وأجزل لك الأجر والمثوبة والعطاء

أبو البراء
29-06-2006, 06:30 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( أم ريحان ) ، المسألة خلافية بين أهل العلم والأولى تركه خروجاً من الخلاف ، يمكن مراجعة ماتقدم ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أم ريحان
29-06-2006, 06:43 PM
السلام عيكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خير الجزاء أخي في الله أبو البراء
نعم المسألة فيها إختلاف و لكن نقلت الموضوع للفائدة
و جزاكم الله خيرا

أبو فهد
29-06-2006, 07:22 PM
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... معالج متمرس...

أبو البراء
15-09-2006, 07:38 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( معالج متمرس ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0