المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (من يعش بصمت ير العالم)


شذى الاسلام
16-02-2010, 11:03 AM
قليل من الوحدة

كتب د. حسن مدن في صفحته الأسبوعية لمجلة كل الأسرة مقالاً بعنوان

(من يعش بصمت ير العالم)

تحدث فيه عن الكاتبة التشيلية – ايزابيل الليندي- وهي الكاتبة الروائية التي قضت ساعات طويلة في الكتابة
فهي تخصص عشر إلى اثنتي عشرة ساعة للكتابة وتعيش في عزلة وصمت، ترى أنهما خير ما أعانها على الكتابة فهي كما تقول:

لا تخترع وإنما تكتشف الأشياء حولها وبعد أن تعثر على بغيتها تثبتها على الورق.
قديما قالوا.. الوحدة خير من جليس السوء.. وكأنها الخيار المر الأحلى.. وكثيرون منا يتحدثون عن الوحدة وكأنها شبح يزرع الخوف في النفوس..
ربما كانت كذلك عندما يبلغ الإنسان من الكبر عتيا وهو ليس بقارىء أو كاتب..
ولكنها في مرحلة ما قبل الشيخوخة ربما كانت مطلباً نسعى إليه.

عندما نختار الوحدة لساعات معينة فليس للهروب من جليس السوء ولكن من أجل أن نتواصل مع الذات.. ن
فتش في دهاليزها ونعيد ترتيب غرفاتها وأروقتها.. نحن نجلس مع الذات على انفراد لا يخلو من حوار ايجابي واصلاحي. ونجلس مع الذات في أماكن عامة مقهى.. شارع.. قطار.. طائرة لنراقب أصنافا أخرى من البشر تشابهنا في الشكل الخارجي وتختلف تماما في الجوهر.
تقول ايزابيل: إن الوحدة التي تنتج إبداعاً تأتي من تمارين كثيرة تماماً مثل الرياضي الذي لن يحقق الميدالية الذهبية إلا ببذل جهود مضنية في التدريب.

فهل معنى هذا أن المتوحد الذي يفتقد ملكة الإبداع الكتابي أو الموسيقي أو التشكيلي لن يستفيد من وحدته؟
إن بعض هؤلاء تكون فكرة الوحدة مرعبة بالنسبة له، فهو يعتبرها
جالبة للوسوسة وإن طالت وتمددت تحولت إلى مرض يسعى للتخلص منه.

كثيرون هم الذين يرفضون فكرة أن ينفرد المرء بنفسه في مقهى أو مطعم
ويعتبرون ذلك ضربا من الجنون أو على أقل تقدير أمرا خارجا عن حدود المعقول.

أرى أن الوحدة من حين لآخر هي متعة بل حاجة ملحة للإنسان بامكانه أن يحولها لغربال يصفي فيه ذاته..

فالوحدة مفتاح التأمل للذات وللخارج بكل ما فيهم من عيوب ومزايا.. الوحدة هي المدرس الخاص الذي علينا أن نستفيد منه بشكل يضاعف ما نعلمه ما اختبرناه وما اختبرنا به في هذه الحياة وهي بهذا أقرب ما تكون الى المعالج النفساني الخاص.. والخاص جداً والذي غالبا يكون مؤثراً.


راقب يومك، مزدحم بالتواصل مع الآخرين في العمل في الشارع
في المنزل منذ ساعة ان تفيق وحتى
تضع رأسك على المخدة لتسلم نفسك للنوم من شدة العناء قبل محاولة الشروع في الاختلاء بالنفس..

وهذا يجعلنا في بعد تام عنا.. ولهذا عندما نجهد
وتضعف مقاومتنا أمام الأحداث نكتشف أننا لم نعرف أنفسنا حق المعرفة
فالأحداث تحركنا ونستجيب لها دون التنبه
لما نقع فيه من أخطاء أو نتلمس صواباً أقدمنا عليه،
إذا فقليل من الوحدة مطلوب لنتواصل مع الروح والنفس.

من / جريدة اليوم الإلكتـروني .. عدد 26 / 10 / 1429 هـ

***
07-09-2010, 11:51 PM
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة الحال رفع الله قدرك وأعلى منزلتك في الدارين

شذى الاسلام
14-09-2010, 06:11 AM
بارك الله فيك اخي الفاضل رضا