المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نتفاعل مع مواقف الخصومة


القصواء
03-01-2010, 09:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوتي الكرام ..

في جميع نواحي حياتنا لنا مواقف قد تحتد يوماً واللبيب منا من يحكم عقله
يبحث عن ردة الفعل المناسبة التي يتخذها تجاه موقف ما ..

ولكن قد تتغلب النفس أحيانا حينما تركن الى هواها
هنا سنقول أن الشخص هذا انقاد لهوى نفسه .. كيف ؟؟؟
لأنها تميل إلى إعلاء الشأن , إلى السيطرة وغلبة الرأي بغض النظر عن صحة هذا الرأي ..

هنا لا بد للمرء من وقفة مع نفسه ..
كن مرآة صادقة لها ..
مرآة مستوية ..
لا مرآة مقعرة ولا محدبة ( فإحداهما مكبرة والأخرى مصغرة )

وليس كل إنسان قادر على هذه الوقفة !!!!!!
الإنسان الصادق الباحث عن الحق الساعي الى تميزه بهذا الحق
الانسان الذي يعرف تماما خطر النفس إذا تركت تتداول المواقف كما تشاء بلا رادع ..

إذن يتساءل كل منا .. كيف أعرف أن ردة فعلي هذه هي الصحيحة ..؟؟؟
قسها بما يرضي الله وليس بما يرضيك ..
قسها بمقياس الأخلاق الاسلامية السامية ..


وكيف ذلك ؟؟؟؟؟


اطلع على مواقف مرت على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
هم بشر .. يوجد في حياتهم
الفرح , الحزن , الخطأ , الصواب , الخلاف .....


فلنر كيف يتفاعلون مع هذه المواقف
ونقيس تفاعلاتنا مع تفاعلاتهم من هذه المواقف ؟؟؟؟؟؟؟؟


وأهم تلك المواقف هي ..


مواقف الخصومة

القصواء
03-01-2010, 09:20 AM
http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif
وهذه القصة يرويها أبو الدرداء (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000254&spid=35) -رضي الله تعالى عنه- يقول: (كانت بين أبي بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) و عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) -رضي الله عنهما- محاورةٌ، فأغضب أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35)عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ؛ فانصرف عنه عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) مغضباً، فاتبعه أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000254&spid=35) : ونحن عنده) وفي رواية: (أقبل أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر، فسلم وقال: إنه كان بيني وبين ابن الخطاب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) شيء فأسرعت إليه، ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى عليَّ فأقبلت إليك، فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ثلاثة، ثم إن عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ندم على ما كان منه فأتى منزل أبي بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ، فسأل: أثمَّ أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ؟ فقالوا: لا. فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظلم مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35): صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي، فما أوذي بعدها).


شرح ألفاظ حديث الخصومة بين العمرين
http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif
هذا الحديث فيه وقُوع شيء من الخلاف -كما يقع بين البشر- بين أبي بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) و عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) رضي الله تعالى عنهما فأخطأ أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) في حق عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ، ثم ندم أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) فأراد أن يستسمح من عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) فأبي عليه، فذهب أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) إلى النبي صلى الله عليه وسلم حاسراً ثوبه عن ركبتيه، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحالة قال: ( أما صاحبكم فقد غامر ) أي: دخل في غمرة الخصومة، وقيل: سبق بالخير، (فسلم أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) على النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليه وقص عليه القصة وقال: كان بيني وبين ابن الخطاب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) شيءٌ -أي: محاورة، أو مراجعة، أو مقاولة، أو معاتبة-فأسرعت إليه -أي: فأغضبته- فأغضب أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35)عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) فانصرف عنه مغضباً فاتبعه أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ، قال أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) : ثم ندمت على ما كان، فسألته أن يغفر لي -أي: أن يستغفر لي- فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهي فأبى عليّ)، وفي رواية: (فتبعته إلى البقيع (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=amaken&id=3000083&spid=35) حتى خرج من داره وتحرز مني بداره، فاعتذر أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) إلى عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) فلم يقبل منه فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: يغفر الله لك يا أبا بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ثلاثة -أي:أعاد هذه الكلمة ثلاث مرات- ثم إن عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ندم فذهب إلى بيت أبي بكر الصديق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) لكي يصافيه ويعتذر منه فسأل عنه، فقالوا: خرج من المنزل، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليجده عنده، فلما سلم عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) وجلس جعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر -أي: تذهب نضارته من الغضب- وكان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض جميلاً كأن القمر يجري في وجهه صلى الله عليه وسلم، فجعل وجهه يحمر من الغضب وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم). وفي رواية: (فجلس عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تحول فجلس إلى الجانب الآخر فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام فجلس بين يديه فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) : يا رسول الله! ما أرى إعراضك إلا لشيء بلغك عني، فما خير حياتي وأنت معرض عني؟ -أي: أيُ خيرٌ لي في هذه الدنيا وفي هذه الحياة إذا كنت معرضاً عني- فقال: أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) فلم تقبل منه -أي: طلب أخوك أن تستغفر له فلا تفعل!- فقال: والذي بعثك بالحق ما من مرةٍ يسألني إلا وأنا أستغفر له، وما خلق الله من أحدٍ أحب إليّ منه بعدك، فقال أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) : وأنا والذي بعثك بالحق كذلك). ولما تمعر النبي صلى الله عليه وسلم أشفق أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) أن يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ما يكره، فجثا أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) -أي: برك- على ركبتيه، ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم: (والله أنا كنت أظلم) وقال ذلك؛ لأنه كان هو البادئ، فجعل أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) يعتذر حتى لا يجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه على عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن فضل الصديق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ، وقال: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) : صدق، وواساني بنفسه وماله). وواساني من المواساة، وسميت مواساة لأن صاحب المال يجعل يده ويد صاحبه في ماله سواء، ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ ) في رواية: ( تاركو ) وجزم بعضهم بأنها خطأ، ووجه بعضهم بوجه من وجوه اللغة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ فما أوذي بعدها).


http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=101467

أسامي عابرة
03-01-2010, 09:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة القصواء

ما شاء الله تبارك الله ، أحسنتِ أحسن الله إليكِ أختي ..

شكر الله لكِ هذا النقل الطيب الموفق نفع الله به ونفعكِ وزادكِ من فضله وعلمه وكرمه

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يسدد أقوالنا وأفعالنا لما يحبه ويرضاه وأن ينفعنا بالخير ويرزقنا الصواب

في رعاية الله وحفظه

القصواء
03-01-2010, 09:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة القصواء

ما شاء الله تبارك الله ، أحسنتِ أحسن الله إليكِ أختي ..

شكر الله لكِ هذا النقل الطيب الموفق نفع الله به ونفعكِ وزادكِ من فضله وعلمه وكرمه

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يسدد أقوالنا وأفعالنا لما يحبه ويرضاه وأن ينفعنا بالخير ويرزقنا الصواب

في رعاية الله وحفظه

وفيك بارك الله أختي الحبيبة ام سلمى

لا حرمنا الله من تواجدك المثمر وطلتك المشرقة

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

القصواء
03-01-2010, 09:49 AM
وقد اخترت بعض النقاط من فوائد الموقف التي أراها مهمة :


ترك إغضاب الفاضل لمن هو أفضل منه

الفائدة الثانية: أن الفاضل لا ينبغي له أن يغاضب من هو أفضل منه، وينبغي أن يحفظ له حقه، وأن الشخص الفاضل ينبغي أن يكون له مكانة في المجتمع، ولا يرد عليه، ولا يمنع طلبه، وإنما يعطى حقه ويلبى طلبه لفضله ومكانته.

جواز مدح المرء عند أمان الفتنة

ثالثاً: جواز مدح المرء في وجهه إذا أُمنت الفتنة، فإن الأصل عدم جواز مدح المرء في وجهه، ولكن إذا أمنت الفتنة جاز ذلك كما مدح النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) في محضرٍ من الصحابة، لما علم الله أن أبا بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) من الأتقياء، الذين لا يغترون بالمدح، والنبي صلى الله عليه وسلم -وهو الذي يوحى إليه والمؤيد من ربه- مدح الصديق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) في حضرة الصحابة، فإذا أمن الافتتان والاغترار بالشخص جاز مدحه للمصلحة، كتبيان فضله حتى لا يعتدى عليه.

مفاسد الغضب

ورابعاً: أن الغضب يحمل الإنسان على ارتكاب خلاف الأولى وترك الأفضل، أو ترك ما ينبغي أن يكون في ذلك الموقف، لكن الغضب يصرف الإنسان عن الرؤية الصحيحة فلا يتخذ الموقف الصحيح.

الرجوع عن الخطأ من صفات الفضلاء

والخامس: أن الفاضل في الدين يُسرع بالرجوع، فإن الناس يخطئون والصحابة بشر يخطئون، ولكن ما هو الفرق بيننا وبين الصحابة؟ أنهم أقل أخطاءً منا بكثير، ولكن إذا أخطئوا سرعان ما يرجعون إلى الصواب وإلى الحق رضي الله عنهم. فالمشكلة حصلت بين أبي بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) و عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ولكن أبا بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) و عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) رضي الله عنهما رجعا بسرعة، فندم أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ليس بعد هذه الخصومة بساعات طويلة أو أيام أو شهور وإنما ندم مباشرةً، فرجع إلى بيت عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ، ولما أخطأ عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ولم يقبل اعتذار أبي بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ، ندم عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) بسرعة وذهب إلى بيت الصديق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ، وهذه السرعة العجيبة في الرجوع إلى الحق هي التي ميزت أولئك القوم؛ حتى صاروا أفضل هذه الأمة، واختارهم الله لصحبة نبيه ونصرة دينه، والجهاد مع محمدٍ صلى الله عليه وسلم ومعايشة التنزيل ونزول الوحي، فهم أنصاره ووزراؤه رضي الله تعالى عنهم، وهم أفقه الأمة وأعلمها بالحلال والحرام وأبرها قلوباً، ولا يبغضهم إلاَّ منافق ولا يسبهم إلا ملعون. وينطبق في أبي بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) و عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) رضي الله عنهما قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201] أي: هؤلاء المتقون إذا مسهم طائف من الشيطان كغضب في خصومة، أو سوء تفاهم فإنهم سرعان ما يرجعون، ولذلك قال الله: تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201] وسرعة رجوعهم إلى الحق هذه من مناقبهم وفضائلهم رضي الله تعالى عنهم. إن الصحابة بشر يخطئون، وهل هناك أعظم من أبي بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) و عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) -رضي الله تعالى عنهما- بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟!! ومع ذلك حصل منهم ما يحصل من البشر من سوء التفاهم والخصومة، فهم بشر! وليسوا ملائكة، وهم يخطئون ويقع منهم الخطأ، لكنهم رجاعون إلى الحق، وهذه هي الميزة العظيمة التي عندهم.

التحلل من المظالم

والسادسة: الاستغفار والتحلل من المظلوم؛ فإن الإنسان إذا ظلم أخاه وتعدى عليه وأساء إليه وأخطأ في حقه؛ فإن المندوب له أن يأتيه ويطلب منه أن يستغفر له، وأن يتحلل من هذا المظلوم ويقول له: سامحني وحللني واستغفر لي وتجاوز عني ونحو ذلك ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت له عند أخيه مظلمة -من ظلم أخاه- فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينارٌ ولا درهم ولكن بالحسنات والسيئات).

ترك ذكر الاسم مباشرة عند الغضب

وسابعاً: أن الإنسان إذا غضب على صاحبه ربما لم يذكر اسمه مباشرة، وإنما ينسبه إلى أبيه أو جده، كما قال أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) رضي الله عنه: (كان بيني وبين ابن الخطاب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) شيء).

قبول اعتذار المخطئ

والفائدة التاسعة: أن الإنسان لا ينبغي له أن يرد اعتذار من اعتذر إليه، ويغلق الباب في وجهه، أو يرفض قبول الاعتذار، وهذا يفعله عدد من الناس من فجورهم في الخصومة، فتراهم لا يقبلون الاعتذار ولا يرجعون ويبقون سنوات على ذلك، وكلما حاول فيهم الشخص أن يعتذر إليهم لم يقبلوا منه، بل ربما ظلوا على ذلك حتى الممات لا يقبلون المعذرة ولا يسامحونه، وليست هذه من شيم المؤمنين ولا من أخلاق المتقين؛ بل هذه من صفات المعاندين الذين ركب الشيطان في رءوسهم فنفخهم فجعلوا يرفضون الاعتذارات، ويرفضون العودة والقبول، وإن من شيم المؤمن أن يكون هيناً ليناً يقبل اعتذار أخيه.

معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لحال أصحابه بالتوسم

الفائدة العاشرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف بالتوسم حال أصحابه، فبمجرد ما رأى أبا بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) قال: (أما صاحبكم هذا فقد غامر) فعرف ما به وحاله من هيئته وشكله ومنظره، وطريقة تشميره عن ثيابه، وعرف أن أبا بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) قد دخل في خصومة قبل أن يتكلم أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) رضي الله عنه.

الإتيان إلى البيت للاعتذار

الفائدة الحادية عشرة: أن الإنسان إذا أراد أن يستسمح من آخر فليأته إلى بيته، فـأبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) لما أخطأ في حق عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) جاء إلى بيت عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ولحقه إلى بيته، ولما ندم عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) جاء إلى أبي بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) في بيته؛ لأن الإتيان إلى البيت فيه مزيد من تطييب الخاطر، وكذلك فيه إظهار الكرامة للمخطي عليه؛ لأنه يأتيه في بيته، وكذلك فيه مزيد من الاعتناء بالاعتذار؛ لأنه ليس في الشارع أو الهاتف، أو يرسل له رسالة، أو يوكل أحداً من الناس يقول له: اعتذر لي من فلان، وإنما يأتيه في بيته، فإتيانه فيه مزيد من الاعتناء بالاعتذار، وهذا ما ينبغي أن يفعل عند حدوث الأخطاء.

اللجوء إلى أهل العلم في حل المشاكل

الفائدة الثانية عشرة: أن الإنسان إذا حدثت بينه وبين أخيه مشكلةٌ لم يستطع أن يحلها؛ فإن عليه أن يلجأ لأهل العلم، وأن يقص القصة دون زيادةٍ و لا نقصان، فإن أبا بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) لما أيس من مسامحة عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) له جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص عليه الخبر؛ حتى يقوم النبي عليه الصلاة والسلام بالتدخل والمصالحة -مثلاً- أو بيان الحق في المسألة أو الحكم ونحو ذلك.

تواضع الصديق رضي الله عنه

والفائدة الثالثة عشرة: تواضع أبي بكر الصديق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) رضي الله عنه لما جعل يقول: (والله يا رسول الله! لأنا كنت أظلم)، ولم يشأ أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ولم يسره أن يسكت حتى يشتد النبي عليه الصلاة والسلام على عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) أكثر، وإنما كان أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) يريد سرعة إنهاء الموضوع، وبدون أن يعنف النبي عليه الصلاة والسلام على عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) بمزيدٍ من التعنيف؛ ولذلك تدخل أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) ولم يدع النبي عليه الصلاة والسلام يكمل الاشتداد على عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ، وجعل يعترف ويقول: (أنا كنت أظلم أنا كنت أظلم) رأفة ورحمة وإنقاذاً لأخيه عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) من هذا الموقف الحرج؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يتكلم وليس كلامه ككلام غيره وبحضرة الصحابة الآخرين، فهو موقف صعب على عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) ، فلم يقل أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) : دعه يلقنه درساً لا ينساه، ولأدع عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) يقف هذا الموقف المحرج حتى يتعلم مرة ثانية ألا يسيء إليّ ونحو ذلك مما يقع من بعضنا في مثل هذا الموقف، لكن لأن الصديق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) أرفع درجةً من ذلك فقد تدخل لإنقاذ أخيه وصاحبه عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) من الموقف المحرج.

حفظ حق الفاضل وترك أذيته

الفائدة الرابعة عشرة: أن الفاضل ينبغي ألا يُؤذى ويحفظ حقه، وأن يندب إلى ذلك، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ ) فينبغي أن يشهر ويعلن بين الناس أن يتركوا فلاناً من الأذى إذا كان له سابقة وفضل، وأن ينوه بسابقته وفضله؛ حتى يترك الناس إيذاءه، ويعرفوا مقداره، ويكفوا شرهم عنه، ويوقروه ويعرفوا حقه وقيمته وقدره، فقال عليه الصلاة والسلام: (إني رسول الله إليكم جميعاً فقلتم: كذبت وقال أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) : صدقت وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟) فنوه بفضله وقيمته ومنزلته حتى لا يعتدى عليه.

خشية المخطئ على نفسه من العقوبة

الفائدة الخامسة عشرة: أن الإنسان المخطئ عليه أن يخشى على نفسه من العقوبة؛ ولذلك لما جاء عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) رضي الله عنه جلس عن يمين النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم عن شماله ثم بين يديه، ثم قال: (يا رسول الله! فما خير حياتي وأنت معرض عني) فهذه كلمة بالغة في الرقة حيث يقول: إذا أنت غضبت عليَّ فما خير العيش لي بعد ذلك مع غضبك؟! فلا يمكن أن يطيب لي عيشٌ وأنت عليّ غضبان، فهذا فيه استرضاء.

استرضاء العالم والقدوة حال غضبه

الفائدة السادسة عشرة: استرضاء العالم والقدوة والكبير إذا غضب، والمسارعة إلى التخفيف من غلواء غضبه، والمبادرة إلى الاعتذار والرجوع.

الإعلان بالرجوع عن الخطأ

الفائدة السابعة عشرة: الإعلان بالرجوع عن الخطأ؛ لأن بعض الناس ربما لا يقوى على الإعلان بالرجوع عن الخطأ، وإنما يريد أن يعتذر سراً، وليس أمام الناس، ولكن أبا بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000001&spid=35) يقول: ( أنا كنت أظلم ) أمام الجميع، و عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=35&ftp=alam&id=1000002&spid=35) جاء يعتذر للنبي صلى الله عليه وسلم أمام الجميع، فلم يكن ليمنعهم عن إظهار الاعتذار أن يكون بعض الناس حاضرين، ويقولون: نحفظ ماء وجهنا بأن نأخذ النبي عليه الصلاة والسلام على جنب ونكلمه ونعتذر له، ولكنهم لا مانع عندهم أن يعتذر الإنسان، ويعترف بخطئه أمام الآخرين، ولم ينقص قدرهم رضي الله عنهم.



http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=101468




فلا تتركوا اخوتي الخطام لأنفسكم تقودكم الى حيث الانحدار ..
ولوذوا بالاستعانة بالله على أن يمنحكم البصيرة بما هو حق

شذى الاسلام
03-01-2010, 10:09 AM
اللهم صلي وسلم وبارك على نبي الخلق محمد

يالله لو امة محمد تقتدي بالرسول ..

يا الله لو كل انسان نظف قلبه من الحقد وعفا وصفح وكظم غيضه

بارك الله فيكاختي القصواء نقل موفق

جزاك الله كل خير

القصواء
04-01-2010, 08:14 PM
اللهم صلي وسلم وبارك على نبي الخلق محمد

يالله لو امة محمد تقتدي بالرسول ..

يا الله لو كل انسان نظف قلبه من الحقد وعفا وصفح وكظم غيضه

بارك الله فيكاختي القصواء نقل موفق

جزاك الله كل خير

وفيك بارك الله اختي الحال المرتحل
وأسأل الله ان يبصر أمة محمد بطريق الحق

القصواء
04-01-2010, 08:21 PM
نهى الإسلام عن الفجر في الخصومة وجعلها علامة من علامات النفاق الخالص .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " (1).

قال الحافظ ابن حجر الفجور هو : الميل عن الحق والاحتيال في رده. والمراد أنه إذا خاصم أحداً فعل كل السبل غير مشروعة ،واحتال فيها حتى يأخذ الحق من خصمه، وهو بذلك مائل عن الصراط المستقيم.(2).

ولقد سمى الله في كتابه الكريم الفجر في الخصومة لدداً قال تعالى :
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ**
(3).
الألد الشديد اللدد أي الجدال، مشتق من اللديدين وهما صفحتا العنق، والمعنى أنه من أي جانب أخذ من الخصومة قوي.

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ " (4).

والفجر في الخصومة يؤدي إلى :

أولاً : التحاسد والتباغض .ولقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ؛ فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث و لا تجسسوا و لا تحسسوا و لا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و كونوا عباد الله إخوانا و لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك " (5). وعن الزبير, قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " . ( 6).

فالحسد يؤدي إلى تجاوز الحد في الخصومة وتدبير الشر للخلق والتصنع والمراءاة في التعامل . وذلك فيه اعتراض على قضاء الله وقدره .والحسد يمنع الحاسد من قبول الحق خاصة إذا جاء عن طريق المحسود، ويحمله على الاستمرار في الباطل الذي فيه هلاكه،
كما حصل من إبليس لما حسد آدم فحمله ذلك على الفسق على أمر الله والامتناع عن السجود، فسبب له الحسد الطرد من رحمة الله.ولله در الشافعي –رحمه الله – الذي قال:


إِذا الـمَـرءُ لا يَـرعاكَ إِلّا َكَلُّفاً ‍* * فَـدَعـهُ وَلا تُـكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ ‍* * وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَـمَـا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ ‍* * وَلا كـلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لـم يـكن صفو الوداد طبيعة ‍* * فـلا خـيـرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خـيـرَ فـي خلٍّ يخونُ خليلهُ ‍* * ويـلـقـاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُـنْـكِـرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ ‍* * وَيُـظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
فسَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ ِهَا ‍* * صديق صدوق صادق الوعد منصفا


ثانياً : التقاطع والتدابر . وربما يكون ذلك للأرحام والأقارب والواجب على المسلم أن يصل رحمه وإن قطعت به؛ فإنه كما في الحديث: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها))( 7) .



عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) (8) . وهذا فيه تحريم الهجرة بين المسلمين ، وأن الواجب هو التواصل، ولذا ثبتت الأخبار بهذا من حديث أنس أيضا في الصحيحين تحريم الهجرة أكثر من ثلاث،فإذا زاد الهجر بين الإخوان فوق ثلاث كان حراماً وكان فجراً في الخصومة لما يترتب عليه من تفكك اجتماعي .

وفي الأثر أنه إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم أهل الفضل، فيقوم اُناس من الناس فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنّة، فتتلقّاهم الملائكة فيقولون لهم إلى أين؟ فيقولون لهم إلى الجنة، قالوا: قبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومَن أنتم؟ قالوا: نحن أهل الفضل، قالوا: وما كان فضلكم؟ قالوا: كنّا إذا جهل علينا حلمنا وإذ أسي‏ء إلينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنّة فنِعمَ أجر العاملين .


يقول الشاعر :
وإخوان حسبتهم دروعا ‍* * فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاما صائبات ‍* * فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب ‍* * فقد صدقوا ولكن عن ودادي
وقالوا قد سعينا كل سعي ‍* * لقد صدقوا ولكن في فسادي


ثالثاً : الكبر والعُجب . فالكبر وإعجاب المرء بنفسه يؤديان إلى تجاوز الحد في الخصومة والى رد الحق وغمط الناس . فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس " (9). بل ربما يقلب الحق باطلا .فعن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ خُصُومَةً بِبَابِ حُجْرَتِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الْخَصْمُ فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَدَقَ فَأَقْضِيَ لَهُ بِذَلِكَ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنْ النَّارِ فَلْيَأْخُذْهَا أَوْ فَلْيَتْرُكْهَا "( 10 ).

روي أن مطرف بن عبد الله بن الشخير (11) رأى المهلب بن أي صفرة يتبخر في طرف خز وجبة خز فقال له: يا عبد الله ما هذه المشية التي يبغضها الله؟! فقال له: أتعرفني؟ قال نعم أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة فمضى المهلب وترك مشيته، فنظم الكلام محمود الوراق فقال

عجبت من معجب بصورته * * وكان في الأصل نطفة مذره
وهو غداً بعد حسن صورته * * يصير في اللحد جيفة قذره
وهو على تيهه ونخوته ما * * بين ثوبيه يحمل العذره

والواجب على المسلم أن يتعلم فضيلة وخلق العفو والتسامح وأن لا يجعل الخصومة سبيلا إلى معاداة الناس ومحاولة الأذى لهم ؛ فإن ذلك ليس من أخلاق الكرام

يقول الشاعر :
إن الكـريم إذا تمكن من أذى ‍* * جاءته أخلاق الكـرام فأقلــعا
وترى اللئيم إذا تمكن من أذى * * يطغى فلا يبقي لصلح موضعا

ولما أُتي عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث في وقت الفتنة قال عبد الملك لرجاء بن حيوة: ماذا ترى؟ قال: إن الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو، فعفا عنهم.إن العفو هو خلق الأقوياء الذين إذا قدروا وأمكنهم الله ممن أساء إليهم عفوا.

قال الإمام البخاري رحمه الله: باب الانتصار من الظالم لقوله تعالى:
{وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ** ( 12 ) .

قال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا.
ولأن بعض الناس قد يزهد في العفو لظنه أنه يورثه الذلة والمهانة فقد أتى النص القاطع يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سبب عزته.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" ( 13 ).

طلب أحد الصالحين من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ، فجاء الخادم بماء، وكان الماء ساخنًا جدًّا، فوقع من يد الخادم على الرجل، فقال له الرجل وهو غاضب: أحرقْتَني، وأراد أن يعاقبه، فقال الخادم: يا مُعَلِّم الخير ومؤدب الناس، ارجع إلى ما قال الله -تعالى-. قال الرجل الصالح: وماذا قال تعالى؟!قال الخادم: لقد قال تعالى: {والكاظمين الغيظ**.قال الرجل: كظمتُ غيظي.قال الخادم: {والعافين عن الناس**.قال الرجل: عفوتُ عنك.قال الخادم:
{والله يحب المحسنين**. قال الرجل: أنت حُرٌّ لوجه الله.

وعندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا، جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد، والمشركون ينظرون إليه، وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟). قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ( 14 ).

قال تعالى: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم** ( 15 ).

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله -عز وجل- على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء) ( 16) .

فإياك والفجر في الخصومة فإن الدنيا زائلة وعند الله يجتمع الخصوم .

دكتور / بدر عبد الحميد هميسه

http://www.saaid.net/rasael/507.htm

إسلامية
04-01-2010, 08:31 PM
فؤاد رائعة أختي القصواء ... جزاكِ الله خيراً

***
04-01-2010, 10:37 PM
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة القصواءأشكرك على هذه الفوائد النيرة
رزقك الله سعادة الدارين وأسكنك فسيح الجنان
حفظك الله من كل سوء

لقاء
06-01-2010, 04:54 PM
موضوع مميز وطرح راائع ...


فوائد قيمة

http://www.shamsqatar.com/up3/get-6-2009-3cj0knhr.gif



في حفظ الله ورعاايته

القصواء
14-01-2010, 09:32 PM
جزاكم الله خيرا أخوتي على حسن تفاعلكم

وفقكم الله