المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما العمل مع السحرة والمشعوذين والكهان إن عُرفوا وبالغوا فى الاذى ؟؟؟


rougi max
24-11-2005, 11:05 AM
بسم الله الرحمان الرحيم

االسلام عليكم و رحمة الله و براكاته اما بعد.

مالعمل مع الكهان ان عرفوا وبالغوا فى الاذى حتى و ان اشتكيت قيل لك نحن لا نستطيع السيطرة على الجن.
الكهان اصبحوا اهل لرياسة ومن ثم السيطرة .

السنين كما هو معروف يحكمون على الظاهر و الاخرون يستعملون الجن وهذا الاخير يوحى اليك

و يقتل الاقكار.

ما لسبيل لحد مد هذه الفئة المتنامية بوتيرة جد سريعة.

اغلبية هؤلاء نساء و اصحاب رياسة و مال.

كيف الحد من انتشار ها .

من لهو الصلاحية اذا كان اهلها يرفضون التحرك. افيدوننا مشكورين و لكم اجر الاشتهاد من الله.

أبو البراء
26-11-2005, 08:44 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( البراق ) ، وشكر الله سعيكم على طرح هذا الموضوع ، واعلم بأنني قد تعرضت لمسألة كيفية تعامل أهل الحسبة مع هذه الفئة الباغية في كتابي الموسوم ( الصواعق المرسلبة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) وهو على النحو التالي :

أولاً : خطورة هذه الآفة العظيمة ولا بد أن تولى بالبحث والدراسة :

إن موضوع السحر وخطره وتأثيراته لا بد أن تولى بالبحث والدراسة العلمية ، ومن ثم وضع كافة التصورات الفعالة لمحاربة هذه الآفة المدمرة ، لما تحدثه من شرخ في العلاقات الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية ، ولا بد من وقفة جادة على كافة المستويات من قبل ولاة الأمر والعلماء والدعاة وأهل الحسبة والمواطنين كل حسب رعايته ومسؤولياته المخولة له شرعا وحسب القدرة والطاقة لوقف هذا المد الشيطاني الذي أصبح في الآونة الأخيرة من أشد وأعتى أسلحة الشيطان التي يوجهها ضد المجتمعات عامة وخاصة المجتمع الإسلامي ، ومن الأمور التي لا بد أن تتخذ حيزا هاما من الدراسة والبحث العلمي هو مسألة التصرف بالسحر حال استخراجه والعثور عليه 0

ثانياً : الفهم والمنطلق الصحيح من قبل العامة والخاصة لمكافحة هذه الآفة :

وهذا لن يتأتى إلا بترسيخ العقيدة النقية الصافية في النفوس ، ولا بد من التركيز على ترسيخ الوصايا والنصائح ، وهي نصائح جامعة شاملة حيث قلت من خلالها :

وبعد ، فقد اتضحت الرؤيا ، وأصبح المهتم بهذا الجانب يرى أن الرقية الشرعية أصبحت قواعد وأصول ، ولا بد من انتهاج مسلكية واضحة تعتمد أساسا على النصوص القرآنية والحديثية وأقوال أهل العلم ، ومن خلال فصول الكتاب المتنوعة ، نخلص للأمور التالية :

1)- إن الرقية الشرعية أصبحت في الآونة الأخيرة بحاجة إلى تقعيد وتأصيل :

بحيث توضع لها الضوابط والأصول التي تضبطها وتحكمها في بوتقة الشريعة 0

2)- لا بد من الاهتمام بالنواحي العقائدية المتعلقة بالرقية الشرعية :

وغرسها في نفوس المسلمين ، كالتوحيد الخالص لله تعالى والتوكل والاعتماد والخوف والرجاء ونحوه 0

3)- إن الابتلاء من معالم طريق المسلم الحق :

ويحتاج للصبر والتحمل واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى 0


4)- الظلم ظلمات يوم القيامة :

ولا بد من محاسبة النفس قبل الذهاب للسحرة والمشعوذين لما يندرج تحت ذلك من ظلم للنفس وللآخرين 0

5)- لا يجوز مطلقا الاستعانة بالجن والشياطين :

بإدعاء فعل الخير والعمل الصالح ، درءا للمفسدة المفضية للمحظور 0

6)- المغيبات أمر استأثر الله بعلمه :

ولا يمكن لأي مخلوق في هذا العالم أن يعرف عنه شيئا 0

7)- التناكح بين الإنس والجن :الظاهر أن التناكح بين الجن والإنس - بالرغم مما بينهما من الاختلاف - أمر ممكن عقلا ، بل هو الواقع ، ولكنه نادر الوقوع 0

8)- إن تصفيد الشياطين متعلق بوسوسة الشيطان :

وهذا لا يعني عدم صرعهم للإنس وإيذائهم لهم 0

9 )- إعادة المشاكل إلى الإصابة بالأمراض الروحية :

لا يجوز مطلقا إعادة الأمور برمتها من مشاكل صحية واجتماعية وزوجية ونحوه ، للإصابة بالسحر والحسد والعين وإيذاء الجن والشياطين 0

10)- خطورة الوقوع في التشاؤم والاعتقادات الفاسدة :
أو الاعتقاد والتعلق بالنجوم والأبراج والطالع والتنجيم والضرب بالحصى وقراءة الفنجان ونحوه 0

11)- جواز اللجوء للرقية الشرعية :

وأنها لا تقدح في تمام التوكل على الله سبحانه وتعالى 0

12)- منهجية المعالج :

لا بد من الاهتمام والتركيز على سلامة وعقيدة ومنهجية المعالج 0

13)- احرص على الاهتمام بما ينفعك :

دون الخوض في الأمور التي لا فائدة منها 0

14)- اليقين التام بالله سبحانه وتعالى :

لا بد للمسلم من اليقين التام بالله سبحانه وتعالى واليقين : طمأنينة القلب واستقرار العلم فيه 0

15)- أثر الإيمان في القلوب :

إن الإيمان حين يتغلغل في النفوس ، ويستقر في القلوب 00 هو أول سلاح يتسلح به المؤمن في مواجهة صراع الحياة ، وفي مجابهة مغريات الدنيا ، ودرء كيد الشياطين والانتصار عليهم 0

16)- المعصية وأثرها :

حذاري من الوقوع في المعصية فإن من أوسع ميادين الشيطان وأنجحها تزيين الهوى ، وذلك بتحسين الأشياء وإظهارها بمظهر حسن ويكون ذلك بالدعوة للإغراء وتحسين القبائح تضليلا وصدا عن سبيل الله0

17)- الدعاء زأثره على حياة المؤمن :

إن الدعاء طريق يتوجه به المؤمن لمناجاة ومناداة خالقه سبحانه ، ومعناه الحقيقي استدعاء العبد ربه العناية ، واستمداده إياه المعونة ، وهو من أنجع الوسائل التي ينتصر بها المسلم على الشيطان إن توفرت لها الأحكام والشروط والآداب 0

18)- الذكر وأثره على حياة المسلم :

إن ذكر الله تعالى يحيي القلوب ، ويجلو صدأها ، ويذهب قسوتها ، ويذيب ما ران عليها من مكاسب وشهوات ، ويصلها بالله عز وجل ، وللذكر وقع وتأثير عظيم في رد كيد القوى الشيطانية ، وحفظ المسلم ووقايته منها 0

19)- تعليق التمائم :

لا يجوز مطلقا تعليق التمائم الشركية التي لا يفقه معناها كالكتابات والطلاسم والمربعات والحروف المقطعة والرسوم المختلفة أو العقد والخرز والعظم ونحوه ، والراجح بل الصحيح من اقوال أهل العلم عدم جواز تعليق التمائم وإن كانت من كتاب الله ومن الأدعية المأثورة عن رسول الله 0

20)- صرع الجن للإنس :

إن المتتبع للحق يجزم بأن مسألة صرع الأرواح الخبيثة للإنسان قد تم إيضاحها تماما من خلال النصوص القرآنية والحديثية ، وأن الأدلة القطعية قد جزمت بإمكانية ذلك ووقوعه فعلا 0

21)- قضية السحر في الإسلام :

إن الإسلام قد وضع قضية السحر في حجمها الطبيعي ، وتناولها بما تستحقـه من الإيضاح والتبصير ، تناولها تعريفا وتأثيرا وتشخيصا ووقاية ، تعرض لها من جانب العرض وجانب الطلب ، فحارب السحرة ، وجعل حد الساحر القتل ، وكذلك بين خطورة اللجوء إليهم والاستعانة بهم لجلب منفعة أو درء مفسدة واعتبار ذلك من الكفر بالله عز وجل 0

22)- أنواع النشرة :

النشرة يندرج تحتها نوعان ، أما النوع الأول فهو حل السحر بالأدعية والرقى المباحة من القرآن والسنة ، وهذا جائز بإجماع أهل العلم ، وأما النوع الثاني الذي نعنيه تحت هذا العنوان فهو حل السحر عن المسحور بسحر مثله ، وقد أجمعت الأدلة القرآنية والحديثية على حرمة هذا النوع لما قد يحدثه من هدم للعقائد ، ونشر للكفر والضلال ، وإفساد في الأرض ، وتحطيم للأسر ، وإلحاق الضرر بالمجتمع الإسلامي 0

23)- العين حق :

ولا بد من الاعتقاد بأن الحديث عن حقيقة العين هو خوض في غمار مسائل القضاء والقدر ، والعين من سائر المقدور على العبد ، وهي سبب في إحداث الضرر ، لا كما يذهب الأشاعرة في انكار الأسباب والقوى والتأثيرات ، وقرروا أن الفعل كله لله ، وأنه ليس هناك ارتباط ولا سبب ، بل هو مجرد تلازم وعادة 0

24)- إن الرقية الشرعية أصبحت مطلبا ملحا :

بسبب انتكاس الفطر السوية لكثير من الناس ، وبعدهم عن خالقهم ، واقترافهم المعاصي ، ووقوعهم في المحرمات ، وقد أدى ذلك لتسلط الشيطان بوسائله الخبيثة ، ودسائسه الماكرة ، وهذا يتطلب العودة الصادقة للينبوع والمنهل الحقيقي المتمثل بالكتاب والسنة 0

25)- لا بد من الاهتمام الخاص بالقوة الشفائية للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة :

لاحتوائهما على كثير من النصوص القطعية المتعلقة بهذا الجانب ، مع الاعتناء بالجانب العضوي وذلك بمراجعة الأطباء المتخصصين في مجالاتهم المتنوعة والمتشعبة 0

26)- لا بد من توفر شروط وأساسيات تتعلق بالمعالج :

وعدم توفر تلك الشروط يعني وقوع أخطاء عقائدية أو محاذير شرعية أو تأويل ونحوه ، وهذه الشروط إما أن تكون شرعية أو أن تكون سلوكية 0

27)- تشخيص الحالات المرضية :

الأولى بل الصحيح أن لا يلجأ المعالج لتشخيص الحالات المرضية لأسباب كثيرة أهمها أن تلك الأحوال غيبية ولا يمكن القطع أو الجزم فيها ، ولما قد تتركه من آثار سلبية على نفسية المرضى وبالتالي يترتب عن ذلك الأمر مفسدة عظيمة 0

28)- المنهجية المتبعة في العلاج والاستشفاء :

لا بد للمعالج من اتباع منهجية سلوكية في العلاج تنطلق من النصوص القرآنية والحديثية وكذلك الدراسة الموضوعية والممارسة واكتساب الخبرة ممن هم أهل لهذا العمل الجليل ، وكل تلك الأمور سوف تعطي المعالج بعد نظر في سلوكياته ودراساته وأبحاثه ، بحيث يقدم جل ما يستطيع لهذا الدين ، وهذا الجانب الدعوي 0

29)- القواعد والأحكام والأصول الخاصة بالرقية الشرعية :

إن الرقية الشرعية علم له قواعد وأصول كما أشرت آنفا ، ومن هنا فإني أحذر غاية التحذير من طرق أبواب مدعي هذا العلم ممن استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم أنفسهم فأصبحت غايتهم الأساسية أكل أموال الناس بالباطل وهتك الأعراض وإقحام النفس في قضايا الطب العضوي والنفسي ، فأظلهم الشيطان برداء الكبر والعجب بالنفس فأصبحوا يطلقون الفتاوى يمنة ويسرة وتفننوا بإغواء المرضى وكأنهم أصحاب علم لدني فضلوا وأضلوا ، ومن هنا كان لا بد من التحذير من هذه الفئة الضالة التي تزعم المعرفة بهذا العلم وقواعده وأصوله وهي أبعد ما يكون عنه وعن أهدافه النبيلة السامية ، وللأسف فقد تقاطر الناس على بعض هؤلاء الجهلة وأنا أعلم يقينا أنه جاهل في الأصول ناهيك عن الفروع ، ومن هنا كانت أهمية سؤال أهل العلم والعلماء عن المعالجين وطريقتهم ومنهجهم لكي لا يدلس على الناس فيطرقوا أبواب الجهلة والمخادعين ويكونوا عرضة للنصب والاحتيال والغش والخداع 0

30)- الاعتقادات الخاطئة :

أحذر من تفشي الاعتقادات الخاطئة المتوارثة عن الآباء والأجداد نتيجة عادات وتقاليد معينة ، أو التي تم نقلها لمجتمعاتنا ، وارتباط هذه الاعتقادات ارتباطا وثيقا بالحضارة الغربية ، وخطورة هذه الاعتقادات أنها تمس عقيدة المسلم وتخدشها 0

31)- نعمة الصحة والعافية :

إن الإسلام يحث على تنبيه المؤمنين على نعمة الصحة ، واتخاذ كافة التدابير للمحافظة عليها والتمتع بها على الوجه الأكمل الذي أراده الله سبحانه وتعالى 0

32)- اللقاءات الدورية بين الأطباء والمعالجين بالرقية :

لا بد من اللقاءات الدورية التي تجمع بين الأطباء بكافة تخصصاتهم والمعالجين بالرقية الشرعية ، والتباحث والتدارس العلمي الجاد ، وهذا سوف يحقق نتائج إيجابية لكلا الطرفين ، ويترتب عن تلك الأبحاث والدراسات منفعة ومصلحة عظيمة للإسلام والمسلمين 0

33)- عدم الإفراط والتفريط في مسائل الرقية الشرعية :

يجب على المعالجين بالرقية الشرعية توخي الحذر من التوسع والإفراط في مسائل الرقية الشرعية وأحوالها ، خاصة فيما يتعلق بالممارسات والمؤلفات غير المنهجية ، والأخطر من ذلك كله البدع المحدثة التي فاقت التخيل والوصف ، وكل ذلك أدى لانتشار الأوهام والوساوس والخوف والهلع بين الناس ، فأصبحت النظرة للرقية الشرعية وأهلها نظرة يشوبها الشك ، بل قد تعدت ذلك في بعض الأحوال لدرجة الاتهام والقذف 0

34)- تكاتف الجهود في محاربة آفة السحر والكهانة والعرافة :

لا بد من تكاتف الجهود بين العلماء والأطباء ومراكز الدعوة والإرشاد ليتسنى وضع الضوابط والأطر التي تضبط الأمر ، فيسير وفق منهج شرعي واضح المعالم بكافة جوانبه ، وأما أن يترك الأمر دون رادع أو وازع وأن يدلوا كل جاهل بدلوه في الرقية وأحكامها ومسائلها دون علم شرعي ودراسة وممارسة فيحصل التخبط والابتداع والزيغ والضلال ، والاعتداء على الحرمات ، وإطلاق الفتاوى دون حسيب أو رقيب ، وتنوع التجارة بكافة الأشكال والسبل والسلعة هي كتاب الله تعالى ، ناهيك عن ظهور معالجين تفننوا في قضايا الطب العضوي والنفسي فأساءوا للرقية وأهلها 0

35)- الشيطان ودسائسه ومكائده :

إن الشيطان لا يألو جهدا ، ولا يدخر وسعا في إغواء بني آدم وإضلالهم ، وتوجيههم إلى النار ، وإخراجهم من النور إلى الظلمات ، ولا يفتر ولا ينثني عن تخويفهم وإرهابهم ، وهذا يحتم على المسلم أن يحذر منه وأن يعد العدة الكاملة لرد كيده وتحصين نفسه واتقاء فتنته العظيمة 0

36)- العودة للعلماء العاملين العابدين :

لا بد من العودة للعلماء وطلبة العلم في الأمور المشكلة المتعلقة بالرقية الشرعية وأحوالها ، وهذا بالتالي يؤصل منهجية شرعية تعتمد أساسا على النصوص القرآنية والحديثية وأقوال أهل العلم ، فتصان الرقية من البدع والخرافات والترهات وتتحلى بالقواعد والأسس الصلبة الثابتة 0

37)- طرح التساؤلات المتعلقة بأحوال الرقية الشرعية :

إن طرح بعض التساؤلات الخاصة بأحوال الرقية الشرعية لم يكن ليهدف للتشخيص ، بقدر ما هو إيضاح لكثير من الأمور الواقعيـة التي تحصل للناس ، وهذه الوقائع أصبحت متواترة وتحتاج لتفسير وتعليل ، وعدم تقديم الإجابات الخاصة بها يؤدي لطرق أبواب السحرة والمشعوذين والدجالين والمتكسبين ، لإشباع الرغبة والفضول ، وبناء عليه صيغت هذه الإجابات من منطلق شرعي دون المساس بالجانب الغيبي الذي استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه 0

كما قدمت توصيات شاملة بخصوص الرقية والأمراض الروحية أذكرها على النحو التالي :

وفي ختام بحثي المتواضع أقدم هذه التوصيات والنصائح العامة آملا من الله سبحانه وتعالى أن تجد طريقها لقلوب المسلمين ، متمنيا أن تكرس ما يفيد المجتمع المسلم لتخليصه من الشرور الخطيرة والخطوب المستطيرة ، وهي على النحو التالي :

1)- التوكل على الله :

أهيب بالمسلمين في كافة الدول الإسلامية بالتوكل على الله سبحانه وتعالى والمحافظة على العقيدة الصحيحة التي تنأى بصاحبها عن الانحراف والتشتت والضياع وخسران الدين والدنيا 0

2)- المحافظة على الذكر والدعاء :

أتوجه بالنصح لكافة المسلمين سواء كانوا معالجين أو مرضى أو عامة بالمحافظة على الذكر والدعاء والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات والبعد عن المعاصي ، وكل تلك الأسباب كفيلة برد كيد الشيطان وأعوانه ووقاية المسلم من كافة الأمراض الروحية التي قد تعتريه في حياته بإذن الله تعالى 0
3)- اتخاذ الأسباب الشرعية والحسية في العلاج والاستشفاء :

لا بد للمسلم الصادق من تحري اتخاذ الأسباب الشرعية لعلاج الأمراض الروحية من صرع وسحر وعين ونحوه ، وكذلك اتخاذ الأسباب الحسية المباحة التي ثبت نفعها بإذن الله تعالى وأقر فعلها العلماء لعلاج تلك الأمراض 0

4)- الاعتقاد اليقيني بالأمراض الروحية :

لا بد للمسلم الحق من الاعتقاد اليقيني بالأمراض الروحية وتأثيراتها المتنوعة ، حيث أن النصوص القرآنية والحديثية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك حصول تلك الأمراض على اختلاف أنواعها وتأثيراتها 0

5)- التحذير من السحر والسحرة :

أتوجه للمسلمين في الدول الإسلامية خاصة وفي شتى بقاع الأرض عامة للحذر من السحر والسحرة ، وأنوه باخوتي على خطورة اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين ، وتأثير ذلك على العقيدة والدين ، كما أتوجه لولاة الأمر للضرب بشدة وبيد من حديد على ممارسيه دون شفقة أو رحمة ، مع التنبيه على خطر أصحاب زعم تحضير الأرواح من المسلمين ، وتحذير الشباب منهم ، وذلك بكشف حقيقتهم وكفرهم بإنكارهم ما هو معلوم من الدين بالضرورة 0

6)- الدفاع عن عقيدة الإسلام :

أنوه على جميع طبقات المتعلمين بأن يجاهروا بالدفاع عن عقيدة الإسلام من خلال طرح القضايا المتعلقة بالرقية الشرعية وإيضاحها من منظور شرعي ، ومن تلك القضايا الهامة إيضاح حقيقة الصرع والعين والسحر وكذلك رفض اللجوء إلى السحرة من خلال تقديم النصح والإرشاد لأهليهم وجيرانهم ، وإخوانهم حتى لا يتفاقم الشر وتنحرف العقائد وتكثر المعاصي والمنكرات ، كما أوجه الشباب المسلم لاتباع نفس الأسلوب السابق خاصة ما يتعلق بالرد على السحرة والكهان ومدعي تحضير الأرواح وأمثالهم ، بوسائل إنكار المنكر الإسلامية المتاحة لهم وفق ما تمليه تعليمات ولي الأمر ومن ثم المصلحة الشرعية العامة ، وأن لا يتركوا الساحة خالية لكل من تسول له نفسه للنيل من العقيدة النقية ليعيث في الأرض الفساد 0

7)- تقوى الله من قبل الأطباء العضويين والنفسيين :

أتوجه بالنصح لكافة الأطباء المسلمين - سواء كانوا عضويين أو نفسيين - في شتى بقاع الأرض بتقوى الله سبحانه ، كما أوجههم لدراسة كثير من النواحي المتعلقة بالأمراض الروحية دراسة علمية مستمدة من النصوص القرآنية والحديثية ومرتكزة على كتب وأبحاث وخبرات من هم أهل لهذا العلم الجليل ، وحيث أن الغاية والهدف من دراسة الطب بكافة تخصصاته غاية إنسانية تسعى لتقديم العون والمساعدة للفرد والمجتمع المسلم ، وهي بالتالي مهنة سامية ترتقي عن المادية والشهرة وحب الذات ، كل ذلك سوف يعطي صورة واضحة عن بعض جزئيات هذا العالم الغيبي كما قررتها النصوص الشرعية ، ومن هنا فسوف تتسع آفاق الطبيب المسلم فيتسلح بسلاح العلم ويتخلق بأخلاق القرآن وينتهج منهج رسول الله 0

أقول ذلك لما يعتصرني من حرقة وأسى بسبب ما رأيته وسمعته من خلال تجاربي الشخصية مع كثير من الأطباء الإسلاميين - وفقهم الله لما فيه الخير - حيث اتخذوا موقفا من الرقية الشرعية بشكل خاص والمعالجين بشكل عام ، وهذا الموقف اتسم بالتهجم والرفض والاستهزاء بكافة الأساليب والوسائل المتبعة في علاج تلك الأمراض ، وقد ذهب البعض الآخر لأبعد من ذلك الأمر حيث رفض الاعتراف جملة وتفصيلا بتلك الأمراض على اختلاف أنواعها وتأثيراتها ، بل قد وصل الأمر للتهجم والقذف دون إدراك النتائج الوخيمة التي قد تترتب عن هذا الأمر وخطورة ذلك على الطب وأهله والمجتمع المسلم 0

أقول هذا ولا أعني مطلقا موافقتي على كافة ما يحدث على الساحة الإسلامية من تخبط وتشتت وضياع فيما يتعلق بالرقية والعلاج ممن لا خلاق لهم ، وقد أوضحت منهجي الواضح والصريح المستمد من النصوص القرآنية والحديثية من خلال هذا البحث العلمي فيما يتعلق بهذه المسألة بشكل دقيق ومفصل ، ولا أريد أن يكون أمثال هؤلاء قدوة لما قد يختلج في نفوس الأطباء ، بل على العكس من ذلك تماما فهدفي أن يسعى الطبيب للبحث والدراسة في تلك الأمراض الروحية لما سوف تقدمه هذه الدراسة من فائدة عظيمة تعود عليه وعلى المجتمع المسلم ، وكذلك تقويم كثير من الممارسات الخاطئة من قبل بعض المعالجين والمتعلقة بالجانب العضوي ولها أثر يتعلق من قريب أو بعيد بالناحية الطبية ، وهذا يؤكد على إجراء لقاءات دورية بين الأطباء المتخصصين وبين المعالجين الذين يستندون لمنهج إسلامي عقائدي سلوكي واضح في طريقة علاجهم ، فتكون الغاية والهدف للجميع تحقيق المصلحة الشرعية في المجتمع المسلم 0

ومن هنا كان حري بالطبيب المسلم التريث والدراسة الموضوعية المستفيضة لهذا الموضوع ، خاصة أن الطب بكافة تخصصاته قد أثرى المعلومات المتعلقة بالطبيب وزرع في نفسيته طريقة البحث العلمي والدراسة المتأنية وإعداد التقارير والأبحاث وإجراء التجارب التي تحقق بمجملها الأهداف والغايات التي يربوا إليها هذا العلم لكي تتحقق من خلالها المصلحة الشرعية العامة للمسلمين 0

سائلا المولى عز وجل أن يكون هذا البحث العلمي بداية طيبة لكل طبيب يبحث عن الحق وأهله ليستطيع أن ينير طريق البشرية من خلال الالتزام الصريح الواضح والتمسك بالكتاب والسنة أولا ومن ثم افادة المجتمع الإسلامي بهذا العلم الطيب : ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 0

8)- منع نشر وتوزيع الكتب المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة :

خاصة ما يتعلق بالرقية وطرقها وعالم الجن والشياطين والصرع والعين ، وأخص بالذكر في هذا المقام تلك الكتب التي تعلم السحر وتهدي الناس إلى طريقه ، أو كتب الكهانة وتحضير الأرواح ، أو تلك المؤلفات التي أتت بهرطقات وخزعبلات عن لقاءات مزعومة مع الجن والشياطين ، أو تلك الكتب التي بحثت في ثنايا هذا العالم الغيبي من منطلق جاهلي فاعتمدت على أحاديث واهية ، أو أقاويل مزعومة أو خرافات جائرة فقدمت الغث فضلت وأضلت 0

ولا بد من محاربة هذه الفئة الضالة لخطورة أفكارها ولزيف اعتقاداتها ، دون السماح لها بالتمسح برداء الحرية الشخصية ، أو حرية الرأي ، ونحوها من الشعارات الشيطانية ، التي تبيح لهم نشر معتقداتهم الفاسدة الهدامة ، وبالمقابل فلا بد من نشر وتوزيع الكتب الإسلامية ، التي تنقي العقيدة الإسلامية ، وتفضح هؤلاء المفسدين ، وتبين أباطيلهم ومزاعمهم 0

ومن هنا كان لا بد من التكاتف الاعلامي سواء في الصحافة أو الرائي أو الإذاعة أو عبر صفحات الإنترنت أو النوادي الأدبية 00 ونحوها ، لكي تؤصل المعتقدات والأسس والقواعد الصحيحة للرقية الشرعية ومن ثم فضح كافة المعتقدات الهدامة أو التي تخالف منهج الكتاب والسنة فتبين مساوئها وأخطارها وبعدها عن الإسلام ، وكل ذلك لإقامة الحواجز بين المسلمين خاصة العوام منهم ، وبين تلك الفئة المفسدة الباغية 0

9)- متابعة الرقية الشرعية من قبل علماء المسلمين :

على علماء المسلمين ومؤسساتهم التعليمية الإسلامية منها خاصة ، متابعة موضوع الرقية الشرعية وما يدور في فلكها والتنبيه على كل ما يخالف الأسس والقواعد الصحيحة المتعلقة بها ، ومراقبة ذلك الأمر وتوجيهه الوجهة الموافقة لمنهج الكتاب والسنة والأثر 0

10)- تحذير النساء من الانقياد لكل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع :

أتوجه إلى النساء المسلمات خاصة بعدم الانقياد وراء كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع فيما يتعلق بالأمور الخاصة بالرقية وعالم الجن والشياطين والعين والسحر ونحوه ، وأنصحهن بالتمسك بأهداب الشريعة ، وإنفاذ أمر الله سبحانه وتعالى القائل : ( فَاسْئلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) 0

كما أشيد بأخواتي المسلمات بأن لا يجعلن الابتلاءات طوقا يشد على رقابهن ، ويقودهن نحو الكفر والشرك والولوج في الخطايا والآثام 0

11)- عدم تعليق التمائم على اختلاف أنواعها :

أنوه بكافة المسلمين في شتى بقاع الأرض بعدم التعلق بالتمائم على اختلاف أنواعها ، سواء كانت من كتاب الله أو الأدعية النبوية المأثورة ، لما قد تحدثه من هدم للعقائد وانحراف عن الفطر السوية السليمة 0

12)- تحري فهم نصوص الكتاب والسنة :

أنصح إخواني المسلمين جميعا سواء كانوا معالجين أو عامة أو خاصة من تحري فهم نصوص الكتاب والسنة في علاج كافة الأمراض الروحية سواء كانت صرعا أو سحرا أو عينا وسؤال العلماء عن كافة المسائل المشكلة ، دون الأخذ والتعويل على آراء من لا خلاق لهم ، أو تلك الفئة التي لا تملك فقها في العلم الشرعي فتكون مدعاة للضلال والانحراف 0

13)- اتباع الطرق الصحيحة في الرقية والعلاج والاستشفاء :

أنصح اخوتي المعالجين بتحري اتباع الطرق الصحيحة في الرقية الشرعية للكشف عن الأسباب الرئيسة للحالة المرضية ، واتباع أسلوب علمي مبني على الدراسة الدقيقة المستفيضة للحالة ، لكي لا يقع الناس في الوهم والوسوسة والضياع 0

14)- متابعة العلماء العاملين العابدين فيما يختص بالرقية والعلاج :

أتوجه لاخوتي المعالجين بالنصح في اتباع منهجية واضحة مستقاة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، في علاج الأمراض الروحية ، دون التخبط والتشتت في متاهات الضلال 0

15)- توخي سلامة الناحية الطبية في العلاج والاستشفاء :

أنصح المعالجين والمرضى وغيرهم بضرورة توخي سلامة الناحية المرضية والاهتمام في هذا الجانب غاية الاهتمام ، ومعرفة أن عدم الالتزام بهذا الأمر قد يؤدي إلى مفاسد عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0

16)- تقوى الله من قبل المعالجين :

أتوجه من أعماق قلبي لكافة المعالجين بالرقية الشرعية بتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن ، واتخاذ طريق الرقية الشرعية مسلكا ومنهاجا في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وأحذر كل التحذير من اتخاذ هذا الطريق وسيلة للتجارة والمزايدة والعبث بأعراض المسلمين وانتهاك حرماتهم ونشر الأوهام والوساوس فيما بينهم ، وليعلم كل من تصدى لهذا الأمر بأن اتباع المنهجية الواضحة المستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سوف تؤتي بآثار طيبة وفائدة عظيمة بإذن الله سبحانه وتعالى 0

17)- منهج السلف يقوم على الإنصاف والعدل :

ومن أهم التوصيات التي أطرحها بعد العرض الشامل لهذا البحث العلمي مسألة هامة تتعلق بموضوع الرقية والعلاج بشكل خاص وقضايا العقيدة بشكل عام ، ولا بد من الاعتقاد الجازم بأن منهج السلف يقوم على الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه ، وللأسف فقد عاصرت وعايشت معاناة الفرقة التي تجتاح العالم الإسلامي وادعاء التمسك برداء السلفية من كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع وكأنما ينطق فيهم قول الشاعر :

وكل يدعي وصلا لليلى.............................وليلى لا تقر لهم بذاك

وليست المصلحة الشرعية أن نقف لتتبع العورات وكشف الزلات والعثرات لعلماء ودعاة ومفكرين قدموا الكثير لهذا الدين وأهله ، ونحسب أنهم على خير وصلاح والله حسيبهم ، بل قد وصل الأمر بالبعض بالتهكم والتهجم على علماء أفاضل أجلاء كسماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، وعلامة بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - ونحوهم ، ومنهج السلف يقوم على أن العصمة للمعصوم - رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك إجماع الأمة ، كما أشار لذلك المفهوم علماء الأمة الأجلاء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ومنهج السلف لا يقوم على الحزبية أو العنصرية أو المذهبية بل يقوم على الدليل النقلي الصحيح من الكتاب والسنة ، وقد قال الإمام مالك - رحمه الله - قولته المأثورة كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذه السارية ) يعني محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد وقعت أخطاء لبعض العلماء تتعلق بمسائل اعتقاديه بحتة كالتأويل ونحو ذلك ، ومنهج السلف يقوم على إنكار مثل تلك التأويلات وردها جملة وتفصيلا لتعارضها مع الدليل النقلي والعقلي ، مع وضع هؤلاء العلماء في المكانة والموضع الذي يجب أن يكونوا عليه ، فنحترمهم ونقدرهم ونوقرهم وندب عنهم ما ليس فيهم ، دون موافقتهم على مخالفة الكتاب والسنة والإجماع ، ولا يجوز مطلقا ذكرهم بالهمز واللمز وطرح ذلك في المحافل والمجالس العامة والخاصة ، مع أن البعض قد أفضى إلى ما قدم والله سبحانه وتعالى أعلم بحاله 0

إن التكالب الذي يعيشه العالم الإسلامي من قبل أعداء الإسلام يحتم علينا جميعا أن نفهم العقيدة الإسلامية الصافية وأن ندرك حقيقة المنهج السلفي الصحيح في خضم كافة الأعاصير التي تجتاحنا من كل حدب وصوب ، والواجب الذي يمليه علينا العصر الحاضر هو الاهتمام بإصلاح ذات البين وتربية وتنشئة الأسرة على العقيدة والمنهج الإسلامي والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتراص الصفوف ومجابهة الكفرة والملحدين والمبتدعة والزنادقة والفئات الضالة وخوارج هذا العصر ، وأهيب بكافة الدعاة في العالم الإسلامي أن ينتهجوا طريقا في الدعوة إلى الله يعتمد على القواعد والأسس الرئيسة في إظهار وإحقاق الحق وإنكار الباطل بالحكمة والموعظة الحسنة ولين القول ، وكذلك أن يضعوا نصب أعينهم قولا مأثورا لعلامة بلاد الشام المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - حيث يقول : ( التربية والتصفية ) فواجب الدعاة يحتم عليهم أن يعلموا ويربوا الأجيال القادرة على حمل أعباء الدعوة إلى الله ، لا أن يطل علينا أناس تعلموا العلم الشرعي ولم يتحلوا بالأدب الذي يصقل ذلك العلم ويصونه 0

18)- الاحتكام في مسائل الخلاف إلى الأصول والأحكام المقررة :

أنصح كافة العلماء وطلبة العلم والدعاة الالتزام بأدب الإسلام في الخلاف ، وأن يحتكم إلى الأصول والقواعد المقررة ، لا إلى الأقوال المجردة عند الخلاف وليلتمس الأعذار ، لأننا بشر نخطئ ونصيب ، ولا بد أن يتحلى القارئ بأدب المناظرة والمجادلة ، وأنقل كلاما بديعا تحت هذا العنوان للدكتور الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد - حفظه الله - حول مبادئ وآداب الخلاف ، تحت عنوان ( تحاشي الخلاف والاختلاف قدر الإمكان ) وذلك بمراعاة الأمور التالية :

أولا : حسن الظن بطلبة العلم وتغليب أخوة الإسلام على كل اعتبار0
ثانيـا : حمل ما يصدر منهم أو ينسب إليهم على المحمل الحسن قدر الإمكان 0
ثالثـا : إذا صدر ما لا يمكن حمله فيعتذر عنهم ولا يعدم قاصد الخير والحق لإخوانه من الاعذار ما يبقي صدره سليما ونفسه رضية 0
وليعلم أن هذا ليس دعوة إلى القول بسلامتهم من الأخطاء فكلهم خطاءون والكريم النبيل من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه 0

ويكفيك في هذا أن تعلم أنك خطاء وأنك إذا أخطأت فإن تستغفر لنفسك ألا تستغفر لأخيك حين يخطئ فتقول كما قال موسى مع أخيه هارون : ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلأَخِى وَأَدْخِلْنَا فِى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) 0
رابعا : اتهام النفس واستيقافها عند مواطن الخلاف والنظر وتحاشي الإقدام على تخطئة الآخرين إلا بعد النظر العميق والأناة الطويلة 0
خامسا : رحابة الصدر في استقبال ما يصلك من انتقاد أو ملاحظات من الإخوان ، واعتبار ذلك معونة يقدمها المستدرك لك وليس مقصود أخيك العيب أو التجريح 0
سادسا : البعد عن مسائل الشغب والفتنة فقد ذكر الآجري في أخلاق العلماء أن العالم إذا سئل عن مسألة ويعلم أنها من مسائل الشغب ومما يورث بين المسلمين الفتنة استعفى منها ورد السائل إلى ما هو أولى به وأرفق ويدخل في ذلك ألا يحدث العالم الناس حديثا يكون فيه فتنة وبخاصة الصغار من طلبة العلم000وينبغي للأساتذة والعلماء أن يترفعوا بطلاب العلم وبخاصة صغار طلاب العلم 0 حتى لو نقل لك تلميذك قولا لعالم من العلماء مخالفا لما قلته أو حتى مخالف لما هو راجح عندك ، عليك أن ترفق بتلميذك 000 أما أن وجدت لذلك العالم مخرجا فتنبهه وتعوده وتربيه على حسن الأدب حتى مع المخالفين ، ولهذا قالوا ويحسن من ذلك ألا يحدث العالم الناس حديثا يكون فيه فتنة 0 فيتجنب الخوض في كل ما يعلم مما لا تدركه عقول من حوله من دقائق العلم وشذوذاته 0
سابعا : الالتزام بأدب الإسلام في انتقاء أطايب الكلام وتجنب الكلمات الجارحة والعبارات اللاذعة ذات اللمز والغمز والتعريض بالسفه والجهل 000 هذا ما يمكن أن يقال في هذه البضاعة المزجاة ) 0

19)- تحري الدقة في اختيار الكتب العلمية في مجال الرقية والأمراض الروحية :

أتوجه بالنصح لكافة القراء الأفاضل بتحري الدقة في اختيار الكتب العلمية الموضوعية التي تبحث في مجال الرقية الشرعية والعلاج وعالم الجن والشياطين دون تقصي البحث في الكتب الأخرى التي تقوم على الهرطقات والخزعبلات والأحاديث الواهية أو الضعيفة ، أو تلك التي لا تعتمد على الأسس العلمية الصحيحة في البحث والتحقيق ولا تتخذ طريقا واضحا في اتباع مناهج البحث العلمي في البحث والدراسة ، وهذا يؤكد على الاخوة الأفاضل بالعودة للعلماء وطلبة العلم للحكم على تلك المؤلفات ومضمونها ومحتواها 0

وكذلك فإني أهيب بالقارئ الكريم من اقتناء الكتب العلمية المحققة والمخرجة تخريجا دقيقا ، وهذا ما سوف يثري معلوماته بالثقافة الإسلامية الخاصة بهذا الجانب ، وحينئذ سوف يفرق دون شك بين الغث والسمين في الممارسات والمؤلفات المطروحة على الساحة اليوم 0

20)- قراءة الكتب القيمة والنافعة في مجال الرقية والأمراض الروحية :

وأخيرا أوجه النصح للقراء الأفاضل بالاضطلاع وقراءة الكتب القيمة المعاصرة التي تطرح الموضوعات المتعلقة بالرقية الشرعية من منظور إسلامي بحت وفق منهج الكتاب والسنة والأثر 0

وأخيرا وقبل أن اضع قلمي لأنهى كلمات بحثي أرجو أن تجد تلك الوصايا طريقها للتنفيذ ، وأن تجد عقولا تعي وتدرك ، وآذانا تصغي وتسمع ، وقلوبا تتيقن فتؤمن 0

إن أشد ما يؤرق فؤاد المسلم أن تجد انتشار الجهل وعلى نطاق واسع في شتى بقاع العالم الإسلامي والبعد عن التمسك بتعاليم الكتاب والسنة واتباع طرق كفرية أو شركية أو تلك التي تكتنفها البدعة والمعصية من كل حدب وصوب في علاج تلك الأمراض الروحية ، أو طرق أبواب السحرة والمشعوذين لجلب منفعة أو دفع مفسدة خاصة اتباع ذلك من قبل بعض المتعلمين وأحيانا من حملة الشهادات العليا سعيا وراء هؤلاء الدجالين والكذابين ، وبذل الأموال لهم 0

ولذلك فإنني أناشد كل مسلم غيور البدء في إنكار كافة المظاهر آنفة الذكر والتصدي لها بكل ما أوتي من قوة ورباطة جأش وبالحكمة والموعظة الحسنة سواء كان بالقلم أو اللسان أو على صفحات الجرائد والمجلات ، فالخير سينتصر مهما طال عمر الباطل ، فالحق أبلج والباطل لجلج ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) 0

ثالثاً : تعامل رجال الحسبة مع السحرة والمشعوذين :

إن ما يثلج الصدور والأفئدة أن الله سبحانه وتعالى قد حبا هذه البلاد ( المملكة العربية السعودية ) بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في كافة نواحي ومجالات الحياة المتنوعة ، ومن هنا نرى شدة القيود والأغلال التي تلجم أفواه تلك الفئة الباغية من سحرة ومشعوذين وكهنة وعرافين ، فلا تكاد تسمع لهم همسا ولا ركزا ، قد صودرت معتقداتهم ، وكشف زيف ادعائهم ، وحوربوا على كافة الأصعدة المرئية منها والإذاعية والصحفية ، فمنعت كتبهم ، ووقف لهم أهل الحسبة بالمرصاد يحرسوا العقيدة ويصونوا النفس المسلمة من تبذير المال بغير حق ، وانتهاك الأعراض ، والوقوع في حبائل كيدهم ودسائسهم وخبثهم ومكرهم ، وما كان ذلك إلا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود العلماء المخلصين في هذا البلد الطيب ممن دافعوا عن عقيدة التوحيد وحاربوا البدعة ونصروا الحق وأهله فجزاهم الله عنا وعنكم وعن سائر المسلمين خير الجزاء والمثوبة 0

وقد تصدر أهل الحسبة في هذا البلد الطيب لحماية المسلمين من السحرة وشرورهم ، ولذلك كان لا بد من تحديد بعض النقاط الهامة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل رجال الحسبة عند كشف أوكار هؤلاء الخبثاء وترصدهم وإلقاء القبض عليهم ، وتلك النقاط ما كانت إلا من أجل حمايتهم بإذن الله تعالى من شر هؤلاء وشياطينهم ، وأوجز ذلك بالأمور التالية :

1)- الأدلة والقرائن :

يتحتم على أهل الحسبة أولا وقبل كل شيء جمع كافة المعلومات التي تؤكد وتثبت تعاطي المتهم بالسحر والشعوذة والكهانة ، ويجب التفريق بين الساحر وبين مدعي الاستعانة بالجن ، أما الأول فإن كان مما يتعاطى الأمور الكفرية فهو كافر بإجماع أهل العلم ولا بد من إقامة الحد الشرعي بحقه ، وأما مدعي الاستعانة فيجب وقفه وردعه عن فعله لاعتبارات وأسباب كثيرة كنت قد ذكرتها في هذه السلسلة ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( الاستعانة بالجن ) 0

2)- التخطيط الدقيق :

يجب على أهل الحسبة الاهتمام بإعداد الدراسات والاقتراحات التي تعينهم على أداء هذه المهمة على الوجه المطلوب ، ولن يتحقق ذلك إلا بالتخطيط الدقيق ووضع الاستراتيجيات المقننة التي تساعد كثيرا في وضع حد لتلك الأفعال المشينة ، وتساعد كثيرا في إلقاء القبض على كل من تسول له نفسه من العبث في أمن وطمأنينة هذا البلد الطيب خاصة وكافة بلاد المسلمين عامة ، ومن العناصر المساعدة في تحقيق الهدف والغاية ، اختيار الوقت بدقة فائقة وكيفية اقتحام تلك الأوكار ولحظة القبض على الساحر وكثير من الأمور التي لا بد أن تدرس بعناية ودقة فائقة 0

3)- التوكل على الله سبحانه وتعالى :

إن من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها أهل الحسبة في هذه الحالة التوجه إلى الله سبحانه وتعالى والاعتماد والتوكل عليه ، واستمداد المعونة منه وحده 0

4)- إخلاص العمل لوجه الله تعالى :

وأن يكون هدف الحملة إلقاء القبض على تلك الفئة الباغية وإنقاذ المسلمين من شرورهم ، نصرة للدين وأهله ، لا أن يكون الهدف الشهرة والسمعة أو تصفية حسابات خاصة 0

5)- اختيار من يقوم بهذه المهمة :

الأولى أن يختار لهذه المهمة الخطيرة أناس معروفون بالتقوى والصلاح لخطورة المهمة الملقاة على عاتقهم ، خاصة أن السحرة يستعينون بالجن والشياطين وهؤلاء يحتاجون إلى رجال أشاوس يملكون السلاح القوي المتمثل بالعقيدة الصحيحة والمنهج القويم والسمت الحسن 0

6)- المحافظة على الطهارة والذكر والدعاء :

لا بد قبل مداهمة أوكار السحرة والمشعوذين من المحافظة على الطهارة والذكر والدعاء وتحصين النفس البشرية بذلك ، خاصة ما ثبت نفعه وفائدته من السنة النبوية المطهرة كقراءة سورة البقرة ، وآية الكرسي ، وأواخر سورة البقرة ، والمعوذتين ، وسورة والإخلاص 0

ومن الأمور الهامة التي يجب المحافظة عليها أثناء عملية الاقتحام الاستعانة بالله سبحانه وتعالى والتسمية والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، والمحافظة على دعاء نزول المكان ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) يقولها ثلاث مرات كما ثبت في الصحيح 0

7)- عمل كمين للساحر :

عادة ما يقوم أهل الحسبة بعمل كمين للساحر ، وهنا تكمن أهمية اختيار من يلقى على عاتقه مثل هذه المهمة الخطيرة ، والأولى أن يكون من أهل الخير والصلاح ، ويجب عليه قبل الذهاب للساحر أن يحصن نفسه جيدا ، كما تم الإشارة إلى ذلك في النقطة الرابعة ، وأن يكون شديد البأس والشكيمة لا يهاب ولا يخاف إلا الله ، ودون ذلك فإن الساحر سوف يقف على حقيقة الأمر بواسطة الجن والشياطين ، ولن تفلح الجهود المبذولة في إلقاء القبض عليه لنيل جزاءه العادل 0

8)- مرافقة أحد المتخصصين للحملة :

يفضل أن يرافق الحملة أحد المتخصصين المتمرسين الذين يقفون على حقيقة السحر وأهله ، فيرفع من معنويات المجموعة ويربطها بخالقها ويزرع في نفوسهم حقيقة مفادها أن الساحر إنسان ضعيف لا يملك حولا ولا قوة ، وهذا سوف يساعد كثيرا بإذن الله تعالى في إنجاح الحملة ورفع معنويات كافة أفراد المجموعة للإلقاء القبض على الساحر لنيل الجزاء الرادع والعادل في حقه 0

9)- تحري عنصر المفاجأة والمباغتة والسرعة :

يجب على أهل الحسبة أن يتحروا عنصر المفاجأة والمباغتة والسرعة في إلقاء القبض على الساحر دون إعطائه أية فرصة للمراوغة أو الاستعانة بمن معه من الجن والشياطين ، ولا بد من إدراك أمر هام يتعلق بقوة ورباطة جأش القائمين على هذه المهمة وتعلقهم بالله سبحانه واستقرار الذكر في قلوبهم ، وكل ذلك سيؤدي حتما إلى فرار الجن والشياطين وتخليهم عن ذلك الخبيث الذي باع نفسه وأهله لهم دون وجل أو خوف من الله سبحانه وتعالى 0

10)- إجراء تفتيش دقيق :

لا بد بعد إلقاء القبض على الساحر القيام بإجراء تفتيش دقيق لممتلكاته، وجمع كافة ما وقع بأيديهم من أدوات ومواد مستخدمة في السحر دون العبث بها ، وعرضها على بعض المتخصصين والمتمرسين للتخلص منها كما تم الإشارة إلى ذلك في إحدى مواضيع هذا الفصل 0

11)- التحقيق مع الساحر :

إجراء تحقيق دقيق وشامل مع الساحر واستخدام أسلوب الترهيب دون وجل أو خوف إلا من الله سبحانه وتعالى ، وسوف يقود هذا لمعرفة كثير من الأباطيل التي يستخدمها السحرة ومن ثم المساعدة في كشف زيفهم وخبثهم ، وقد يؤدي كذلك للوقوف على سحرة آخرين ممن امتهنوا هذه المهنة لقطع دابرهم واستئصال شرهم 0

وكذلك لا بد من محاولة الحصول على معلومات وافية شاملة لكثير من الحالات التي تعرضت للسحر من قبل هذا الخبيث للمساعدة في إتلاف السحر وزوال خطره 0

12)- تكاتف الجهود الخيرة :
ولا بد من الإشارة تحت هذا العنوان لأمر هام وهو تكاتف الجهود الخيرة لاستئصال هذا الداء من جذوره بين كافة الجهات المسؤولة وغير المسؤولة من أهل الحسبة والمواطنين ، ويجب على كل مسلم أن يقف مدافعا عن العقيدة وحاميا لحمى الدين ، وناصرا للمظلوم ، وذلك من خلال تقديم بلاغ فوري للجهات المختصة عن أية أمور يكتشفها تتعلق بالسحر والسحرة دون الخوف أو الوجل إلا من الله سبحانه وتعالى ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يؤصل هذا المفهوم في حديث ابن عباس بقوله :( يا غلام احفظ الله بحفظك 000 وأعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ) ، وليعلم يقينا أن إخلاص العمل في هذا المجال يورث أجرا ومثوبة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ، لأنه استئصال للشر وقمع للفتنة وتحقيق للعدالة الإلهية 0

وليس المقصود من الكلام السابق الذكر التدخل في عمل أهل الحسبة ، إنما القصد من ذلك التنبيه على هذا الأمر الخطير ومزالقه الصعبة الشائكة ، وتحديد الطرق الصحيحة لمعالجة الأمر دون التسبب بأي إيذاء جسدي أو نفسي ، وكافة تلك الأمور قد تخفى على بعض رجالات الحسبة ، وبالتالي فهم مطالبون باتخاذ مبدأ الحيطة والحذر ليأخذوا حذرهم ويتخذوا الأسباب الشرعية والحسية للذود عن أنفسهم ، وما كان طرح هذا الموضوع إلا لمعرفتي الوثيقة بخطورة السحر والسحرة وما قد ينجم عنه من آثار ضارة نتيجة أفعالهم الخبيثة ، أما من الناحية العملية فثقتنا بأهل الحسبة عالية جدا ، ونعتقد أنهم جديرون بحمل أمانة هذا العمل الجليل ، ونحسبهم على هدي وصلاح والله حسيبهم 0

يقول أبو بكر بن محمد الحنبلي : ( فالواجب على ولاة الأمور وأهل الحسبة وغيرهم ممَّن لهم قدرة وسلطان إنكار إتيان الكهَّان والعرَّافين ونحوهم ، ومنع من يتعاطى شيئاً من ذلك في الأسواق وغيرها ، والإنكار عليهم أشدّ الإنكار ، والإنكار على من يجيء إليهم ، ولا يغترّ بصدقهم في بعض الأمور ، ولا بكثرة من يأتي إليهم ممَّن ينتسب إلى العلم ، فإنهم غير راسخين في العلم ، بل من الجهّال ، لما في إتيانهم من المحذور ؛ لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيانهم ، وسؤالهم ، وتصديقهم ؛ لما في ذلك من المنكر العظيم ، والخطر الجسيم ، والعواقب الوخيمة ، ولأنهم كَذَبةٌ فَجَرةٌ ) ( علاج الأمور السحرية من الشريعة الإسلامية - ص 101 ) 0

ومن هنا يلاحظ أن المسؤولية مجتمعة في التصدي لمثل هذه الظاهرة الخطيرة ، وعليه لا بد من فهم كافة النقاط المذكورة حتى نستطيع الوقوف لمحاربة هذه اآفة العظيمة ، سائلاً المولى عز وجل أن يقينا السحر والسحرة ، وأن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0