المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئله تهم كل صاحب فطرة سويه حول من يدعي الاستعانة بالجن المسلم ؟؟؟


ام البتراء
20-11-2005, 05:07 AM
الحمد لله.....والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم،
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته: لدي أسئله....
]س)ماهي الإمكانيه التي تجعل مستخدمي الجن يكسبون المرضى رغم وضوح حقيقة جرمه أأهو أسلوب جذب العقول عن طريق الجن أم تعليق المصاب الغريق ولوبقشه؟ ما النصيحه التي توجههالهؤلاء اللذين يجرون لكل نعيق دون التأكد من سلامه معتقده الدينيه وخلوه من شوائب العجب والكذب والضلال؟وكيف نواجه المغريات التي تعرض من مستخدمي الجن في طريقهم للعلاج من غير وضوح نتائج ظاهره مؤكده؟
والله من وراء القصد،،،،،

أبو البراء
21-11-2005, 12:51 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

الأخت المكرمة ( أم البتراء ) حفظها الله ورعاها

بخصوص أسئلتكم فيسرني الإجابة على النحو التالي :

السؤال الأول : ما هي الإمكانيه التي تجعل مستخدمي الجن يكسبون المرضى رغم وضوح حقيقة جرمه أأهو أسلوب جذب العقول عن طريق الجن أم تعليق المصاب الغريق ولو بقشه ؟؟؟

الجواب : ربما هو السبب نفسه الذي يجعل الحالات المرضية تطرق أبواب السحرة والمشعوذين ، وأذكر ذلك على النحو التالي :

1)- الاعتقاد بقدرتهم :

فيعتقد المريض اعتقاداً جازماً بقدرة من يستعين بالجن على علاج الأمراض الروحية ، وإنهاء المعاناة والألم 0

2)- الاعتقاد بسرعة الوسيلة :

فيعتقد المريض بأن هذه الوسيلة تعتبر من الوسائل السريعة والنافعة في تحقيق المراد والمطلوب 0


3)- ضعف العقيدة :

وهذا من أهم الأسباب التي تؤدي إلى طرق أبوابهم ، فضعف العقيدة في كثير من نفوس الناس ، فأصبح ارتياد أمثال هؤلاء أمراً طبيعيا ، بل أصبح هذا الأمر محببا لبعض النفوس بسبب انتكاس الفطر والبعد عن منهج الكتاب والسنة ، وما علم أولئك أن اقتراف ذلك يوقع المسلم بالإثم كما أفاد علماء الأمة الأجلاء 0

4)- إظهار المغيبات حاضراً وماضياً :

فإظهار هذا الصنف من الناس - أعني المستعينين بالجن - بعض الأمور المغيبة ماضياً وحاضراً يؤدي بالتالي إلى تعلق الناس بهم والاعتقاد أن لديهم خاتماً سحرياً لحل مشكلاتهم 0

5)- الاعتقاد بعدم محظور الفعل شرعاً :

واعتقاد كثير من الناس بأن الأمر غير محظور شرعاً ، واستشهاد المستعيني بالجن بأقوال علماء أجلاء لم يقصدوا مطلقاً ما ذهب إليه عامة الناس ، أدى إلى فتح مثل هذا الباب الخطير 0

السؤال الثاني : ما النصيحه التي توجهها لهؤلاء اللذين يجرون لكل نعيق دون التأكد من سلامه معتقده الدينيه وخلوه من شوائب العجب والكذب والضلال ؟؟؟

أقدم للجميع سواء كانوا معالجين أو مرضى أو من له علاقة بهذا الموضوع من قريب أو بعيد النصح والتوجيه وذلك من خلال ما قدمته في نهاية كتابي الموسوم :

( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى - تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر )

وهيَّ نصائح جامعة شاملة حيث قلت من خلالها :

وبعد ، فقد اتضحت الرؤيا ، وأصبح المهتم بهذا الجانب يرى أن الرقية الشرعية أصبحت قواعد وأصول ، ولا بد من انتهاج مسلكية واضحة تعتمد أساسا على النصوص القرآنية والحديثية وأقوال أهل العلم ، ومن خلال فصول الكتاب المتنوعة ، نخلص للأمور التالية :

1)- إن الرقية الشرعية أصبحت في الآونة الأخيرة بحاجة إلى تقعيد وتأصيل ، بحيث توضع لها الضوابط والأصول التي تضبطها وتحكمها في بوتقة الشريعة 0

2)- لا بد من الاهتمام بالنواحي العقائدية المتعلقة بالرقية الشرعية وغرسها في نفوس المسلمين ، كالتوحيد الخالص لله تعالى والتوكل والاعتماد والخوف والرجاء ونحوه 0

3)- إن الابتلاء من معالم طريق المسلم الحق ، ويحتاج للصبر والتحمل واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى 0

4)- الظلم ظلمات يوم القيامة ، ولا بد من محاسبة النفس قبل الذهاب للسحرة والمشعوذين لما يندرج تحت ذلك من ظلم للنفس وللآخرين 0

5)- لا يجوز مطلقا الاستعانة بالجن والشياطين ، بإدعاء فعل الخير والعمل الصالح ، درءا للمفسدة المفضية للمحظور 0

6)- المغيبات أمر استأثر الله بعلمه ، ولا يمكن لأي مخلوق في هذا العالم أن يعرف عنه شيئا 0

7)- الظاهر أن التناكح بين الجن والإنس - بالرغم مما بينهما من الاختلاف - أمر ممكن عقلا ، بل هو الواقع ، ولكنه نادر الوقوع 0

8)- إن تصفيد الشياطين متعلق بوسوسة الشيطان ، وهذا لا يعني عدم صرعهم للإنس وإيذائهم لهم 0

9 )-لا يجوز مطلقا إعادة الأمور برمتها من مشاكل صحية واجتماعية وزوجية ونحوه ، للإصابة بالسحر والحسد والعين وإيذاء الجن والشياطين 0

10)- خطورة الوقوع في التشاؤم والاعتقادات الفاسدة أو الاعتقاد والتعلق بالنجوم والأبراج والطالع والتنجيم والضرب بالحصى وقراءة الفنجان ونحوه 0

11)- جواز اللجوء للرقية الشرعية وأنها لا تقدح في تمام التوكل على الله سبحانه وتعالى 0

12)- لا بد من الاهتمام والتركيز على سلامة وعقيدة ومنهجية المعالج 0

13)- احرص على الاهتمام بما ينفعك ، دون الخوض في الأمور التي لا فائدة منها 0

14)- لا بد للمسلم من اليقين التام بالله سبحانه وتعالى واليقين : طمأنينة القلب واستقرار العلم فيه 0

15)- إن الإيمان حين يتغلغل في النفوس ، ويستقر في القلوب 00 هو أول سلاح يتسلح به المؤمن في مواجهة صراع الحياة ، وفي مجابهة مغريات الدنيا ، ودرء كيد الشياطين والانتصار عليهم 0

16)- حذاري من الوقوع في المعصية فإن من أوسع ميادين الشيطان وأنجحها تزيين الهوى ، وذلك بتحسين الأشياء وإظهارها بمظهر حسن ويكون ذلك بالدعوة للإغراء وتحسين القبائح تضليلا وصدا عن سبيل الله0

17)- إن الدعاء طريق يتوجه به المؤمن لمناجاة ومناداة خالقه سبحانه ، ومعناه الحقيقي استدعاء العبد ربه العناية ، واستمداده إياه المعونة ، وهو من أنجع الوسائل التي ينتصر بها المسلم على الشيطان إن توفرت لها الأحكام والشروط والآداب 0

18)- إن ذكر الله تعالى يحيي القلوب ، ويجلو صدأها ، ويذهب قسوتها ، ويذيب ما ران عليها من مكاسب وشهوات ، ويصلها بالله عز وجل ، وللذكر وقع وتأثير عظيم في رد كيد القوى الشيطانية ، وحفظ المسلم ووقايته منها 0

19)- لا يجوز مطلقا تعليق التمائم الشركية التي لا يفقه معناها كالكتابات والطلاسم والمربعات والحروف المقطعة والرسوم المختلفة أو العقد والخرز والعظم ونحوه ، والراجح بل الصحيح من اقوال أهل العلم عدم جواز تعليق التمائم وإن كانت من كتاب الله ومن الأدعية المأثورة عن رسول الله 0

20)- إن المتتبع للحق يجزم بأن مسألة صرع الأرواح الخبيثة للإنسان قد تم إيضاحها تماما من خلال النصوص القرآنية والحديثية ، وأن الأدلة القطعية قد جزمت بإمكانية ذلك ووقوعه فعلا 0

21)- إن الإسلام قد وضع قضية السحر في حجمها الطبيعي ، وتناولها بما تستحقـه من الإيضاح والتبصير ، تناولها تعريفا وتأثيرا وتشخيصا ووقاية ، تعرض لها من جانب العرض وجانب الطلب ، فحارب السحرة ، وجعل حد الساحر القتل ، وكذلك بين خطورة اللجوء إليهم والاستعانة بهم لجلب منفعة أو درء مفسدة واعتبار ذلك من الكفر بالله عز وجل 0

22)- النشرة يندرج تحتها نوعان ، أما النوع الأول فهو حل السحر بالأدعية والرقى المباحة من القرآن والسنة ، وهذا جائز بإجماع أهل العلم ، وأما النوع الثاني الذي نعنيه تحت هذا العنوان فهو حل السحر عن المسحور بسحر مثله ، وقد أجمعت الأدلة القرآنية والحديثية على حرمة هذا النوع لما قد يحدثه من هدم للعقائد ، ونشر للكفر والضلال ، وإفساد في الأرض ، وتحطيم للأسر ، وإلحاق الضرر بالمجتمع الإسلامي 0

23)- العين حق ، ولا بد من الاعتقاد بأن الحديث عن حقيقة العين هو خوض في غمار مسائل القضاء والقدر ، والعين من سائر المقدور على العبد ، وهي سبب في إحداث الضرر ، لا كما يذهب الأشاعرة في انكار الأسباب والقوى والتأثيرات ، وقرروا أن الفعل كله لله ، وأنه ليس هناك ارتباط ولا سبب ، بل هو مجرد تلازم وعادة 0

24)- إن الرقية الشرعية أصبحت مطلبا ملحا ، بسبب انتكاس الفطر السوية لكثير من الناس ، وبعدهم عن خالقهم ، واقترافهم المعاصي ، ووقوعهم في المحرمات ، وقد أدى ذلك لتسلط الشيطان بوسائله الخبيثة ، ودسائسه الماكرة ، وهذا يتطلب العودة الصادقة للينبوع والمنهل الحقيقي المتمثل بالكتاب والسنة 0

25)- لا بد من الاهتمام الخاص بالقوة الشفائية للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لاحتوائهما على كثير من النصوص القطعية المتعلقة بهذا الجانب ، مع الاعتناء بالجانب العضوي وذلك بمراجعة الأطباء المتخصصين في مجالاتهم المتنوعة والمتشعبة 0

26)- لا بد من توفر شروط وأساسيات تتعلق بالمعالج ، وعدم توفر تلك الشروط يعني وقوع أخطاء عقائدية أو محاذير شرعية أو تأويل ونحوه ، وهذه الشروط إما أن تكون شرعية أو أن تكون سلوكية 0

27)- الأولى بل الصحيح أن لا يلجأ المعالج لتشخيص الحالات المرضية لأسباب كثيرة أهمها أن تلك الأحوال غيبية ولا يمكن القطع أو الجزم فيها ، ولما قد تتركه من آثار سلبية على نفسية المرضى وبالتالي يترتب عن ذلك الأمر مفسدة عظيمة 0

28)- لا بد للمعالج من اتباع منهجية سلوكية في العلاج تنطلق من النصوص القرآنية والحديثية وكذلك الدراسة الموضوعية والممارسة واكتساب الخبرة ممن هم أهل لهذا العمل الجليل ، وكل تلك الأمور سوف تعطي المعالج بعد نظر في سلوكياته ودراساته وأبحاثه ، بحيث يقدم جل ما يستطيع لهذا الدين ، وهذا الجانب الدعوي 0

29)- إن الرقية الشرعية علم له قواعد وأصول كما أشرت آنفا ، ومن هنا فإني أحذر غاية التحذير من طرق أبواب مدعي هذا العلم ممن استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم أنفسهم فأصبحت غايتهم الأساسية أكل أموال الناس بالباطل وهتك الأعراض وإقحام النفس في قضايا الطب العضوي والنفسي ، فأظلهم الشيطان برداء الكبر والعجب بالنفس فأصبحوا يطلقون الفتاوى يمنة ويسرة وتفننوا بإغواء المرضى وكأنهم أصحاب علم لدني فضلوا وأضلوا ، ومن هنا كان لا بد من التحذير من هذه الفئة الضالة التي تزعم المعرفة بهذا العلم وقواعده وأصوله وهي أبعد ما يكون عنه وعن أهدافه النبيلة السامية ، وللأسف فقد تقاطر الناس على بعض هؤلاء الجهلة وأنا أعلم يقينا أنه جاهل في الأصول ناهيك عن الفروع ، ومن هنا كانت أهمية سؤال أهل العلم والعلماء عن المعالجين وطريقتهم ومنهجهم لكي لا يدلس على الناس فيطرقوا أبواب الجهلة والمخادعين ويكونوا عرضة للنصب والاحتيال والغش والخداع 0

30)- أحذر من تفشي الاعتقادات الخاطئة المتوارثة عن الآباء والأجداد نتيجة عادات وتقاليد معينة ، أو التي تم نقلها لمجتمعاتنا ، وارتباط هذه الاعتقادات ارتباطا وثيقا بالحضارة الغربية ، وخطورة هذه الاعتقادات أنها تمس عقيدة المسلم وتخدشها 0

31)- إن الإسلام يحث على تنبيه المؤمنين على نعمة الصحة ، واتخاذ كافة التدابير للمحافظة عليها والتمتع بها على الوجه الأكمل الذي أراده الله سبحانه وتعالى 0

32)- لا بد من اللقاءات الدورية التي تجمع بين الأطباء بكافة تخصصاتهم والمعالجين بالرقية الشرعية ، والتباحث والتدارس العلمي الجاد ، وهذا سوف يحقق نتائج إيجابية لكلا الطرفين ، ويترتب عن تلك الأبحاث والدراسات منفعة ومصلحة عظيمة للإسلام والمسلمين 0

33)- يجب على المعالجين بالرقية الشرعية توخي الحذر من التوسع والإفراط في مسائل الرقية الشرعية وأحوالها ، خاصة فيما يتعلق بالممارسات والمؤلفات غير المنهجية ، والأخطر من ذلك كله البدع المحدثة التي فاقت التخيل والوصف ، وكل ذلك أدى لانتشار الأوهام والوساوس والخوف والهلع بين الناس ، فأصبحت النظرة للرقية الشرعية وأهلها نظرة يشوبها الشك ، بل قد تعدت ذلك في بعض الأحوال لدرجة الاتهام والقذف 0

34)- لا بد من تكاتف الجهود بين العلماء والأطباء ومراكز الدعوة والإرشاد ليتسنى وضع الضوابط والأطر التي تضبط الأمر ، فيسير وفق منهج شرعي واضح المعالم بكافة جوانبه ، وأما أن يترك الأمر دون رادع أو وازع وأن يدلوا كل جاهل بدلوه في الرقية وأحكامها ومسائلها دون علم شرعي ودراسة وممارسة فيحصل التخبط والابتداع والزيغ والضلال ، والاعتداء على الحرمات ، وإطلاق الفتاوى دون حسيب أو رقيب ، وتنوع التجارة بكافة الأشكال والسبل والسلعة هي كتاب الله تعالى ، ناهيك عن ظهور معالجين تفننوا في قضايا الطب العضوي والنفسي فأساءوا للرقية وأهلها 0

35)- إن الشيطان لا يألو جهدا ، ولا يدخر وسعا في إغواء بني آدم وإضلالهم ، وتوجيههم إلى النار ، وإخراجهم من النور إلى الظلمات ، ولا يفتر ولا ينثني عن تخويفهم وإرهابهم ، وهذا يحتم على المسلم أن يحذر منه وأن يعد العدة الكاملة لرد كيده وتحصين نفسه واتقاء فتنته العظيمة 0

36)- لا بد من العودة للعلماء وطلبة العلم في الأمور المشكلة المتعلقة بالرقية الشرعية وأحوالها ، وهذا بالتالي يؤصل منهجية شرعية تعتمد أساسا على النصوص القرآنية والحديثية وأقوال أهل العلم ، فتصان الرقية من البدع والخرافات والترهات وتتحلى بالقواعد والأسس الصلبة الثابتة 0

37)- إن طرح بعض التساؤلات الخاصة بأحوال الرقية الشرعية لم يكن ليهدف للتشخيص ، بقدر ما هو إيضاح لكثير من الأمور الواقعيـة التي تحصل للناس ، وهذه الوقائع أصبحت متواترة وتحتاج لتفسير وتعليل ، وعدم تقديم الإجابات الخاصة بها يؤدي لطرق أبواب السحرة والمشعوذين والدجالين والمتكسبين ، لإشباع الرغبة والفضول ، وبناء عليه صيغت هذه الإجابات من منطلق شرعي دون المساس بالجانب الغيبي الذي استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه 0

كما قدمت توصيات شاملة بخصوص الرقية والأمراض الروحية أذكرها على النحو التالي :

وفي ختام بحثي المتواضع أقدم هذه التوصيات والنصائح العامة آملا من الله سبحانه وتعالى أن تجد طريقها لقلوب المسلمين ، متمنيا أن تكرس ما يفيد المجتمع المسلم لتخليصه من الشرور الخطيرة والخطوب المستطيرة ، وهي على النحو التالي :

1)- أهيب بالمسلمين في كافة الدول الإسلامية بالتوكل على الله سبحانه وتعالى والمحافظة على العقيدة الصحيحة التي تنأى بصاحبها عن الانحراف والتشتت والضياع وخسران الدين والدنيا 0

2)- أتوجه بالنصح لكافة المسلمين سواء كانوا معالجين أو مرضى أو عامة بالمحافظة على الذكر والدعاء والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات والبعد عن المعاصي ، وكل تلك الأسباب كفيلة برد كيد الشيطان وأعوانه ووقاية المسلم من كافة الأمراض الروحية التي قد تعتريه في حياته بإذن الله تعالى 0

3)- لا بد للمسلم الصادق من تحري اتخاذ الأسباب الشرعية لعلاج الأمراض الروحية من صرع وسحر وعين ونحوه ، وكذلك اتخاذ الأسباب الحسية المباحة التي ثبت نفعها بإذن الله تعالى وأقر فعلها العلماء لعلاج تلك الأمراض 0

4)- لا بد للمسلم الحق من الاعتقاد اليقيني بالأمراض الروحية وتأثيراتها المتنوعة ، حيث أن النصوص القرآنية والحديثية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك حصول تلك الأمراض على اختلاف أنواعها وتأثيراتها 0

5)- أتوجه للمسلمين في الدول الإسلامية خاصة وفي شتى بقاع الأرض عامة للحذر من السحر والسحرة ، وأنوه باخوتي على خطورة اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين ، وتأثير ذلك على العقيدة والدين ، كما أتوجه لولاة الأمر للضرب بشدة وبيد من حديد على ممارسيه دون شفقة أو رحمة ، مع التنبيه على خطر أصحاب زعم تحضير الأرواح من المسلمين ، وتحذير الشباب منهم ، وذلك بكشف حقيقتهم وكفرهم بإنكارهم ما هو معلوم من الدين بالضرورة 0

6)- أنوه على جميع طبقات المتعلمين بأن يجاهروا بالدفاع عن عقيدة الإسلام من خلال طرح القضايا المتعلقة بالرقية الشرعية وإيضاحها من منظور شرعي ، ومن تلك القضايا الهامة إيضاح حقيقة الصرع والعين والسحر وكذلك رفض اللجوء إلى السحرة من خلال تقديم النصح والإرشاد لأهليهم وجيرانهم ، وإخوانهم حتى لا يتفاقم الشر وتنحرف العقائد وتكثر المعاصي والمنكرات ، كما أوجه الشباب المسلم لاتباع نفس الأسلوب السابق خاصة ما يتعلق بالرد على السحرة والكهان ومدعي تحضير الأرواح وأمثالهم ، بوسائل إنكار المنكر الإسلامية المتاحة لهم وفق ما تمليه تعليمات ولي الأمر ومن ثم المصلحة الشرعية العامة ، وأن لا يتركوا الساحة خالية لكل من تسول له نفسه للنيل من العقيدة النقية ليعيث في الأرض الفساد 0

7)- أتوجه بالنصح لكافة الأطباء المسلمين - سواء كانوا عضويين أو نفسيين - في شتى بقاع الأرض بتقوى الله سبحانه ، كما أوجههم لدراسة كثير من النواحي المتعلقة بالأمراض الروحية دراسة علمية مستمدة من النصوص القرآنية والحديثية ومرتكزة على كتب وأبحاث وخبرات من هم أهل لهذا العلم الجليل ، وحيث أن الغاية والهدف من دراسة الطب بكافة تخصصاته غاية إنسانية تسعى لتقديم العون والمساعدة للفرد والمجتمع المسلم ، وهي بالتالي مهنة سامية ترتقي عن المادية والشهرة وحب الذات ، كل ذلك سوف يعطي صورة واضحة عن بعض جزئيات هذا العالم الغيبي كما قررتها النصوص الشرعية ، ومن هنا فسوف تتسع آفاق الطبيب المسلم فيتسلح بسلاح العلم ويتخلق بأخلاق القرآن وينتهج منهج رسول الله 0

أقول ذلك لما يعتصرني من حرقة وأسى بسبب ما رأيته وسمعته من خلال تجاربي الشخصية مع كثير من الأطباء الإسلاميين - وفقهم الله لما فيه الخير - حيث اتخذوا موقفا من الرقية الشرعية بشكل خاص والمعالجين بشكل عام ، وهذا الموقف اتسم بالتهجم والرفض والاستهزاء بكافة الأساليب والوسائل المتبعة في علاج تلك الأمراض ، وقد ذهب البعض الآخر لأبعد من ذلك الأمر حيث رفض الاعتراف جملة وتفصيلا بتلك الأمراض على اختلاف أنواعها وتأثيراتها ، بل قد وصل الأمر للتهجم والقذف دون إدراك النتائج الوخيمة التي قد تترتب عن هذا الأمر وخطورة ذلك على الطب وأهله والمجتمع المسلم 0

أقول هذا ولا أعني مطلقا موافقتي على كافة ما يحدث على الساحة الإسلامية من تخبط وتشتت وضياع فيما يتعلق بالرقية والعلاج ممن لا خلاق لهم ، وقد أوضحت منهجي الواضح والصريح المستمد من النصوص القرآنية والحديثية من خلال هذا البحث العلمي فيما يتعلق بهذه المسألة بشكل دقيق ومفصل ، ولا أريد أن يكون أمثال هؤلاء قدوة لما قد يختلج في نفوس الأطباء ، بل على العكس من ذلك تماما فهدفي أن يسعى الطبيب للبحث والدراسة في تلك الأمراض الروحية لما سوف تقدمه هذه الدراسة من فائدة عظيمة تعود عليه وعلى المجتمع المسلم ، وكذلك تقويم كثير من الممارسات الخاطئة من قبل بعض المعالجين والمتعلقة بالجانب العضوي ولها أثر يتعلق من قريب أو بعيد بالناحية الطبية ، وهذا يؤكد على إجراء لقاءات دورية بين الأطباء المتخصصين وبين المعالجين الذين يستندون لمنهج إسلامي عقائدي سلوكي واضح في طريقة علاجهم ، فتكون الغاية والهدف للجميع تحقيق المصلحة الشرعية في المجتمع المسلم 0

ومن هنا كان حري بالطبيب المسلم التريث والدراسة الموضوعية المستفيضة لهذا الموضوع ، خاصة أن الطب بكافة تخصصاته قد أثرى المعلومات المتعلقة بالطبيب وزرع في نفسيته طريقة البحث العلمي والدراسة المتأنية وإعداد التقارير والأبحاث وإجراء التجارب التي تحقق بمجملها الأهداف والغايات التي يربوا إليها هذا العلم لكي تتحقق من خلالها المصلحة الشرعية العامة للمسلمين 0

سائلا المولى عز وجل أن يكون هذا البحث العلمي بداية طيبة لكل طبيب يبحث عن الحق وأهله ليستطيع أن ينير طريق البشرية من خلال الالتزام الصريح الواضح والتمسك بالكتاب والسنة أولا ومن ثم افادة المجتمع الإسلامي بهذا العلم الطيب : ( وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 0

8)- منع نشر وتوزيع الكتب المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة خاصة ما يتعلق بالرقية وطرقها وعالم الجن والشياطين والصرع والعين ، وأخص بالذكر في هذا المقام تلك الكتب التي تعلم السحر وتهدي الناس إلى طريقه ، أو كتب الكهانة وتحضير الأرواح ، أو تلك المؤلفات التي أتت بهرطقات وخزعبلات عن لقاءات مزعومة مع الجن والشياطين ، أو تلك الكتب التي بحثت في ثنايا هذا العالم الغيبي من منطلق جاهلي فاعتمدت على أحاديث واهية ، أو أقاويل مزعومة أو خرافات جائرة فقدمت الغث فضلت وأضلت 0

ولا بد من محاربة هذه الفئة الضالة لخطورة أفكارها ولزيف اعتقاداتها ، دون السماح لها بالتمسح برداء الحرية الشخصية ، أو حرية الرأي ، ونحوها من الشعارات الشيطانية ، التي تبيح لهم نشر معتقداتهم الفاسدة الهدامة ، وبالمقابل فلا بد من نشر وتوزيع الكتب الإسلامية ، التي تنقي العقيدة الإسلامية ، وتفضح هؤلاء المفسدين ، وتبين أباطيلهم ومزاعمهم 0

ومن هنا كان لا بد من التكاتف الاعلامي سواء في الصحافة أو الرائي أو الإذاعة أو عبر صفحات الإنترنت أو النوادي الأدبية 00 ونحوها ، لكي تؤصل المعتقدات والأسس والقواعد الصحيحة للرقية الشرعية ومن ثم فضح كافة المعتقدات الهدامة أو التي تخالف منهج الكتاب والسنة فتبين مساوئها وأخطارها وبعدها عن الإسلام ، وكل ذلك لإقامة الحواجز بين المسلمين خاصة العوام منهم ، وبين تلك الفئة المفسدة الباغية 0

9)- على علماء المسلمين ومؤسساتهم التعليمية الإسلامية منها خاصة ، متابعة موضوع الرقية الشرعية وما يدور في فلكها والتنبيه على كل ما يخالف الأسس والقواعد الصحيحة المتعلقة بها ، ومراقبة ذلك الأمر وتوجيهه الوجهة الموافقة لمنهج الكتاب والسنة والأثر 0

10)- أتوجه إلى النساء المسلمات خاصة بعدم الانقياد وراء كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع فيما يتعلق بالأمور الخاصة بالرقية وعالم الجن والشياطين والعين والسحر ونحوه ، وأنصحهن بالتمسك بأهداب الشريعة ، وإنفاذ أمر الله سبحانه وتعالى القائل : ( فَاسْئلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) 0

كما أشيد بأخواتي المسلمات بأن لا يجعلن الابتلاءات طوقا يشد على رقابهن ، ويقودهن نحو الكفر والشرك والولوج في الخطايا والآثام 0

11)- أنوه بكافة المسلمين في شتى بقاع الأرض بعدم التعلق بالتمائم على اختلاف أنواعها ، سواء كانت من كتاب الله أو الأدعية النبوية المأثورة ، لما قد تحدثه من هدم للعقائد وانحراف عن الفطر السوية السليمة 0

12)- أنصح إخواني المسلمين جميعا سواء كانوا معالجين أو عامة أو خاصة من تحري فهم نصوص الكتاب والسنة في علاج كافة الأمراض الروحية سواء كانت صرعا أو سحرا أو عينا وسؤال العلماء عن كافة المسائل المشكلة ، دون الأخذ والتعويل على آراء من لا خلاق لهم ، أو تلك الفئة التي لا تملك فقها في العلم الشرعي فتكون مدعاة للضلال والانحراف 0

13)- أنصح اخوتي المعالجين بتحري اتباع الطرق الصحيحة في الرقية الشرعية للكشف عن الأسباب الرئيسة للحالة المرضية ، واتباع أسلوب علمي مبني على الدراسة الدقيقة المستفيضة للحالة ، لكي لا يقع الناس في الوهم والوسوسة والضياع 0

14)- أتوجه لاخوتي المعالجين بالنصح في اتباع منهجية واضحة مستقاة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، في علاج الأمراض الروحية ، دون التخبط والتشتت في متاهات الضلال 0

15)- أنصح المعالجين والمرضى وغيرهم بضرورة توخي سلامة الناحية المرضية والاهتمام في هذا الجانب غاية الاهتمام ، ومعرفة أن عدم الالتزام بهذا الأمر قد يؤدي إلى مفاسد عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0

16)- أتوجه من أعماق قلبي لكافة المعالجين بالرقية الشرعية بتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن ، واتخاذ طريق الرقية الشرعية مسلكا ومنهاجا في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وأحذر كل التحذير من اتخاذ هذا الطريق وسيلة للتجارة والمزايدة والعبث بأعراض المسلمين وانتهاك حرماتهم ونشر الأوهام والوساوس فيما بينهم ، وليعلم كل من تصدى لهذا الأمر بأن اتباع المنهجية الواضحة المستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سوف تؤتي بآثار طيبة وفائدة عظيمة بإذن الله سبحانه وتعالى 0

17)- ومن أهم التوصيات التي أطرحها بعد العرض الشامل لهذا البحث العلمي مسألة هامة تتعلق بموضوع الرقية والعلاج بشكل خاص وقضايا العقيدة بشكل عام ، ولا بد من الاعتقاد الجازم بأن منهج السلف يقوم على الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه ، وللأسف فقد عاصرت وعايشت معاناة الفرقة التي تجتاح العالم الإسلامي وادعاء التمسك برداء السلفية من كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع وكأنما ينطق فيهم قول الشاعر :

وكل يدعي وصلا لليلى.............................وليلى لا تقر لهم بذاك

وليست المصلحة الشرعية أن نقف لتتبع العورات وكشف الزلات والعثرات لعلماء ودعاة ومفكرين قدموا الكثير لهذا الدين وأهله ، ونحسب أنهم على خير وصلاح والله حسيبهم ، بل قد وصل الأمر بالبعض بالتهكم والتهجم على علماء أفاضل أجلاء كسماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، وعلامة بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - ونحوهم ، ومنهج السلف يقوم على أن العصمة للمعصوم - رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك إجماع الأمة ، كما أشار لذلك المفهوم علماء الأمة الأجلاء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ومنهج السلف لا يقوم على الحزبية أو العنصرية أو المذهبية بل يقوم على الدليل النقلي الصحيح من الكتاب والسنة ، وقد قال الإمام مالك - رحمه الله - قولته المأثورة :( كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذه السارية ) يعني محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد وقعت أخطاء لبعض العلماء تتعلق بمسائل اعتقاديه بحتة كالتأويل ونحو ذلك ، ومنهج السلف يقوم على إنكار مثل تلك التأويلات وردها جملة وتفصيلا لتعارضها مع الدليل النقلي والعقلي ، مع وضع هؤلاء العلماء في المكانة والموضع الذي يجب أن يكونوا عليه ، فنحترمهم ونقدرهم ونوقرهم وندب عنهم ما ليس فيهم ، دون موافقتهم على مخالفة الكتاب والسنة والإجماع ، ولا يجوز مطلقا ذكرهم بالهمز واللمز وطرح ذلك في المحافل والمجالس العامة والخاصة ، مع أن البعض قد أفضى إلى ما قدم والله سبحانه وتعالى أعلم بحاله 0

إن التكالب الذي يعيشه العالم الإسلامي من قبل أعداء الإسلام يحتم علينا جميعا أن نفهم العقيدة الإسلامية الصافية وأن ندرك حقيقة المنهج السلفي الصحيح في خضم كافة الأعاصير التي تجتاحنا من كل حدب وصوب ، والواجب الذي يمليه علينا العصر الحاضر هو الاهتمام بإصلاح ذات البين وتربية وتنشئة الأسرة على العقيدة والمنهج الإسلامي والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتراص الصفوف ومجابهة الكفرة والملحدين والمبتدعة والزنادقة والفئات الضالة وخوارج هذا العصر ، وأهيب بكافة الدعاة في العالم الإسلامي أن ينتهجوا طريقا في الدعوة إلى الله يعتمد على القواعد والأسس الرئيسة في إظهار وإحقاق الحق وإنكار الباطل بالحكمة والموعظة الحسنة ولين القول ، وكذلك أن يضعوا نصب أعينهم قولا مأثورا لعلامة بلاد الشام المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - حيث يقول : ( التربية والتصفية ) فواجب الدعاة يحتم عليهم أن يعلموا ويربوا الأجيال القادرة على حمل أعباء الدعوة إلى الله ، لا أن يطل علينا أناس تعلموا العلم الشرعي ولم يتحلوا بالأدب الذي يصقل ذلك العلم ويصونه 0

18)- أنصح كافة العلماء وطلبة العلم والدعاة الالتزام بأدب الإسلام في الخلاف ، وأن يحتكم إلى الأصول والقواعد المقررة ، لا إلى الأقوال المجردة عند الخلاف وليلتمس الأعذار ، لأننا بشر نخطئ ونصيب ، ولا بد أن يتحلى القارئ بأدب المناظرة والمجادلة ، وأنقل كلاما بديعا تحت هذا العنوان للدكتور الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد - حفظه الله - حول مبادئ وآداب الخلاف ، تحت عنوان ( تحاشي الخلاف والاختلاف قدر الإمكان ) وذلك بمراعاة الأمور التالية :
أولا : حسن الظن بطلبة العلم وتغليب أخوة الإسلام على كل اعتبار0
ثانيـا : حمل ما يصدر منهم أو ينسب إليهم على المحمل الحسن قدر الإمكان 0
ثالثـا : إذا صدر ما لا يمكن حمله فيعتذر عنهم ولا يعدم قاصد الخير والحق لإخوانه من الاعذار ما يبقي صدره سليما ونفسه رضية 0
وليعلم أن هذا ليس دعوة إلى القول بسلامتهم من الأخطاء فكلهم خطاءون والكريم النبيل من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه 0

ويكفيك في هذا أن تعلم أنك خطاء وأنك إذا أخطأت فإن تستغفر لنفسك ألا تستغفر لأخيك حين يخطئ فتقول كما قال موسى مع أخيه هارون : ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلأَخِى وَأَدْخِلْنَا فِى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) 0
رابعا : اتهام النفس واستيقافها عند مواطن الخلاف والنظر وتحاشي الإقدام على تخطئة الآخرين إلا بعد النظر العميق والأناة الطويلة 0
خامسا : رحابة الصدر في استقبال ما يصلك من انتقاد أو ملاحظات من الإخوان ، واعتبار ذلك معونة يقدمها المستدرك لك وليس مقصود أخيك العيب أو التجريح 0
سادسا : البعد عن مسائل الشغب والفتنة فقد ذكر الآجري في أخلاق العلماء أن العالم إذا سئل عن مسألة ويعلم أنها من مسائل الشغب ومما يورث بين المسلمين الفتنة استعفى منها ورد السائل إلى ما هو أولى به وأرفق ويدخل في ذلك ألا يحدث العالم الناس حديثا يكون فيه فتنة وبخاصة الصغار من طلبة العلم000وينبغي للأساتذة والعلماء أن يترفعوا بطلاب العلم وبخاصة صغار طلاب العلم 0 حتى لو نقل لك تلميذك قولا لعالم من العلماء مخالفا لما قلته أو حتى مخالف لما هو راجح عندك ، عليك أن ترفق بتلميذك 000 أما أن وجدت لذلك العالم مخرجا فتنبهه وتعوده وتربيه على حسن الأدب حتى مع المخالفين ، ولهذا قالوا ويحسن من ذلك ألا يحدث العالم الناس حديثا يكون فيه فتنة 0 فيتجنب الخوض في كل ما يعلم مما لا تدركه عقول من حوله من دقائق العلم وشذوذاته 0
سابعا : الالتزام بأدب الإسلام في انتقاء أطايب الكلام وتجنب الكلمات الجارحة والعبارات اللاذعة ذات اللمز والغمز والتعريض بالسفه والجهل 000 هذا ما يمكن أن يقال في هذه البضاعة المزجاة ) 0

19)- أتوجه بالنصح لكافة القراء الأفاضل بتحري الدقة في اختيار الكتب العلمية الموضوعية التي تبحث في مجال الرقية الشرعية والعلاج وعالم الجن والشياطين دون تقصي البحث في الكتب الأخرى التي تقوم على الهرطقات والخزعبلات والأحاديث الواهية أو الضعيفة ، أو تلك التي لا تعتمد على الأسس العلمية الصحيحة في البحث والتحقيق ولا تتخذ طريقا واضحا في اتباع مناهج البحث العلمي في البحث والدراسة ، وهذا يؤكد على الاخوة الأفاضل بالعودة للعلماء وطلبة العلم للحكم على تلك المؤلفات ومضمونها ومحتواها 0

وكذلك فإني أهيب بالقارئ الكريم من اقتناء الكتب العلمية المحققة والمخرجة تخريجا دقيقا ، وهذا ما سوف يثري معلوماته بالثقافة الإسلامية الخاصة بهذا الجانب ، وحينئذ سوف يفرق دون شك بين الغث والسمين في الممارسات والمؤلفات المطروحة على الساحة اليوم 0

20)-وأخيرا أوجه النصح للقراء الأفاضل بالاضطلاع وقراءة الكتب القيمة المعاصرة التي تطرح الموضوعات المتعلقة بالرقية الشرعية من منظور إسلامي بحت وفق منهج الكتاب والسنة والأثر 0

وأخيرا وقبل أن اضع قلمي لأنهى كلمات بحثي أرجو أن تجد تلك الوصايا طريقها للتنفيذ ، وأن تجد عقولا تعي وتدرك ، وآذانا تصغي وتسمع ، وقلوبا تتيقن فتؤمن 0

إن أشد ما يؤرق فؤاد المسلم أن تجد انتشار الجهل وعلى نطاق واسع في شتى بقاع العالم الإسلامي والبعد عن التمسك بتعاليم الكتاب والسنة واتباع طرق كفرية أو شركية أو تلك التي تكتنفها البدعة والمعصية من كل حدب وصوب في علاج تلك الأمراض الروحية ، أو طرق أبواب السحرة والمشعوذين لجلب منفعة أو دفع مفسدة خاصة اتباع ذلك من قبل بعض المتعلمين وأحيانا من حملة الشهادات العليا سعيا وراء هؤلاء الدجالين والكذابين ، وبذل الأموال لهم 0

ولذلك فإنني أناشد كل مسلم غيور البدء في إنكار كافة المظاهر آنفة الذكر والتصدي لها بكل ما أوتي من قوة ورباطة جأش وبالحكمة والموعظة الحسنة سواء كان بالقلم أو اللسان أو على صفحات الجرائد والمجلات ، فالخير سينتصر مهما طال عمر الباطل ، فالحق أبلج والباطل لجلج ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) 0

السؤال الثالث : وكيف نواجه المغريات التي تعرض من مستخدمي الجن في طريقهم للعلاج من غير وضوح نتائج ظاهره مؤكده ؟؟؟

الجواب : أن زرع العقيدة النقية الصافية في النفوس ، وتيقن الحالة المرضية بأن الشفاء أولاً وأخيراً بيد الله سبحانه وتعالى هو الأصل في العمل كله ، وكون أن نزرع مثل هذا الاعتقاد ، فتأكدي أخيتي الفاضلة بأن كافة هذه الصروح سوف تتهدم ، وينغرس بدل منها صفاء وتوجه إلى الباري سبحانه وتعالى وحده 0

هذا ما تيسر لي أخيتي الفاضلة ( أم البتراء ) ، سائلاً المولى عز وجل أن يجعلنا لكتابه مهتدين ولسنة نبيه متبعين أنه سميع مجيب الدعاء ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

( الباحث )
22-11-2005, 01:53 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخ ابو البراء واحسن اليك فى الدنيا والاخره

أبو البراء
23-11-2005, 10:08 AM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

وإياكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الباحث ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

ام البتراء
23-11-2005, 04:42 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،،،
ماشاء الله بحث خالي من التقصير وعلم غزير ومجمل بالأدله الثابته وتبليغ حق وعدل لامراء.....
جزاك الله ألف ألف ألف خير.....

أبو فهد
23-11-2005, 08:04 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين ...

شكرا جزيلا لكم شيخنا الفاضل الحبيب ( أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني ) ويحفظك الله ويرعاك ...

على الرد ... والنصائح الثمينة الغالية وجزاك الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء ...

والشكر والدعاء للجميع موصول ...

أبو البراء
23-11-2005, 08:10 PM
http://hawaaworld.net/files/23937/marsa137.gif

http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11.gif

بارك الله فيكما أخواي الفاضلان ( أم البتراء ) و ( معالج متمرس ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0